إنسان على فيسبوك

تفاصيل لقاء الكاتب الكبير أسامة غريب في الصالون الطنطاوي رمضان 2018

0
في أمسية رمضانية أدبية بدأت بإفطار بنادي المعلمين بمدينة طنطا حل الكاتب الكبير أسامة غريب زائرًا أدبيًا ومحور لقاء هذه الأمسية التي أقيمت في مساء يوم 8 يونيو 2018 ميلادية .


بانتهاء الإفطار قامت المذيعة الواعدة شفاء ابراهيم بصحبة المذيع مصطفى حسين باقامة حوار إذاعي قصير مع الكاتب الكبير حيث وجه إلى ضرورة الإهتمام بالقراءة والكتابة الأدبية لكل من يريد أن يعمل في مجال الإعلام فيما بدا كموضوع مستحوذ على الحوار الذي ينشر كاملاً على راديو بريك .
بعد الإفطار بدأ الصالون الأدبي في مركز البيت في تمام التاسعة والنصف مساءًا بحضور مجموعة من القراء والمهتمين .

بدأ اللقاء بقراءة الكاتب طارق عميرة لمقاطع واقتباسات من رواية عازفة الكمان وتعقيب من الكاتب الكبير أسامة غريب على كل اقتباس مع أخذ مداخلات الحضور ثم تطرق الحديث بعد ذلك عن الراحل العظيم أحمد خالد توفيق والعلاقة المميزة التي جمعت بينه وبين الأستاذ أسامة غريب .
حيث قال طارق عميرة أنه على مدار عشرات اللقاءات الأدبية المقامة في طنطا كان الكاتب الكبير أحمد خالد توفيق يسعد ويهتم بلقاء الأستاذ أسامة غريب بشكل خاص , ويعبر دائمًا عن إعجابه بمقالاته القراءة المتأنية المتابعة لها .
وقال الأستاذ أسامة غريب : أن الراحل ( أحمد خالد توفيق ) كان مميزا جدًا ولم ير شبيهًا له خاصة وأنه تجمعه الصداقة والمعرفة بكل كتاب مصر الكبار والمعروفين لكنه لم ير أبدًا في تواضع هذا الرجل و إنكاره لمكانته والتعامل معها دائمًا كونها شيء عادي .
وفي سؤال وجه للأستاذ أسامة غريب من الكاتب والقاريء فخري أبو شليب عن من هو أسامة غريب بعيدًا عن الأدب , أجاب الأستاذ الكبير كونه موظفًا في مصر للطيران لتنقل حتى يصبح مديرا لمصر للطيران بالكويت لمدة اربعة اعوام ثم ينتقل ليكون مديرًا اقليميًا لمصر للطيران في كندا لأمريكا الشمالية حتى العودة لمصر والتفرغ للكتابة في العام 2005 .


وفي مداخلة من اللواء فؤاد الجيوشي امين حملة مواطن للدلتا سأل عن كيف نخرج من الصورة النمطية المكررة لكل القنوات والبرامج التلفزيونية التي نراها ليجيبه الكاتب الكبير ببساطة : التعددية هي التي تتيح خيارات أن نرى أكثر من صورة وأكثر من رأي وأكثر من مشهد أما ما يشعر به من يرى الصورة النمطية المكررة فهذا لأن جميع القنوات في حقيقة الأمر قناة واحدة ببرنامج واحد بإدارة واحدة !
وبسؤال الأستاذ أسامة غريب عن عمله القادم قال بأنه يعد لأكثر من عمل جديد يتوقع أن يصدر أحدها في بداية العام القادم .

في اقتراح من الكاتب طارق عميرة بإعادة تنقيح مصر ليست أمي باعتباره ما زال كتابًا مناسبًا بعد مرور عشرة أعوام على الإصدار الأول له قال الأستاذ أسامة غريب أن هذا الكتاب باع تقريبًا مائتي ألف نسخة وهو رقم غير مسبوق في كتب المقالات والفكر والكتب بصورة عامة في العالم العربي بين كل الإصدارات الجديدة .

انتهت الأمسية في تمام الحادية عشرة والنصف مع وعد من الكاتب أسامة غريب باستكمال الحوار في لقاءات أخرى وقد كان من ضمن الحضور المذيعة شفاء ابراهيم من راديو بريك والمذيع مصطفى حسين و الكاتب والمحاور طارق عميرة و الأستاذة رباب سليمان من الهيئة العليا للمصريين الأحرار و اللواء فؤاد الجيوشي و المهندس والكاتب سعيد بديع و محمد غريب و الأستاذ أحمد نجيب و الأديب فخري ابو شليب والاستاذة سالي فخري والشباب عبد القادر وإبراهيم وإسلام و أحمد خالد و خالد ياسر مدير مركز البيت و باسم رجب من حزب الوفد .

تعاسة الأدباء 1 - طارق عميرة

0
في حياة كل أديبٍ عظيم , شاعر أو روائي أو كاتب قصص تحدث له قد تفوق في دراميتها ما يكتبه من قصص , وقد رأينا في هذا الملف أن نستعرض بعضًا من هذه المواقف لمختلف الكتاب والشعراء من ثقافات وعصور مختلفة .
إعداد : طارق عميرة


1- نزار قباني 

نزار قباني شاعر كبير ومعروف , وقد قررت أن أقتبس هذا المشهد من حياته في أول فقرة عن تعاسة الأدباء والتي سأكتب فيها عن موقف واحد عانى منه كل أديب في كل مرة ..
ولد نزار قباني عام 1923 وتوفي عام 1998 عن حياة مليئة بدواوين الشعر الفريد وعشرات الأغنيات لأباطرة الفن العربي وعلى رأسهم أم كلثوم وعبدالحليم حافظ و محمد عبده وفايزة أحمد ونجاة و ماجدة الرومي و طلال مداح و كاظم الساهر وأصالة ولطيفة وغيرهم ولحن له كبار الملحنين العرب وعلى رأسهم محمد عبدالوهاب
ليست وفاة ابنه توفيق قباني هي المعاناة الوحيدة في حياة نزار ففي أحد الأيام في عام 1982 أثناء الحرب الأهلية اللبنانية استهدف هجوم انتحاري السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل زوجته ومعشوقته بلقيس , لتكون إحدى الضحايا لكن الأمر لم يمر مرور الكرام , بعد هذا الحادث تغيرت حياة نزار تماما وهجر بيروت ليتنقل بين باريس وجنيف حتى قضى أيامه الأخيرة في لندن 
أيضًا عند استشهادها كتب نزار أروع قصائده وأطولها وأكثرها إيلاماً , القصيدة التي لولا كشفها لحال العرب لفرضت على المناهج الدراسية الأدبية , قصيدة بلقيس , وهذا اقتباس منها :
الأنبياءُ الكاذبُونَ ..
يُقَرْفِصُونَ ..
ويَرْكَبُونَ على الشعوبِ
ولا رِسَالَةْ ..
لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
من فلسطينَ الحزينةِ ..
نَجْمَةً ..
أو بُرْتُقَالَةْ ..
لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
من شواطئ غَزَّةٍ
حَجَرَاً صغيراً
أو محَاَرَةْ ..
لو أَنَّهُمْ من رُبْعِ قَرْنٍ حَرَّروا ..
زيتونةً ..
أو أَرْجَعُوا لَيْمُونَةً
ومَحوا عن التاريخ عَارَهْ
لَشَكَرْتُ مَنْ قَتَلُوكِ .. يا بلقيسُ ..
يا مَعْشوقتي حتى الثُّمَالَةْ ..
لكنَّهُمْ تَرَكُوا فلسطيناً
ليغتالُوا غَزَالَةْ !!...
ماذا يقولُ الشِّعْرُ ، يا بلقيسُ ..
في هذا الزَمَانِ ؟
ماذا يقولُ الشِّعْرُ ؟
في العَصْرِ الشُّعُوبيِّ ..
المَجُوسيِّ ..
الجَبَان
والعالمُ العربيُّ
مَسْحُوقٌ .. ومَقْمُوعٌ ..
ومَقْطُوعُ اللسانِ ..
نحنُ الجريمةُ في تَفَوُّقِها
فما ( العِقْدُ الفريدُ ) وما ( الأَغَاني ) ؟؟
أَخَذُوكِ أيَّتُهَا الحبيبةُ من يَدِي ..
أخَذُوا القصيدةَ من فَمِي ..
أخَذُوا الكتابةَ .. والقراءةَ ..
والطُّفُولَةَ .. والأماني
بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
يا دَمْعَاً يُنَقِّطُ فوق أهداب الكَمَانِ ..
عَلَّمْتُ مَنْ قتلوكِ أسرارَ الهوى
لكنَّهُمْ .. قبلَ انتهاءِ الشَّوْطِ
قد قَتَلُوا حِصَاني
بلقيسُ :
أسألكِ السماحَ ، فربَّما
كانَتْ حياتُكِ فِدْيَةً لحياتي ..
إنّي لأعرفُ جَيّداً ..
أنَّ الذين تورَّطُوا في القَتْلِ ، كانَ مُرَادُهُمْ
أنْ يقتُلُوا كَلِمَاتي !!!
نامي بحفْظِ اللهِ .. أيَّتُها الجميلَةْ
فالشِّعْرُ بَعْدَكِ مُسْتَحِيلٌ ..
والأُنُوثَةُ مُسْتَحِيلَةْ
سَتَظَلُّ أجيالٌ من الأطفالِ ..
تسألُ عن ضفائركِ الطويلَةْ ..
وتظلُّ أجيالٌ من العُشَّاقِ
تقرأُ عنكِ . . أيَّتُها المعلِّمَةُ الأصيلَةْ ...
وسيعرفُ الأعرابُ يوماً ..
أَنَّهُمْ قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
ق .. ت .. ل ..و .. ا
ال .. ر .. س .. و .. ل .. ة


2- الحلاج

اسمه الحسين بن منصور ولقبه الحلاج , فارسي تعلم العربية ليترك ديوانا من أفضل دواوين الشعر العربي بعد عمر قضاه هائمًا رافضا لما تفعله الدولة العباسية مناهضًا لقراراتها ليتم حبسه تسعة أعوام حتى تقام عليه الحجة بأنه كافر .
تسعة أعوام عبارة عن حبس احتياطي كما نسميه اليوم بناءًا على التحريات مع لقاءات وجلسات لفقهاء وقضاة يريدون اصطياد اي كلمة لإحلال دمه بعد أن صارت شعبيته طاغية ومريديه في كل مكان .
في صغره تعلم اللغة العربية والقرآن الكريم وأتقن اللغة إلى الحد الذي جعله ينظم الشعر الأكثر من ممتاز
تتلخص فلسفته في مقولته " النقطة أصل كل خط، والخط كلّه نقط مجتمعة. فلا غنى للخط عن النقطة، ولا للنقطة عن الخط. وكل خط مستقيم أو منحرف هو متحرك عن النقطة بعينها، وكلّ ما يقع عليه بصر أحد فهو نقطة بين نقطتين. وهذا دليل على تجلّي الحق من كل ما يشاهد وترائيه عن كل ما يعاين. ومن هذا قلت: ما رأيت شيئاً إلاّ رأيت الله فيه."
مع مسيرة الحلاج ورحلاته يبدو أن الدولة العباسية اهتزت فكما أسلفنا تم حبس الرجل تسعة أعوام لتخرج من فمه كلمة واحدة يمكن اصطياده منها , والقصص كثيرة عن هذه الفترة وفي هذا الشأن , اقتبس لكم آخر قصة منها 
( أن الوزير رأى له كتابا حكي فيه أن الإنسان إذا أراد الحج ، ولم يمكنه أفرد من داره بيتا لا يلحقه شيء من النجاسات ، ولا يدخله أحد ، فإذا حضرت أيام الحج طاف حوله وفعل ما يفعله الحاج بمكة ، ثم يجمع بين ثلاثين يتيما ويجمل أجود الطعام يمكنه ، وأطعمهم في ذلك البيت ، وخدمهم بنفسه ، فاذا فرغوا كساهم ، وأعطى كل واحد منهم سبعة دراهم ، فإذا فعل ذلك كان كمن حج ،فلما قرىء هذا على الوزير ، قال القاضي أبو عمرو للحلاج : من أين لك هذا ؟ قال : من كتاب الإخلاص للحسن البصري ، قال له القاضي : كذبت يا حلال الدم ، قد سمعناه بمكة ، وليس فيه هذا . فلما قال ا، : يا حلال الدم ، وسمعها الوزير قال له : اكتب بهذا فدافعه أبو عمرو ، فالزمه حامد ، فكتب بإباحة دمه ، وكتب بعده من حضر المجلس ولما سمع الحلاج ذلك قال : ما يحل لكم دمي واعتقادي الإسلام ومذهبي السنة ، ولي فيها كتب موجودة فالله الله في دمي وتفرق الناس . وكتب الوزير الى الخليفة يستأذنه في قتله ، وأرسل الفتاوى إليه فأذن في قتله ، فسلمه الوزير الى صاحب الشرطة ) .
وفي رواية أذكر أنني قرأتها قديمًا كانت اقامة الحجة عليه أمام الجمع بقوله أنه يرى الله في كل شيء , فسأله القاضي أن يخلع جبته ففعل فقال له انظر إليها ماذا بها ؟ فقال الله فأمروا بتنفيذ الحكم
قال عنه ابن تيمية : (مَنِ اعْتَقَدَ مَا يَعْتَقِدُهُ الْحَلاجُ مِنَ الْمَقَالاتِ الَّتِي قُتِلَ الْحَلاجُ عَلَيْهَا فَهُوَ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ ; فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ إنَّمَا قَتَلُوهُ عَلَى الْحُلُولِ وَالاتِّحَادِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ مَقَالاتِ أَهْلِ الزَّنْدَقَةِ وَالإِلْحَادِ كَقَوْلِهِ: أنا الله. وَقَوْلِهِ : إلَهٌ فِي السَّمَاءِ وَإِلَهٌ فِي الأَرْضِ...وَالْحَلاجُ كَانَتْ لَهُ مخاريق وَأَنْوَاعٌ مِنَ السِّحْرِ وَلَهُ كُتُبٌ مَنْسُوبَةٌ إلَيْهِ فِي السِّحْرِ. وَبِالْجُمْلَةِ فَلا خِلافَ بَيْنِ الأُمَّةِ أَنَّ مَنْ قَالَ بِحُلُولِ اللَّهِ فِي الْبَشَرِ وَاتِّحَادِهِ بِهِ وَأَنَّ الْبَشَرَ يَكُونُ إلَهًا وَهَذَا مِنَ الآلِهَةِ: فَهُوَ كَافِرٌ مُبَاحُ الدَّمِ، وَعَلَى هَذَا قُتِلَ الْحَلاجُ)اهـ 
في العام 309 هجرية والقرن التاسع الميلادي مع صدور الأمر بقتل الحلاج تم عرضه على العامة وجلده ألف جلدة ثم قطعت يده ورجله وصُلبَ حتى صعدت روحه في اليوم التالي ولم ينتهي الأمر عند هذا الحد , بل تم إحراق جثته ورمي رفاته في نهر الفرات مع قطع راسه ونصبها ببغداد ليكون عبرة لغيره بعد أن اهتزت دولة كاملة من أفكاره فقط 
من اشعاره التي يعرفها الجميع والتي تم غناءها كثيرا بل جاءت كتتر لمسلسل الخواجة عبد القادر للنجم يحيى الفخراني :
والله ما طلعت شمسٌ ولا غربت
إلا و حبّـك مقـرون بأنفاسـي
ولا خلوتُ إلى قوم أحدّثهــم 
إلا و أنت حديثي بين جلاســي
ولا ذكرتك محزوناً و لا فَرِحا 
إلا و أنت بقلبي بين وسواســـي
ولا هممت بشرب الماء من عطش 
إلا رَأَيْتُ خيالاً منك في الكـــأس
ولو قدرتُ على الإتيان جئتـُكم 
سعياً على الوجه أو مشياً على الرأس
ويا فتى الحيّ إن غّنيت لي طربا 
فغّـني وأسفا من قلبك القاســـي
ما لي وللناس كم يلحونني سفها 
ديني لنفسي ودين الناس للنـــاس





3- صلاح جاهين

“يأسك وصبرك بين ايديك وانت حر
تيأس ما تيأس الحياة راح تمر
أنا دقت من دة ومن دة وعجبي لقيت
الصبر مر وبرضه اليأس مر 
عجبي” 
يقول ملفه في ويكيبيديا : محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي، المعروف بـ صلاح جاهين (25 ديسمبر 1930 - 21 أبريل 1986 م) شاعر ورسام كاريكاتير وممثل مصري يساري الفكر.
عمل والده في السلك القاضي حتى وصل لرئاسة محكمة استئناف المنصورة , أولاده أمينة جاهين والشاعر والكاتب المعروف بهاء جاهين و سامية جاهين عضو فريق اسكندريلا .
أنتج العديد من أهم الأفلام السينمائية مثل أميرة حبي أنا و عودة الابن الضال , ويعرف الجميع أنه كان رسامًا للكاريكاتير في روز اليوسوف وصباح الخير ومؤسسة الأهرام .
سيناريست كتب فيلم خلي بالك من زوزو و أميرة حبي أنا وشفيقة ومتولي والمتوحشة وهو وهي , كما قام بالتمثيل في أفلام منها اللص والكلاب و المماليك , ولا وقت للحب , وشهيد الحب الإلهي .
من أهم إبداعاته الغنائية والشعبية والتراثية أوبريت الليلة الكبيرة الشهير جدا , كما أنه مؤلف للكثير من الأغاني والقصائد عالية الإبداع ومنها بانوا , ابريق الشاي , وعلى اسم مصر , وغيرها حيث فاقت قصائده الشعرية 160 قصيدة
كان له علاقة شديدة القوة بالفنانة سعاد حسني ويرى البعض أنه مقدم ومتبني مواهب كعلي الحجار وأحمد زكي و شريف منير !
" أنا شاب لكن عمري ألف عام
وحيد لكن بين ضلوعي زحام
خايف و لكن خوفي مني أنا
أخرس و لكن قلبي مليان كلام
عجبي !!"
قدم لعبدالناصر كثيرًا وكتب فيه أكثر , وكان يراه رمزًا للكرامة والعزة وقد سكنته حالت من الاكتئاب الذي لم يزل مع نكسة 67 وما زاد هذا الاكتئاب وفاقمه وفاة عبد الناصر بعد النكسة بثلاثة أعوام 


المرض المؤذي الذي زار أهم شاعر مصري في ذلك الوقت من كان يغني له عبدالحليم حافظ ويلحن له محمد عبدالوهاب جعله يتحرك في محاولات للعلاج بين موسكو والقاهرة .
في حياة جاهين تجد دائمًا من يقول الشيء ومن يقول ضده , من يقول أنه كان يحترم سعاد حسني ومن يقول أنه كان يحبها حب من طرف واحد , من يقول أنه انتحر ومن يقول أنه لم يفعل , من يقول أنه كان سعيدًا بعلاقته وقصائده التي يؤديها لعبدالناصر ومن يقول بغير منطقية أنه كان مجبرًا على ذلك .
وفي عام 1986 رحل صلاح جاهين تاركًا جدلاً واسعًا بين من يؤكدون أنه مات منتحرًا بابتلاع حبوب دوائية ومن يستنكرون ذلك , لكن السنوات والعقود التالية كشفت شهادات للمقربين له تؤكد انتحاره بعد أن تفاقم اكتئابه بعد أعوام طويلة ولم يعد له حل من وجهة نظره سوى انهاء حياته .
في جميع الأحوال ترك صلاح جاهين تراثًا من الكاريكاتير يقلده ويسرقه الرسامون حتى يومنا هذا , وعشرات القصائد والأعمال الابداعية الفريدة التي من الصعب مضاهاتها في خفتها ومعانيها , وقد كان من اعظم اعماله نتيجة هذا الاكتئاب رباعياته الشهيرة جدا جدا 
"يوم قلت آه...سمعونى قالوا فسد
ده كان جدع قلبه حديد و اتحسد
رديت على الملايين انا و قلت
لو تعرفوا معنى زئير الاسد
عجبي "



4- فيودور دوستويفسكي 


روائي وكاتب وفيلسوف روسي , ولد في 1821 وتوفي عام 1861 ووصل مراحل معاناته للتسول في بعض الأحيان وانتهى بترجمة كتاباته لكل اللغات وهو أحد عمالقة الأدب الروسي المعروفين .
من أشهر رواياته والتي تم تقدميها بصريا ايضا بكل اللغات الجريمة والعقاب و الاخوة كارامازوف (الاخوة الاعداء ) والمقامر .
نقتبس هنا فترة من حياة هذا الاديب عن قضية لاقاها في شبابه من ويكيبيديا :
كانت رابطة بيتراشيفسكي مجموعَة مناقشة أدبيّة فكريّة تُناقش قضاياها المُعاصرة في ذلك الوقت بشكلٍ شبه سرّي. وضمن المجموعة مُهندسين وأطباء وكُتّاب ومعلمين وطُلّاب ومسؤولين حكوميين وضبّاطٍ في الجيش. وقد اختَلفوا في وجهات نظرهم السياسية، بيد أن مُعظَهم كانوا مُعارضين للاستبداد القيصري والعبودية الروسية. قام أعضاء المجموعة باستنكار وتنديد أفعال إيفان ليبراندي وهو مسؤول في وزارة الشؤون الدولية. وقد اتُهمِ دوستويفسكي بقراءة الكتب والأعمال المحظورة والمساعدة في نشرها وتعميمها، بالأخص كتاب بلنسكي رسالة إلى غوغول. وكيل الحكومة والرجل الذي كتب تقريراً عن المجموعة، ذكر في بيانِه أنهم دائماً ما ينتقدون السياسة الروسيّة والدين. وقد ردّ فيودور عن هذا الادّعاء بقولِه أنه كان يقرأ مقالاتٍ وحسب وهي تتحدّث عن الشخصيّة والأنانية البشرية بشكلٍ عام وليس عن السياسة. في النهاية اعتُقِلَ هو وأعضاء المجموعة المُتآمرون على حدّ وصف الحكومة في 23 أبريل/نيسان 1849 بناءً على طلب الكونت أ. أورلوف وأمر القيصر نيكولاي الأولخوفاً من تَبِعات ثورة 14 ديسبمر في روسيا وثورات الربيع الأوروبي عام 1848. وقد احتَجِزَ الأعضاء في معقل بيتر وبول والتي كانت بدورها تضمّ أخطَر المُدانين.

استمرّت القضيّة محل تحقيق لأربع شهور من قبل لجنة تحقيق برئاسة القيصر مع الجنرال ايفان نابوكوف وعضو مجلس الشيوخ الكونت بافيل جاجارين والكونت فاسيلي دولجوروكوف والجنرال ياكوف روستوفتسيف ووالجنرال ليونتي دوبيلت رئيس الشرطة السرية. وحكموا على أعضاء المجموعة بالإعدام بإطلاق النار، وأُخِذَ السجناء إلى سيميونوف بلاس في سان بطرسبرغ لتنفيذ الحكم في 23 ديسمبر/كانون الأول 1849 حيث انقسموا إلى مجموعات من ثلاثة أفراد، وكان دوستويفسكي الثالث في الصف الثاني وبجانبه وقف بليششيف ودوروف جاهزين للإعدام. ولكن في آخر لحظة وقبل تنفيذ الحكم بحقهم صدر مرسوم قيصري يقضي باستبدال الإعدام بأربعة أعوام من الأعمال الشاقة في مقاطعة اومسك بسيبيريا.
يقول دستويفسكي عن تلك الفترة :
«في الصيف، أجواء لا تطاق. في الشتاء، برد لايحتمل. كل الأرضيات كانت متعفّنه. القذاره على الأرض يصل ارتفاعها إلى بوصه -مايعادل 2.5 سنتمتر-. من السهل أن ينزلق الشخص ويقع ... كنا محزومون كالسردين في برميل ... لم يكن هناك مكان تذهب إليه ... من المغرب إلى الفجر، كان من المستحيل ان لا نتصرف كالخنازير ... البراغيث، القمل، الخنافس السوداء كانت متواجده بمكيال الحبوب ...» 


مجتمع مصر

اقتن نسختك الآن

اقتن نسختك الآن

التبادل الاعلانى

Discussion

جميع الحقوق محفوظه © دار إنسان للنشر

تصميم الورشه