إنسان على فيسبوك

الجزيرة المجهولة 2 - التطبيق الثاني من ورشة 120 يوم

0


يبدأها : طارق عميرة 
إزدادت قوّة العاصفة فهاج البحرُ أكثر , كان صوت الرعد والهواء هادرًا يضرب الأمواج المتلاطمة الثائرة حتى أن صرخات البحّارة اختفت داخله , متشبثًا بحاجز السفينة بكل قوتي نظرتُ نحو الأفق لربما ألمح أي شيء يبدو كبادرةٍ للنجَاة من الضياع والتيه والغرق فلم أرَ إلا الظلام , يضرب البرق من بين الغيوم فأعرف أن الظلام أقل رعبًا من مشهد البحر المتلاطِم الذي يقول لنا بوضوح شديد , أنتم الليلة لي !
موجة عنيفة اخرى تضرب حاجز السفينة فأتخلى مرغمًا وأسقط داخلها ويرتطم رأسي بقوة تجعل وعيي يغوص تدريجيًا نحو العدم وآخر ما يفكر فيه , كيف تسن أسماك القرش أسنانها مبتسمةً في جذل وكيف تنظر إلي السفينة حوريات البحر بين اللامبالاة والشفقة وتضحكن لبعضهن منتظرات غنائمهن ..
في النهاية شعرت بخشب السفينة الغارق من مياه الأمطار يتمزق أسفل ظهري ثم لم أعد أشعر بأي شيء ..
***
حين أفقت كانت أشعة الشمس الصافية تغمر وجهي , حولت وجهي في سرعة حتى أستطيع أن أفتح عيني لأكتشف أن كل عظمة في جسدي قد وهنت رغم الرمال الباردة التي وجدتها فراشي , نهضت كعجوز كسيح لأجدني أنظر للبحر مرةً أخرى , تلفتت حولي لألمح على مسافات بعض الأخشاب الممزقة والأمتعة ولكن لم أرى سواي من الطاقم , أدرت ظهري للبحر وعقلي مضطرب , لأنظر إلى عالمي الجديد , جزيرة أم يابسة , لا أعلم ..
لكن ما أعلمه أنني طفت كل بلدان الأرض ولم أر أبدًا مثل ما أراه الآن ..



***

قصة 8 - أمنية محمد - مصر
و مع ذلك فقد سمعت عنه..
هذه جزيرة و لكنها ليست كأي جزيرة، انها جزيرة حية، أو كانت حية!
هذه الجزيرة هي جزيرة مرجانية، شعاب مرجانية تكتلت و تجمعت معا حتى كونت كتلة أخذت تكبر و تكبر حتى كونت هذه الجزيرة، و ساعدها على التماسك فضلات الطيور التي تحط عليها، فأرضها مكونة من خليط من الشعاب المرجانية و فضلات الطيور، شاهدت مثيلاتها في التلفاز من قبل، و لكن رغم ذلك، هذه الجزيرة تختلف..
الفارق بين ما رأيته على التلفاز و ما أراه الآن، هو أن هذه الجزيرة في طور التكوين، ما رأيته سابقا هو جزيرة تكونت و بفعل الزمن و الرياح غطتها الرمال و النباتات و أصبحت تشبه الجزر الأخرى، و العلماء هم من اكتشفوا حقيقتها....أما هذه الجزيرة، فأرضها لم تغطى بعد إلا بالنذر اليسير من جهة الشاطئ، أنا أقف الآن على شعب مرجانية ملونة بأشكال متعددة ،كأن المحيط انقلب رأسا على عقب و أصبح قاعه محل سطحه..
إن وضعي الآن لا يسمح بتقدير الجمال، فأنا في كرب، ليس لي وسيلة إتصال بأحد، لا أرى أي سفن، و إن مرت طائرة لا أملك أن أشعل نارا لتراني، و الجزيرة قاحلة لا يوجد بها نبات يؤكل، سأحاول اصطياد بعض الأسماك أو أكل الطحالب، و لا أعلم النتائج الكارثية الذي ستنتج عن هذا الوضع..
و لكن لنفس هذه الأسباب فأنا لا أملك إلا أن أتأمل فيما حولي، ليس لي ما أفعله سوى هذا، أخذت أتنقل بصعوبة بين الشعب المرجانية المتشابكة، ما هذه الألوان و التكوينات، هناك ما يشبه قرون الوعول، و الملتف كشكل الحمض النووي في كتب الأحياء، و شبيهات الورود و الزهور ، و المليء بالثقوب بشكل يثير هلع مصابي فوبيا النخاريب، وهناك المشع المضيء بألوان فسفورية تضيء لي بعض الشيء في المساء، حتى أني هلعت لرؤية ما يشبه المخ البشري ثم اكتشفت أنها شعب أيضا قد اتخذت هذا الشكل..
و بين هذه الشعب توجد بعض الكائنات الميتة التي قد حبست بداخل هذه الشعب، مثل الأسماك الملونة بمختلف الأحجام و القشريات مما يثير رؤيتها شهية أي محب لفواكه البحر، و لكن ان وصلته الرائحة التي أشتمها عند سكون الرياح، سيكرهها للأبد..
ذلك أن هذه المناظر الجميلة التي تنافس أي حديقة عالمية للأسماك مكونة من جيف هذه الكائنات، و لذلك فهذه الجزيرة اللعينة لها مظهر الجنان، و رائحة المقابر ..
و هذا يوصلني للحقيقة المرة، هذه هي مقبرتي، سأكون من ضمن هذه الجيف قريبا، سأكون من مكونات هذه الجزيرة في المستقبل، و سأصبح أنا و هذه الكائنات حفريات تدرس لطلاب الأحياء و الجيولوجيا، فليحيا العلم، و لأقبر أنا !
أنهى العالم الشهير قرءاة الورقة و نظر للكاميرات و وكالات الأنباء وقال:
هذا نص الرسالة التي وجدناها مدفونة مع عظام الرجل المجهول التي اكتشفناها مؤخرا و محفوظة في قطعة من البلاستيك تشبه غلاف الأقلام ، و يبدو أنه خشي على رسالته من التحلل فحفظها في هذا الغلاف البلاستيكي، يقدر عمر هذا الاكتشاف بحوالي ٣٠٠ عام، و قد تم حفظ الرسالة و العظام بالمتحف ..

***
قصة 9 - مريم عثمان - مصر 
حين أفقت كانت أشعة الشمس الصافية تغمر وجهي , حولت وجهي في سرعة حتى أستطيع أن أفتح عيني لأكتشف أن كل عظمة في جسدي قد وهنت رغم الرمال الباردة التي وجدتها فراشي , نهضت كعجوز كسيح لأجدني أنظر للبحر مرةً أخرى , تلفتت حولي لألمح على مسافات بعض الأخشاب الممزقة والأمتعة ولكن لم أرى سواي من الطاقم , أدرت ظهري للبحر وعقلي مضطرب , لأنظر إلى عالمي الجديد , جزيرة أم يابسة , لا أعلم ..
لكن ما أعلمه أنني طفت كل بلدان الأرض ولم أر أبدًا مثل ما أراه الآن ..
_________
كانت مصابيح ...
الكثير منها ... فى كل مكان ... تخرج من الرمال كما تخرج الاشجار من الارض ... بين الواحد والواحد بضعه امتار فقط .... مصابيح مضيئة كمصابيح الشوارع . ولكن نقوشها اغرب . واشكالها اكثر جموحا وجمالا ... مضاءة فى النهار .. بالوان غريبة . وردية . سماوية . زرقاء ... حمراء. وتحت كل مصباح كان هناك مقعد . مقاعد خشبية . ارائك .و حتى مختلفة الاشكال . مقاعد على شكل اطباق . على شكل بجع . على شكل كف . .. وعلى كل مقعد . جلس واحد .. مستغرقا فى القراءة ... ماذا يقراون . لا علم عندى
الشمس كانت هناك ولكن الهواء كان حاضرا بوضوح . الجميع يمسكون الصفحات بعنف خوفا من ان تنقلب بغته . ينظرون للكتب بتركيز ويبدون مرضى ... اعينهم حمراء . ويبدو عليهم الانتباه والذهول ... وخلف كل تلك المصابيح بعيدا استطعت ان المح ما بدا كبيوت. . وبركه . مابدا كعالم بعيد . . وجسور وقلاع رملية واشياء لم احددها ... بعيدا بعيدا جدا حتى اننى لم استطع التاكد مما ان كنت ارى عالما ام ارى مقاعد اخرى بدت كعالم!
مشيت ست خطوات فقط لاصل الى اقرب مقعد . تجلس فوقه امراة يغمرها شعور ما . ولكنه ليس شبيها بشعور ... بشعور شبيه بشيئ نعرفه . كان شبيها بالتخيل . او التركيز الشديد . او الانسحاب من العالم منذ الماضى . كانها عادت الى البداية . بداية لا اعرف ما هى
" مرحبا "
لم ترد المراة
"مرحبا "... كررت بهدوء ... كررت ثلاث مرات . اربع مرات . خمس. ست. . وخفت من ان المسها فتنتفض ... 
وتابعت السير
رايت رجلا ذو ندبه على وجهه
وعجوزا قديما . وفتاة شابه .. وزوجين .. عرفت انهما زوجين ولا اعرف كيف ... رايت على تلك المقاعد كل من استطيع تخيله . جالسا يقرا ... حتى اننى رايت رجلا كفيفا . يقرا باصابعه ورقا مثقوبا
... ظللت امشى لوقت طويل جدا ... بين الناس . كلما سألت احدا . لم يرد . . ولم يبدو انه سمعني .بقيت هكذا حتى غروب الشمس .... مشيت ساعات على الشاطئ . بمحاذاة المقاعد التى لا تنتهي .. مشيت حتى المتنى قدمى . لم اعبر الى ما وراء المصابيح والحشد القارئ . لم اعبر لاننى كنت فى سعى محموم للحصول على اجابة منهم ... كنت غاضبا . تسائلت مرارا . ان كانو ملعونين . ان كانو تماثيل . ان كانو موتى ... واستسلمت . جلست قليلا حتى اقترب الغروب . ووجدت ان العالم احمر والشمس تمضى نحو خط الافق . فنهضت لاواصل السير . وهنا رايت شيئا اسود بعيدا
لحظه . كان شعرا . شعرا اسود متطاير
كان هناك فتاة . او امراة . ... لو رايتها فى يوم اخر فى مكان اخر لقلت انها جميلة . لكنها الان بدت كحلم فقط . كغرابة الاحلام ... السواد الحالك والبحر والظلام . الارتطام . العالم الغريب الذي افقت فيه. لم يجعلنى ابدا افكر او اتسائل ان كنت احلم ام لا. ولكن تلك الفتاة . تلك المرأة . جعلتنى اتسائل
كانت جالسه على صخره. امام الماء . تحيط بها المصابيح التى ادركت انها مشتعله ليلا ونهارا حتى لا يضطر القراء الى النهوض وتشغيلها فى ساعه الغروب . كانت نائمه تحت العالم الاحمر .. مسندة ذراعها لركبتها . مسندة وجهها لكفها بتثاقل كانها تجاهد كى لا تسقط . ترتدي فستانا طويلا الاكمام اوسع من شراع سفينة ولم احدد لونه مهما حاولت ... اقتربت منها
اقتربت منها .." . اقتربت وبدلا من ان انادى . وبدلا من ان اصدر صوتا . امسكت يدها بغضب . يدها التى تسند وجهها . وجذبتها لتستفيق . ولكن بدلا من يسقط راسها للاسفل ... وجدتها ترفع راسها بفتور تجاهى وتفتح عينيها بنفاذ صبر .. بشفتان مطبقتان فى تحدي غريب . كانها كانت تعلم ان احدا سيوقظها ... كان بعينيها حور خفيف . وكان وجهها شبيها بشخص لا اتذكر من يكون . ولم ابذل جهدا
سالتها فقط . بنفاذ صبر . وغضب . واعين تحرق . ربما كانت تدمع كذلك
" أين انا "
سالتنى هى عن من اكون 
فكررت سؤالي
فكررت سؤالها
فقلت لها بهدوء " اننى غريب ... وهذا يكفيكي .. "
فقالت هي " انت فى مكان ما وهذا يكفيك "
شدت الفتاة ذراعها بغضب لتعود للنوم قبل ان اصرخ " لماذا لا تقراين مثلهم "
نظرت لى الفتاة ثم تنهدت . وضحكت بسخرية اذتني تقريبا قبل ان تقول " الامر كله بدأ ... باننى طرحت سؤالا فى طفولتى ... "
" وما كان هو"
" السؤال كان ... لماذا عندما يركز احد ما بشدة فى فعل امر ما. لا يستطيع سماعك . ولاننى كنت اميرة هذه البلاد الغبية . فقد حاول الشعب كله ان يجيب سؤالى للحصول على كيس من الذهب ونجمة فى السماء وساعة رملية لا ينفذ الوقت منها . احضرو كل هذه الكتب . وجلسو فى اماكنهم .... ومنذ سنوات لم يفعلو اى شيئ سوى القراءة ... قراوا كل الكتب الممكنه بحثا عن اجابات . ولكنهم يقراون بتركيز شديد . ولم يعد اى منهم ينتبه لما يدور حوله . "
تاملتها ببلاهة . ولكنها اكملت " كان هذا حين كنت طفلة . ومنذ ذلك الوقت و.كلهم مستغرقون. و انا انام كي يمر الوقت .. انتظر ان يعثر احدهم على اجابة كى يلتفت لى . وربما نسو لماذا يقراون تلك الكتب اصلا. هل تملك اى فكرة انت . لماذا عندما يستغرق احدهم بشده . لا يسعه سماع اى شيئ"
فى الواقع لم اسمع تلك الجملة . لاننى انا ايضا كنت مستغرقا فى عالم اخر

***
قصة 10 - يارا حسني - مصر 
أشعر بدوار وتعب ، كدت ان أموت ، لا أنا مازلت حيا..، انها لمعجزة حقا ! تذكرت شيخى بالموصل وهو يردد أيات الله " وما كان لنفس أن تموت ألا بأذن الله .. آه ، أنها جروح متفرقة بجسدى ، سبحان الله ! شلال كبير يتدفق بماء عذب ، وحدائق ذات بهجة ، توجهت ألى غدير الماء القادم من الشلال ؛لاغترف بكفى وأشرب ،فأذا بهذا القزم يدنو منى محملقا ثم يهرع بعيدا ، فأبتسمت له ولوحت بعمتى على طرف اصبعى : مرحبا أقترب منى وتحدث بلغه عجيبة لم أفهمها 
ومضى وقت وأنا أتجول بين أشجار غريبة ، لم أرى مثيلها فى حياتى ..أن لها أشكال غير معتادة ، فمنها ما تبدو كأمرأه غجريه ذات شعر مجعد اشعث ، وأخرى كأنها رأس قطه ، وهناك من لها طلع كأذان الفيله !
وأذا بى أسمع همهمه رنانة ، فألتفت لأجد نفسى محاطا بقبيلة من الأقزام ،جميعهم قد رفع السلاح على ، نهرنى أحدهم وهو ينغزنى بشوكة فى ساقى ..فضحكت ، ووقعت على الأرض ، وأذا بهم يفزعون ويصطرخون .
ما هذا ؟ أنه سواد قادم ، زحف كبير ، أنها أسراب كبيره من النمل ، وأذا بالأقزام تفزع وتأوى ألى كهوفها وأنا معهم ، فأتسأل :هل هناك أحد يتحدث العربية ؟ فلا احد يجيب ، أعود فأسأل ، وأذا بشجرة مثل شجرة الزيتون التى نعرفها، تتحدث ألى : بأمكانى أن أترجم لهم ما تقول ..
قلت: يمكننى أن اعاونكم فى التغلب على أعدائكم الأشرار ، تحدث أحدهم فصاحت الشجرة : أن أسراب النمل الوحشى لاتزال تقاتلنا عند كل مغرب للشمس ، قلت : أذن موعنا الصبح القريب ، وقسمتهم ألى ثلاثه مجموعات ، أحدهم يأتى بالحجاره من الجبل ، والاخر يطلعها الى غصون الاشجار والهضاب ، والقسم الأخير يقوم بغزل شباك محكمه ، وعند الغروب..أتت جحافل النمل المعتدين ، أعطيت اشاره البدء ، فألقينا عليهم الشباك ،وأنهلنا عليهم رميا بالحجارة ، وحسمت المعركه لصالحنا.
ولكن بقت ملكه النمل أسيرة الشباك ..لم تمت، أن لها وجهه أمرأة حسناء ، يعلو جسد نمله ..، نظرت أليها بعجب بينما كانت تزرف الدمع ، فقلت: ما بك ؟ أجابت عنها الشجرة المترجمه : لقد ضاعت مملكه أبائى وأجدادى ، انت نصرت الأقزام على ، فقلت : يمكنك أن تعيشى بيننا لكنك آثرت الحرب
قالت : لم يعد هناك قيمه لحياتى اقتلنى ، فقمت أليها وحللتها من شركها وأنا أطمأنها : لا بل انت حره طليقة ، قالت شىء فسكتت الشجرة ، ثم ضحكت ، فسألتها : ماذا تقول ؟ فأخبرتنى مقهقهة : أنها تعرض الزواج عليك
أذن أنا أوافق ..فأذا بها تمثلت بشرا سويا ، كمرأه شديده الوهج والجمال ، لم أعهد حسنها من قبل .
وأذا به " فوزى" البحار اللعين ينبهنى : أصحى يا محمد أوشكنا أن نصل - بسلامه الله - ألى الهند

***
قصة 11 - سناء مصطفى - مصر - قصة 2
ما أراه الأن كانت جزيرة خضراء ليس لها مثيل و كأنها شبه حلم لم أحلم به من قبل كانت الأشجار تحاوط المكان من كل جانب تقدمت خطوة تلو أخري، الغريب أنه لم يكن هناك شخص واحد في تلك الجزيرة مضيت بها كي أفهم ماذا يحدث لي لم أرى من قبل مثل تلك الجزيرة لم يقع نظري يوم علي هذا ظللت أمشي لا أعرف أين تقودني قدمي و فجأة وصلت لبقعة أرضية شديدة السواد كان شكلها مخيف ظللت أعدو في فزع لأتخطاها و فجأة ألتفت الأشجار ملتصقة حول تلك البقعة و كأنها أصبحت سور ليس له باب و كأن أحدآ حركها ليحبسني ثم تفرقت شجرتان ليعلنان لي عن وجود ممر جريت نحوه في هول أجل تخطيت تلك البقعة السوداء الرديئة و لكن ما هذا ؟! أهذه صحراء !! ولكن كيف ؟!
ليس هناك أحد أيضآ و لكن ... ما .. هذا ؟! ما كل هذه المرايا !! ذهبت نحو مرآة منهم عسي أن تكون سبب لخروجي من هنا فوقفت أمامها ما هذا ؟! لم توجد صورة لي معاكسة لكن هناك صورة غريبة هذه الصورة قديمة .. لا !! من المؤكد لا !! يا إلهي أين صورتي في تلك المرآة !! تذكرت هذه الصورة و من معي بها .. نعم هذه هي الفتاة التي كنت أحبها !! و لكن كيف أتت هذه الصورة إلي هنا !! نعم هذا خيالي من المؤكد أنه خيالي ليس إلا .. مضيت قليلآ نحو مرآة أخرى فوجدت صورة في تلك المرآة لكن للفتاة وحدها بفستان الزفاف كانت جالسة حولها الجميع و لكنها بدون عريس !! ما معني هذا ؟ تقدمت نحو مرآة أخرى فوجدت صورة للفتاة من جديد و لكنها كانت هذه المرة تبكي في حزن ! كانت هذه الصورة أشبه بمشهد أراه و أعيشه معها تركت تلك المرآة و ذهبت لأخري فوجدت أخيرآ صورتي !! نعم هذا أنا و لكن إين كنت يا أنا ؟! رجعت للمرايا الثلات فوجدت الصور قد أختفيت و هناك صورة واحدة ظلت و هي أنا !! و لكن ماذا يعني هذا ؟! أهذا يعني أنني السبب في كل هذا ؟! أنا من تركتها وحيدة في زفافها أم أنا من أبكيتها ؟! و لكن ماذا يعني هذا !! ظهرت أمامي مرآة كبيرة للغاية تعكس كل شئ موجود حولي و لكنها لا تعكس صورتي !! صرخت بأعلي صوتي أين أنا .. أين أنا يا مرآتي ؟! أأنا فارغ مثل صورتي حقآ !! أريد صورتي .. تلونت المرآة بالون الأسود و كأنها أصبحت برواز لصورة سوداء فخفت و لكن فضولي جعلني ألمسها و لكن الغريب أن يدي أخترقت تلك المرآة !! أهذه المرآه بوابة ؟! لم أترددت فدخلت بها فوجدت شيء غريب أهذا الماضي !! يوم زفاف الفتاة ؟! أهل الزمن أعطاني فرصة واحدة لتصحيح أخطائي ؟!
لا .. لا لن أصلح شيء أنا لا أحبها !! أريد الرجوع أين البوابة ؟! يا إلهي لقد أختفت !! لااااااا .. أأصبحت سجين الماضي !!

***
قصة 12 - سارة علاء - مصر 
حين أفقت كانت أشعة الشمس الصافية تغمر وجهي , حولت وجهي في سرعة حتى أستطيع أن أفتح عيني لأكتشف أن كل عظمة في جسدي قد وهنت رغم الرمال الباردة التي وجدتها فراشي , نهضت كعجوز كسيح لأجدني أنظر للبحر مرةً أخرى , تلفتت حولي لألمح على مسافات بعض الأخشاب الممزقة والأمتعة ولكن لم أرى سواي من الطاقم , أدرت ظهري للبحر وعقلي مضطرب , لأنظر إلى عالمي الجديد , جزيرة أم يابسة , لا أعلم ..
لكن ما أعلمه أنني طفت كل بلدان الأرض ولم أر أبدًا مثل ما أراه الآن ..
لم أستطيع غلق فمي من روعة ما رأيت ، أخذت أسأل نفسي هل مت و هذه الجنه ! محال أن يكون هذا واقعا ، تلك الشلالات التي تنهمر المياه من أعلاها لكنها لا تلامس الأرض ، بل تطفو فوقها كأنها تطير في انسيابيه يعجز العقل عن وصفها ، من روعة المنظر الذي أمامي نسيت ما حل بي من سوء ، بل نسيت الجوع القارص الذي يستولي ع معدتي و بدأت أجوب هذه الجزيرة لأستكشف كل هذا الجمال و عيناي محدقتان لكل انش فيها ، شعرت بنسمة هواء باردة كأنها تدغدغني ، حتي الهواء هنا مختلف ، أشعر به يتسلل بين أنفاسي و يستوطن رئتي ، بل أكاد أشعر به في كل ذرة من كياني ثم سمعت همس بجانب أذني ، استدرت حولي لم أجد أي أحد ، لكن الهمس مازال مستمر كأن هناك من يتحدث بداخل أذني ، لتظهر بعد قليل ذرات من الهواء متجمعه سويا أمامي و يبدو أنها حية و تتكلم ، صرخت بفزع و تراجعت للخلف لأسقط ع صخرة ما ، لأسمع صوت تأوة خفيف يحذرني أن انتبه، استدرت خلفي ببطء و الدماء مجمدة في عروقي لأجد الصخرة تتحدث هي الأخري ، لديها عينين و فم ، لم أستطيع التحمل أكثر من ذلك ، تعالت صرخاتي كفتاة صغيرة جزعة لأهرب من أمامهم و أجري حتي تعبت قدامي ، توقفت لأتنهد قليلا فهذا جنون لا يعقل أن يحدث هذا ، هواء يتكلم و الصخر ايضا ! لا لا مستحيل ، وجدت بحيرة صغيرة رائعة الجمال أمامي اقتربت منها لأروي عطشي ، شربت القليل لأجد صوتا بجانبي يسألني هل أعجبك ؟
وجدت نفسي أبصق كل الماء الذي في فمي بقوه بوجه من أمامي لتضح أنها سمكه ، قبل أن أبدي اندهاشي لهذة الصغيره ، شعرت بيد تهوي ع وجهي بشدة و اذا هي قطرات الماء التي تناثرت من فمي منذ قليل ، لأسمع بعدها صوت ضحكات السمكة الصغيره تخبرني أن قطرات الماء تعاقبني لرفضي شربها و أهانتها هكذا ، ظللت محدقا بها ثم تراجعت خطوة وراء الأخري و بدأت في الجري في اتجاه اخر لأجد بعد فترة شاطيء البحر و به الكثير من الزهور التي لم أري في جمالها من قبل لدرجة اني تناسيت كل ذاك الجنون الذي حدث معي للتو لأقترب منها لأستنشق عبيرها ، لأسمع صوت ضحكات خافته "كف عن ذلك ف أنت تضحكني " تراجعت فجأة للخلف من هول الصدمة ، لقد كانت تحادثني ، الزهره كانت تحادثني ! ، لا أعرف لماذا أتعجب كل شيء متوقع ع هذه الجزيرة المجنونه و فجأة تذكرت أن هناك بعض الألواح الخشبيه موجودة ع الشاطيء ، اذا يمكنني الهرب من كل هذا الجنون الذي حولي قبل أن أفقد عقلي ، هرولت مجددا محازة للبحر ، عائدا للمكان الذي استيقظت فيه و أخيرا وصلت ، كان هناك بعض الألواح المكسوره و الحبال الممزقة لكني نجحت في صنع شيء اشبه بقارب صغير اقتربت من الماء و ركبت فيه و بدأت أبحر إلا أن فاجأني البحر بموج عالي حمل قاربي و دفعني بقوة للجزيرة مرة أخري لاصطدم بصخره بعنف كادت أن تنكسر عظام أنفي و رغم شعوري بالألم الا أنني تحملته و حاولت مجددا أن أجمع الألواح لصنع قارب جديد لأجد البحر يهتاج و يصبح موجة كبير كانت نظراته بريئة و ابتسامته حنونة
ثم قال " لقد تم اختيارك لتبقي معنا هنا إلي الأبد " حسنا من اختارني ، لأجد الجواب أمام عيني ، جميع المخلوقات ع أرض الجزيرة اجتمعت حولي ، الازهار و المياة و الصخور و ذرات الهواء و الطيور حتي الرمال تحت قدمي ، كلهم كانوا سعيدين بوجودي لكني كنت خائفا منهم ف طلبت أن أرجع إلي دياري لأجد أن الجنه التي ظننت أني فيها تحولت إلي درك من الجحيم ، كان كل شيء مشتعل حولي حتي الهواء الذي أتنفسه ، كنت أشعر به يحرقني من الداخل و الموج تحول لكتلة كبيرة من النار ، كان غاضبا كحال كل شيء حولي حتي الرمال التي أحرقت قدمي لأجد نفسي أبكي من الألم و اعتذر عما قلته و أعدهم بالمكوث معهم إلي الأبد ليتحولوا فجأة إلي أشكالهم البريئة مرة اخري ينظرون لي ببلاهه ، بينما أنا لا أقدر حتي الآن ع استيعاب كل ما هو حولي " هذا كابوس محال أن يكون حقيقة ، لابد من طريقة للهرب " مرت عدة أيام عليا معهم كانوا يهتمون بي كثيراً ، كنت أدعي أني تكيفت العيش معهم بينما بداخلي يأكل الخوف روحي ببطء ، علمت بلا شك أنني سألقي حتفي هنا إما سأموت أو سأجن و في كلتا الحالتين سأجرب مرة أخري الهرب ، ليس لدي شيء أخسره حتي الآن عندي أمل أن يكون كل هذا كابوس و سأستيقظ منه أو ربما عليا أن أُوقظ نفسي بنفسي لذلك طلبت منهم أن أصعد إلي أعلي قمة في الجزيرة لكي أتمعن في كل هذا الجمال من حولي و يبدو أنهم أعجبوا بمدحي ، لذلك التفوا حولي مؤيدين للفكرة و صعدنا إلي أعلي قمة جبل ع هذه الجزيرة " لقد كان المنظر رائع من هنا ، اعترف اني أحببت المكان لكن لا يستطيع أي انسان أن يحيا بمفرده لابد من جود بشر من حوله ، لذلك اقتربت من حافة الجبل ع غفلة مِن مَن حولي و ألقيت نفسي من عليه بكل ما أوتيت من قوة ، لا يتردد بداخل نفسي غير هذه الكلمات " اذا كان واقعا ف أنا أرفضه و اذا كان كابوسا ف سأصحو منه "
قمت فزعا من نومي فجأة لأجد نفسي نائما في غرفتي بدأت أخذ نفسي بصعوبه لقد كان حلما لا لا بل كابوسا و انتهي "حمد لله" شعرت بالعطش ، حملت إناء الماء الذي كان بجانبي لأروي عطشي لاسمع صوت ضحكات خافته " أنت تدغدغني " لا لا ليس مجددا ، اشعلت النور لأجد قطرات الماء تتصاعد أمامي و تعانقني بطلف "ألم أقل لك أنك ستبقي للأبد " ثم تبخرت فجأة ، لم أشعر بنفسي إلا و أنا أصرخ فزعا كطفلة صغيرة رأت كابوسا و رغم شعوري بوجود أهلي من حولي يسألوني عما حل بي ، إلا أنني لا أعرف حتي الآن أكان هذا حقا حلما أم أنني جننت
#النهاية

قصة 13 - هبة راجح - مصر 
قدرى القادم الهمنى واطلق عنان المغامر الصغير الساكن بجوانحى لرحله المصير المجهول ، هذه الارض التى سطرت على شاطئها نهاية مغامرة ليعلن الزمن ابتداء اخرى ..
بعد ان استجمعت قواى واستطعت ان اتكئ على قدماى واخد الجوع يؤنبنى تأنيبا شديدا كان لابد ان اتجول هناك ابحث عن ما اسد به فم ذلك الوحش الاسر الذى ينهشنى ..تطلعت يمنه ويسره اراقب نخيل جوز الهند الذى ملاء الشاطئ وابهرنى ارتفاعه ولكن ما ازعجنى كيف سأحصل على ثماره ..تابعت المسير بين ممرات الجزيرة وانا سائر على رملها الناعم حتى استوقفنى مشهد ساحر لشلالات منهدره من الجبال يمتزج صوت هديرها بصوت الرياح فيعزفان انغاما تأسر القلوب ، هناك استلقيت لبرهه اتأملها واريح جسدى المنهك من المسير ويبدو ان سحرها انسانى ما ألم بى من جوع فسكن عقلى روعتها ..ساعات وساعات وانا هناك حتى اعلنت الشمس نيتها للعودة الى مهدها لتنام نومتها الهادئة .. اسرعت وانا الملم نفسى كى اجد مأوى في هذا الليل ..تعثرت خطواتى وكدت اسقط وعندما انتبهت وجدت بضعا من ثمار جوز الهند فحملتها بجعبه ردائى اسابق خطواتى مع الشمس لنصل كلانا الى مهدنا ساكنين حتى تستيقظ لبداية يوم جديد .


للقراءة 
من القصة 1 إلى 7 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجتمع مصر

اقتن نسختك الآن

اقتن نسختك الآن

التبادل الاعلانى

Discussion

جميع الحقوق محفوظه © دار إنسان للنشر

تصميم الورشه