من المجموعة القصصية ( أهوى القمر ويهوى غيري )
طارق عميرة
يتَحدثُون كثيرًا عَنْ جمَالِ القمَر , أقرأ هذَا التَعبِير كثيرًا فِي
القِصَص وأشاهدهُ فِي الأفلَام والمُسلسلات والمَسْرَح , وأسمعهُ فِي الشِعر
والإذاعة بلْ وفِي الشَارع وكذلك من كل من أعرفهُم عندمَا يرون فتاة جميلَة
فيقولون عنهَا أنّها مثل القمَر .
كنت
أعده صورة بلاغية ليسَ أكثر وتعبير جميل عن جمال الشخص الموصُوف بكونهِ قمرًا ,
ولكنني حين رأيتكِ يَا رانيَا بدأتُ أفكّر فيمَا قدْ يعنيهِ هذا الوصفُ وأتساءلُ
عن من إبتدعَه.
هلْ
تُشبهِين القمرَ يا رانيَا لأنّهُ مضيء ؟ أم لأنه يرشِد الضالين وينقذُ السائرِينَ
في طُرقَات التِيه ؟ أم لأنّه يبدُو بعيدًا يمثّل لنا ذلك الجمَال والضوء والألفة
والذي يعجز الجميعُ عن الوصول إليهِ وإفسادهِمْ ؟
هل
أنا بطيء الفهمِ لأنني لم أفكر في معنى هذه الكلمة قبل أن أرَاك , أم أنّ النّاس
هم كذلِك لأنّهم يرددونهَا دائمًا دونَ أنْ يروك ؟!
أنتِ
حقًا يا رانيا مثل القمر , تشبهينه في إضاءته وجماله وظهوره وعلوّه , تشبهِينهُ في
دورتهِ الباعثَة على الإطمئنَان والمثيرة للتسَاؤُلِ والفضُول عن حالِ زيارتهِ
المقبلَة , تشبهينهُ بقوّة رغم أنّهُ لا يُشبهكِ لأنّهُ لا يَمتلكُ روحِك !
عرفتُ
الكثيراتِ يا رانيَا لكنَّني أبدًا لم أشعر أن إحداهنّ تختلفُ فِي شيءْ , كلها
صفات معتادةُ مَوجُودَة , وعرفتكِ يَا رانيَا وعرفتُ أيضًا كيفَ يُمكن لفتاة أن
تشبهَ القمرَ للمرّة الأولَى ربّما الأخيرَة .
سُحقًا
للقلبِ الذّي ينقادُ بلا قائِد , والذي ينبضُ بشدّة كلمّا اقتربَ مما بدا لهُ حلمَ
الحيَاة , والمجدُ للعقلِ الذي يدرسُ قرَارَات هذا ويوقفهَا ويحَاصرهَا ويكتمهَا
رغمَ أنّه لا يستطيع أن يقتلهَا .
لا
أدرِي يا رانيَا أيّ حمَاقةٍ يمتازُ بهَا البشر حتّى أنّهم يكرّرون حماقاتهم
كثيرًا , من صِغري وأنَا اقرأ دائمًا الحكمَة الخالِدَة التّي تقُول أن الغبيّ هو
الذي لا يتعلّم من أخطاءه والذكي هو منْ يتعلّم مِنْ خطأهِ والعبقري هوَ من يتعلّم
من أخطاء الآخرين , ورغمَ أنني ميقن أن جميع الناس يؤمنون بهذه المقولَة ولكنهم لا
يكفون عن إرتكاب الأخطاء وتكرَارِهَا .
كنتُ
أعلمُ يا رانيَا أنّكِ تحبّين , ومعنَى أنّك تحبين أنك لن تتقبّلي حبيبًا إلا من
تريدينه , معنَى أنك تحبين أنّه لا فرصة لسوَاه , ومعنَى أنّك تحبين أنّنّي أحمَق
لأنني كنت أعرفُ هذَا يا رانيَا لكنّني أحببتك !
بقية القصة في قصص الكتاب .