إنسان على فيسبوك

من أهوى القمر ويهوي غيري

0

من المجموعة القصصية ( أهوى القمر ويهوى غيري )
طارق عميرة
يتَحدثُون كثيرًا عَنْ جمَالِ القمَر , أقرأ هذَا التَعبِير كثيرًا فِي القِصَص وأشاهدهُ فِي الأفلَام والمُسلسلات والمَسْرَح , وأسمعهُ فِي الشِعر والإذاعة بلْ وفِي الشَارع وكذلك من كل من أعرفهُم عندمَا يرون فتاة جميلَة فيقولون عنهَا أنّها مثل القمَر .
كنت أعده صورة بلاغية ليسَ أكثر وتعبير جميل عن جمال الشخص الموصُوف بكونهِ قمرًا , ولكنني حين رأيتكِ يَا رانيَا بدأتُ أفكّر فيمَا قدْ يعنيهِ هذا الوصفُ وأتساءلُ عن من إبتدعَه.
هلْ تُشبهِين القمرَ يا رانيَا لأنّهُ مضيء ؟ أم لأنه يرشِد الضالين وينقذُ السائرِينَ في طُرقَات التِيه ؟ أم لأنّه يبدُو بعيدًا يمثّل لنا ذلك الجمَال والضوء والألفة والذي يعجز الجميعُ عن الوصول إليهِ وإفسادهِمْ ؟
هل أنا بطيء الفهمِ لأنني لم أفكر في معنى هذه الكلمة قبل أن أرَاك , أم أنّ النّاس هم كذلِك لأنّهم يرددونهَا دائمًا دونَ أنْ يروك ؟!
أنتِ حقًا يا رانيا مثل القمر , تشبهينه في إضاءته وجماله وظهوره وعلوّه , تشبهِينهُ في دورتهِ الباعثَة على الإطمئنَان والمثيرة للتسَاؤُلِ والفضُول عن حالِ زيارتهِ المقبلَة , تشبهينهُ بقوّة رغم أنّهُ لا يُشبهكِ لأنّهُ لا يَمتلكُ روحِك !
عرفتُ الكثيراتِ يا رانيَا لكنَّني أبدًا لم أشعر أن إحداهنّ تختلفُ فِي شيءْ , كلها صفات معتادةُ مَوجُودَة , وعرفتكِ يَا رانيَا وعرفتُ أيضًا كيفَ يُمكن لفتاة أن تشبهَ القمرَ للمرّة الأولَى ربّما الأخيرَة .
سُحقًا للقلبِ الذّي ينقادُ بلا قائِد , والذي ينبضُ بشدّة كلمّا اقتربَ مما بدا لهُ حلمَ الحيَاة , والمجدُ للعقلِ الذي يدرسُ قرَارَات هذا ويوقفهَا ويحَاصرهَا ويكتمهَا رغمَ أنّه لا يستطيع أن يقتلهَا .
لا أدرِي يا رانيَا أيّ حمَاقةٍ يمتازُ بهَا البشر حتّى أنّهم يكرّرون حماقاتهم كثيرًا , من صِغري وأنَا اقرأ دائمًا الحكمَة الخالِدَة التّي تقُول أن الغبيّ هو الذي لا يتعلّم من أخطاءه والذكي هو منْ يتعلّم مِنْ خطأهِ والعبقري هوَ من يتعلّم من أخطاء الآخرين , ورغمَ أنني ميقن أن جميع الناس يؤمنون بهذه المقولَة ولكنهم لا يكفون عن إرتكاب الأخطاء وتكرَارِهَا .

كنتُ أعلمُ يا رانيَا أنّكِ تحبّين , ومعنَى أنّك تحبين أنك لن تتقبّلي حبيبًا إلا من تريدينه , معنَى أنك تحبين أنّه لا فرصة لسوَاه , ومعنَى أنّك تحبين أنّنّي أحمَق لأنني كنت أعرفُ هذَا يا رانيَا لكنّني أحببتك !
بقية القصة في قصص الكتاب .

شكرا , لمن سجنوني أيضًا - د. أيمن نور

0
2- شكرا لنصف مليون انتخبوني ..وشكرا لمن سجنوني
من كتاب مصر السجينة عن عصر مبارك
د. أيمن نور


صديقي وزميلي المقاتل  :طلعت السادات
منذ نصف مليون دقيقة أو يزيد قليلا أعلنوا أني حصلت على ثقة نصف مليون مصري أو يزيد قليلا كل صوت اعترفوا به قابلته دقيقة خصمت من رصيد حريتى  8760 ساعه من الظلم والسجن مرت إلا اني على يقين أن ساعة الحق لابد وأن تدق وستبقى إلي يوم الساعة ..
شكرا لمن منحوني في هذا اليوم ثقتهم وحبهم ووهبوني حريتي حتى وأنا سجين مقيد وشكرا لمن حرموني في هذا اليوم من حريتي ومنحوني شرف أن تصبح حالة حريتي دليلا جديدا لحاجة وطني للحرية ..
بعد عام شكرا لنصف مليون انتخبوني .. وشكرا لمن سجنوني أبطال 7 سبتمبر هم الذين صنعوه.. وخصومه هم الذين أفرغوه وهدموه
 خلافي مع الرئيس أنه تصور اكتساحه يبقيه وتصورت أن العكس يخلده ..
هل سيذكر مبارك اليوم من انتخبوه ومن نافسوه بشرف ويشكرهم؟!  8760   ساعة من التنكيل لم تفقدني الإيمان بالله والوطن وأن ساعة الحق قادمة!!
لا أعرف هل سيتذكر الرئيس مبارك اليوم  7 سبتمبر أن يتقدم في بيان للشعب بالشكر لمن اختاره ومن لم يختاره في مثل هذا اليوم أم لا؟
لا أعرف هل سيذكر من نافسوه بشرف ويشكرهم وفقا لميثاق شرف المنافسة بين الغالب والمغلوب أم أنه سيكتفي بسيل الرسائل التي وصلتنا عبر  8760ساعة هي الفاصلة  بين  7 سبتمبر   2005واليوم 7  سبتمبر  .. 2006 هل سيفعلها الرئيس اليوم ويتوجه للشعب مباشرة مقدما كشف حساب عام.. هو سدس المدة أم سيكتفي بتصريح صحفي من تلك التي تتبادلها الصحف الحكومية كل صباح بشكل أفقدها طعمها وقيمتها هل سيكتفي الرئيس بملف  1000 صفحة اعلانية في صحيفة نجله تحت عنوان " مصر اتغيرت " أم أن مصر ستتغير بالفعل ويقف الرئيس يقدم ويناقش كشف حسابه في نهاية شوطه الأول .. هذا السطور ليست مقالا هاربا إليكم من خلف القضبان فهو ليس مقالا أصلا بل رسالة وخواطر شاردة رغبة في الحديث إليكم فلم اشعر يوما بالرغبة في الكتابة قدر رغبتي اليوم و شهيتى ورغبتى في التواصل منفتحة لأقصى مدى و رغم الأبواب المغلقة والرقابة المكثفة والمشددة لأقصى حد.
الحقوق والحريات للسجين السياسي هي دائما شحيحة ومنقوصة  ومقطوعة وكأنها توزع بالبونات حيث كل شيء قليل وشحيح إلا الورق والقلم والكتابة فهذه السلع الثلاث بالنسبة لي تحديدا هي ممنوعة ومحذورة ومجرمة أكثر من المخدرات وكل قائمه الممنوعات الطويلة.
ولكن هذا الأسبوع تحديدا أنا أكثر إصرارا على اختراق المدى غير مبالٍ بكل السكاكين المتربصة برقاب العصافير التي تحمل أوراقى لتصل إليكم , مستعينا بالله وحده في خرق قواعد الحصار المفروض والأبواب المختومة بالشمع الأحمر التي تجعل وصول هذه السطور إليكم كالمشي على زجاج مكسور,  كالمشي بين نقاط التفتيش والفواصل والكمائن التي تستهدف أن تموت بصمتك وكمدك بين جدران الظلم والقهر.
هذا الاسبوع اشعر أن التاريخ عاد بكل تفاصيله وأجزائه مشتعلا, انفجرت المسافات وانكسرت الأزمنه وداست أيامُ عام مضى بممرها ومرها على بعضها البعض.
 تملكتنى رغبة عارمه أكثر من أي وقت أن أكون اليوم بينكم لنرصد سويا ونحلل ونرصد ما حدث منذ عام كامل, نعم..مر عام...
كان فيه حجم الأزمات أكبر واكثر من عدد أيام وساعات العام المنصرم.
مر عام قطع فيه ما كان ينبغي أن يظل موصولا وجرح فيه ما كان ينبغي أن يظل مصانا ...
مر عام من الشطط غير المسبوق لم يخرج أي شيء خارج دائرة ضرب النار, لم يبق شئ واحد بمنأى عن مرمى الصراع الذي لا أحد يريد أن يفهم أنه انتهي منذ عام بالتمام والكمال, لا كلام لنا الآن في الأساليب المختلفة التي استخدمت من التشويه والتجريح إلى التلفيق والسجن والتنكيل المجنون, رغم مرور عام إلا أن البعض استغرقته المعركة حتى فتن بها, وظن أنها محصورة بين قوسين قاتل ومقتول وليس غالبا ومغلوبا والفارق بينهما هو ما يحدث الآن بلا عقل ولا حد أدني من الشعور بالحرج, بعد ساعات من الإنتخابات الرئاسية أزالت الدولة اللافتات والتشوهات التي انتشرت  في شوارع مصر بطولها وعرضها وربما بات ضروريا وعلى وجه السرعة أن نزيل تشوهات مماثلة أصابت المناخ العام بسبب وطيس معركة انتهت ومر على نهايتها عام كامل .
كنا نتصور أن مرور عام مناسبة جيدة كي  يتوقف هواة زرع الألغام وتعميق الجراح ويتحرك عقلاء لطي صفحة أصابها رذاذ معركة انتهت لحظة أن أعلن ممدوح مرعي ما أعلنه لكن البعض اعتبر هذا الإعلان هو بداية إعلان حرب لا يريد لها هدنة مضحيا بما لا يملك أن يضحي به وهو سمعة هذا الوطن وصورته .
وعندما خضت انتخابات رئاسة الجمهورية كنت أتصور وبحق أنني أمثل جيلا مغيبا عن الحياة السياسية المصرية, كنت أتصور أني أخوض معركة هذا الجيل لحماية نظام إذا ذهب لا يعرف من يعارضونه قبل من يؤيدونه, من ذلك المؤهل ليتداول السلطة معه إذا جاء التداول خارج الآليات السلمية, عندما خضت  الإنتخابات كنت أتصور أني أحمي هذا النظام من نفسه, من أنصاره قبل خصومه, أحميه بالديموقراطية التي تخلع عنه حلة الاستبداد وتلبسه حلة مدنية ديموقراطية حقيقية,  حلة تنقله من الأنظمة المفروضة على الشعوب إلى الأنظمة التي تأتي بها الشعوب أو تأتي بغيرها.
 عندما خضت هذه المعركة كنت حريصا أن أقول في العلن كل ما يقوله الناس في السر, أن أنقل المعركة من دائرة التمثيل المشرف إلى المنافسة الحقيقية التي تشرف الغالب والمغلوب, لم يكن هدفي حماية شخص الرئيس, لكن كان هدفي حماية أولادي وبلادي, لم أسع أن أحفظ موقع ما بعد الانتخابات بل سعيت أن أحفظ لهذا الوطن حقه في حكم مدني  وحقه في أن يشعر أن زمن الإله الحاكم والحاكم الإله انتهي من مصر بعد أن اختفي من العالم كله.
خضت انتخابات الرئاسة وعيني على صورة مصر التي لا يمكن أن تختزل في شخص واحد وهي 76 مليون مصري لابد وأن من بينهم عشرات بل مئات يصلحون لحكمها او إدارتها.
خضت هذه الانتخابات لأدعو إلى حرية الشعب بينما خاضها غيري ليدعوا إلى حرية الحاكم.
خضت الانتخابات وأنا أعتقد يقينا أن عدم صحة ما يدعيه ويروج له من حول الرئيس من أن اكتساحه يبقيه فكنت ومازلت أعتقد أن العكس هو الذي سيخلده.
خضت هذه الانتخابات وأنا أعرف أن هذه التجربة لو نجحت سيستعيد الشعب المصري ثقته في نفسه ووطنه وتشرق شمس الحرية عليه وعلى بلاد كثيرة, كنت أحلم أن تصبح مصر مرة اخرى مثلا للحرية بعد أن أصبحنا أمثولة للاستبداد واحتكار السلطة والحكم.
خلافي مع الرئيس أنه خاض المعركة وهو يعتقد أن أحدا غيره لا يصلح ولا يستحق بينما كنت أذكر وأقطع دائما أني لست أصلحُ من يحكم مصر لكنني أصلح المرشحين العشرة على الأقل.
خلافي مع الرئيس أنه خاض الانتخابات وعينه على النموذج التونسي  وخضتها وعيني على النموذج التركي والإيراني واليوناني والأسباني والهندي.
خلافي مع الرئيس أنه كان يرى من يصوت لغيره هو ناكر للجميل وكنت أراه حالما بالتغيير.
خلافي مع الرئيس أنه كان يريد أن يكون يوم 7 سبتمبر 2005حفل تكريم لشخصه وكنت أريده سرادقا نودع فيه زمن الحاكم الفرد والحزب الواحد.
خلافي مع الرئيس أنه ما زال يرى اسماعيل من أفضل رؤساء ووزراء مصر وأنا أرى أنه هو الذي أجرى انتخابات 1913 المزورة.
خلافي مع الرئيس أنه أراد متنافسين مهزومين مسبقا راكعين على ركبهم وألسنتهم مقطوعة وأصواتهم مكممة وكنت أعتقد أن الذي لا يثق في الله وفي نفسه لا يستحق شرف طلب ثقة الناس.
خلافي مع الرئيس أنه كان يرى يوم 7سبتمبر2005  هو جسرا للتواصل بين نصف قرن مضى وست سنوات قادمة وكنت أراه خطا فاصلا بين وطن معتقل ووطن حر, وطن محكوم ووطن اختار حاكمه, وطن قاصر تحت وصاية رجل وحزب واحد ووطن بلغ سن الرشد.
خلافي مع الرئيس أني كنت  أطلب24  شهرا فقط أدعو بعدها لانتخابات رئاسية جديدة في ظل دستور جديد ومناخ جديد بينما كان الرئيس يطلب بعد24  سنة 24سنة أخرى ولمن بعده في ظل دستور يمكنه  من ذلك.
خلافي مع الرئيس أنه قدم في برنامجه الإصلاحي السياسي عناوين عريضة وقدمت في برنامجي أجندة تشريعية محددة بالنصوص الدستورية والقانونية المطلوب تعديلها.
عندما نجح الرئيس تبين أن هذه العناوين هي تأشير عكس خط سير المضمون لهذه التشريعات وأن بعضها هو خطوة للأمام مقرونة بخطوات للخلف.
خلافي مع  الرئيس أنه يعتقد أن مصر يجب أن تبقى آخر المتوجهين لأداء فريضة الديموقراطية وكنت أرى القاهرة هي مكة الحرية وقبلتها لأنها تستحق أن تكون.
خلافي مع الرئيس أني كنت أعتقد أن حصولي على أغلبية لا يعني أن تتحكم الأغلبية في الأقلية ولا أن تتحكم الأقلية في الأغلبية لكن أن نتشارك في المسئولية.
خلافي مع الرئيس هو أني كنت أعتقد أن كل صوت صحيح سيذهب له ويستحق أن يقدر ويحترم لا أن يهدر ويحقر ويعتقل.
خلافي مع الرئيس أني أفهم سيادة القانون في أن يكون القانون سيدا في مواجهة الحاكم وخادما للمحكوم وليس خادما للحاكم وستارا لارتكاب جرائم وتدبير مؤامرات.
سيادة القانون أن يحمي البرئ لا أن يصنع من الأبرياء سجناء.
خلافي مع الرئيس أني أعتقد أن الحاكم القوي هو الضعيف أمام شعبه وإرادته ورغباته وليس هو الحاكم القادر على عناد الشعب وتحدي إرادته.
خلافي مع الرئيس أني أفهم حكم الأمة أنه هو حكم الرحمة والعدل, والقلوب المرهفة وليس ذلك الذي يفطر بمئات المعتقلين كل صباح ويتغذون في الظهر بمثلهم وتغمض عيونه دون أن يؤرقه دعاء هؤلاء.
خلافي مع الرئيس أنه يشفق على الناس من جرعات الحرية وأنا اشفق عليهم من سنوات الاستبداد .
خلافي مع الرئيس أنه يشفق على الناس من أي تهديد للاستقرار وأنا أشفق عليهم من أي تأجيل للتغيير.
خلافي مع الرئيس أنه يرى أن الإخوان غير شرعيين والناصريين متجمدون والليبراليين متحررون والشيوعيين انتهت صلاحيتهم والأحزاب هزيلة والمجتمع المدني هش وحركات الضمير مجرد غوغاء والمثقفين متحذلقون والبسطاء جهلاء وانفعاليون والأغنياء ورجال الأعمال طامعون وطفيليون, وأنا أرى أن هؤلاء جميعا هم مصر.
الشعوب هي التي تختار حكامها وتغييرهم هو دورها وليس دور الحكام تغيير الشعوب, هذا هو ما أردت أن أقوله منذ32  مليون ثانية أو530 ألف دقيقة أو365  يوما هي مجمل رحلتي من انتخابات الرئاسة إلى سجن طره, عام مضى, نعم  اليوم هو المتمم لعام من الأمل والألم, عام مر على انتخابات رئاسة الجمهورية الأولى في تاريخ مصر, لا داعي للتفاصيل التي لم تخرج من دائرة ذاكرة الأمة فهناك أمور أكبر من أن تكون صفحة تنتزع من كتاب أو جبلا يحذف من خريطة او قمرا تنفخ فيه فتنطفئ شعلته الزرقاء أو نهرا نعتقله بقرار إداري فيغير مجراه ومساره.
ليس مهما كل ما نعانيه من كسور ورضوض  وكدمات, بفعل ثمن أراد البعض أن يكون باهظا, المهم أن تدرك أن عقارب الساعة لن تعود إلى الخلف ولا ينبغي أن نقبل أن تعود.
ليس مهما أن تنجو بريشك وتفقد كرامة وصلابة موقفك وتفرط فيما لا تملك التفريط فيه
." النتائج الرسمية "
رغم كل ما تعرضت له من مغايرة في الرصد والجمع والخصم تقول أن هناك ما يزيد عن نصف مليون ناخب يمثلون 7.8%  من الناخبين المصريين حلموا معنا بالأمل في التغيير, نعم لم يتحقق الحلم بعد, لكن عندما تمارس الشعوب حقها المشروع في الحلم لابد وأن يأتي قريبا ذلك اليوم الذي تدرك فيه أحلامها المشروعة .
أحلام الشعوب الحية هي جملة لا يملك أعتى رقيب أن يشطبها, قد يؤجلها, قد يؤخرها, لكنه لا يملك أن يحذفها أو يتدارك انفجارها, عام مضى, وما زالت رائحة البطولة تفوح من كل بقاع هذا الوطن من قراه ومدنه وريفه وصعيده,  شوارعه وحواريه, مساجده وكنائسه.
أبطال7 سبتمبر, عام مضى من ذلك اليوم7 سبتمبر2005  الذي خرج فيه ملايين من المصريين يبحثون عن أصوات لهم دون جدوى ليطرقوا أبوابا أوصدها في وجههم من رفضوا أن يكون التصويت بالبطاقة الشخصية قاصرين هذا الحق على25%  من المواطنين أصحاب الحق في اختيار من يحكمهم, خرج هؤلاء العزل من كل الأسلحة غير الرغبة في التغيير, غير إرادة الإصلاح, كان بإمكانهم أن يقلبوا بيديهم العاريتين مقاييس ويبدلوا سياسات ويجددوا فيما يغيروا نظريات, لكن كيف هذا وقد حرموا عمدا من حق التصويت, عندما تم إعلان تعديل المادة76  في فبراير2005  كانت السلطة أغلقت الباب أمام استخراج البطاقات الانتخابية ورفضت أن تفتح الباب ثانية قبل الانتخابات بعد أن رفضت أن يكون الانتخاب بالبطاقة الشخصية مثل الانتخابات الرئاسية في كل دول العالم, حيث تنتفي قيمة البطاقة الانتخابية التي تستهدف تحديد الدائرة المحلية التي سيختار الناخب نائبه عن هذه الدائرة دون غيرها وهو ما لا قيمة له في حالة الانتخابات الرئاسية المرشح فيها هو لكل الوطن وكذلك الناخب فيها كل مواطن, نصف مليون بطل, نصف مليون ناخب, وفقا لأرقامهم قالوا نعم للحرية, نعم للأمل في التغيير, لا للخلود والأبدية والتوريث, أكثر من نصف مليون مصري خرجوا في مثل هذا اليوم ليقدموا نموذجا مبهرا لبطولة الإنسان المصري وإصراره على أن يدافع عن حقه في أن يختار لأول مرة, يا لبهاء هذا اليوم الذي قرر فيه شباب مصر أن يكونوا هم الكل, وجههم هو الوجه, صوتهم هو الصوت والصدي, خطهم هو الخط والرسالة, وموقفهم هو السيف وحد الصلابة.
شكرا لمئات الآلاف الأخري التي خرجت لتستقبلنا في كل محافظات مصر بحبهم الطاهر, وهتافاتهم الصادقة الصادرة من القلب بكل الحب.
شكرا لمئات الآلاف من شرفاء الوطن رجاله وشبابه وقبلهم النساء والأطفال الذين ناصروا من الوريد إلى الوريد وحضروا مؤتمراتنا وشاركوا في جولاتنا, صافحونا ولامسونا ولامسنا حماسهم وإخلاصهم لوطن يشتاق للخلاص ويؤرقه الشوق لتغيير يحمي حقه ويستميت لكل بطل من أبطالنا وقف في اللجان بصدره يحمي حقه ويستميت في مواجهة إغراءات المال والسلطة وترهيب الدولة.
شكرا لعشرات الآلاف من شرفاء هذا الوطن الذين تطوعوا في كتيبة شرف أثروها بصلابة الحق وأصالة المصري الوطني  الذي لا يخشي في الحق إذا تسرب الي قلبه الإيمان والأمل.
كم كنت أتمنى أن تتسع هذه السطور الضيقة الهاربة من بين القضبان وحصار السجن لأذكرهم اسما اسما وشخصا شخصا إلا أن قلبي وذاكرتي تتسع لهم جميعا وتحفظ لهم موقفهم الرائع.
 سلامة وواصل وفلوباتير
شكرا لخطباء المساجد الذين فتحوا لنا منابرهم وكان أولهم الجامع الأزهر الذي ألقيت فيه خطابي الأول في أول يوم تقديم أوراق ترشيحي وكم كان شرفا كبيرا أن يكون يومها إلى جواري شيخنا المجاهد بطل تحرير السويس ورمز الصمود والشرف الشيخ حافظ سلامة الذي استقبلنا في السويس وكان إلى جوارنا في الجامع الأزهر وكذلك فضيلة مفتي الديار المصرية الأسبق محمد فريد واصل ولفيف من الرموز التي تواجدت في هذا اليوم بين الألاف من المصلين، شكرا للكنائس التي دقت أجراسها لنا وفتحت أبوابها لنا من المنصورة والاسكندرية ومنفلوط وأسيوط والمنيا، شكرا لرهبانها الذين اعتلوا إلى جوارنا المنصات وسط اّلاف من الحضور ليؤكدوا أن كلمة الحق محبة.
شكرا للقس فلوباتير الذي كان إلى جواري كتفا بكتف من أن أعلنا خوض الانتخابات من بيت الأمة "  سعد زغلول " وحتى نهاية المعركة رغم الضغوط التي تعرض لها.
شكرا لزملائي وأحبائي وإخواني وشركائي في الغد في كل محافظات مصر الذين وقفوا وقفة عزة وكرامة وضحوا بكل غال وعزيز ولم يفت من عضدهم هروب آحاد الناس وضعف بعضهم فقد أدرك هؤلاء أنهم يصنعون تاريخا ومجدا لأوطانهم وحزبهم وأولادهم.
شكرا لكل من خرج من بيته ولم يكن يعلم متى وكيف سيعود له؟  فقضى أسابيع بين محافظات مصر في حملة طرق الأبواب التي فتحت القلوب قبل الأبواب.
شباب الغد وشهدائه..
شكرا لشباب الغد الذين قادوا معركة رائعة وهم صفر اليدين ينفقون من مدخراتهم وجيوبهم في مواجهة ملايين محتكري السلع وأصحاب المصالح من رموز الحزب الحاكم.
شكرا لمن وضعوا لنا لافتات دون أن نعرفهم ولمن وضعوا أصواتهم وتطوعوا بجهدهم دون أن نطلبهم.
شكرا لمن ماتوا في الزحام أمثال أخي الراحل عضو الغد خليل عتابي ومن ماتوا دهسا تحت عجلات سيارات الأمن مثل هشام الذي دهسته سيارة الأمن في 5 مايو2005  وما زالت روحه الطاهرة ترفرف علي وأنا أخط هذه السطور.
طلعت السادات
شكرا لرجال كبار أثبتت الأيام والأحداث كم هم كبار بشرف الكلمة والموقف والثبات علي المبدأ .. وفي مقدمتهم زميلي النائب المقاتل طلعت السادات الذي أعلن مساندته بكل اخلاص منذ اللحظة الأولي وكان نموذجا لرجل في زمن عز فيه الرجال، ولبطل من زمن عز فيه الابطال.
 كان بامكان السادات أن يوارب الأبواب كما فعل بعض الكبار، أو من يتصورون أنهم كبار، لكن الرجل كان كبيرا بحق وبموقف سأظل أذكره له ما حييت، وساظل غيري ومن قيادات الغد والمنتمين للحركة الليبرالية المصرية ويحسبون لهذا الرجل شجاعته وصدقه وصلابته يوم أن أعلن أن أعز ما لديه هو قلادة نجمة سيناء التي حصل عليها عاطف السادات الشهيد الكبير وإذا به يعرب عن رغبته في أن يهديها لنا تقديرا وتعبيرا عن رسالة لم يتردد وهو يوجهها قوية موجعة تكشف عن أصالة هذا الرجل وأسرته وشجاعتهما ..
محافظات مصر بوركتم في يومكم الذي صنعتم منه رقما حقيقيا في تاريخ التطور السياسي المصري، يا كل رجال الغد وأبطاله في كل محافظات مصر وأخص منهم أبناء الإسكندرية وبورسعيد وأسوان وكفرالشيخ والدقهلية وأسيوط والمحلة العظيمة والقليوبية والسويس والإسماعيلية وشمال سيناء وبني سويف والمنيا والبحيرة وسوهاج وقنا ودمياط والشرقية والمنوفية وجنوب سيناء والفيوم والغربية وكل محافظات ومدن مصر التي استقبلت مؤتمراتنا وردت زيارتنا بآلاف الأصوات النظيفة0
النواب الشرفاء
 شكرا لزملاء نواب كان لهم موقف شخصي محترم ومقدر وربما لا تتسع هذه السطور لأذكرهم شخصا شخصا في مقدمتهم النائب العظيم عبدالمنعم التونسي والنائب عبدالفتاح الشافعي والنائب سيف محمود والنائب مجدي بيضون والنائب والقطب الاخواني جمال حشمت كما أقدم كل التقدير لزملائي أعضاء الهيئة العليا لحزب الغد وإخواني وزملائي قادة كتيبة الغد في كل المواقع.
شكرا لمن نظموا22  مؤتمرا في أقل من18  يوما كانت هي كل المدة المتاحة للدعاية وسط ظروف شديدة الصعوبة وإمكانيات مالية شبه صفرية.
شكرا لمن نظموا مؤتمر باب الشعرية الضخم ومن ساهموا في إقامة مؤتمر ميدان التحرير الختامي الرائع ومن نظموا مؤتمر محطة مصر في ميدان محطة مصر بالإسكندرية وأنفقوا عليه من جيوبهم ومؤتمر كفرالشيخ الذي شاهدت فيه قرابة40  ألف مواطن وكذلك المحلة العظيمة وبورسعيد البطلة الباسلة وكذلك مؤتمرالعريش والسويس والإسماعيلية وأسيوط وديروط وأسوان والنوبة، وأعظم مؤتمرات الصعيد في كوم إمبو دائرة نائب الغد الشاب الشجاع محمد العمدة.
شكرا للإعلام المحايد.
شكرا لكل إخواني وزملائي الصحفيين الذين وقف بعضهم معنا ومعظمهم كان ضدنا بحكم موقعه في صحف خلطت بين الدولة التي تملكها وبين مرشح حزب الدولة فانبرت في انحياز أعمي لمرشح الدولة وحزبها.
وكل الشكرلإعلام محايد إجتهد في أن يكون صوتا لمصركلها وليس لحزب واحد أو مرشح واحد.
وأخص هنا جريدة المصري اليوم ونهضة مصر وصحف الدستور وصوت الأمة والعربي والمساء.
كما شكر قنوات الأوربت تحديدا برنامج القاهرة اليوم، وكذلك الزميلة مني الشاذلي، وقناة الجزيرة ،والمحور ومعظم القنوات العربية والأجنبية التي احترمت المهنة والتزمت إلى حد كبيرحيادا لم يظهر في الصحافة القومية كما أشكر إخواني مراسلي التلفزيون المصري الذين حاولوا قدرالمستطاع الإلتزام في حدود المتاح بالموضوعية خلال أيام الحملة ال18  دون ما قبلها وما بعدها وشكري للزميل طارق الشامي والزملاء بقناة العربية والزملاء في البي بي بس العربية ومعظم الإذاعات التي تابعت معركتنا واتسمت بالموضوعية وشرف المهنة ولا يفوتني أيضا أن أشكر صحف صدرت خصيصا كي تهاجمنا وتشتمنا ثم اختفت بعد7 سبتمبر, بالطبع شكري الأكبر لها أنها اختفت كما تختفي كل الأشياء المصنوعة.
شكرا لمن سجنوني.
شكرا للذين علموني ألا أحني رأسي رغم كل المطارق التي تهوي عليها بلا رحمة كل صباح.
شكرا للذين علموني أن الضربات تقويني وتزيد قدرتي علي الصبر وقربى لربي.
شكرا للذين علموني أن الإيمان بالله هو مخبأ عجيب يحمي الإنسان من كل الأسلحة التي يحملها من يحاصروني ويتوحموا علي لحمي وحريتي وقلمي وشرف كلمتي.
شكرا للذين علموني أنني أكبر بكثير ممن آذوني وأقوى ممن سجنونى.
شكرا للذين علموني أن السجن يخيف سجانه أكثر مما يخاف السجين منه, هو يخاف من قلمي من كلمتي من تحركي داخل السجن وأنا لايوجد لدي ما أخاف منه أو عليه.
شكرا للذين قرروا أن أموت جوعا ومنعوا عني دخول أطعمتي الخاصة كما طلبت فتعلمت أن أشبع بالصلاة وأن طهي ثمرتين من الخضروات أو دون طهيهما يكفيني لصلاة يومين.
شكرا لمن منعوا بنك الإسكندرية أن يصرف لزوجتي وديعة صغيرة وضعها أبي لولداي فأودعتهما وديعة في يد الله وهو أغنى الأغنياء.
شكرا للذين رفضوا تركيب باب خشبي للحمام فتعلمت سر إنا إغشيناهم.
شكرا للذين يراقبوني24  ساعة ويعدون أنفاسي في نومي واستيقاظي إلا أني رغم هذا لا أملك أن أعد عدد الرسائل التي هربتها خلال365  يوما لتصل كلمتي بأشرف طرق الوصول.
شكرا للذين قيدوني بالقيود الحديدية لساعات طويلة بلغت في أحد الأيام 13  ساعة متواصلة ولم يدركوا أن كل أثريتركه القيد علي معصمي هو وسام أباهي به نفسي وغيري ممن قيدوا أنفسهم بأنفسهم.
شكرا لمن سجنوني فمكنوني من أن أعيد فرزالبشروالاصدقاء والحلفاء وهو ما كنت احلم به.
شكرا لمن منعوني من الذهاب إلى مسجد لا تنقطع عنه الصلاة والدعاء.
شكرا لمن منعوني من الإتصال بإخواني المعتقلين وتحديدا من الإخوان فنبهوني أن الظلم لا يفرق بل يجمع بينما المظلومون هم الذين يفرقون.
شكرا لأنهم جعلوني أدعوا أيضا للظالمين.
لقد سرقوا حريتي وحقوقي لكنهم تركوا لي إيماني وقدرتي علي الحب ...!!

مجتمع مصر

اقتن نسختك الآن

اقتن نسختك الآن

التبادل الاعلانى

Discussion

جميع الحقوق محفوظه © دار إنسان للنشر

تصميم الورشه