إنسان على فيسبوك

الجزيرة المجهولة 2 - التطبيق الثاني من ورشة 120 يوم

0


يبدأها : طارق عميرة 
إزدادت قوّة العاصفة فهاج البحرُ أكثر , كان صوت الرعد والهواء هادرًا يضرب الأمواج المتلاطمة الثائرة حتى أن صرخات البحّارة اختفت داخله , متشبثًا بحاجز السفينة بكل قوتي نظرتُ نحو الأفق لربما ألمح أي شيء يبدو كبادرةٍ للنجَاة من الضياع والتيه والغرق فلم أرَ إلا الظلام , يضرب البرق من بين الغيوم فأعرف أن الظلام أقل رعبًا من مشهد البحر المتلاطِم الذي يقول لنا بوضوح شديد , أنتم الليلة لي !
موجة عنيفة اخرى تضرب حاجز السفينة فأتخلى مرغمًا وأسقط داخلها ويرتطم رأسي بقوة تجعل وعيي يغوص تدريجيًا نحو العدم وآخر ما يفكر فيه , كيف تسن أسماك القرش أسنانها مبتسمةً في جذل وكيف تنظر إلي السفينة حوريات البحر بين اللامبالاة والشفقة وتضحكن لبعضهن منتظرات غنائمهن ..
في النهاية شعرت بخشب السفينة الغارق من مياه الأمطار يتمزق أسفل ظهري ثم لم أعد أشعر بأي شيء ..
***
حين أفقت كانت أشعة الشمس الصافية تغمر وجهي , حولت وجهي في سرعة حتى أستطيع أن أفتح عيني لأكتشف أن كل عظمة في جسدي قد وهنت رغم الرمال الباردة التي وجدتها فراشي , نهضت كعجوز كسيح لأجدني أنظر للبحر مرةً أخرى , تلفتت حولي لألمح على مسافات بعض الأخشاب الممزقة والأمتعة ولكن لم أرى سواي من الطاقم , أدرت ظهري للبحر وعقلي مضطرب , لأنظر إلى عالمي الجديد , جزيرة أم يابسة , لا أعلم ..
لكن ما أعلمه أنني طفت كل بلدان الأرض ولم أر أبدًا مثل ما أراه الآن ..



***

قصة 8 - أمنية محمد - مصر
و مع ذلك فقد سمعت عنه..
هذه جزيرة و لكنها ليست كأي جزيرة، انها جزيرة حية، أو كانت حية!
هذه الجزيرة هي جزيرة مرجانية، شعاب مرجانية تكتلت و تجمعت معا حتى كونت كتلة أخذت تكبر و تكبر حتى كونت هذه الجزيرة، و ساعدها على التماسك فضلات الطيور التي تحط عليها، فأرضها مكونة من خليط من الشعاب المرجانية و فضلات الطيور، شاهدت مثيلاتها في التلفاز من قبل، و لكن رغم ذلك، هذه الجزيرة تختلف..
الفارق بين ما رأيته على التلفاز و ما أراه الآن، هو أن هذه الجزيرة في طور التكوين، ما رأيته سابقا هو جزيرة تكونت و بفعل الزمن و الرياح غطتها الرمال و النباتات و أصبحت تشبه الجزر الأخرى، و العلماء هم من اكتشفوا حقيقتها....أما هذه الجزيرة، فأرضها لم تغطى بعد إلا بالنذر اليسير من جهة الشاطئ، أنا أقف الآن على شعب مرجانية ملونة بأشكال متعددة ،كأن المحيط انقلب رأسا على عقب و أصبح قاعه محل سطحه..
إن وضعي الآن لا يسمح بتقدير الجمال، فأنا في كرب، ليس لي وسيلة إتصال بأحد، لا أرى أي سفن، و إن مرت طائرة لا أملك أن أشعل نارا لتراني، و الجزيرة قاحلة لا يوجد بها نبات يؤكل، سأحاول اصطياد بعض الأسماك أو أكل الطحالب، و لا أعلم النتائج الكارثية الذي ستنتج عن هذا الوضع..
و لكن لنفس هذه الأسباب فأنا لا أملك إلا أن أتأمل فيما حولي، ليس لي ما أفعله سوى هذا، أخذت أتنقل بصعوبة بين الشعب المرجانية المتشابكة، ما هذه الألوان و التكوينات، هناك ما يشبه قرون الوعول، و الملتف كشكل الحمض النووي في كتب الأحياء، و شبيهات الورود و الزهور ، و المليء بالثقوب بشكل يثير هلع مصابي فوبيا النخاريب، وهناك المشع المضيء بألوان فسفورية تضيء لي بعض الشيء في المساء، حتى أني هلعت لرؤية ما يشبه المخ البشري ثم اكتشفت أنها شعب أيضا قد اتخذت هذا الشكل..
و بين هذه الشعب توجد بعض الكائنات الميتة التي قد حبست بداخل هذه الشعب، مثل الأسماك الملونة بمختلف الأحجام و القشريات مما يثير رؤيتها شهية أي محب لفواكه البحر، و لكن ان وصلته الرائحة التي أشتمها عند سكون الرياح، سيكرهها للأبد..
ذلك أن هذه المناظر الجميلة التي تنافس أي حديقة عالمية للأسماك مكونة من جيف هذه الكائنات، و لذلك فهذه الجزيرة اللعينة لها مظهر الجنان، و رائحة المقابر ..
و هذا يوصلني للحقيقة المرة، هذه هي مقبرتي، سأكون من ضمن هذه الجيف قريبا، سأكون من مكونات هذه الجزيرة في المستقبل، و سأصبح أنا و هذه الكائنات حفريات تدرس لطلاب الأحياء و الجيولوجيا، فليحيا العلم، و لأقبر أنا !
أنهى العالم الشهير قرءاة الورقة و نظر للكاميرات و وكالات الأنباء وقال:
هذا نص الرسالة التي وجدناها مدفونة مع عظام الرجل المجهول التي اكتشفناها مؤخرا و محفوظة في قطعة من البلاستيك تشبه غلاف الأقلام ، و يبدو أنه خشي على رسالته من التحلل فحفظها في هذا الغلاف البلاستيكي، يقدر عمر هذا الاكتشاف بحوالي ٣٠٠ عام، و قد تم حفظ الرسالة و العظام بالمتحف ..

***
قصة 9 - مريم عثمان - مصر 
حين أفقت كانت أشعة الشمس الصافية تغمر وجهي , حولت وجهي في سرعة حتى أستطيع أن أفتح عيني لأكتشف أن كل عظمة في جسدي قد وهنت رغم الرمال الباردة التي وجدتها فراشي , نهضت كعجوز كسيح لأجدني أنظر للبحر مرةً أخرى , تلفتت حولي لألمح على مسافات بعض الأخشاب الممزقة والأمتعة ولكن لم أرى سواي من الطاقم , أدرت ظهري للبحر وعقلي مضطرب , لأنظر إلى عالمي الجديد , جزيرة أم يابسة , لا أعلم ..
لكن ما أعلمه أنني طفت كل بلدان الأرض ولم أر أبدًا مثل ما أراه الآن ..
_________
كانت مصابيح ...
الكثير منها ... فى كل مكان ... تخرج من الرمال كما تخرج الاشجار من الارض ... بين الواحد والواحد بضعه امتار فقط .... مصابيح مضيئة كمصابيح الشوارع . ولكن نقوشها اغرب . واشكالها اكثر جموحا وجمالا ... مضاءة فى النهار .. بالوان غريبة . وردية . سماوية . زرقاء ... حمراء. وتحت كل مصباح كان هناك مقعد . مقاعد خشبية . ارائك .و حتى مختلفة الاشكال . مقاعد على شكل اطباق . على شكل بجع . على شكل كف . .. وعلى كل مقعد . جلس واحد .. مستغرقا فى القراءة ... ماذا يقراون . لا علم عندى
الشمس كانت هناك ولكن الهواء كان حاضرا بوضوح . الجميع يمسكون الصفحات بعنف خوفا من ان تنقلب بغته . ينظرون للكتب بتركيز ويبدون مرضى ... اعينهم حمراء . ويبدو عليهم الانتباه والذهول ... وخلف كل تلك المصابيح بعيدا استطعت ان المح ما بدا كبيوت. . وبركه . مابدا كعالم بعيد . . وجسور وقلاع رملية واشياء لم احددها ... بعيدا بعيدا جدا حتى اننى لم استطع التاكد مما ان كنت ارى عالما ام ارى مقاعد اخرى بدت كعالم!
مشيت ست خطوات فقط لاصل الى اقرب مقعد . تجلس فوقه امراة يغمرها شعور ما . ولكنه ليس شبيها بشعور ... بشعور شبيه بشيئ نعرفه . كان شبيها بالتخيل . او التركيز الشديد . او الانسحاب من العالم منذ الماضى . كانها عادت الى البداية . بداية لا اعرف ما هى
" مرحبا "
لم ترد المراة
"مرحبا "... كررت بهدوء ... كررت ثلاث مرات . اربع مرات . خمس. ست. . وخفت من ان المسها فتنتفض ... 
وتابعت السير
رايت رجلا ذو ندبه على وجهه
وعجوزا قديما . وفتاة شابه .. وزوجين .. عرفت انهما زوجين ولا اعرف كيف ... رايت على تلك المقاعد كل من استطيع تخيله . جالسا يقرا ... حتى اننى رايت رجلا كفيفا . يقرا باصابعه ورقا مثقوبا
... ظللت امشى لوقت طويل جدا ... بين الناس . كلما سألت احدا . لم يرد . . ولم يبدو انه سمعني .بقيت هكذا حتى غروب الشمس .... مشيت ساعات على الشاطئ . بمحاذاة المقاعد التى لا تنتهي .. مشيت حتى المتنى قدمى . لم اعبر الى ما وراء المصابيح والحشد القارئ . لم اعبر لاننى كنت فى سعى محموم للحصول على اجابة منهم ... كنت غاضبا . تسائلت مرارا . ان كانو ملعونين . ان كانو تماثيل . ان كانو موتى ... واستسلمت . جلست قليلا حتى اقترب الغروب . ووجدت ان العالم احمر والشمس تمضى نحو خط الافق . فنهضت لاواصل السير . وهنا رايت شيئا اسود بعيدا
لحظه . كان شعرا . شعرا اسود متطاير
كان هناك فتاة . او امراة . ... لو رايتها فى يوم اخر فى مكان اخر لقلت انها جميلة . لكنها الان بدت كحلم فقط . كغرابة الاحلام ... السواد الحالك والبحر والظلام . الارتطام . العالم الغريب الذي افقت فيه. لم يجعلنى ابدا افكر او اتسائل ان كنت احلم ام لا. ولكن تلك الفتاة . تلك المرأة . جعلتنى اتسائل
كانت جالسه على صخره. امام الماء . تحيط بها المصابيح التى ادركت انها مشتعله ليلا ونهارا حتى لا يضطر القراء الى النهوض وتشغيلها فى ساعه الغروب . كانت نائمه تحت العالم الاحمر .. مسندة ذراعها لركبتها . مسندة وجهها لكفها بتثاقل كانها تجاهد كى لا تسقط . ترتدي فستانا طويلا الاكمام اوسع من شراع سفينة ولم احدد لونه مهما حاولت ... اقتربت منها
اقتربت منها .." . اقتربت وبدلا من ان انادى . وبدلا من ان اصدر صوتا . امسكت يدها بغضب . يدها التى تسند وجهها . وجذبتها لتستفيق . ولكن بدلا من يسقط راسها للاسفل ... وجدتها ترفع راسها بفتور تجاهى وتفتح عينيها بنفاذ صبر .. بشفتان مطبقتان فى تحدي غريب . كانها كانت تعلم ان احدا سيوقظها ... كان بعينيها حور خفيف . وكان وجهها شبيها بشخص لا اتذكر من يكون . ولم ابذل جهدا
سالتها فقط . بنفاذ صبر . وغضب . واعين تحرق . ربما كانت تدمع كذلك
" أين انا "
سالتنى هى عن من اكون 
فكررت سؤالي
فكررت سؤالها
فقلت لها بهدوء " اننى غريب ... وهذا يكفيكي .. "
فقالت هي " انت فى مكان ما وهذا يكفيك "
شدت الفتاة ذراعها بغضب لتعود للنوم قبل ان اصرخ " لماذا لا تقراين مثلهم "
نظرت لى الفتاة ثم تنهدت . وضحكت بسخرية اذتني تقريبا قبل ان تقول " الامر كله بدأ ... باننى طرحت سؤالا فى طفولتى ... "
" وما كان هو"
" السؤال كان ... لماذا عندما يركز احد ما بشدة فى فعل امر ما. لا يستطيع سماعك . ولاننى كنت اميرة هذه البلاد الغبية . فقد حاول الشعب كله ان يجيب سؤالى للحصول على كيس من الذهب ونجمة فى السماء وساعة رملية لا ينفذ الوقت منها . احضرو كل هذه الكتب . وجلسو فى اماكنهم .... ومنذ سنوات لم يفعلو اى شيئ سوى القراءة ... قراوا كل الكتب الممكنه بحثا عن اجابات . ولكنهم يقراون بتركيز شديد . ولم يعد اى منهم ينتبه لما يدور حوله . "
تاملتها ببلاهة . ولكنها اكملت " كان هذا حين كنت طفلة . ومنذ ذلك الوقت و.كلهم مستغرقون. و انا انام كي يمر الوقت .. انتظر ان يعثر احدهم على اجابة كى يلتفت لى . وربما نسو لماذا يقراون تلك الكتب اصلا. هل تملك اى فكرة انت . لماذا عندما يستغرق احدهم بشده . لا يسعه سماع اى شيئ"
فى الواقع لم اسمع تلك الجملة . لاننى انا ايضا كنت مستغرقا فى عالم اخر

***
قصة 10 - يارا حسني - مصر 
أشعر بدوار وتعب ، كدت ان أموت ، لا أنا مازلت حيا..، انها لمعجزة حقا ! تذكرت شيخى بالموصل وهو يردد أيات الله " وما كان لنفس أن تموت ألا بأذن الله .. آه ، أنها جروح متفرقة بجسدى ، سبحان الله ! شلال كبير يتدفق بماء عذب ، وحدائق ذات بهجة ، توجهت ألى غدير الماء القادم من الشلال ؛لاغترف بكفى وأشرب ،فأذا بهذا القزم يدنو منى محملقا ثم يهرع بعيدا ، فأبتسمت له ولوحت بعمتى على طرف اصبعى : مرحبا أقترب منى وتحدث بلغه عجيبة لم أفهمها 
ومضى وقت وأنا أتجول بين أشجار غريبة ، لم أرى مثيلها فى حياتى ..أن لها أشكال غير معتادة ، فمنها ما تبدو كأمرأه غجريه ذات شعر مجعد اشعث ، وأخرى كأنها رأس قطه ، وهناك من لها طلع كأذان الفيله !
وأذا بى أسمع همهمه رنانة ، فألتفت لأجد نفسى محاطا بقبيلة من الأقزام ،جميعهم قد رفع السلاح على ، نهرنى أحدهم وهو ينغزنى بشوكة فى ساقى ..فضحكت ، ووقعت على الأرض ، وأذا بهم يفزعون ويصطرخون .
ما هذا ؟ أنه سواد قادم ، زحف كبير ، أنها أسراب كبيره من النمل ، وأذا بالأقزام تفزع وتأوى ألى كهوفها وأنا معهم ، فأتسأل :هل هناك أحد يتحدث العربية ؟ فلا احد يجيب ، أعود فأسأل ، وأذا بشجرة مثل شجرة الزيتون التى نعرفها، تتحدث ألى : بأمكانى أن أترجم لهم ما تقول ..
قلت: يمكننى أن اعاونكم فى التغلب على أعدائكم الأشرار ، تحدث أحدهم فصاحت الشجرة : أن أسراب النمل الوحشى لاتزال تقاتلنا عند كل مغرب للشمس ، قلت : أذن موعنا الصبح القريب ، وقسمتهم ألى ثلاثه مجموعات ، أحدهم يأتى بالحجاره من الجبل ، والاخر يطلعها الى غصون الاشجار والهضاب ، والقسم الأخير يقوم بغزل شباك محكمه ، وعند الغروب..أتت جحافل النمل المعتدين ، أعطيت اشاره البدء ، فألقينا عليهم الشباك ،وأنهلنا عليهم رميا بالحجارة ، وحسمت المعركه لصالحنا.
ولكن بقت ملكه النمل أسيرة الشباك ..لم تمت، أن لها وجهه أمرأة حسناء ، يعلو جسد نمله ..، نظرت أليها بعجب بينما كانت تزرف الدمع ، فقلت: ما بك ؟ أجابت عنها الشجرة المترجمه : لقد ضاعت مملكه أبائى وأجدادى ، انت نصرت الأقزام على ، فقلت : يمكنك أن تعيشى بيننا لكنك آثرت الحرب
قالت : لم يعد هناك قيمه لحياتى اقتلنى ، فقمت أليها وحللتها من شركها وأنا أطمأنها : لا بل انت حره طليقة ، قالت شىء فسكتت الشجرة ، ثم ضحكت ، فسألتها : ماذا تقول ؟ فأخبرتنى مقهقهة : أنها تعرض الزواج عليك
أذن أنا أوافق ..فأذا بها تمثلت بشرا سويا ، كمرأه شديده الوهج والجمال ، لم أعهد حسنها من قبل .
وأذا به " فوزى" البحار اللعين ينبهنى : أصحى يا محمد أوشكنا أن نصل - بسلامه الله - ألى الهند

***
قصة 11 - سناء مصطفى - مصر - قصة 2
ما أراه الأن كانت جزيرة خضراء ليس لها مثيل و كأنها شبه حلم لم أحلم به من قبل كانت الأشجار تحاوط المكان من كل جانب تقدمت خطوة تلو أخري، الغريب أنه لم يكن هناك شخص واحد في تلك الجزيرة مضيت بها كي أفهم ماذا يحدث لي لم أرى من قبل مثل تلك الجزيرة لم يقع نظري يوم علي هذا ظللت أمشي لا أعرف أين تقودني قدمي و فجأة وصلت لبقعة أرضية شديدة السواد كان شكلها مخيف ظللت أعدو في فزع لأتخطاها و فجأة ألتفت الأشجار ملتصقة حول تلك البقعة و كأنها أصبحت سور ليس له باب و كأن أحدآ حركها ليحبسني ثم تفرقت شجرتان ليعلنان لي عن وجود ممر جريت نحوه في هول أجل تخطيت تلك البقعة السوداء الرديئة و لكن ما هذا ؟! أهذه صحراء !! ولكن كيف ؟!
ليس هناك أحد أيضآ و لكن ... ما .. هذا ؟! ما كل هذه المرايا !! ذهبت نحو مرآة منهم عسي أن تكون سبب لخروجي من هنا فوقفت أمامها ما هذا ؟! لم توجد صورة لي معاكسة لكن هناك صورة غريبة هذه الصورة قديمة .. لا !! من المؤكد لا !! يا إلهي أين صورتي في تلك المرآة !! تذكرت هذه الصورة و من معي بها .. نعم هذه هي الفتاة التي كنت أحبها !! و لكن كيف أتت هذه الصورة إلي هنا !! نعم هذا خيالي من المؤكد أنه خيالي ليس إلا .. مضيت قليلآ نحو مرآة أخرى فوجدت صورة في تلك المرآة لكن للفتاة وحدها بفستان الزفاف كانت جالسة حولها الجميع و لكنها بدون عريس !! ما معني هذا ؟ تقدمت نحو مرآة أخرى فوجدت صورة للفتاة من جديد و لكنها كانت هذه المرة تبكي في حزن ! كانت هذه الصورة أشبه بمشهد أراه و أعيشه معها تركت تلك المرآة و ذهبت لأخري فوجدت أخيرآ صورتي !! نعم هذا أنا و لكن إين كنت يا أنا ؟! رجعت للمرايا الثلات فوجدت الصور قد أختفيت و هناك صورة واحدة ظلت و هي أنا !! و لكن ماذا يعني هذا ؟! أهذا يعني أنني السبب في كل هذا ؟! أنا من تركتها وحيدة في زفافها أم أنا من أبكيتها ؟! و لكن ماذا يعني هذا !! ظهرت أمامي مرآة كبيرة للغاية تعكس كل شئ موجود حولي و لكنها لا تعكس صورتي !! صرخت بأعلي صوتي أين أنا .. أين أنا يا مرآتي ؟! أأنا فارغ مثل صورتي حقآ !! أريد صورتي .. تلونت المرآة بالون الأسود و كأنها أصبحت برواز لصورة سوداء فخفت و لكن فضولي جعلني ألمسها و لكن الغريب أن يدي أخترقت تلك المرآة !! أهذه المرآه بوابة ؟! لم أترددت فدخلت بها فوجدت شيء غريب أهذا الماضي !! يوم زفاف الفتاة ؟! أهل الزمن أعطاني فرصة واحدة لتصحيح أخطائي ؟!
لا .. لا لن أصلح شيء أنا لا أحبها !! أريد الرجوع أين البوابة ؟! يا إلهي لقد أختفت !! لااااااا .. أأصبحت سجين الماضي !!

***
قصة 12 - سارة علاء - مصر 
حين أفقت كانت أشعة الشمس الصافية تغمر وجهي , حولت وجهي في سرعة حتى أستطيع أن أفتح عيني لأكتشف أن كل عظمة في جسدي قد وهنت رغم الرمال الباردة التي وجدتها فراشي , نهضت كعجوز كسيح لأجدني أنظر للبحر مرةً أخرى , تلفتت حولي لألمح على مسافات بعض الأخشاب الممزقة والأمتعة ولكن لم أرى سواي من الطاقم , أدرت ظهري للبحر وعقلي مضطرب , لأنظر إلى عالمي الجديد , جزيرة أم يابسة , لا أعلم ..
لكن ما أعلمه أنني طفت كل بلدان الأرض ولم أر أبدًا مثل ما أراه الآن ..
لم أستطيع غلق فمي من روعة ما رأيت ، أخذت أسأل نفسي هل مت و هذه الجنه ! محال أن يكون هذا واقعا ، تلك الشلالات التي تنهمر المياه من أعلاها لكنها لا تلامس الأرض ، بل تطفو فوقها كأنها تطير في انسيابيه يعجز العقل عن وصفها ، من روعة المنظر الذي أمامي نسيت ما حل بي من سوء ، بل نسيت الجوع القارص الذي يستولي ع معدتي و بدأت أجوب هذه الجزيرة لأستكشف كل هذا الجمال و عيناي محدقتان لكل انش فيها ، شعرت بنسمة هواء باردة كأنها تدغدغني ، حتي الهواء هنا مختلف ، أشعر به يتسلل بين أنفاسي و يستوطن رئتي ، بل أكاد أشعر به في كل ذرة من كياني ثم سمعت همس بجانب أذني ، استدرت حولي لم أجد أي أحد ، لكن الهمس مازال مستمر كأن هناك من يتحدث بداخل أذني ، لتظهر بعد قليل ذرات من الهواء متجمعه سويا أمامي و يبدو أنها حية و تتكلم ، صرخت بفزع و تراجعت للخلف لأسقط ع صخرة ما ، لأسمع صوت تأوة خفيف يحذرني أن انتبه، استدرت خلفي ببطء و الدماء مجمدة في عروقي لأجد الصخرة تتحدث هي الأخري ، لديها عينين و فم ، لم أستطيع التحمل أكثر من ذلك ، تعالت صرخاتي كفتاة صغيرة جزعة لأهرب من أمامهم و أجري حتي تعبت قدامي ، توقفت لأتنهد قليلا فهذا جنون لا يعقل أن يحدث هذا ، هواء يتكلم و الصخر ايضا ! لا لا مستحيل ، وجدت بحيرة صغيرة رائعة الجمال أمامي اقتربت منها لأروي عطشي ، شربت القليل لأجد صوتا بجانبي يسألني هل أعجبك ؟
وجدت نفسي أبصق كل الماء الذي في فمي بقوه بوجه من أمامي لتضح أنها سمكه ، قبل أن أبدي اندهاشي لهذة الصغيره ، شعرت بيد تهوي ع وجهي بشدة و اذا هي قطرات الماء التي تناثرت من فمي منذ قليل ، لأسمع بعدها صوت ضحكات السمكة الصغيره تخبرني أن قطرات الماء تعاقبني لرفضي شربها و أهانتها هكذا ، ظللت محدقا بها ثم تراجعت خطوة وراء الأخري و بدأت في الجري في اتجاه اخر لأجد بعد فترة شاطيء البحر و به الكثير من الزهور التي لم أري في جمالها من قبل لدرجة اني تناسيت كل ذاك الجنون الذي حدث معي للتو لأقترب منها لأستنشق عبيرها ، لأسمع صوت ضحكات خافته "كف عن ذلك ف أنت تضحكني " تراجعت فجأة للخلف من هول الصدمة ، لقد كانت تحادثني ، الزهره كانت تحادثني ! ، لا أعرف لماذا أتعجب كل شيء متوقع ع هذه الجزيرة المجنونه و فجأة تذكرت أن هناك بعض الألواح الخشبيه موجودة ع الشاطيء ، اذا يمكنني الهرب من كل هذا الجنون الذي حولي قبل أن أفقد عقلي ، هرولت مجددا محازة للبحر ، عائدا للمكان الذي استيقظت فيه و أخيرا وصلت ، كان هناك بعض الألواح المكسوره و الحبال الممزقة لكني نجحت في صنع شيء اشبه بقارب صغير اقتربت من الماء و ركبت فيه و بدأت أبحر إلا أن فاجأني البحر بموج عالي حمل قاربي و دفعني بقوة للجزيرة مرة أخري لاصطدم بصخره بعنف كادت أن تنكسر عظام أنفي و رغم شعوري بالألم الا أنني تحملته و حاولت مجددا أن أجمع الألواح لصنع قارب جديد لأجد البحر يهتاج و يصبح موجة كبير كانت نظراته بريئة و ابتسامته حنونة
ثم قال " لقد تم اختيارك لتبقي معنا هنا إلي الأبد " حسنا من اختارني ، لأجد الجواب أمام عيني ، جميع المخلوقات ع أرض الجزيرة اجتمعت حولي ، الازهار و المياة و الصخور و ذرات الهواء و الطيور حتي الرمال تحت قدمي ، كلهم كانوا سعيدين بوجودي لكني كنت خائفا منهم ف طلبت أن أرجع إلي دياري لأجد أن الجنه التي ظننت أني فيها تحولت إلي درك من الجحيم ، كان كل شيء مشتعل حولي حتي الهواء الذي أتنفسه ، كنت أشعر به يحرقني من الداخل و الموج تحول لكتلة كبيرة من النار ، كان غاضبا كحال كل شيء حولي حتي الرمال التي أحرقت قدمي لأجد نفسي أبكي من الألم و اعتذر عما قلته و أعدهم بالمكوث معهم إلي الأبد ليتحولوا فجأة إلي أشكالهم البريئة مرة اخري ينظرون لي ببلاهه ، بينما أنا لا أقدر حتي الآن ع استيعاب كل ما هو حولي " هذا كابوس محال أن يكون حقيقة ، لابد من طريقة للهرب " مرت عدة أيام عليا معهم كانوا يهتمون بي كثيراً ، كنت أدعي أني تكيفت العيش معهم بينما بداخلي يأكل الخوف روحي ببطء ، علمت بلا شك أنني سألقي حتفي هنا إما سأموت أو سأجن و في كلتا الحالتين سأجرب مرة أخري الهرب ، ليس لدي شيء أخسره حتي الآن عندي أمل أن يكون كل هذا كابوس و سأستيقظ منه أو ربما عليا أن أُوقظ نفسي بنفسي لذلك طلبت منهم أن أصعد إلي أعلي قمة في الجزيرة لكي أتمعن في كل هذا الجمال من حولي و يبدو أنهم أعجبوا بمدحي ، لذلك التفوا حولي مؤيدين للفكرة و صعدنا إلي أعلي قمة جبل ع هذه الجزيرة " لقد كان المنظر رائع من هنا ، اعترف اني أحببت المكان لكن لا يستطيع أي انسان أن يحيا بمفرده لابد من جود بشر من حوله ، لذلك اقتربت من حافة الجبل ع غفلة مِن مَن حولي و ألقيت نفسي من عليه بكل ما أوتيت من قوة ، لا يتردد بداخل نفسي غير هذه الكلمات " اذا كان واقعا ف أنا أرفضه و اذا كان كابوسا ف سأصحو منه "
قمت فزعا من نومي فجأة لأجد نفسي نائما في غرفتي بدأت أخذ نفسي بصعوبه لقد كان حلما لا لا بل كابوسا و انتهي "حمد لله" شعرت بالعطش ، حملت إناء الماء الذي كان بجانبي لأروي عطشي لاسمع صوت ضحكات خافته " أنت تدغدغني " لا لا ليس مجددا ، اشعلت النور لأجد قطرات الماء تتصاعد أمامي و تعانقني بطلف "ألم أقل لك أنك ستبقي للأبد " ثم تبخرت فجأة ، لم أشعر بنفسي إلا و أنا أصرخ فزعا كطفلة صغيرة رأت كابوسا و رغم شعوري بوجود أهلي من حولي يسألوني عما حل بي ، إلا أنني لا أعرف حتي الآن أكان هذا حقا حلما أم أنني جننت
#النهاية

قصة 13 - هبة راجح - مصر 
قدرى القادم الهمنى واطلق عنان المغامر الصغير الساكن بجوانحى لرحله المصير المجهول ، هذه الارض التى سطرت على شاطئها نهاية مغامرة ليعلن الزمن ابتداء اخرى ..
بعد ان استجمعت قواى واستطعت ان اتكئ على قدماى واخد الجوع يؤنبنى تأنيبا شديدا كان لابد ان اتجول هناك ابحث عن ما اسد به فم ذلك الوحش الاسر الذى ينهشنى ..تطلعت يمنه ويسره اراقب نخيل جوز الهند الذى ملاء الشاطئ وابهرنى ارتفاعه ولكن ما ازعجنى كيف سأحصل على ثماره ..تابعت المسير بين ممرات الجزيرة وانا سائر على رملها الناعم حتى استوقفنى مشهد ساحر لشلالات منهدره من الجبال يمتزج صوت هديرها بصوت الرياح فيعزفان انغاما تأسر القلوب ، هناك استلقيت لبرهه اتأملها واريح جسدى المنهك من المسير ويبدو ان سحرها انسانى ما ألم بى من جوع فسكن عقلى روعتها ..ساعات وساعات وانا هناك حتى اعلنت الشمس نيتها للعودة الى مهدها لتنام نومتها الهادئة .. اسرعت وانا الملم نفسى كى اجد مأوى في هذا الليل ..تعثرت خطواتى وكدت اسقط وعندما انتبهت وجدت بضعا من ثمار جوز الهند فحملتها بجعبه ردائى اسابق خطواتى مع الشمس لنصل كلانا الى مهدنا ساكنين حتى تستيقظ لبداية يوم جديد .


للقراءة 
من القصة 1 إلى 7 

الجزيرة المجهولة 1 - التطبيق الثاني من ورشة 120 يوم

0

يبدأها : طارق عميرة 
إزدادت قوّة العاصفة فهاج البحرُ أكثر , كان صوت الرعد والهواء هادرًا يضرب الأمواج المتلاطمة الثائرة حتى أن صرخات البحّارة اختفت داخله , متشبثًا بحاجز السفينة بكل قوتي نظرتُ نحو الأفق لربما ألمح أي شيء يبدو كبادرةٍ للنجَاة من الضياع والتيه والغرق فلم أرَ إلا الظلام , يضرب البرق من بين الغيوم فأعرف أن الظلام أقل رعبًا من مشهد البحر المتلاطِم الذي يقول لنا بوضوح شديد , أنتم الليلة لي !

موجة عنيفة اخرى تضرب حاجز السفينة فأتخلى مرغمًا وأسقط داخلها ويرتطم رأسي بقوة تجعل وعيي يغوص تدريجيًا نحو العدم وآخر ما يفكر فيه , كيف تسن أسماك القرش أسنانها مبتسمةً في جذل وكيف تنظر إلي السفينة حوريات البحر بين اللامبالاة والشفقة وتضحكن لبعضهن منتظرات غنائمهن ..
في النهاية شعرت بخشب السفينة الغارق من مياه الأمطار يتمزق أسفل ظهري ثم لم أعد أشعر بأي شيء ..
***
حين أفقت كانت أشعة الشمس الصافية تغمر وجهي , حولت وجهي في سرعة حتى أستطيع أن أفتح عيني لأكتشف أن كل عظمة في جسدي قد وهنت رغم الرمال الباردة التي وجدتها فراشي , نهضت كعجوز كسيح لأجدني أنظر للبحر مرةً أخرى , تلفتت حولي لألمح على مسافات بعض الأخشاب الممزقة والأمتعة ولكن لم أرى سواي من الطاقم , أدرت ظهري للبحر وعقلي مضطرب , لأنظر إلى عالمي الجديد , جزيرة أم يابسة , لا أعلم ..
لكن ما أعلمه أنني طفت كل بلدان الأرض ولم أر أبدًا مثل ما أراه الآن ..

***

القصة 1 - انتصار محمد - مصر 

ما هذه الروعة لم أرىَ مثلها أشجار فى غاية الجمال مناظر خلابة ازهار تملأ المكان اذا بي بممللكة عطور فواحة،،
نسيت ما بى و مشيت منجذبآ لما حولي من جمال الطبيعة 

الارض باكملها مغطاه باللون الاخضر سارت اقدامى بدون أذن مني و كانها تقول لي اتركني اسير لأرى ما حولي من جمال طبيعى و الوان جذابة.. خيالآ ما أرى أم حقيقة!!
الأمواج تعلو أمامي و الأشجار من حولي بكل مكان،،
انجذبت لهذا الجمال و كأني مسحور بما حولي و بما أنا به
اشتد الموج و اذ به يحادثني لأفق مما انا به. 
لست أدرى ماذا أفعل و أنا بهذا المكان وحيدآ؟؟
سرت لأري ماذا أفعل و أذا ببيت صغير مغطى بلأشجار والورود سررت لما رأيت سأجد من يخرني من ما أنا به سأجد المساعدة اسرعت لأرى من بهذا المنزل الخلاب اقتربت من الباب لاطرقه و لكنه ليس مغلق ففتحت الباب و صرت أنادي من هنا؟ فخرجت فتاة تشبه الحور قالت: من أنت؟
رويت لها قصتي فقالت مبتسمة أذن أنت منهم..
فقولت متعجبآ منهم من؟! فقالت من بعثهم البحر لي و لجزيرتي،، ثم أكملت مبتسمة أرنى كفك فمددت لها يدى 
دون أي تردد نظرت له ثم لي و قالت تعالي معي سأريك جزيرتي علي حقيقتها فقولت متعجبآ كيف علي حقيقتها؟! ردت سأريك ما لم تراه من قبل فكل ما رأيت من خيالك لم تراى الحقيقة بعد. أصتحبتني إلي أحدى أبوابها.
فدخلت وسرت أمشي و أمشي و لا أجد نهاية لهذا المكان أنتابني الخوف.. ما هذا ؟ وإذا بها أمامي تقول: لا تخف أنه طريقك. 
كان نورآ وهاج يكاد يعمي بصرى وفجأة أنطفأ ورأيت بابآ أخر فدخلت له و وقعت في بئر عميق مظلم أرتابني الخوف فصرخت بها.. ما هذا لماذا أوقعتيني بهذا البئر ماذا فعلت؟! قالت لي: أنت من فعلت أنظر ليدك لتراي ما فعلت.
نظرت إلي يدي فرأيت مشهد منذ زمن بعيد مشهد لزميل لي بالعمل و أنا من تسببت في طردهه من العمل أرتجفت لما رأيت لأني من تسببت فى طرده من عمله و هو كان لا يستحق هذا فقلت خاءفآ.. نعم أنا أخطأت و ظلمت و أستحق ما انا به.. و قبل أن أكمل الجملة وجدت نورآ شديد و أنا قد خرجت من ذلك البئر أين الحورية لا أراها،،
ما هذا باب آخر!! دخلت عسي أن أجد مخرجآ فوجدت غرفة بها ثعابين جريت نحو الباب لأخرج و لكنه أختفي.. ألتفت الثعابين حولي كنت خائفآ و كان الفزع يلتهم قلبي صخرت بأعلي صوتآ لدي.. لا لا تفعلي بي هذا أرجوكي أخرجيني من هذا. 
مر أمامي شريط حياتي تذكرت كل شيء في هذه اللحظة كم كنت في كثير من الأوقات مثل هذه الثعابين ألتفت حول أعنق من يعلوني لأخنقه و لكن لا أريد الخروج حقآ أنا نادم هدء صوتي و كأنه أستسلم لهذا الوضع و لكن فجأة أختفت الثعابين و أنبعث الضوء من جديد وجدت غرفة بها سرير نمت من خوفي دون أي تفكير و بعد ما غفوت أستيقظت وجدت نفسي علي سرير في هذه السفينة سفينتي أكان هذا حلم!!

***
القصة 2 - هديل كمبال - الكويت 
كان لا يزال المشهد مشوشا وكل ما أستطيع تمييزه مجرد أشكال ونقاط سوداء ولكن .. لا توجد ألوان !!
انتفضت جالسا بهلع نفضة شعرت فيها بكل عضلة في جسدي تتحرك وكأني كنت مثبتا في الأرض بمغناطيس من نوع ما،
فركت محجري عيني بقوة توقظني إن كنت نائما، ولكن يبدو أنني لست كذلك، إحساسي بكل شيء حولي يؤكد هذا، ولكنه إحساس غريب لم أعهده من قبل، أنا أتنفس .. ألهث ولكن ما يدخل في رئتاي ليس الهواء كما أذكره، إنه رذاذ ناعم جدا أشعر بدخوله وخروجه منسحبا برقة من جوفي، أشعر بالهواء البارد يلامس جسدي حرفيا، كأنه غلاف ناعم خفي يلتصق بي.
لا أعرف إن كان المنظر حولي مرعبا أم مضحكا، ولكن كل شيء يحيط بي الآن لونه أبيض وأسود، الأمر أشبه برسم في مجلة قصص مصورة غير ملونة ولكنها ليست رسومات إنها أشياء حقيقية !!
الشاطىء رماله بيضاء كالملح، الأشجار والنباتات لها جذوع سوداء تماما وأوراق بيضاء وبعضها فيه العكس، حتى زرقة السماء والبحر- أو المحيط لا أعلم كنه هذا المسطح المائي الغريب – لم أعد أرها فالسماء سوداء ولكنها مضيئة بشكل ما عكَس على سطح الماء لون فضي داكن، وعلى امتداد بصري في اتجاه اليابسة هناك جبال شاهقة، إنه منظر مألوف أن ترى الجبال داكنة وأعلاها قمة بيضاء محاطة بسُحُب بخارية تعبر عن برودة الطقس هناك، وما هو موجود أمامي الآن هو نفس المنظر ولكنه معكوس!
الجبال بيضاء، أو أنها تتحول لأن تكون بيضاء، فبعضها أبيض تماما والبعض الآخر قممه سوداء، ولا أعرف إن كان ما أراه حقيقيا أم هذيان، ولكن القمم السوداء تذوب فوق المساحات البيضاء ببطء!
قلبي يرتجف وغصّة الرعب تتقلب في بطني، لا أحب هذا النوع من الوحدة ..
حسناً، بالتأكيد هناك تفسير منطقي لما أراه، ليس هناك شيء خارق للطبيعة ولكن هناك فقط أشياء لم نرها من قبل، قد يكون هذا المكان تكوين ناتج عن إحدى الظواهر الطبيعية ، بركان، إعصار أو حتى ضربة نيزك، والسماء قد تتقلب في ألوانها بفعل الغازات والأشعة والتفاعلات في الغلاف الجوي وبالتالي يتأثر انعكاسها فوق الماء .. الماء .. مهلا هل هذه أسماك؟!
ركضت بسرعة إلى حافة الشاطئ، الأسماك بيضاء! قد يكون هذا منطقيا أيضا وهو شيء يبعث نوعا من الراحة أن هناك حياة في هذا المكان، ولكن شكل الشاطيء لا يوحي بأي نوع من الأمان، فعندما تراجعت الأمواج تبين أن الرمال التي أقف عليها ما هي إلا جزء بسيط يليه جرف صخري لا نهاية لعمقه، وهذا يعني أنه لا خيار أمامي سوى الاتجاه إلى اليابسة التي لا يوجد عليها أي شيء مألوف وملوّن سوى ما رمته الأمواج من حطام السفينة.
كم الساعة الآن؟ كم لبثت هنا؟ وهل هناك ليل سيأتي أم أنني في أحد اطراف الكرة الأرضية التي يكون فيها الفارق بين النهار والليل ستة أشهر؟ رغم أنني لم أستطع أن أميز إن كان الوقت الاآن هو نهار أم ليل.
كل ما علي فعله الآن هو البحث عن مأوى، وقد يساعد وجود هذه الأسماك في إبقائي على قيد الحياة إلى أن أكتشف سر هذا المكان وربما أنجو.
مشيت باتجاه حطام السفينه لعلّي أجد شيئا نافعا، لقد رمتني الأمواج بعيدا جدا، وأنا فقدت الأحساس بالزمان والمكان في كل الأحوال، ولكن فكرة أن لا أكون أنا الناجي الوحيد في هذا المكان زادت من سرعتي الواهنة .. ناديت .. هل من أحد هنااااك .. أنا هنااااا ..
اقتربت وعلى المدى البعيد رأيت أحدهم ملقى على الشاطى .. تمااااسك .. وهمست لنفسي: أرجوك كن على قيد الحياة.
يا إلهي انه "رمزي"، ارتميت جالسا بجانبه وحاولت إيقاظه: "رمزي" هل أنت بخير؟؟ "رمزي" استيقظ أنا "آدم".
كان جسده هامداً تماما ولكنه كان يتنفس بصعوبة، وضعت ذراعي تحت رقبته في محاولة لإيقاظه: "رمزي" أرجوك استيقظ.

بدأ "رمزي" يفتح عينيه ويصدر صوت أنين منخفض مرهق، ثم بدأ يتمتم بكلمات غير واضحة

- ماذا هناك ؟ ماذا تقول؟
- اتر.. اتركني .. اهرب .. اهرب من هنا
شعرت بسائل دافئ يتدفق تحت رقبته على يدي: ما هذا يا إلهي انت تنزف!

نظرت في مكان النزيف ولكن ما هذا! لم يكن نزيفا عاديا، دم "رمزي" أبيض؟!
وفجأة انتفض رمزي وشهق شهيقا قويا اندفعت على إثره إلى الخلف، وفتح عينيه كاشفا عن لون دمه الحقيقي ولكنه اختفى بسرعة وكأن شيئا تشربه للداخل ثم أصبح لون عينيه أبيض تماما.

- "رمزي" ماذا يحدث لك ؟! أجبني أرجوك
ارتطم جسد "رمزي" في مكانه مرة أخرى وقد بدأ حتى لون جسده يتحول إلى الأبيض وقبل أن أقترب منه لمحت أشياء غريبة تخرج من تحته مسرعة، مجموعات من أشياء صغيرة تشبه الحشرات ولكنها ليست حشرات، اقتربت منها بحذر، إنها كرات معدنية متناهية في الصغر تمشي باتجاه معين كأنها مبرمجة على مهمة معينة وقد أنهتها.
علي أن ألحق بها، يجب أن أعرف ما الذي يحدث في هذا المكان.
ليس لدي ما يكفي من الوقت لأحزن على "رمزي" علي أن أتحرك، جررت جسد الرمزي الذي أصبح ملمسه كالمطاط التالف إلى مكان بين النباتات السوداء الغريبة، وأسرعت أتتبع أثر الكائنات الغريبة الصغيرة لتقودني إلى سر هذا المكان ...
يتبع
***
القصة 3 - سناء مصطفى - مصر
ما أراه الأن جزيرة أو ليست جزيرة شكلها غريب لم أري مثلها في يوم أو مثلهما ! كانت أرض كبيرة نصفها جزيرة و النصف الأخر صحراء و لكن لم يلفت أنتباهي ذلك و لكن لفت أنتباهي اللافتة التي توجد علي الخط الفاصل ببن الجزيرة و الصحراء التي كان مدون عليها ( أرض النفاق ) توجهت قدمي إلي الجزيرة الخضراء دون أذني و لكنني عجزت عن دخولها حاولت كثيرآ أن أدخل قدمي تلك الجزيرة و لكن لم أستطع ، في النهاية توجهت إلي الصحراء هذا هو الحل المتواجد أمامي، من الغريب أن قدمي أخترقت الحاجز بسهولة فتعجبت مما حدث، وجهت نظري إلي كل شيء بتلك الصحراء فوجدت شخص علي بعد 100 متر ذهبت مسرعآ نحوه و قلت له: مرحبآ 
فنظر لي مبتسمآ و قال: مرحبآ

قلت له مسرعآ: أرجوك بأي بلد نحن؟ 
رد الرجل متعجبآ: بلد؟! ماذا تعني ببلد؟
قلت له : بلد! مصر بلد لبنان بلد! في أي بلد نحن؟ 
ضحك قائلآ: لا أعلم ماذا تقول. 
قلت له: إذآ ماذا تأكلون في تلك الصحراء!
رد الشخص قائلآ : يوجد ماء ويوجد زرع و لكنه بعيد و لا أحد يعيش حوله خوفآ من أنقراضه! 
تجهلت سؤالي فهذا من المأكد مجنون و قلت له: لماذا لم أقدر علي دخول هذه الجزيرة؟
تجاهل الرجل سؤال و قال: يا رجل أنت منافق لماذا تنكر حقيقتك!؟ 
و ذهب الرجل و تركني دون فهمي لأي شيء لماذا يقول عني منافق أنا لست هكذا! 
ظللت أمشي و كلما قبلت أحدآ أسأله عن كل ما يدور برأسي فيرد نفس الرد أنت منافق حتي أنتابني الغضب و أوقفت أحدهم و قلت له: لماذا أنا منافق أنا لست هكذا؟ 
فقال لي: إذآ أذهب إلي حكيم مملكتنا و قول له أنك لست منافق!
فقلت له متعجبآ: أي مملكة!؟
رد: مملكتنا أرض النفاق !
فقلت بتلقائية: لماذا تطلقون علي هذه الأرض أرض النفاق!
رد الشخص: قلت لك أذهب إلي حكيم مملكتنا!
قال لي إين يوجد الحكيم فذهبت إليه و وجدته ليس كباقي الناس أنه شخص يبدو عليه التواضع و حين طرحت عليه أسألتي قال: إذآ أنت غريب.
قلت له: نعم.
فرد مجاوبآ علي سؤالي الأخير: سأخبرك .. من قديم الأذل عانى أحد حكماء المملكة من كثرة النفاق الذي يوجد في كل البشر فجائه أحد السحرة و قال : سأكشف لك من المنافق ؟ ..
قلت له : أكمل أيها الحكيم!
فأكمل: وضع لعنة علي هذه الأرض و أقسمها إلي جزيرة و صحراء و من يومها و كل البشر في تلك الصحراء و الجزيرة فارغة و حين يولد كل مولود ينشأ في تلك الجزيرة و يخرج منها بعد العاشرة من عمره و لا نعلم كيف كبر دون مراعاة أمه!
تعجبت مما سمعت و قلت له: إذآ و كيف عاش ذلك الحكيم!
ضحك الحكيم قائلآ: عاش حكيم المنافقين.
قلت بتعجب: عاش في تلك الصحراء!!
رد الحكيم: يا عزيزي كلنا منافقين!
خرجت من هذا المكان أعدو في هول و أقول بصوتآ عالي: أريد أن أخرج من تلك الأرض، 
توجهت إلي البحر ولكنني لم أقدر علي الخروج من تلك الصحراء فسألت أحدهم: كيف؟
فقال لي: لهذا أصبحت تلك الأرض لعنة لا أحد منافق يخرج منها!
قلت في تعجب: و كيف أخرج؟
ضحك الرجل و قال: كن صادق ! لو تقدر.

***
القصة 4 شيماء البدوي - مصر 


شئ فاق خيالي ، السماء ساطعة البياض مرصعة بالنجوم تتلألأ بها رغم شدة بياضها وتُزينها كثوب عروس مرصع بالألماس ، تكاد تتحير ولا تعرف هل أنت بالنهار أم بالليل ؟ من شدة بريقها ، تلفتت وأغمضت عيني قليلاً لتهدأ من شدة البريق ، وإذا بي أفتحها لأجد حولي كل الألوان التي أعرفها ولم أعرفها ولم ترها عيناي من قبل ، إنها مزيج من الورود والزهور تتراقص وتتمايل في كل مكان كراقصة باليه هادئة ورقيقة ، تداعبني تلك الأرجوانية والمزيلة باللون الأحمر فتربت على وجهي بلطف تارة ، وتحيطني الأخرى وتلتف حولي تلك البرتقالية اللون وكأنها ترعاني وتحميني وتحتويني ، وإذا بأخرى تناغشني وتجري خلفي بنظرة شقية مداعبة ، هممت لأجري وامسك بهم ، فإذا بقدماي لا تستطيعا أن تتحركا ، نظرت أسفل مني فوجدتني لا أقف على أرض صلبة إنه شئ غير ملموس بالمرة ! ، هل أنا فوق السحاب إنه شيئ لين بيضاء هش ليس له حدود ولا ملمس ، وتسائلت هل أنا في الجنة ؟ ، إذاً لقد مِتُّ هل تخطيت كل تلك المراحل ووصلت إلى الجنة هل فاتني الحساب ولم أشعر به ؟! ، عضضت على يدي فوجدتني اشعر بالألم وتلمست اجزاء جسدي فإذا برجفة تثير كل جسدي ، إذاً مازلت حية ، هل أنا في كوكب آخر ! ، هل انا بالمريخ مثلاً لقد قرأت كثيراً عن عالم الكواكب الأخرى ، حاولت أن أحبو على قدميّ لأرى وأكمل التأمل في أمر تلك الجنة الخادعة التي أنا فيها أم أنها حقيقة ولكن شيئاً ما صدمني ، شيئاً ليس له أي معنى ولكن لونه يخيم عليه السواد ، لا ليس سواد فحسب ، إنه ملئ بدرجات عدة انه تدرج لوني من الرمادي حتى السواد ، ظللت أحدق بنظري جيداً فإذا بعيني تبصر مابين ثلاثين لون وتدرج لم أره من قبل ، ما بين السواد والرمادي بل يبدو أنه يبدأ من اللون الأبيض حتى صار كذلك ، حاولت أن أجد تفسيراً لكل تلك التدرجات اللونية التي أراها هل أنا في جزيرة الجرافيك مثلاً ، ولكنها شيئا فاق عالم الجرافيك ومبدعيه ، حاولت أن ألمس ذلك الشئ الأسود ولكني لم أشعر إلا بي أصرخ من الألم ، وكأن ماس كهربائي قد أصابني ارتعدت وظللت متصلباً بمكاني دب الخوف بقلبي بعد أن كان مطمئناً ، وصرخت بأعلى صوتي أين أنا ، هل من أحد هنا ؟ ، أريد أن أخرج من هذا السواد ، وظللت أحادث نفسي فلا أحد يجيب ولا يظهر لي ، ما هذه القتامة اللي انا فيها أين الجنة التي كنت فيها سابقاً ، هل أنا في كابوس ، يااالله ، ياااالله ، الحمد لله إذا فقدت كل ذاكرتي ولكنني لم أنسَ الله ، وبمجرد ترديدي لبعض الأذكار التي لا ينساها قلبي ظللت أردد " لا إله ألا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " ، ووجدت ذلك الحاجز الداكن القاتم يتأرجح ويخف لونه قليلاً ويتأرجح مابين السواد والبياض ، وإذا بصوت خافت يناجيني عن يميني ، يهمس لي " استغفر الله " بصيغة الأمر ، قفزت من مكاني وتلفتت هل أنا اسمع صوت فعلاً أم انه عقلي الباطن ؟ ، ولكن الصوت ظل يتكرر ، وبلطف خفيف مريح هادئ ينشرح له الصدر ، نظرت تجاه الصوت عن يميني فإذا بي أجد هالة بيضاء ناصعة البياض تتهاوى أمامي لا هي واقفة ثابتة ولا أجد لها وصفاً ، هل أنت ملاك ؟ سألته ، سألت هذا الشئ فربما أجابني كما أسمعني ماقال ، لم يرد ، ولكن ظل يكرر بصيغة آمرة "استغفر الله" ، ووجدت نفسي انصاع له دون تردد ، فإذا بي كلما استغفرت يهدأ قلبي ، وبدأ الظلام الذي كان يواجهني يتبدد شيئاً فشيئاً ، حتى صار كلوح رقيق شفاف ملقى على الأرض ، وإذا بنور الكون وجماله يظهر لي مرة أخرى ، وإذا بأجمل فراشات الكون وأجمل الزهرات الرقيقات حاملات السعادة بنسيمهم المنعش يلتفون حولي ، وعندما هممت باللحاق بهم ومداعبتهم مرة أخرى كطفل لا هم له إلا باللعب بقلبٍ لاهٍ صافي لا يحمل لأي شئ هماً ، لكن وجدت نفس الصوت الخافت يبلغني هذه المرة " ليس الآن " وحاجز ما أوقفني حاجز لا أراه ، ولكني لا أشعر به ، وظللت أردد لم لا ؟ ، أريد أن أذهب ، وحاولت ان امسك بتلك الهالة البيضاء ، وأرجوها لتدعني أكمل ، ولكن سرعان ما بدأت في التلاشي بمجرد محاولتي للمسها ، وظلت تردد " ليس الآن " ، "راجع أعمالك حتى تذهب لما ترجوه بسلام" ، وظلت تردد تلك الجملة حتى اختفت تماماً ، وبدأ كل شئ يختفي تدريجياً ، كل الألوان تبهت ، الفراشات ماعادت تحلق ، جفت الورود او تلاشت لا أعرف ، وإذا بي أجدني أرى اللون الأبيض فقط ، لم يعد هناك ألواناً أخرى ولا عالم آخر ، ووجدت عيون تنظر إليّ بحذر إنهم يعتنون بي جيداً ، وبدأوا يتلمسون جبهتي ، "لقد افاق الحمد لله " حمدلله على السلامة يا بطل ، حاولت أن أتابع اللون الابيض وأشرد بوجهي بعيداً عنهم علّني أجد الجنة التي كنت بها أو شيئا منها لم أجد شيئاً سوى سقف الغرفة ، وعائلتي ها هم ينظرون إلي متلهفين خلف ذلك الحاجز الزجاجي ، ولكن أنا لم أعد أبالي لكل ذلك صرت أبالي لشئ واحد فقط ، أريد أن استغفر الله ، إنني أريد الجنة ، الجنة فقط ، وأغمضت عيناي ، وظللت أردد " استغفر الله " حتى ألقاه ...

***
القصة 5 - هبة هيكل - مصر
غمضت عيني و فركتهما جيدا ، تحسست جسدي لأتأكد أني حي ، لأتأكد أنه أنا .
مهلا ... تلك عظامي تؤلمني و ذلك الصداع الغبي يفسد علي تركيزي 

أعتقد لو مت لما شعرت بهذا الألم الجسدي ، ستكون هناك أشياء أعمق لا شك .
استجمعت قواي لأقف ، أشعر بدوار و لكن لابد من البحث عن باقي طاقم السفينة و استكشاف ذلك المكان الذي رماني الموج فيه .
بعد محاولات كثيرة لم أجد أيا من زملائي ... لا أحد 
و أهل الجزيرة ناديت : السلام عليكم .. يا أهل الدار .. يا أهل الجزيرة .. يا أهل الغابة أو أي ماتسمونها 
صمت ...
سرت هنا و هناك مرارا و لا أحد و لكن لم هذا الشعور أن هناك أعين ترقبني ، لم لا أشعر بأني وحيد ، لم هذا الارتياب ؟ 
.الشخص يشعر عند النظر إليه و أنا أشعر أن عيونا تخترقني .
أصدقك القول أنا لا أحب الناس جدا و دائما كنت أفضل البقاء وحدي ، يبدو أني سأظل وحيدا للأبد بلا قرار أو نية ! هل تمنيتها إلى هذا الحد ؟ فتدخلت علوم الطاقة كما يقولون و ها أنا ذا .
سخرية مرة فابتسمت تلك الابتسامة التي تعرفها جيدا في مثل هذه المواقف .
عضني الجوع .. نجا معي بعض الطعام 
حل الظلام وأنا مرتعب لا أخفيك سرا ، هل سيظهر مصاصو دماء أم مستذئبون أم أي من تلك الكائنات الخرافية و الأحداث المثيرة التي شاهدتها في أفلام هوليوود أو سيظهر الجن كما في خرافاتنا الشرقية الشعبية ! 
انتظرت لأرى قدري فما باليد حيلة . القمر مكتمل و النجوم توفر إضاءة لا بأس بها ،و في هذه اللحظة بالذات حدث شئ لا يصدق ......
بدأ كل شئ بالتحرك ، كل شئ وهذا ليس مجازا ، تخيل هول ما أرى ، لقد أغمضت عيني و فتحت فمي و أصدرت أصواتا مبهمة و أمسكت رأسي ثم صرخت ، وصرخت ماهذا الجنون ، ماهذا بحق الله !
كل ماعلى الجزيرة من أشجار و حشائش و طيور و قطرات مياه من البرك المنتشرة بالداخل تتحرك و حتى بعض مياه الشاطئ و 
بعض الرمال التي تشكل في حركتها مثل الزوبعة 
الأشجار الضخمة و الحشائش والطيور المختلفة منخرطة في حوارات عميقة و يكأنها إحدى قاعات الاجتماعات أو مهلا هل هي محكمة ؟ !
ثم ماتلك المياه التي ارتفعت ارتفاع طابق تقريبا و بدأت بالتجزأ إلى قطرات ترحل مسرعة 
هل أثرت الشمس على عقلي ، هل هي هلاوس .. ياليتها كذلك 
شعرت باقترابهم مني و ب ... مطاردتهم 
أطلقت ساقي للريح و جريت بقوتي المتبقية وبعقلي الذاهب ؛ فالخوف محرك عظيم لنا نحن البشر 
أكملت الركض و هم ورائي حتى الفجر تقريبا ثم سكن كل شئ مرة ثانية ! 
اللعنة ... ارتميت على الأرض ، بجسدي تعب هائل و غفوت . ربما كرد فعل دفاعي كي لا أجن .
استيقظت بعد كابوس أني بطل فيلم the night in the museum و لكن في جزيرة !
الشفق صنع تلك اللوحة الرائعة أمامي ، ما كل هذا الجمال ..وقفت مشدوها للطبيعة و حتى نسيت مأساتي التي ستبدأ بعد دقائق في الظلام 
كيف نمت كل هذا الوقت و لم أفكر في حل . كيف لم أحاول أن أرحل من هنا و لو حتى على لوح من الأخشاب مثلما يفعل أبطال الأفلام و لربما أكون محظوظا و حتما سأكون محظوظا و يجدني بعض البحارة الطيبون فلا اختيار آخر أمامي. .
بدأت الحفلة و بدأ الركض ثم حدث شئ قلب المعادلة رأسا على عقب و ساهم في و قوعي أسيرا 
ارتفع الماء و أحاط بي و حملني إليهم ، حاولت التملص و حاولت الهرب و لكن لم أقدر ، المياه غمرتني و التصقت جزيئاتها بي كأنها حوت يونس و هذا ذنبي و ظلمي لاشك ،
و من ثم لفظتني أمام حلقة الأشجار و الحشائش و التفت الطيور أعلى رأسي لترى تقريبا هذا الكائن العجيب الذي اقتحم عالمها المسحور هذا 
( أنا إنسان مسالم ، لا أريد إيذاء ، أنا تعيس الحظ و بائس و أرجوكم لاتقتلوني ، كلام غير مترابط من شخص على وشك فقدان عقله )
هنا نطقت شجرة كبيرة بلهجة مسرحية : اهدأ قليلا ، أنت غريب جدا ، كنا نرى مثلك من بعيد و هم راحلون في سفنهم و لكن أنت أول إنسان يهبط هنا و نحن كما ترى لانعرف شئ عما وراء المياه و لانعرف عن عالم أنت تسكنه و يسكنه من يشبهك فلتحكي لنا كل شئ عنه ! 
أحسست بالسكينة لأن الفضول الذي أراه في عيونهم كفيل أن يضمن حياتي فالحكاية هي منقذي ، سأؤدي دور شهرزاد بالضبط و لن يأتي مسرور فالحمد لله 
حكيت عن البشر و عن وطني و عن كل شئ أعرفه حتى عن الحروب و عن قلقي و عن كل شئ ، لقد عوضني هذا عن صمت النهار و الوحدة و الانقطاع عن البشر و حتى لقد أبعد ذهني عن الخوف و التفكير في مصيري ، صرت أسكن بالنهار مثلهم و أستيقظ بالليل ، كانوا كرماء يجودون ببعض ثمارهم و المياه تأتي إلي لأشرب و حاولت صيد الأسماك و ساعدتني الطيور على ذلك أيضا 
كانت فطرتهم نقية ، كأطفال تربيهم بين يديك و تفتح أعينهم على عالم أنت خبرته ، أحببت كل كائن هنا و اعتبرته صديق و عرفت أسماءهم و حكاويهم و أخذ كل واحد فيهم يأخذني برحلة إلى داخل تكوينه وكيف يقضي يومه ،
عرفت حتى قصص الحب المنتشرة بين بعضهم وكيف ينتظر كل واحد فيهم أن يصل الآخر للنضج ليكتملا معا 
أحببتهم و صرت و احدا منهم لا أدعي هذا و لم أشعر بافتقاد للبشر على الإطلاق 
عكس ذلك لقد أحببت الصدق هنا و لا بأس أن أرتمي في أحضانهم إلى الأبد .

***
القصة 6 - سجاد حسين - العراق
فما أراهُ كان صدمة لي من نوع آخر انطفأت اضواء روحي قبل انطفاء اضواء السفينة، رغم كثرة اضواء الحضارة المصطنعة من حولي لكنها لم تستطيع انارة الظلام الذي بداخلي طول هذه السنين، يبدوا أن الظلام اصدق من الضوء المزيف، نحن أتينا من الظلام ونرجع الى الظلام هذا ما كنت أتصوره.
منذُ أن رحلت فراشتي لم تبقى للحياة معنى كانت هي معنى الحياة بل هي التي تعطي للحياة حياة، بعدها اصبحتُ بلا ذائقة، شعرت أني جثة هامدة اقرا اسماء الموتى ليلاً وانتن الأشلاء نهاراً.

جاء العيد وأغلب الإنس والجان هائم بلقاء معشوقه أما انا لاحبيب أو رفيق، فقدت كل شعور قررت مغادرة العالم المرئي الى اللامرئي من اللاشعور الى الشعور، ازور ذلك العالم المجهول الذي يسكنه الاحباء كزهرة ذابلة تريد الرجوع الى البذور .
معشوقتي الحبيبة غزاها السرطان اللعين بدون ميعاد وكما تعلمون ايها العباد في بلاد الإعراب السرطان يشبه قضية فلسطين لايوجد لهُ علاج، زرت أغلب البلاد وطفت في جزر الاولاد التي لا توجد على خارطة العالم، لم أجد نسخة مثيلة لها على الاطلاق، انا على يقين ان نظام الخلق خاص بها ولم يتكرر أبداً.
"الموتى العشاق لا يموتون" 
هكذا قالوا لي أهل العشق فهم أحياء في فردوس الاله، ماذا أنتظر أنا فلم يعد صبر فراقها يصبر علي، قررت الحياة من جديد فأنا بلا حياة الآن.

-أين تختار الموت واللقاء بها ؟ سألني عقلي بلا أحساس أو شعور بما يدور بداخلي
في البحر المكان الذي التقينا فيه أول مرة مكان الهدوء والسكون النقاء والارتقاء، للاسف لكني لم أشبع من ارتواي بها، لم نمضي مع بعض سوى سنة وثلاثة أشهر، قررتُ الالحاق بها من عمق البحر أردت عناق الجمال.
هل تبحث عن الجمال فهو فاني بكل الاحوال ؟
سؤالك مادي أيها العقل المرهق أتعبتني جداً فأنت لاترى سوى ظاهر الجمال بعينك الجرداء، أما أنا أراهُ بروحي وأشعر به بقلبي وأتذوقه بحواسي الداخلية.
عندما وصلنا للعمق نويت الالتحاق بها فوراً اكتشفت ان كل الطاقم كانوا من العاشقين فغرقت السفينة بنا سوية، خلعت جسدي في البحر ليتطهر من آلآم الحياة خرجت روحي واصلة الى جزيرة الفردوس .
لمحتني قديستي من بعيد ناظرة نظرة الغريب خارج وطنه، طارت روحها من الفرح والتصقت في روحي فنينا مع بعض اتشحت ارواحنا بالبكاء أمسكتُ روحها وطرنا في الفضاء حضننا بعضنا بعض بكينا وابتسمنا ولعبنا ومرحنا ولعقنا بعضنا بعض.
عذراً لا اقدر اصف لكم الجزيرة التي التقينا فيها فعقولكم لا تستوعب سوى الاشياء الحسية، المرة القادمة أعدكم بالتفاصيل اكثر، محباتي لكم.

***
القصة 7 - آلاء عبدالسلام - مصر 
أناسٌ كثر .. تعجبت من ذلك ، فكل ما جال بخاطري حين رأيت تلك الجزيرة عندما لمحتها قبل أن أفقد وعيي أنها مهجورة .. و لكن مهلا ، لماذا يبدون جميعهم كذلك ؟! كلهم على اختلاف جنسهم و اشكالهم و ملابسهم يمشون في حركةٍ دؤوبة و كأنهم جميعا يبحثون عن شيء ما ، لم أكن أبعد عنهم كثيرا و لكن لم يظهر على أحدٍ منهم أنه لاحظ وجودي .. 
استوقفت رجلاً في منتصف العمر بصوتٍ عالٍ :- لو سمحت.. 
نظر لي و لم يرد .. ربما لم يكن صوتي عاليا بما فيه الكفاية .. اقتربت أكثر و جذبتُ كم أحدِ المارين .. 
- اعذرني أنا على عجلة من أمري .. هكذا قال قبل أن ينصرف بسرعة .. 
مشيت بينهم دون أن أحاول ايقاف شخص آخر ، رأيتُ أحدهم يحفر في أرض الشاطئ ، حفرة صغيرة نسبيا ، يتركها ثم يحفر على مسافةٍ منها حفرةً أخرى ، ثم يتركها و ينتقل بضعة أمتار و يحفر ! هل هو مجنون ؟! هل ينقب عن كنزٍ ما ؟ شتت انتباهي عنه صرخة ملتاعة سمعتها فجأة ، نظرتُ ناحية الصوت فوجدت امرأة مسنة تمسك بكلتي يديها كيساً ما خرجت به من ناحيةٍ بعيدة .. من بين صراخها صاحت بصوتٍ منتحب : - كل هذا البحث و لم أجد ما أبحث عنه ، كل هذا البحث ! 
كدتُ أتوجه نحوها حين لاحظتُ أن كل من شاهدها و سمعها ركض تجاهها ، ليس لتهدئتها و إنما ليتصارعوا على ما تحمله ! 
مشيتُ قليلا بعيدا عن هذه الضوضاء ، و شعرتُ أن العطش و الجوع يمزقانني ، أليس في تلك الجزيرة المنحوسة شيئا يؤكل ؟! ليس بها إلا هؤلاء المجانين ؟! وصلتُ إلى منطقة مليئة بالنخيل ، و عندما نظرتُ إلى الأعلى وجدتُ ما كنت أتوقعه ، هؤلاء القوم يسيطرون على الجزيرة بالكامل ، قطع أفكاري سقوط كيس ٍ ثقيل كاد يسقط على رأسي ، تنحيتُ جانبا في فزع ، نزل الرجل من أعلى النخلة إلى أسفلها في حركة رشيقة .. و كأنه معتاد على فعل هذا ، قبل أن أنطق لوح لي بنصلٍ بدائي مهددا :- إياك أن تقترب ، إنه ليس لك .. قررت ألا أخطو خطوةً أخرى قبل أن أفهم ماذا يفعل هؤلاء .. سألته محاولاً أن أحتفظ برباطة جأشي :- كيف عرفت أن ما في يدك لا يخصني ؟! 
ازدادت شراسته وهو يقترب مني :- اهتم بشؤونك الخاصة و أكمل بحثك في مكانٍ آخر ، هيا .. 
زالت كل شجاعتي فجأة و تراجعتُ إلى الوراء ..لا فائدة تُرجى من المخاطرة مع هؤلاء .. مضيتُ كامل اليوم و أنا أحاول تجاهل كل هذا الهراء ، لو ركزتُ مع أولئك الناس لأصبحتُ مجذوباً مثلهم .. عندما حلّ الليل اتكأت على جذع شجرة في مكانٍ منعزل ، حاولتُ أن أفكر و لكن الجوع و العطش استبدا بي ، لم أعلم هل نمتُ أم أني أغمي علي ، لكني أفقتُ مع بدايات ظهور الشمس ، تمنيتُ لو وجدتُ نفسي في فراشي ، صحيحٌ أني كنتُ أعيش وحدي و لكني اخترتُ هذا بنفسي ، فقدتُ أهلي بإرادتي الحرة ، وكذلك أصدقائي .. قال لي أحدهم مرة :- أنت لا تختلط بالناس إلا لتستفيد منهم ، فإذا جاء دورك لتسديد المعروف هربت .. 
إنه على حق ، هذا أنا ، متسلق ، أناني .. حتى مع أقرب الناس لي .. أبي ، أخي ، أمي .. هجرتهم جميعا حتى أتملص من قضاء حوائجهم البسيطة التي لا تعتبر إلا سداد بسيط لمعروفهم معي ، كيف كنتُ أفكر بهذه الطريقة من الأساس ؟! لماذا لم أعاملهم كما عاملونني ؟! إني أفتقدهم جميعا .. 
تنبهتُ إلى الدموع الدافئة على خديي ، وانخرطتُ في بكاءٍ عنيف .. بعد برهة مسحت دموعي و حاولتُ التماسك ، التفتتُ إلى يميني فوجدتُ شيئا عجيبا ، ثمرة فاكهة و معها قربة صغيرة بها ماءٌ بارد .. سجدتُ شكرا للمولى و تساءلت .. هل وضعها أحد الذين رأيتهم .. لا أظن ، ان ما يجمع كل هؤلاء - كما لاحظت- و بما فيهم أنا هي الأنانية .. 
قضمتُ من ثمرة الفاكهة قضمةً واحدة ثم لاحظت أن أحدهم يتلصص علي من وراء الأشجار ، عجبا ، إنه أول طفلٍ أشاهده هنا .. خطا نحوي ببطء وخوف فابتسمتُ له ابتسامة مشجعة ، اقترب مني و نظر إلى الثمرة التي في يدي .. 
- هل تريد ؟! هل أنت جائع ؟ أومأ لي برأسه أن نعم .. فمددتُ يدي له بها .. أخذها و ركض في الاتجاه الذي أتى منه ، و اكتفيتُ أنا بالماء ، نهضتُ من مكاني و سرتُ قليلا بعيدا عن المكان الذي كنتُ فيه ، و بعد قليل لفت نظري وجود منطقة لا يصل إليها الضوء .. اقتربتُ أكثر فإذا هي غابة كثيفة مظلمة تكاتفت الأشجار لتصنع فتحة صغيرة تكفي لمرور إنسانٍ واحد .. و فكرتُ هل أدخل علني أجد شيئا آخر غير هؤلاء الناس أم أرجع إليهم مرةً أخرى .. لم يطل بي التفكير و دفعت بجسدي بين الأشجار ..

كان طريقاً عادياً ، ولكن لا يصله أيّ شعاع نور ، أشجارٌ كثيفة متشعبة على جانبي الطريق ، سمعت صوتاً يصدرُ من بين الأشجارِ فأجفلت .. 
صحتُ بصوتٍ مرتعش :- من هناك ؟! 
بخطواتٍ أحسستها جريئة خرج لي ، و هالني ما رأيت .. إنه أنا ، دق قلبي بعنف و لكني حاولتُ التماسك ، ليس هذا هو الوقت المناسب للإغماء ، دار عقلي بسرعة كموتورٍ أوشك على الاحتراق ، ما معنى هذا ؟! دققتُ النظرَ في ملامحه ، لا شك في هذا ، إنها نفس ملامحي ، ولكن .. هذه النظرة الخبيثة ، وتلك الابتسامة اللئيمة ، و لغة الجسد الامبالية المستهزئة .. كان على أحدنا أن يبدأ بالكلام فبدأتُ أنا : 
- ماذا تريد ؟! 
- ما تريده أنت .. 
- أنت لست أنا ! 
- أنا أسوأ نسخة منك .. أنا أنانيتك و طمعك و جشعك و شرك .. 
- وماذا بعد ؟! 
- على أحدنا أن يعيش .. 
قلتُ له بتحدٍ :- أنت لست أقوى مني 
على عكس ما توقعت قال :- أعترف بهذا ، هيا اقتلني .. 
أخرجتُ النصلَ الذي وجدته بالأمس من وراء ظهري بحركةٍ سريعة و انقضضتُ عليه .. و على بعد خطوة واحدة منه وقعتُ مسلوب الإرادة .. 
ضحك ضحكةً هازئة قائلا :- نعم أعترف أن روحك أقوى مني.. و لكن نفسك أضعف .. لقد سيطرتْ عليك بالكامل لدرجة أنك أصبحت هشاً مفككاً.. أنت تدعي القوة لكنك لاشيء ..
للمرة الثانية بكيت .. تعجبتُ من حالي ! في عالمي لم تكن دموعي تهبط بسهولة ، لم أكن أبكي أبدا حتى في المواقف التي يبكي فيها أغلبُ الناس ، و الآن أصبحتُ كرضيعٍ تركته أمه وحده في ظلامٍ دامس .. 
بنبرةٍ قاسية لا ترحم سمعته يقول :- ابكِ ، أنت تستحق الألم ، هل تذكر رؤى ؟! 
كففتُ عن البكاء في لحظة ، رؤى ، و كيف لا أذكرها ؟! 
كانت تحبني إلى درجة أنها تخلت عن كبريائها لأجلي ، مرةً بعد مرة ، أرفضها فتعود .. 
- لأنك تحبني .. 
هكذا كانت تقول بثقة وهي تنظر إلى عيني بعينيها البريئتين .. 
- تثقين بنفسك زيادةً عن الحد المقبول .. 
تبتسم بوهنٍ و لا تعلق .. فقط تشبك أصابعي في أصابعها بقوة .. 
رؤى .. كنتُ أحبها ، أعرف هذا يقينا .. و لكن في اللحظة التي شعرت فيها أن حبي لها طغى على حبي لنفسي تركتها ، ثلاث مرات ، ثم جاءت المرة الرابعة حين صارحتني بحقيقة مرضها .. لم يكن مرضا مميتا ، و لكنه يحتاج مني إلى تنازلات .. هربتُ منها ، أغلقتُ في وجهها كل الأبواب ، ثم أغلقت باب الندم علي وحدي ، منذ ست سنوات و حتى هذه اللحظة ..

كان ما يزالُ واقفا بلامبالاة و ثقة ، ينظر لانكفائي على الأرض تحت قدميه باستهزاء .. بنبرةٍ واهنةٍ قلت : 
-أنت على حق ، أنا أحقر مخلوقٍ على هذه الأرض ، هجرتُ أهلي كي أتهرب من المسؤولية تجاههم ، و هجرتُ أصدقائي كي لا أرد لأحدهم معروفا ، و رؤى .. الطيبة الجميلة نقية الروح بريئة العينين ، حبي الأوحد في هذه الحياة ، تركتها لظروفٍ عارضة كانت ستصبح هينة لو أنني حملتها معها .. أنا جبان و نذل و حقير .. ولكن .. 
سكتتُ برهة ثم أكملتُ بصوتٍ خافت : - لستُ أنا من يستحق الموت .. 
في اللحظة التالية غرستُ النصل في صدره و أنا أهتف : - إنه أنت ! 
لم أدرِ من فينا الذي صرخ ، و لكني شعرتُ بألمٍ لم يسبق أن شعرتُ مثله في حياتي ، تحديدا في وسط القفص الصدري ، في المكان الذي انغرس فيه النصل .. و لم أرَ شيئا غير بقعة النور الساطع التي تزداد رويداً رويدا حتى أصبحتُ لاأرى إلا النور .. و فقدتُ الوعي ..
________________
فتحتُ عيني ببطء لأتحاشى دخول النور إليهما فجأة ، رغم أن الإضاءة كانت خافتة .. و بدأت أتبين الموجودات من حولي ، لولا حالتي الرثة التي لا تسمح بالدعابة لقلت أن هذا كوخ الأقزام السبعة بعد أن مرت عليه يدا بياض الثلج الرقيقتين ..إناءٌ يغلي محتواه على موقد صغير .. رائحةُ خَبزٍ شهية ، الأزهار الملونة في كل مكان ، خشبٌ كثير ، كل شيء تقريبا قد صُنع من الخشب ، و الشراشف البيضاء التي تتقاطع فيها الخيوط الذهبية .. مكانٌ مريح إلى أبعد حد .. 
نهضتُ على قدمين متثاقلتين و خرجت من باب الكوخ .. كان أول ما رأيت هي السماء الزرقاء الصافية .. بلا شمسٍ حامية .. و أمامي كان نبعٌ صافٍ أمامه جذع شجرة مقطوع تجلس عليه فتاةٌ ذات شعر أسود طويل .. و لكن مهلاً ! إنها توليني ظهرها .. و لكن .. أنا أعرف هذا الشَعر ، أكاد أقسم أني أعرفه خصلةً خصلة .. و هذا الهيكل الناحل .. التفتت لي و ابتسمت فكاد قلبي يسقط .. نفس العينين و نفس الثغر الصغير الفاتن .. 
نطقت بصوتٍ يحن له الحجر فقالت :- تعالَ ، اجلس بجانبي . 
نفذتُ ما قالت .. و شممت منها رائحة تشبه كثيرا رائحة الياسمين غير أنها أرق .. 
- هل أنت جائع ؟! 
- لا .. قلتها دون تفكير و عجبتُ أني فعلا لم أعد أشعر بجوعٍ أو عطش .. و كأنما قرأتْ أفكاري فقالت : 
- لا عجب في هذا ، لقد امتلأت روحك و هذا يكفي .. 
أحسستُ باختناق و أغمضت عينيّ و للمرة الثالثة في يومين دمعت عيناي .. و همستُ برقة تعجبتُ لها : - رؤى ؟! 
ضغطت فجأة على يدي التي تجاور يدها على الجذع ، وقالت بنفس الصوت الذي أشعر و كأنما يسجنني داخلها :- 
- أنا لستُ رؤى ..رؤى جزءٌ مني . 
- من أنتِ إذاً ؟! 
- أنا أحلامك المفقودة ، أنا كلُ فقدٍ أخذ من قلبك جزءا و رحل .. 
- ماذا أتى بي إلى هنا ؟ 
- ما أتى بكلِ هؤلاء . 
- من هؤلاء ؟! 
- كل هؤلاء شخصٌ واحد .. شخص أناني يريد ان يمتلك ولا يعطي ، كل واحدٍ منهم صورة لذاتك .. 
- عن ماذا يبحثون ؟! 
- عن الوهم ! لن يجدوا شيئا مهما بحثوا .. 
- و لكني وجدتك .. 
- أنت تختلف .. أولا ، لقد نجحت في الاختبار عندما أعطيت الولد ثمرة الفاكهة .. ثانياً لقد كنت شجاعاً جداً عندما واجهت نفسك و قتلتها .. أهنئك على هذا ، و الآن قل لي .. 
وضعت أناملها الرقيقة على صدري و أكملت :
- هل ذهب الألم ؟ 
تنهدتُ بارتياح وقلت :- ذهب الألم. 
ابتسمت لي و بادلتها الابتسامة ، ثم قامت من مكانها آخذةً بيدي معها .. أمشي معها مستمتعاً بحنان ضمة يدها على يدي .. حتى وصلنا إلى الشاطئ ، ومن بعيد وجدتُ سفينة قادمة ، كدتُ أصرخ من الفرحة حين قالت :
- لا تقلق إنهم يبحثون عنك ، و قادمون لأجلك ، لقد انتهت مهمتك هنا . 
نظرتُ لها بحبٍ خالص متسائلاً : 
- وأنتِ ، ألن تأتي معي ؟! 
سحرتني بصوتها وهي تقول : 
- انظر بداخلي جيداً ، أنا لستُ إلا صورة ، ليست مهمة الأحلام المفقودة أن تعود .
- ماهي مهمتها إذاً ؟ 
ابتسمتْ ابتسامة حزينة : 
- أن تظل مفقودة ، لتعود أنت إليها في وقتٍ ما لتتعلم منها و تتخلى عن وجعك بكامل إرادتك الحرة حين تقتل نفسك على بابها .. و لكن ، أعدك أنك ستقابلني في صورةٍ أخرى ، حافظ علي عندما تجدني في المرة المقبلة .. عدني بذلك .

اقتربتُ منها و ضممتها إليّ و أنا أقولُ باستسلام :- أعدك . 
و أحسستُ كأنها تذوب بين خلاياي فتبرأ كل خلية قد شعرتْ بألمٍ في وقتٍ ما ، و عندما انتهتْ الضمةُ لم أجدها .. ولكني وجدتُ ذاتي الحقيقية التي ستعودُ معي إلى أرضي ، ستعودُ بي إنساناً آخر بلا أنانية ، بلا غضب و بلا ألم .

للقراءة
من القصة 8 إلى 13

داخل الصندوق - التطبيق الأول من ورشة 120 يوم

1

البداية : يكتبها طارق عميرة 
في الصباح الباكر أزعجنِي رنين جرس الباب , لنصف ساعة كاملة ظللت ملتصقًا بالفراش في إنتظار أن يمل الطارق لكنه كان مصرًا , قمت بين ذعرٍ من الداعي لهذا الإصرار والقلق و سخطٍ وأنا أنوي أن ألقنه درسًا في كيفية طرق الأبواب إذا كان محصلاً للفواتير من أي نَوع !

وضعت قدمي في حذائي المنزلِي , واقتربت في بطء وعدم وعي كاملٍ من الباب والرنين ما زال مستمرًا , لم تكد يدي تقترب من المقبض حتّى توقف الرنين فجأة , فتحت الباب لأشعر بغضب شديد ..
ترى من يعبث معي ؟! لم يكن هناك أحد , خرجت عدوًا للسلم لأشاهد من يعدو فلم ألمح أحدًا على سلم النزول رغم أنني في الدور الرابع والرنين توقف حالاً .
للحظة وقفت متعجبًا , قبل أن أعود للداخل لمحت صندوقًا بجوار الباب يبدو أن أحدهم تركه لي , لا شك أنه من كان يرن الجرس , اشتعل فضولي فجأة نحو الصندوق ونسيت كل شيء عن الطارق , أخذته ودلفت للداخل ..
لدقائق فحصته , خشبي عتيق ويبدو أنه يحمل شيئًا مهمًا أو غاليًا , هكذا خمنت , جربت محاولة فتحه عدة مرات حتى لاح لي النصر,وانكشف الغطاء أخيرًا , لأرى ما أراه الآن ..
***

القصة 1 :  للكاتبة  سناء مصطفى - مصر


فما أراه كان شئ أشبه بالمذكرات تبدو عليها القدم و لكنه كان يحمل عنوان بأسم ( يوميات عجوز قد مات ) لم أفهم ما يحدث مطلقآ ففتحت المذكرات لأعرف ما يحدث فكانت صفحته الأولي تقول شئ أشبه برسالة لي كانت كلماته تقول ...

« إذا وصلتك رسالتي أعلم أنك من الأشخاص الذين أوشكوا علي الهلاك فهذه ليست رسالة و ليست يوميات و لكنها حياة سوف تعيشها بأكملها .. لن تجد لها مسمي و لكن من الممكن أن تعتبره سحر أو شئ أشبه بالخيال سيوقف قلبك عن دق دقاته السخيفة و أجعله يدق لأجل الأتي .. بعد كل ورقة ستقرأها سوف تشاهد ما لم تشاهده من قبل و لكنني أود منك أن تقرأ كل هذا و من بعده أغرق في النوم و لا تتعجب حين تستيقظ و تجدني لم أعد هنا ..
لكن أفهم المكتوب جيدآ »
ذهب إلي نومه فقرأت هذا المكتوب كله اخذ وقتآ طويل و بعدما غرق في نومه دقت الأحلام بابه فوجد نفسه يقف فى دهشه امام حائط يطول عنه بكثير يكاد ال يجد نهايته ممتلئ بعدد ال نهائى من السعات

التى تدور عقاربها متسارعه مختلفه الابعاد و الاتجهات تتباعد الحوائط عنه فى تسارع شديد
حتى تتالشى من الوجود حوله ولكنه مازال يرى تلك السعات معلقه فى الأرجاء حوله
ظل يعدو فى فزع شديد يتضارب بجسده فى الاشجار التى تنبت سعات مختلفه فى الأشكال و
الأحجام حتى وجد امامه منزل كبير متسع الأرجاء له سور حديدى متهالك و تتغلغل من داخله
الأشجار فيدفع ابواب السور المرتفعه فتصدر صوتا يشبه الزقيق ويمر من داخل حديقه
متهالكه قد مات فيها كل ما هو اخضر
ووجد قصر كبير ساد عليه اللون الباهت
واقترب من ابوابه استشعر مقبض الباب فى خوف شديد وفجأه فتحت ابواب القصر الشاهقه
فى بطئ شديد دخل إلى داخل الرده وقد امتلكه الخوف ويسمع صوت شديد فينظر خلفه ليجد
الباب قد أغلق باحكام فى تسارع شديد قد كان البيت مظلم يتغلغل به بعض اشعه الضوء
المنكسره من احدى الشرف و فجأه يلفت انتبهه ضوء قوي منبعت من احدى اركان القصر
يصعد السلم كي يصل لذاك الضوء فيجد غرفه لها باب قديم يفتحه ويدخل و ينغلق الباب خلفه
دون اراده منه ليجد امامه مشهد قد اعتاد عليه فى يومه وجد صوره منه جالسه
على الكنبه ويجلس بجواره والده يشاهد التلفاز و الحظ سقف الغرفه و الحوائط حوله ممتلئه
بالسعات التى تتفاوت سرعتها وسرعه عقاربها
ليبدا فى نبره حاده بالحديث مع صورته قائلآ :اعمل اى حاجه الوقت بيجري مننا
وفجاءة يمر الوقت وصورته علي هذا الحال لا تتحرك و لا تفعل شئ سوي المعتاد حتي يمر
الوقت سريعآ فيجد أقرب الناس إليه والده يموت أمامه علي سريره فجد الفزع والخوف يمتلك
...صورته وكأنه مشهد حقيقي فيقول
بابا ...بابا
والدموع تملئ عينيه
وفجاءة
يتبخر ذلك المشهد من امامه ويبتعد عن نظره ليجد نفسه فى ردهة القصر مره اخرى ويلفت

.........نظره ضوء اخر ينبعث من جانب أخر فيعدو إليه في سرعة فيجد مشهد أخر من حياته أنه كالعادة تأخر علي عمله فيدخل مديره و يعنفه ثم يجبره علي تقديم أستقالته و ينهار هو و يخرج من مكتبه دون أي شئ و لا يعرف لأي مكان سيصله أستهتاره و فجأة يتبخر المشهد من أمامه و يجد نفسه من جديد في ردهة القصر مرة أخري و يلتف من جديد حوله و من جديد يشع ضوء من أحدي الغرف فيعدو إليها فيجد صورته من جديد و هو جالس وحيد بيديه رساله من زوجته تخبره بها أنها لن تقدر علي العيش مع ذلك الأستهتار بالوقت و بالحياة و يكفي نظرة الخجل التي نشع دائمآ من عين أبنائه فيبكي و ينتهي كل شئ.

ثم يصحو من جديد فيعدو إلي مكان الصندوق فلا يجده و كأنه تبخر فيدق الباب فيسرع ليعرف من المطرق فيجد رسالة علي الباب و لكن هذه المره أمسك بالرسالة و أهمل المرسل فيدخل بيته و يمسك برسالته و يبدأ في القراءة ...
« كنت شاب مثلك و دار الزمن بي فأصبحت قصتي تشبه ما رأيته ... هل فهمت رسالتي ؟!
حسنآ أبدأ في ما ستنويه »

***
القصة 2 :  للكاتبة  شيماء البدوي - مصر


فما أراه كان شيئاً فاق خيالي لم أكن اتوقع أو حتى أحلم به أو ربما انتظرته كثيرا ً ولكن لم أكن اتوقعه بهذه الروعة أو ذلك الجمال الخيالي الممزوج بأصالة صاحب الصندوق ، لقد كانت علبة فضية مرصعة ببعض الأحجار اللامعة واللتي لا يقل جمالها شيئاً عن جمال اللآليء والألماس أو هكذا خُيل لي ، وهكذا رأته عيناي ، فلكل عين رؤيتها لجمال الأشياء ونظرتها الخاصة ، لم يتوقف الأمر الى ذلك الحد لقد كان موضوعا ُ بدقة ومحاطاً بشريط رقيق مطبوعاً عليه ثلاث كلمات وفقط :- أحبك ، تتزوجيني ؟! أحمد ، لا أستطيع أن أصف ما شعرت به وقتها فقد فاق شعوري أي وصف ، تنهدت تنهيدة كبيرة ، وأغمضت عيناي قليلاً ، ما هذه الرقة ، وهل لا زال هناك أناساً بتلك الرومانسية ، في زمن صار كل شيء فيه يدور بالحساب بالثانية والدقيقة وكل دقيقة تقدر بمال ، زمن أصبحت فيه الكلمة سريعة الوصول ربما بضغطة خفيفة فقط على زر الكيباد بالموبايل ، ولاح لخيالي كل شيء جميل وقتها كل شيء لك أن تتخيله ، حتى توقف كل ذلك للحظة ، تلك اللحظة التي أفاقتني وأعادتني إلى وعيي ، أفيقي يا عزيزتي ، لا لن يحدث ذلك وأنتِ تعرفين السبب ! ...

***
القصة 3 :  للكاتب  وليد نصار - مصر

 عندما فتح الصندوق كانت المفاجأة ،فقد وجد ما يتخيله،أو يخطر على باله
فها هو يشاهد مسدس ،وملفوف عليه ورقة مكتوب عليها هذا المسدس الذي قتل به ابنك فإنخارت قواه ،ولم يستطيع أن يتمالك أعصابه ،فقد كان جسمه يرتجف ،وهو يقول يا إلهي ....هل حان الوقت للتعرف على قاتل ابني ..ذلك الشقي الذي مات مقتولًا من 7 سنوات ..يا للهول أنا لا أصدق ما يحدث
،وحينما بدأ يدقق النظر في المسدس ،أخذ يقول :أشعر بأن هذا المسدس ليس غريب علي ..يا ترى أين شاهدته من قبل .ثم وضع يده على رأسه وشعر بدوران وبدأيستشعر بوغز في رأسه
لا أستطيع تصديق ما يحدث هل أنا في حلم أم أنه الواقع المر قد عاد مرة أخرى فأنا لا استطيع أن أنسى أنني ظللت أبحث عمن قتل أبني فلم أتمكن من معرفة أي خيوط توصلني إليه
فأبنى كان إنسانًا تعيسًا لا يثق بي ..ودائمًا يتهمني بالجنون ..ولم أكن أعرف عنه شئ ..أين يذهب أو من هم أصدقاؤه ....لقد أتعبني كثيرًا
فقد كان غامضًا في حياته ومات بسر غامض
لكنه قال لنفسه ..يجب أن لا أنتظر كثيرًا وعلي الذهاب لقسم الشرطة لإعطائهم هذا الدليل
تم تحويل المسدس إلى البحث الجنائي للكشف عن البصمات ،وقد كانت المفاجأة حينما أتى إليه ضابط الشرطة ،وقال له أنت مطلوب القبض عليك لأنك متهم بقتل ابنك
أجابه في دهشة :أنا الذي قتلت ابني ...كيف ذلك
رد عليه الضابط :إن المسدس الذي أحضرته لنا عليه بصماتك
فهيا بنا لو سمحت ولا تضيع الوقت فأنت متهم .
أثناء التحقيق قال للضابط ،كيف لي أن أقتل ابني فهل يعقل أنني آتي بدليل إتهامي ؟
أجابه الضابط :إن التحريات أثبتت لنا أنك كنت تعاني من إضطراب نفسي أثناء مقتل ابنك ،فأجابه نعم ،ولكني كنت أداوم على أخذ الدواء المقرر لي من قبل الطبيب ،ولم أتوقف عنه إلا بعدما نصحني الطبيب بذلك منذ أسبوع واحد .
لكن أخذي للدواء لم يكن سببًا كافيًا لقتل ابني
فقال له الضابط :هل تنكر أن علاقتك كانت سيئة معه حيث كنت دائم الشجار معه
فلقد قمت باستدعاء حارس العمارة التي تسكن فيها وأكد لي تلك المعلومات
وأنني استدعيت الطبيب النفسي لسؤاله أمامك
حينما أتى الطبيب ا:سأله الضابط هل تتصور أيها الطبيب أن يقتل ابنه
اجاب الطبيب :نعم فإنه كان مصاب بإضطراب نفسي ،وكان لا يستطيع تمالك أعصابه حينما يغضب فقد حكي لي أكثر من مره عن سلوكيات ابنه السيئة ،وحينها انفعل الأب ،وقال نعم انه كان ابنًا عاقًا فكان لا يستمع إلى كلامي
لقد كنت أكرهه .
فقال له الضابط :إذًا أنت الذي قتلته
فأجاب الأب وهو منفعل بشدة :نعم ....نعم ..أنا الذي قتلته ،ولكني بعدها ذهبت إلى عيادة الطبيب النفسي وقمت بإعطائه المسدس الذي فعلت به الجريمة
أجاب الطبيب :نعم فحينما فعلت جريمتك لم يكن بمقدوري أن أبلغ الشرطة عنك لأنني أعلم إذا فعلت ذلك فإنك قد تقوم باللانتحار من جراء المرض النفسي في ذلك الوقت
وها أنك قد أرسلت لك المسدس في نفس الصندوق الذي وضعته أمامك فيه
فأجابه :لقد نسيت كل هذه الأحداث ولم أتذكرها إلا الآن
فقال له الطبيب إن الاضطراب النفسي الذي كان لديك قد جعلك تنسى كل الأمور السيئة التي تشعرك بالألم ،ولكنها ظلت موجودة لديك في عقلك الباطن فقط ،أما العقل الواعي لديك لا يحمل لها أي أثر ،لذلك فإنك قد نسيت الموقف بكل تفاصيله
وعندما تم مواجهتك ببعض الأمور المتعلقة بالجريمة قام عقلك الواعي بالضغط على عقلك الباطن لإستدعاء المعلومات
وها أنت أصبحت على وشك الشفاء لكن كان لابد لك أن تتذكر هذا الحدث السئ لكي يكتمل شفاؤك ،وتنتهي مخاوفك إلى الأبد
حينها أمر الضابط بوضع القاتل في السجن لإرساله إلى المحاكمة.

***
القصة 4 :  للكاتبة  يارا حسني - مصر

وعندما فتح الصندوق..وجد به اثرا منه ، انه فستان صغير لطفل لا يتجاوز عمره الاشهر ، ومعه دميه صغيره و روايه بوليسيه كان يقرأها فى عمر المراهقه ، من جمع هذه المتفرقات واهداها له ، اخذ يقلب فى الصندوق عسى ان يجد خطابا مرسلا او دليلا على صاحبه فلم يجد ، وتفقد الفستان ليريه امه فى اندهاش ، وقبل ان يقوم من مقامه سقطت منه رساله ، قام بفتحها بتوق ، عليها عباره واحده " عمرو ...احتاج اليك كثيرا ، سامحنى كما فعل اخوك ، وانا اعدك بحل لازماتك" ذهب لتوه الى امه التى كانت تتسق حجرته واعطاها الخطاب والفستان وهو يقول : شخص ما طرق علينا الباب وجلب لنا هذه الاثار العتيقه .. ولما قرات الرساله وبنظره واحده الى الفستان قالت : هذا ابوك يا عمرو ، فى زيارته الاخيره الى اخيك شريف كان شديد الشوق اليك واخذ يحدثنى عنك بلهف ، كان هذا اثناء مباركته له على مولوده الاول ،قال بحزم : والمطلوب ؟ صمتت الام ، استطرد بعدها قائلا : تجاوز الحاجز رغبتى فى كسره ، هو اب عاق قبل ان اكون ولدا جاحدا ، اذكر جيدا معاناتى واخى بعد ان تم طلاقكما ، عشنا ايام من فقر وعوز لم يمد لاحدنا يد العون فى كساء ولا غذاء ولا مسكن ، الم يتزوج باخرى تعجبه وانجب منها غيرنا ، واعطى لكل منهم مسكنا وامنهم بالمال وفرص العمل الكبيره التى لم يهديها لنا واخى ، كان يحاربك فيما تتقاضين منه من نفقه هذيله لا تسمن ولا تغنى من جوع ..تنهدت الام قائله : ربما انا سبب هذا الشقاق بينكما انا التى غذيت الكراهيه بداخلك واوغرت صدرك بالبغضاء احتد قائلا : ابدا بل ما حرمت منه لسنوات ، وما قام بمنحه لاشقائى الاخرين فى ميزان ظلمه الاعوج ، ولولا ان اخى شريف قد تخرج فى كليه عسكريه وامن لنفسه مسكنا لما استطاع ان يكمل حياته وما استطاع الزواج .قالت الام يائسه : ولكنه اخبرك فى اخر الرساله انه يعدك بحل ازماتك..اشاح عنها ثم قال : قول افك ، لو كان يريد ان يفعل بجد لما قال انه يحاول التاثير على ولكن هيهات
قالت الام : لتكن محاولتك الاخيره معه ، انت على مشارف الاربعين يا عمرو وقد فسخت خطبتك ، اريد ان افرح بك
قبل يدها بود ثم قال : لولاكى انت ياست الحبايب لما استمرت الحياه لقد حرمت نفسك الزواج من اخر ، وفنيتى عمرك لاجلى واخى ، اما هو فذنبه لا يغتفر ، يذكرنى بفرعون فى سكرات موته الاخيره وتوبته المزعومه التى لم يقبلها الله " الأن وقد عصيت من قبل وكنت من الجاهلين " ، اما مساله رزقى وزواجى ومستقبلى فهى بيد الله وبعرقى ودمى ، تدخلت الام متسائله : ولماذا لم يصر شريف على هذه القطيعه ؟
قال بحزم : لانه يريد ان يظهر بشكل لائق امام اصهاره و زوجته وهو على كل حال قد حقق ذاته بعيدا عنه ، لكنى لن انسى انى كنت اريد منه مبلغا ليس كبيرا من المال بعد تخرجى بكليه الزراعه لتاسيس مشروعى الخاص بتسمين الدواجن ، وقام بغلق الباب فى وجهى رافضا ، الخذلان يا امى " الخذلان" هو الذى جعلنى جاحدا فى نظره ونظر الكثير ، بعدها رفع الصندوق وسلمه امه قائلا رديها له فى لقاء ببيت شريف ، وجوابى عليه كلمتان : الله الغنى


***
القصة 5 :  للكاتب سجاد حسين - العراق
-فما أراهُ كان .. صدمة لي من نوع آخر ليست صدمة نفسية فقط وانما فيسلوجية أيضاً، انخفض الاوكسجين في دمي شعرت بالأغماء مصحوب بنبض سريع في قلبي، رجع لي الوعي بعد نعيق طائر البوم أنقذني صوته ذلك الطائر الصامت على الدوام.
-السبب الذي جعلني اشتري طائر البومة قبل عامين تقريباً كنتُ بحاجة الى التكلم مع كائن حيّ من نوع آخر يسمعني واسمعه، فبعد رحيل شخصٌ عزيز علينا تصبح الحواس بلا معنى للاستخدام الروتيني؛ لا نعود نرى الاشياء البهية ولا نسمع الا الاخبار المحزنة أو نشم العطر الباسق، مجرد آلة نأكل ونشرب ثم ننام.
-أماسبب فقدان وعيي كان: ( الصندوق)، في البداية ظننتهُ صندوق سندريلا الذي سيحوّل حياتي الى نعيم، حينما فتحتهُ ورأيت تلك "الصورة والكتاب "حدث ما لم يكن في الحسبان.
-نظرت الى ساعتي اليدوية بعدها، ( ثلاثة) دقائق كانت رحلتي عن عالم الوجود، لم اشعر بشيء حينها مثل جثة خروف مُعدمة على الارض.
-شعلت سيجارتي الاخيرة من نوع سومر ذات شعار القيثارة على العلبة؛ سحبتُ نفس عميق ونفخت الدخان بحرقة، مشيت بعض خطوات في الصالة بلا وعي رحت جالس في شرفة شقتي التي تطل على شارع رئيسي عام، اخذتني صفنة عنوةً مع نفسي.
من يكون ذلك الشخص الذي اتى بالصندوق ياترى ؟
هل اعرفه .. ومن اين عرفني..
وكيف عرفها وأتى بصورتها لي .. !
-نظرت في الشارع الذي أمامي لعلي المح آثار صاحب "الصندوق" لكن للاسف لم أرى شيء، كانت الشمس ساطعة في عيني والجو حار جداً تمنيت ان ابدّل
الشمس ببرودة القمر البارد بضغطة زر.

-شعرت بجسمي الخاوي من التعب والإرهاق غسلت وجهي ودخلت المطبخ اعمل قهوتي السوداء، لم تعد مساحة في جسمي تستقبل السواد .. فسواد قلبي يكفي بتحويل دمي الى سائل، هكذا سمعت قلبي ينطق بخفاء.
-شغلت موسيقاي الجاز المفضلة ل فرانك سانتارا: وهو يغني "حلق معي الى القمر" ..
وانا اسمع ذاك التون الهادىء شعرت بثقل كبير معلّق في اعلى يسار صدري عنوة.

-فتحت الكتاب كان عنوانه (بلا عنوان)..نعم بلا عنوان والكاتب مجهول هكذا كانت الصورة على الغلاف، استغربت جداً قرأت الرسالة المكتوبة التي كانت بعد الغلاف :
عزيزي أيهم ..
أنا دوغمائي المزاج الناس يروني طيب لكن متناقض حد النخاع لا علينا بهم، المهم نادراً ما يعجبني شيء مكتفي بعالمي الخاص؛ جربت اعمل هجرة داخل وطني لكنها نجحت نوعاً ما، اتخذت من الكتب رفقاء لي والفن معشوقي عندما اشعر بالملل اهرب من ضوضاء المدن وجمالها المصطنع.
اذهب لمعبدي المقدس وهو عبارة : عن مكان هادىء يطلّ على نهر خالي من الناس أتأمل الطبيعة والطيور والمياه، اتناغم معها كلياً.
صدفة كنتُ جالس هناك امارس طقوسي وأثناء ما نثرت بعض الطعام للطيور ، لمحت عيني شيئاً اشبه بالظرف المطلخ بالأتربة مُلقى على الارض، التقطته فوراً مسحته فوجدتهُ ظرف يحتوي على رسالة.
شممتها : من رائحة الورق عرفت انها كتبت بدم احمر كنيزك مُتيم تمرد على الفضاء ليعانق الارض بعد كل هذا الجفاء، فتحتها وقرأتها تأثرت جداً بكلماتك التي اقشعرت الروح منها.
كانت تلك رسالتك الاخيرة الى عشيقتك التي فقدتها فجأة، بعد عشق دام خمس سنوات لم اعرف السبب الحقيقي الذي جعلك تعشقها هكذا بجنون، بعد اسبوع لقيت رسالة ثانية تشبه الرسالة الاخيرة معلقة على الجدار في مقهى بوليفيا الادبي، كانت الرسالة الاولى لك هُناك .
-توقفت عن القراءة برهة ، من هذا الرجل ؟ ولماذا اعادة تذكيري بها الان بالذات، صرخت صرخة تمنيت أن تخرج روحي من مكانها.
-آه آآآهً ..
عاودت القراءة : كنت تكتب لها كل شيء وفي كل مكان تترك لها رسالة لعلها تجدك او تجدها، قرأت يومياتك اشتياقك تغزلك بها عتابك لها، وكانت كل رسالة لك تحتوي خيط للرسالة التي بعدها وهكذا.
لقيت كل رسائلك في أماكنها، أدهشتني وأثرت فيّ جداً.
-حطّت ذبابة على أنفي وشعرت بأشمئزاز شديد منها ..
عاودت القراءة من جديد:
قال صاحب الكتاب : رحت افكر في مساعدتك، بحثت عنها لم اجد لها اثر حتى اهلها اختفوا فجأة من الحي الذي كانوا يسكنوا فيه، قررت ان اجمع كل رسائلك لها في رواية ادبية فانتازية تكون انت وهي ابطالها واجعلكم تلتقون في الرواية وفاءاً لعشقك لها، وها هي الرواية بين يديك.
-رن جرس الباب طويلاً ..
فززتُ من النوم مرعوب ما هذا..
هل الصندوق في بابي ؟
ام تحقق ذلك ولا زلتُ أحلم.


***
القصة 6 : للكاتبة ضحى هادي - لبنان
في الصندوق وجدت صورة فوتوغرافية لامرأة، أعرف ملامحها جيدا، وجهٌ يحتلُّ ذاكرتي، يفقدني اتصالي بالعالم في لحظته الراهنة... إلى جانبها ورقة ملاحظة مطوية بشكل فوضوي. فتحت الورقة على عجلة من أمري؛ "بحق العشق الذي كان بيننا .. أنقذني.." ، رسالة استعطاف وطلب نجدة، غير مذيلة باسم المرسل، وفيها عنوان محدد.
أخفيت الصندوق تحت سريري.. وارتديت ملابسي وحذائي بسرعة. فتحت تطبيق خرائط غوغل في هاتفي المحمول، وأدخلت المكان الذي أقصده، ركبت سيارتي، وانطلقت بأقصى سرعة في الطريق نحوها، نحو روحي.
ظل ذهني كماكينة البلندر يعمل ويضرب يجمع ويطرح كل احتمالات الحدث ... ينتج سيناريوهات .. لماذا هي هناك .. أأصابها مكروه .. هل تعرض لها ذاك المفترس.. هل آذت نفسها .. هل فقدت صوابها هل تهورت.. هل وضعت حدا لحياتها ... أحاول ان أهدأ من روعي وأصد عاصفة التفكير.. أبحث عن زر الايقاف.. أتعوذ بجملة سحرية.. ستكون الامور على ما يرام..


***
القصة 7 : للكاتبة حليمة بلعربي - الجزائر 
كان رزمة من الأظرفة المصفرّة مربوطة بخيط من الخيش ، و ألبوم صور عتيق .
لوهلة أحسست بالخيبة ، إلى أن فتحت ألبوم الصور لأرى صورة قديمة لأمي كنت أحتفظ بنسخة مشابهة لها .
كانت صورة باهتة لشابة في العشرينات ، باسمة تتوسط شجرتي برتقال لما يبدو أنه حوش منزل من الطراز القديم. ملامحها لا تظهر جيدا ، غير أن الابتسامة تضفي على الصورة طابع الزمن الجميل . و لو كان للطمأنينة صوت لانبعث من هذه الصورة بالذات . لا أدري ربما هي الطمأنينة التي أفتقدها منذ فقدت أمي قبل حتى أن أدرك مامعنى أن يكون لك أم .
قلبت الألبوم لأجد صورا أخرى لنفس الفتاة و في كل صورة تتضح ملامح وجها رويدا رويدا . الملامح تتغير ، تكبر . ما أعرفه أن أمي ماتت و هي تلدني . كانت حينذاك في الثالثة و العشرين من عمرها ، هذا ما قالته لي عمتي و هي تسلمني الصورة على فراش موتها .
- أريد أن أريح ضميري ، قالت . لتلفض أنفاسها بعدها بدقائق تاركة لي نصف حقيقة .
وصلت لآخر صورة مكتوب عليها تاريخ أول أمس 11\06\2019. للحظة فقدت الاحساس بالزمان و المكان ، أحسست بطنين في أذني و ضبابة على عيني ، دققت النظر : إنه تاريخ أول امس أنا لا أتخيل. إذن أمي لا تزال على قيد الحياة .


***
القصة 8 : للكاتبة سناء مصطفى - مصر 
كان بداخله رسالة كل يوم المعتدة التي أجهل صاحبتها منذ وقتآ طويل و لكنني تعجبت قليلآ لماذا اليوم أرسلتها داخل صندوق مميز هكذا فأمسكت برسالة أقرأها عسي أن أعرف اليوم من هي التي شغلت أفكاري و خيالي منذ زمنآ بعيد فأمسكت رسالتها أتفحصها كتبت لي بقلمها الرقيق ..
« عزيزي أو دعني هذه المرة أدعوك حبيبي الذي أعشقه منذ زمن ..
دعني أخبرك أن هذه أخر رسالاتي إليك و سوف أخبرك لماذا .. و لكن دعني أخبرك جزء قصير من حقيقتي أنا فتاة يتيمة ولا أعلم لهذا السبب أخفيت عنك حقيقتي أم لا و لكن يجب أن أخبرك .. أبي و أمي توفيان في حادث سيارة كانت لدي أخت توأم و لكن موت والداي تفرقنا لمشاكل بين أهل أبي و أمي ذهبت أنا مع عائلة أمي و عشت معهم و قالوا لي أن أنسي كل شئ له علاقة بعائلة أبي و أن أنسي أختي الوحيدة مرت سنوات و أنا لا أعلم عن أختي شئ كان كل تواصلي مع عائلة أبي عمتي المصونة و لكنها رفضت طوال هذه السنوات أن تخبرني شئ عن أختي الوحيدة .. و في ليلة و مند عامين أتصلت بي عمتي و قالت لي أن اختي قد ماتت هي و جدتي بحادث لم أتحمل الخبر و عائلة امي منعتني من ذهاب عزائها و مرت عامين و أنا لا أعيش حتي .. حتي رأيتك فتعلق قلبي بك من جديد و انت كالعادة لم تلاحظ و لكنني قررت أن ارسلك و لا اقترب ابدا لانني لعنه تصيب كل من يحبهم قلبي فخشيت ان اخسرك و خشيت ان تعرف حقيقتي و تعرف انني صفحة من منتصف رواية تمزقت فلم يعد لها معني و لم يكتمل الكتاب بدونها فتتركني فقررت حبك في صمت من اكثر من عام كل ليلة أتي اليك برسالتي .. من المؤكد انك تود ان تعرف لماذا اخبرك الان ؟! سوف اخبرك خالي اجبرني علي الزواج من احدهم فخشيت تركك وحيدآ دون سبب و لهذا ارسلت لك رسالتي الاخيرة مع ذلك الصندوق الثمين لدي لانه من رائحة امي .. اود ان اخبرك شئ كلما اردت ان تتذكرني انظر الي هذا الصندوق و تفحصه جيدا عسي أن يجمعني النصيب بك بيوم ...
الوداع يا من دقت نبضاتي لاجله و ابتسمت عيني فقط حين رأته .. الوداع يا قدري المفقود و نصيبي المسروق »
شدت من قبضتي بعد أنتهائي من تلك الرسالة كيف لها ان ترهقني بحبها ثم تتزوج من اخر !! اهل هذا العدل لديها ؟ كان يجب ان تخبرني من قبل و انا اختار الوقوف معها ام لا !! فتحت الرسالة من جديد ثم نظرت الي اللا شئ و صمت و تحدث عقلي ماذا تقصد بتفحصه جيدا عسي ان يجمعني النصيب بك !!
أمسكت الصندوق و تفحصته جيدا فلفت أنتباهي ان لون جوانب الصندوق من الداخل يختلف قليلا عن باقي الجوانب فتفحصت هذا الجانب فوجدت شئ لم يكن لون الجانب و لكنها ورقه ممسكه بهذا الجانب و لونها يقارب لون باقي الجوانب فأبتسمت و كأنني وجدت كنز !! انتزعا الورقة من مكانها فوجدت خلفها خاتم لم يكن هذا الخاتم غريب احسسته مؤلوف بعض الشئ لا مؤلوف كثيرا متي رايته و فجأة تذكرت يا إلهي !! حور ؟! حور رفيقة الجامعة الوحيدة التي لا احد يتكلم معها هي التي تراسلني منذ عام و نصف!! هي ذاتها تلك الفتاة التي طلما ودتت التحدث إليها يا إلهي !! اين هاتفي .. اخيرآ وجدتك! اتصلت برفيقي كريم من اصحاب الجامعة و قلت كريم اريد معرفة شئ اعلم انك ذو ذكرة قوية فرد كريم اهلآ بك يا عزيزي ماذا تريد؟ اجبت تعلم تلك الفتاة الوحيدة التي كانت معانا في الجامعة فقاطعني اه تلك حور؟ في سرعة اجبت نعم حور هل تعلم عنوانها فرد ضاحكآ بالطبع هل نسيت انها من كانت تذهب معي كل ليلة انها جارتي يا غبي هل نسيت اجبت انا يا إلهي حقآ نسيت إذا ارجوك ارسل لي عنوانها فرد كريم بالطبع و لكن لماذا؟ قطعته سأخبرك لاحقا. و اقفلت و ذهبت الي سيارتي في سرعة و ذهبت الي العنوان و اطرقت الباب ففتحت لي و حين راتني اوقعت ما كانت تمسك بيديها و قالت بارتباك من انت فاجبت مبتسمآ انا قدرك المفقود و نصيبك الذي أعده سارقك فهل تقبلي بي نصيب جديد؟ فابتسمت باكية و قالت و لكنني ورقة نزعها احدهم من رواية فلم اعد لي معني اجبت قائلآ و انا سأكتب لكي رواية جديدة تليق بهذه الصفحة فتعودي الي مكانك في الحياة فبكت قائلة و لكنهم سرقوا الحياة فاجبت الجنة موجودة يا عزيزتي فأحتضنتها و دخلت لأهلها و قلت يؤسفني اخباركم و لكن حور متزوجة بي منذ عام و نصف و الان يؤسفني ايضا اخباركم بانني علي اخذها .


***
القصة 9 : للكاتبة شيماء البدوي - مصر 
كان شيئاً فاق خيالي لم أكن اتوقع أو حتى أحلم به أو ربما انتظرته كثيرا ً ولكن لم أكن اتوقعه بهذه الروعة أو ذلك الجمال الخيالي الممزوج بأصالة صاحب الصندوق ، لقد كانت علبة فضية مرصعة ببعض الأحجار اللامعة واللتي لا يقل جمالها شيئاً عن جمال اللآليء والألماس أو هكذا خيل لي ، وهكذا رأته عيناي ، لم يتوقف الأمر الى ذلك الحد لقد كان موضوعا ُ بدقة ومحاطاً بشريط رقيق مطبوعاً عليه ثلاث كلمات وفقط :- أحبك ، تتزوجيني ؟! أحمد ، لا أستطيع أن أصف ما شعرت به وقتها فقد فاق شعوري أي وصف ، تنهدت تنهيدة كبيرة ، وأغمضت عيناي قليلاً ، ما هذه الرقة ، وهل لا زال هناك أناساً بتلك الرومانسية ، في زمن صار كل شيء فيه يدور بالحساب بالثانية والدقيقة وكل دقيقة تقدر بمال ، زمن أصبحت فيه الكلمة سريعة الوصول ربما بضغطة خفيفة فقط على زر الكيباد بالموبايل ، ولاح لخيالي كل شيء جميل وقتها كل شيء لك أن تتخيله ، حتى توقف كل ذلك للحظة ، تلك اللحظة التي أفاقتني وأعادتني إلى وعيي ، أفيقي يا عزيزتي ، لا لن يحدث ذلك وأنتِ تعرفين السبب ................
ودارت للحظة معركة داخل عقلي وفكري ثورة ظللت أحاول ما يقارب النصف ساعة وأحاول في تهدئتها ، لقد دار نفس الحوار المرهق اللاجدوى منه والذي دائما ينهيه ضميري الأدبي والنفسي أو حتى الوهمي ضدي ، وتذكرت من كانت سبباً في كل ذلك الصراع لقد كانت صديقة عمري كنت ألقبها بأختي التي لم تلدها أمي ، توأم روحي وصديقتي شبه الوحيدة ، ولكن يبدو أنني لا أجيد الحكم على الأشخاص جيدا ً ، أو أن الزمن هو الذي تغير لا أعرف حقيقة ً ! لم يعد يبدو لي شيئاً على حقيقته كاملة هذه الأيام أو لا داعي للوم على الأيام ربما كان اللوم على أنفسنا من يدري ؟ ، ولكن تذكرت تذكرت كل شيء ، وتذكرت آخر جملة قالها لي قبل أن تتوفى " سامحيني أنا لا أعرف لماذا بدر مني كل ذلك ولكني أحببتك ربما بطريقتي الخاصة ولكن لم أكن أكرهِك " ، إلى الآن قلبي فقد جزءا ً من شعوره أو حدسه تجاه البشر ، الى الآن لا أعرف هل انا سامحتها أو لا ، أو هل لازلت اكن لها نفس الحب أو لا ، ولكن ما أعرفه أنني فقدت حب عمري بسببها وأنني ضميري ونفسي يمنعاني من الإستمرار أو الرجوع لأناله حتى لو كان لي ومن حقي منذ البداية ، وكان ردي على ذلك الطلب الثمين قدراً والمستحيل تحقيقاً هو إرفاقي في نفس الصندوق ورقة صغيرة جداً مكتوب عليها ثلاثة كلمات أيضا ً لا غير " عزيزي فات الأوان " .

مجتمع مصر

اقتن نسختك الآن

اقتن نسختك الآن

التبادل الاعلانى

Discussion

جميع الحقوق محفوظه © دار إنسان للنشر

تصميم الورشه