إنسان على فيسبوك

من أهوى القمر ويهوي غيري

0

من المجموعة القصصية ( أهوى القمر ويهوى غيري )
طارق عميرة
يتَحدثُون كثيرًا عَنْ جمَالِ القمَر , أقرأ هذَا التَعبِير كثيرًا فِي القِصَص وأشاهدهُ فِي الأفلَام والمُسلسلات والمَسْرَح , وأسمعهُ فِي الشِعر والإذاعة بلْ وفِي الشَارع وكذلك من كل من أعرفهُم عندمَا يرون فتاة جميلَة فيقولون عنهَا أنّها مثل القمَر .
كنت أعده صورة بلاغية ليسَ أكثر وتعبير جميل عن جمال الشخص الموصُوف بكونهِ قمرًا , ولكنني حين رأيتكِ يَا رانيَا بدأتُ أفكّر فيمَا قدْ يعنيهِ هذا الوصفُ وأتساءلُ عن من إبتدعَه.
هلْ تُشبهِين القمرَ يا رانيَا لأنّهُ مضيء ؟ أم لأنه يرشِد الضالين وينقذُ السائرِينَ في طُرقَات التِيه ؟ أم لأنّه يبدُو بعيدًا يمثّل لنا ذلك الجمَال والضوء والألفة والذي يعجز الجميعُ عن الوصول إليهِ وإفسادهِمْ ؟
هل أنا بطيء الفهمِ لأنني لم أفكر في معنى هذه الكلمة قبل أن أرَاك , أم أنّ النّاس هم كذلِك لأنّهم يرددونهَا دائمًا دونَ أنْ يروك ؟!
أنتِ حقًا يا رانيا مثل القمر , تشبهينه في إضاءته وجماله وظهوره وعلوّه , تشبهِينهُ في دورتهِ الباعثَة على الإطمئنَان والمثيرة للتسَاؤُلِ والفضُول عن حالِ زيارتهِ المقبلَة , تشبهينهُ بقوّة رغم أنّهُ لا يُشبهكِ لأنّهُ لا يَمتلكُ روحِك !
عرفتُ الكثيراتِ يا رانيَا لكنَّني أبدًا لم أشعر أن إحداهنّ تختلفُ فِي شيءْ , كلها صفات معتادةُ مَوجُودَة , وعرفتكِ يَا رانيَا وعرفتُ أيضًا كيفَ يُمكن لفتاة أن تشبهَ القمرَ للمرّة الأولَى ربّما الأخيرَة .
سُحقًا للقلبِ الذّي ينقادُ بلا قائِد , والذي ينبضُ بشدّة كلمّا اقتربَ مما بدا لهُ حلمَ الحيَاة , والمجدُ للعقلِ الذي يدرسُ قرَارَات هذا ويوقفهَا ويحَاصرهَا ويكتمهَا رغمَ أنّه لا يستطيع أن يقتلهَا .
لا أدرِي يا رانيَا أيّ حمَاقةٍ يمتازُ بهَا البشر حتّى أنّهم يكرّرون حماقاتهم كثيرًا , من صِغري وأنَا اقرأ دائمًا الحكمَة الخالِدَة التّي تقُول أن الغبيّ هو الذي لا يتعلّم من أخطاءه والذكي هو منْ يتعلّم مِنْ خطأهِ والعبقري هوَ من يتعلّم من أخطاء الآخرين , ورغمَ أنني ميقن أن جميع الناس يؤمنون بهذه المقولَة ولكنهم لا يكفون عن إرتكاب الأخطاء وتكرَارِهَا .

كنتُ أعلمُ يا رانيَا أنّكِ تحبّين , ومعنَى أنّك تحبين أنك لن تتقبّلي حبيبًا إلا من تريدينه , معنَى أنك تحبين أنّه لا فرصة لسوَاه , ومعنَى أنّك تحبين أنّنّي أحمَق لأنني كنت أعرفُ هذَا يا رانيَا لكنّني أحببتك !
بقية القصة في قصص الكتاب .

مجتمع مصر

اقتن نسختك الآن

اقتن نسختك الآن

التبادل الاعلانى

Discussion

جميع الحقوق محفوظه © دار إنسان للنشر

تصميم الورشه