إنسان على فيسبوك

داخل الصندوق - التطبيق الأول من ورشة 120 يوم

1

البداية : يكتبها طارق عميرة 
في الصباح الباكر أزعجنِي رنين جرس الباب , لنصف ساعة كاملة ظللت ملتصقًا بالفراش في إنتظار أن يمل الطارق لكنه كان مصرًا , قمت بين ذعرٍ من الداعي لهذا الإصرار والقلق و سخطٍ وأنا أنوي أن ألقنه درسًا في كيفية طرق الأبواب إذا كان محصلاً للفواتير من أي نَوع !

وضعت قدمي في حذائي المنزلِي , واقتربت في بطء وعدم وعي كاملٍ من الباب والرنين ما زال مستمرًا , لم تكد يدي تقترب من المقبض حتّى توقف الرنين فجأة , فتحت الباب لأشعر بغضب شديد ..
ترى من يعبث معي ؟! لم يكن هناك أحد , خرجت عدوًا للسلم لأشاهد من يعدو فلم ألمح أحدًا على سلم النزول رغم أنني في الدور الرابع والرنين توقف حالاً .
للحظة وقفت متعجبًا , قبل أن أعود للداخل لمحت صندوقًا بجوار الباب يبدو أن أحدهم تركه لي , لا شك أنه من كان يرن الجرس , اشتعل فضولي فجأة نحو الصندوق ونسيت كل شيء عن الطارق , أخذته ودلفت للداخل ..
لدقائق فحصته , خشبي عتيق ويبدو أنه يحمل شيئًا مهمًا أو غاليًا , هكذا خمنت , جربت محاولة فتحه عدة مرات حتى لاح لي النصر,وانكشف الغطاء أخيرًا , لأرى ما أراه الآن ..
***

القصة 1 :  للكاتبة  سناء مصطفى - مصر


فما أراه كان شئ أشبه بالمذكرات تبدو عليها القدم و لكنه كان يحمل عنوان بأسم ( يوميات عجوز قد مات ) لم أفهم ما يحدث مطلقآ ففتحت المذكرات لأعرف ما يحدث فكانت صفحته الأولي تقول شئ أشبه برسالة لي كانت كلماته تقول ...

« إذا وصلتك رسالتي أعلم أنك من الأشخاص الذين أوشكوا علي الهلاك فهذه ليست رسالة و ليست يوميات و لكنها حياة سوف تعيشها بأكملها .. لن تجد لها مسمي و لكن من الممكن أن تعتبره سحر أو شئ أشبه بالخيال سيوقف قلبك عن دق دقاته السخيفة و أجعله يدق لأجل الأتي .. بعد كل ورقة ستقرأها سوف تشاهد ما لم تشاهده من قبل و لكنني أود منك أن تقرأ كل هذا و من بعده أغرق في النوم و لا تتعجب حين تستيقظ و تجدني لم أعد هنا ..
لكن أفهم المكتوب جيدآ »
ذهب إلي نومه فقرأت هذا المكتوب كله اخذ وقتآ طويل و بعدما غرق في نومه دقت الأحلام بابه فوجد نفسه يقف فى دهشه امام حائط يطول عنه بكثير يكاد ال يجد نهايته ممتلئ بعدد ال نهائى من السعات

التى تدور عقاربها متسارعه مختلفه الابعاد و الاتجهات تتباعد الحوائط عنه فى تسارع شديد
حتى تتالشى من الوجود حوله ولكنه مازال يرى تلك السعات معلقه فى الأرجاء حوله
ظل يعدو فى فزع شديد يتضارب بجسده فى الاشجار التى تنبت سعات مختلفه فى الأشكال و
الأحجام حتى وجد امامه منزل كبير متسع الأرجاء له سور حديدى متهالك و تتغلغل من داخله
الأشجار فيدفع ابواب السور المرتفعه فتصدر صوتا يشبه الزقيق ويمر من داخل حديقه
متهالكه قد مات فيها كل ما هو اخضر
ووجد قصر كبير ساد عليه اللون الباهت
واقترب من ابوابه استشعر مقبض الباب فى خوف شديد وفجأه فتحت ابواب القصر الشاهقه
فى بطئ شديد دخل إلى داخل الرده وقد امتلكه الخوف ويسمع صوت شديد فينظر خلفه ليجد
الباب قد أغلق باحكام فى تسارع شديد قد كان البيت مظلم يتغلغل به بعض اشعه الضوء
المنكسره من احدى الشرف و فجأه يلفت انتبهه ضوء قوي منبعت من احدى اركان القصر
يصعد السلم كي يصل لذاك الضوء فيجد غرفه لها باب قديم يفتحه ويدخل و ينغلق الباب خلفه
دون اراده منه ليجد امامه مشهد قد اعتاد عليه فى يومه وجد صوره منه جالسه
على الكنبه ويجلس بجواره والده يشاهد التلفاز و الحظ سقف الغرفه و الحوائط حوله ممتلئه
بالسعات التى تتفاوت سرعتها وسرعه عقاربها
ليبدا فى نبره حاده بالحديث مع صورته قائلآ :اعمل اى حاجه الوقت بيجري مننا
وفجاءة يمر الوقت وصورته علي هذا الحال لا تتحرك و لا تفعل شئ سوي المعتاد حتي يمر
الوقت سريعآ فيجد أقرب الناس إليه والده يموت أمامه علي سريره فجد الفزع والخوف يمتلك
...صورته وكأنه مشهد حقيقي فيقول
بابا ...بابا
والدموع تملئ عينيه
وفجاءة
يتبخر ذلك المشهد من امامه ويبتعد عن نظره ليجد نفسه فى ردهة القصر مره اخرى ويلفت

.........نظره ضوء اخر ينبعث من جانب أخر فيعدو إليه في سرعة فيجد مشهد أخر من حياته أنه كالعادة تأخر علي عمله فيدخل مديره و يعنفه ثم يجبره علي تقديم أستقالته و ينهار هو و يخرج من مكتبه دون أي شئ و لا يعرف لأي مكان سيصله أستهتاره و فجأة يتبخر المشهد من أمامه و يجد نفسه من جديد في ردهة القصر مرة أخري و يلتف من جديد حوله و من جديد يشع ضوء من أحدي الغرف فيعدو إليها فيجد صورته من جديد و هو جالس وحيد بيديه رساله من زوجته تخبره بها أنها لن تقدر علي العيش مع ذلك الأستهتار بالوقت و بالحياة و يكفي نظرة الخجل التي نشع دائمآ من عين أبنائه فيبكي و ينتهي كل شئ.

ثم يصحو من جديد فيعدو إلي مكان الصندوق فلا يجده و كأنه تبخر فيدق الباب فيسرع ليعرف من المطرق فيجد رسالة علي الباب و لكن هذه المره أمسك بالرسالة و أهمل المرسل فيدخل بيته و يمسك برسالته و يبدأ في القراءة ...
« كنت شاب مثلك و دار الزمن بي فأصبحت قصتي تشبه ما رأيته ... هل فهمت رسالتي ؟!
حسنآ أبدأ في ما ستنويه »

***
القصة 2 :  للكاتبة  شيماء البدوي - مصر


فما أراه كان شيئاً فاق خيالي لم أكن اتوقع أو حتى أحلم به أو ربما انتظرته كثيرا ً ولكن لم أكن اتوقعه بهذه الروعة أو ذلك الجمال الخيالي الممزوج بأصالة صاحب الصندوق ، لقد كانت علبة فضية مرصعة ببعض الأحجار اللامعة واللتي لا يقل جمالها شيئاً عن جمال اللآليء والألماس أو هكذا خُيل لي ، وهكذا رأته عيناي ، فلكل عين رؤيتها لجمال الأشياء ونظرتها الخاصة ، لم يتوقف الأمر الى ذلك الحد لقد كان موضوعا ُ بدقة ومحاطاً بشريط رقيق مطبوعاً عليه ثلاث كلمات وفقط :- أحبك ، تتزوجيني ؟! أحمد ، لا أستطيع أن أصف ما شعرت به وقتها فقد فاق شعوري أي وصف ، تنهدت تنهيدة كبيرة ، وأغمضت عيناي قليلاً ، ما هذه الرقة ، وهل لا زال هناك أناساً بتلك الرومانسية ، في زمن صار كل شيء فيه يدور بالحساب بالثانية والدقيقة وكل دقيقة تقدر بمال ، زمن أصبحت فيه الكلمة سريعة الوصول ربما بضغطة خفيفة فقط على زر الكيباد بالموبايل ، ولاح لخيالي كل شيء جميل وقتها كل شيء لك أن تتخيله ، حتى توقف كل ذلك للحظة ، تلك اللحظة التي أفاقتني وأعادتني إلى وعيي ، أفيقي يا عزيزتي ، لا لن يحدث ذلك وأنتِ تعرفين السبب ! ...

***
القصة 3 :  للكاتب  وليد نصار - مصر

 عندما فتح الصندوق كانت المفاجأة ،فقد وجد ما يتخيله،أو يخطر على باله
فها هو يشاهد مسدس ،وملفوف عليه ورقة مكتوب عليها هذا المسدس الذي قتل به ابنك فإنخارت قواه ،ولم يستطيع أن يتمالك أعصابه ،فقد كان جسمه يرتجف ،وهو يقول يا إلهي ....هل حان الوقت للتعرف على قاتل ابني ..ذلك الشقي الذي مات مقتولًا من 7 سنوات ..يا للهول أنا لا أصدق ما يحدث
،وحينما بدأ يدقق النظر في المسدس ،أخذ يقول :أشعر بأن هذا المسدس ليس غريب علي ..يا ترى أين شاهدته من قبل .ثم وضع يده على رأسه وشعر بدوران وبدأيستشعر بوغز في رأسه
لا أستطيع تصديق ما يحدث هل أنا في حلم أم أنه الواقع المر قد عاد مرة أخرى فأنا لا استطيع أن أنسى أنني ظللت أبحث عمن قتل أبني فلم أتمكن من معرفة أي خيوط توصلني إليه
فأبنى كان إنسانًا تعيسًا لا يثق بي ..ودائمًا يتهمني بالجنون ..ولم أكن أعرف عنه شئ ..أين يذهب أو من هم أصدقاؤه ....لقد أتعبني كثيرًا
فقد كان غامضًا في حياته ومات بسر غامض
لكنه قال لنفسه ..يجب أن لا أنتظر كثيرًا وعلي الذهاب لقسم الشرطة لإعطائهم هذا الدليل
تم تحويل المسدس إلى البحث الجنائي للكشف عن البصمات ،وقد كانت المفاجأة حينما أتى إليه ضابط الشرطة ،وقال له أنت مطلوب القبض عليك لأنك متهم بقتل ابنك
أجابه في دهشة :أنا الذي قتلت ابني ...كيف ذلك
رد عليه الضابط :إن المسدس الذي أحضرته لنا عليه بصماتك
فهيا بنا لو سمحت ولا تضيع الوقت فأنت متهم .
أثناء التحقيق قال للضابط ،كيف لي أن أقتل ابني فهل يعقل أنني آتي بدليل إتهامي ؟
أجابه الضابط :إن التحريات أثبتت لنا أنك كنت تعاني من إضطراب نفسي أثناء مقتل ابنك ،فأجابه نعم ،ولكني كنت أداوم على أخذ الدواء المقرر لي من قبل الطبيب ،ولم أتوقف عنه إلا بعدما نصحني الطبيب بذلك منذ أسبوع واحد .
لكن أخذي للدواء لم يكن سببًا كافيًا لقتل ابني
فقال له الضابط :هل تنكر أن علاقتك كانت سيئة معه حيث كنت دائم الشجار معه
فلقد قمت باستدعاء حارس العمارة التي تسكن فيها وأكد لي تلك المعلومات
وأنني استدعيت الطبيب النفسي لسؤاله أمامك
حينما أتى الطبيب ا:سأله الضابط هل تتصور أيها الطبيب أن يقتل ابنه
اجاب الطبيب :نعم فإنه كان مصاب بإضطراب نفسي ،وكان لا يستطيع تمالك أعصابه حينما يغضب فقد حكي لي أكثر من مره عن سلوكيات ابنه السيئة ،وحينها انفعل الأب ،وقال نعم انه كان ابنًا عاقًا فكان لا يستمع إلى كلامي
لقد كنت أكرهه .
فقال له الضابط :إذًا أنت الذي قتلته
فأجاب الأب وهو منفعل بشدة :نعم ....نعم ..أنا الذي قتلته ،ولكني بعدها ذهبت إلى عيادة الطبيب النفسي وقمت بإعطائه المسدس الذي فعلت به الجريمة
أجاب الطبيب :نعم فحينما فعلت جريمتك لم يكن بمقدوري أن أبلغ الشرطة عنك لأنني أعلم إذا فعلت ذلك فإنك قد تقوم باللانتحار من جراء المرض النفسي في ذلك الوقت
وها أنك قد أرسلت لك المسدس في نفس الصندوق الذي وضعته أمامك فيه
فأجابه :لقد نسيت كل هذه الأحداث ولم أتذكرها إلا الآن
فقال له الطبيب إن الاضطراب النفسي الذي كان لديك قد جعلك تنسى كل الأمور السيئة التي تشعرك بالألم ،ولكنها ظلت موجودة لديك في عقلك الباطن فقط ،أما العقل الواعي لديك لا يحمل لها أي أثر ،لذلك فإنك قد نسيت الموقف بكل تفاصيله
وعندما تم مواجهتك ببعض الأمور المتعلقة بالجريمة قام عقلك الواعي بالضغط على عقلك الباطن لإستدعاء المعلومات
وها أنت أصبحت على وشك الشفاء لكن كان لابد لك أن تتذكر هذا الحدث السئ لكي يكتمل شفاؤك ،وتنتهي مخاوفك إلى الأبد
حينها أمر الضابط بوضع القاتل في السجن لإرساله إلى المحاكمة.

***
القصة 4 :  للكاتبة  يارا حسني - مصر

وعندما فتح الصندوق..وجد به اثرا منه ، انه فستان صغير لطفل لا يتجاوز عمره الاشهر ، ومعه دميه صغيره و روايه بوليسيه كان يقرأها فى عمر المراهقه ، من جمع هذه المتفرقات واهداها له ، اخذ يقلب فى الصندوق عسى ان يجد خطابا مرسلا او دليلا على صاحبه فلم يجد ، وتفقد الفستان ليريه امه فى اندهاش ، وقبل ان يقوم من مقامه سقطت منه رساله ، قام بفتحها بتوق ، عليها عباره واحده " عمرو ...احتاج اليك كثيرا ، سامحنى كما فعل اخوك ، وانا اعدك بحل لازماتك" ذهب لتوه الى امه التى كانت تتسق حجرته واعطاها الخطاب والفستان وهو يقول : شخص ما طرق علينا الباب وجلب لنا هذه الاثار العتيقه .. ولما قرات الرساله وبنظره واحده الى الفستان قالت : هذا ابوك يا عمرو ، فى زيارته الاخيره الى اخيك شريف كان شديد الشوق اليك واخذ يحدثنى عنك بلهف ، كان هذا اثناء مباركته له على مولوده الاول ،قال بحزم : والمطلوب ؟ صمتت الام ، استطرد بعدها قائلا : تجاوز الحاجز رغبتى فى كسره ، هو اب عاق قبل ان اكون ولدا جاحدا ، اذكر جيدا معاناتى واخى بعد ان تم طلاقكما ، عشنا ايام من فقر وعوز لم يمد لاحدنا يد العون فى كساء ولا غذاء ولا مسكن ، الم يتزوج باخرى تعجبه وانجب منها غيرنا ، واعطى لكل منهم مسكنا وامنهم بالمال وفرص العمل الكبيره التى لم يهديها لنا واخى ، كان يحاربك فيما تتقاضين منه من نفقه هذيله لا تسمن ولا تغنى من جوع ..تنهدت الام قائله : ربما انا سبب هذا الشقاق بينكما انا التى غذيت الكراهيه بداخلك واوغرت صدرك بالبغضاء احتد قائلا : ابدا بل ما حرمت منه لسنوات ، وما قام بمنحه لاشقائى الاخرين فى ميزان ظلمه الاعوج ، ولولا ان اخى شريف قد تخرج فى كليه عسكريه وامن لنفسه مسكنا لما استطاع ان يكمل حياته وما استطاع الزواج .قالت الام يائسه : ولكنه اخبرك فى اخر الرساله انه يعدك بحل ازماتك..اشاح عنها ثم قال : قول افك ، لو كان يريد ان يفعل بجد لما قال انه يحاول التاثير على ولكن هيهات
قالت الام : لتكن محاولتك الاخيره معه ، انت على مشارف الاربعين يا عمرو وقد فسخت خطبتك ، اريد ان افرح بك
قبل يدها بود ثم قال : لولاكى انت ياست الحبايب لما استمرت الحياه لقد حرمت نفسك الزواج من اخر ، وفنيتى عمرك لاجلى واخى ، اما هو فذنبه لا يغتفر ، يذكرنى بفرعون فى سكرات موته الاخيره وتوبته المزعومه التى لم يقبلها الله " الأن وقد عصيت من قبل وكنت من الجاهلين " ، اما مساله رزقى وزواجى ومستقبلى فهى بيد الله وبعرقى ودمى ، تدخلت الام متسائله : ولماذا لم يصر شريف على هذه القطيعه ؟
قال بحزم : لانه يريد ان يظهر بشكل لائق امام اصهاره و زوجته وهو على كل حال قد حقق ذاته بعيدا عنه ، لكنى لن انسى انى كنت اريد منه مبلغا ليس كبيرا من المال بعد تخرجى بكليه الزراعه لتاسيس مشروعى الخاص بتسمين الدواجن ، وقام بغلق الباب فى وجهى رافضا ، الخذلان يا امى " الخذلان" هو الذى جعلنى جاحدا فى نظره ونظر الكثير ، بعدها رفع الصندوق وسلمه امه قائلا رديها له فى لقاء ببيت شريف ، وجوابى عليه كلمتان : الله الغنى


***
القصة 5 :  للكاتب سجاد حسين - العراق
-فما أراهُ كان .. صدمة لي من نوع آخر ليست صدمة نفسية فقط وانما فيسلوجية أيضاً، انخفض الاوكسجين في دمي شعرت بالأغماء مصحوب بنبض سريع في قلبي، رجع لي الوعي بعد نعيق طائر البوم أنقذني صوته ذلك الطائر الصامت على الدوام.
-السبب الذي جعلني اشتري طائر البومة قبل عامين تقريباً كنتُ بحاجة الى التكلم مع كائن حيّ من نوع آخر يسمعني واسمعه، فبعد رحيل شخصٌ عزيز علينا تصبح الحواس بلا معنى للاستخدام الروتيني؛ لا نعود نرى الاشياء البهية ولا نسمع الا الاخبار المحزنة أو نشم العطر الباسق، مجرد آلة نأكل ونشرب ثم ننام.
-أماسبب فقدان وعيي كان: ( الصندوق)، في البداية ظننتهُ صندوق سندريلا الذي سيحوّل حياتي الى نعيم، حينما فتحتهُ ورأيت تلك "الصورة والكتاب "حدث ما لم يكن في الحسبان.
-نظرت الى ساعتي اليدوية بعدها، ( ثلاثة) دقائق كانت رحلتي عن عالم الوجود، لم اشعر بشيء حينها مثل جثة خروف مُعدمة على الارض.
-شعلت سيجارتي الاخيرة من نوع سومر ذات شعار القيثارة على العلبة؛ سحبتُ نفس عميق ونفخت الدخان بحرقة، مشيت بعض خطوات في الصالة بلا وعي رحت جالس في شرفة شقتي التي تطل على شارع رئيسي عام، اخذتني صفنة عنوةً مع نفسي.
من يكون ذلك الشخص الذي اتى بالصندوق ياترى ؟
هل اعرفه .. ومن اين عرفني..
وكيف عرفها وأتى بصورتها لي .. !
-نظرت في الشارع الذي أمامي لعلي المح آثار صاحب "الصندوق" لكن للاسف لم أرى شيء، كانت الشمس ساطعة في عيني والجو حار جداً تمنيت ان ابدّل
الشمس ببرودة القمر البارد بضغطة زر.

-شعرت بجسمي الخاوي من التعب والإرهاق غسلت وجهي ودخلت المطبخ اعمل قهوتي السوداء، لم تعد مساحة في جسمي تستقبل السواد .. فسواد قلبي يكفي بتحويل دمي الى سائل، هكذا سمعت قلبي ينطق بخفاء.
-شغلت موسيقاي الجاز المفضلة ل فرانك سانتارا: وهو يغني "حلق معي الى القمر" ..
وانا اسمع ذاك التون الهادىء شعرت بثقل كبير معلّق في اعلى يسار صدري عنوة.

-فتحت الكتاب كان عنوانه (بلا عنوان)..نعم بلا عنوان والكاتب مجهول هكذا كانت الصورة على الغلاف، استغربت جداً قرأت الرسالة المكتوبة التي كانت بعد الغلاف :
عزيزي أيهم ..
أنا دوغمائي المزاج الناس يروني طيب لكن متناقض حد النخاع لا علينا بهم، المهم نادراً ما يعجبني شيء مكتفي بعالمي الخاص؛ جربت اعمل هجرة داخل وطني لكنها نجحت نوعاً ما، اتخذت من الكتب رفقاء لي والفن معشوقي عندما اشعر بالملل اهرب من ضوضاء المدن وجمالها المصطنع.
اذهب لمعبدي المقدس وهو عبارة : عن مكان هادىء يطلّ على نهر خالي من الناس أتأمل الطبيعة والطيور والمياه، اتناغم معها كلياً.
صدفة كنتُ جالس هناك امارس طقوسي وأثناء ما نثرت بعض الطعام للطيور ، لمحت عيني شيئاً اشبه بالظرف المطلخ بالأتربة مُلقى على الارض، التقطته فوراً مسحته فوجدتهُ ظرف يحتوي على رسالة.
شممتها : من رائحة الورق عرفت انها كتبت بدم احمر كنيزك مُتيم تمرد على الفضاء ليعانق الارض بعد كل هذا الجفاء، فتحتها وقرأتها تأثرت جداً بكلماتك التي اقشعرت الروح منها.
كانت تلك رسالتك الاخيرة الى عشيقتك التي فقدتها فجأة، بعد عشق دام خمس سنوات لم اعرف السبب الحقيقي الذي جعلك تعشقها هكذا بجنون، بعد اسبوع لقيت رسالة ثانية تشبه الرسالة الاخيرة معلقة على الجدار في مقهى بوليفيا الادبي، كانت الرسالة الاولى لك هُناك .
-توقفت عن القراءة برهة ، من هذا الرجل ؟ ولماذا اعادة تذكيري بها الان بالذات، صرخت صرخة تمنيت أن تخرج روحي من مكانها.
-آه آآآهً ..
عاودت القراءة : كنت تكتب لها كل شيء وفي كل مكان تترك لها رسالة لعلها تجدك او تجدها، قرأت يومياتك اشتياقك تغزلك بها عتابك لها، وكانت كل رسالة لك تحتوي خيط للرسالة التي بعدها وهكذا.
لقيت كل رسائلك في أماكنها، أدهشتني وأثرت فيّ جداً.
-حطّت ذبابة على أنفي وشعرت بأشمئزاز شديد منها ..
عاودت القراءة من جديد:
قال صاحب الكتاب : رحت افكر في مساعدتك، بحثت عنها لم اجد لها اثر حتى اهلها اختفوا فجأة من الحي الذي كانوا يسكنوا فيه، قررت ان اجمع كل رسائلك لها في رواية ادبية فانتازية تكون انت وهي ابطالها واجعلكم تلتقون في الرواية وفاءاً لعشقك لها، وها هي الرواية بين يديك.
-رن جرس الباب طويلاً ..
فززتُ من النوم مرعوب ما هذا..
هل الصندوق في بابي ؟
ام تحقق ذلك ولا زلتُ أحلم.


***
القصة 6 : للكاتبة ضحى هادي - لبنان
في الصندوق وجدت صورة فوتوغرافية لامرأة، أعرف ملامحها جيدا، وجهٌ يحتلُّ ذاكرتي، يفقدني اتصالي بالعالم في لحظته الراهنة... إلى جانبها ورقة ملاحظة مطوية بشكل فوضوي. فتحت الورقة على عجلة من أمري؛ "بحق العشق الذي كان بيننا .. أنقذني.." ، رسالة استعطاف وطلب نجدة، غير مذيلة باسم المرسل، وفيها عنوان محدد.
أخفيت الصندوق تحت سريري.. وارتديت ملابسي وحذائي بسرعة. فتحت تطبيق خرائط غوغل في هاتفي المحمول، وأدخلت المكان الذي أقصده، ركبت سيارتي، وانطلقت بأقصى سرعة في الطريق نحوها، نحو روحي.
ظل ذهني كماكينة البلندر يعمل ويضرب يجمع ويطرح كل احتمالات الحدث ... ينتج سيناريوهات .. لماذا هي هناك .. أأصابها مكروه .. هل تعرض لها ذاك المفترس.. هل آذت نفسها .. هل فقدت صوابها هل تهورت.. هل وضعت حدا لحياتها ... أحاول ان أهدأ من روعي وأصد عاصفة التفكير.. أبحث عن زر الايقاف.. أتعوذ بجملة سحرية.. ستكون الامور على ما يرام..


***
القصة 7 : للكاتبة حليمة بلعربي - الجزائر 
كان رزمة من الأظرفة المصفرّة مربوطة بخيط من الخيش ، و ألبوم صور عتيق .
لوهلة أحسست بالخيبة ، إلى أن فتحت ألبوم الصور لأرى صورة قديمة لأمي كنت أحتفظ بنسخة مشابهة لها .
كانت صورة باهتة لشابة في العشرينات ، باسمة تتوسط شجرتي برتقال لما يبدو أنه حوش منزل من الطراز القديم. ملامحها لا تظهر جيدا ، غير أن الابتسامة تضفي على الصورة طابع الزمن الجميل . و لو كان للطمأنينة صوت لانبعث من هذه الصورة بالذات . لا أدري ربما هي الطمأنينة التي أفتقدها منذ فقدت أمي قبل حتى أن أدرك مامعنى أن يكون لك أم .
قلبت الألبوم لأجد صورا أخرى لنفس الفتاة و في كل صورة تتضح ملامح وجها رويدا رويدا . الملامح تتغير ، تكبر . ما أعرفه أن أمي ماتت و هي تلدني . كانت حينذاك في الثالثة و العشرين من عمرها ، هذا ما قالته لي عمتي و هي تسلمني الصورة على فراش موتها .
- أريد أن أريح ضميري ، قالت . لتلفض أنفاسها بعدها بدقائق تاركة لي نصف حقيقة .
وصلت لآخر صورة مكتوب عليها تاريخ أول أمس 11\06\2019. للحظة فقدت الاحساس بالزمان و المكان ، أحسست بطنين في أذني و ضبابة على عيني ، دققت النظر : إنه تاريخ أول امس أنا لا أتخيل. إذن أمي لا تزال على قيد الحياة .


***
القصة 8 : للكاتبة سناء مصطفى - مصر 
كان بداخله رسالة كل يوم المعتدة التي أجهل صاحبتها منذ وقتآ طويل و لكنني تعجبت قليلآ لماذا اليوم أرسلتها داخل صندوق مميز هكذا فأمسكت برسالة أقرأها عسي أن أعرف اليوم من هي التي شغلت أفكاري و خيالي منذ زمنآ بعيد فأمسكت رسالتها أتفحصها كتبت لي بقلمها الرقيق ..
« عزيزي أو دعني هذه المرة أدعوك حبيبي الذي أعشقه منذ زمن ..
دعني أخبرك أن هذه أخر رسالاتي إليك و سوف أخبرك لماذا .. و لكن دعني أخبرك جزء قصير من حقيقتي أنا فتاة يتيمة ولا أعلم لهذا السبب أخفيت عنك حقيقتي أم لا و لكن يجب أن أخبرك .. أبي و أمي توفيان في حادث سيارة كانت لدي أخت توأم و لكن موت والداي تفرقنا لمشاكل بين أهل أبي و أمي ذهبت أنا مع عائلة أمي و عشت معهم و قالوا لي أن أنسي كل شئ له علاقة بعائلة أبي و أن أنسي أختي الوحيدة مرت سنوات و أنا لا أعلم عن أختي شئ كان كل تواصلي مع عائلة أبي عمتي المصونة و لكنها رفضت طوال هذه السنوات أن تخبرني شئ عن أختي الوحيدة .. و في ليلة و مند عامين أتصلت بي عمتي و قالت لي أن اختي قد ماتت هي و جدتي بحادث لم أتحمل الخبر و عائلة امي منعتني من ذهاب عزائها و مرت عامين و أنا لا أعيش حتي .. حتي رأيتك فتعلق قلبي بك من جديد و انت كالعادة لم تلاحظ و لكنني قررت أن ارسلك و لا اقترب ابدا لانني لعنه تصيب كل من يحبهم قلبي فخشيت ان اخسرك و خشيت ان تعرف حقيقتي و تعرف انني صفحة من منتصف رواية تمزقت فلم يعد لها معني و لم يكتمل الكتاب بدونها فتتركني فقررت حبك في صمت من اكثر من عام كل ليلة أتي اليك برسالتي .. من المؤكد انك تود ان تعرف لماذا اخبرك الان ؟! سوف اخبرك خالي اجبرني علي الزواج من احدهم فخشيت تركك وحيدآ دون سبب و لهذا ارسلت لك رسالتي الاخيرة مع ذلك الصندوق الثمين لدي لانه من رائحة امي .. اود ان اخبرك شئ كلما اردت ان تتذكرني انظر الي هذا الصندوق و تفحصه جيدا عسي أن يجمعني النصيب بك بيوم ...
الوداع يا من دقت نبضاتي لاجله و ابتسمت عيني فقط حين رأته .. الوداع يا قدري المفقود و نصيبي المسروق »
شدت من قبضتي بعد أنتهائي من تلك الرسالة كيف لها ان ترهقني بحبها ثم تتزوج من اخر !! اهل هذا العدل لديها ؟ كان يجب ان تخبرني من قبل و انا اختار الوقوف معها ام لا !! فتحت الرسالة من جديد ثم نظرت الي اللا شئ و صمت و تحدث عقلي ماذا تقصد بتفحصه جيدا عسي ان يجمعني النصيب بك !!
أمسكت الصندوق و تفحصته جيدا فلفت أنتباهي ان لون جوانب الصندوق من الداخل يختلف قليلا عن باقي الجوانب فتفحصت هذا الجانب فوجدت شئ لم يكن لون الجانب و لكنها ورقه ممسكه بهذا الجانب و لونها يقارب لون باقي الجوانب فأبتسمت و كأنني وجدت كنز !! انتزعا الورقة من مكانها فوجدت خلفها خاتم لم يكن هذا الخاتم غريب احسسته مؤلوف بعض الشئ لا مؤلوف كثيرا متي رايته و فجأة تذكرت يا إلهي !! حور ؟! حور رفيقة الجامعة الوحيدة التي لا احد يتكلم معها هي التي تراسلني منذ عام و نصف!! هي ذاتها تلك الفتاة التي طلما ودتت التحدث إليها يا إلهي !! اين هاتفي .. اخيرآ وجدتك! اتصلت برفيقي كريم من اصحاب الجامعة و قلت كريم اريد معرفة شئ اعلم انك ذو ذكرة قوية فرد كريم اهلآ بك يا عزيزي ماذا تريد؟ اجبت تعلم تلك الفتاة الوحيدة التي كانت معانا في الجامعة فقاطعني اه تلك حور؟ في سرعة اجبت نعم حور هل تعلم عنوانها فرد ضاحكآ بالطبع هل نسيت انها من كانت تذهب معي كل ليلة انها جارتي يا غبي هل نسيت اجبت انا يا إلهي حقآ نسيت إذا ارجوك ارسل لي عنوانها فرد كريم بالطبع و لكن لماذا؟ قطعته سأخبرك لاحقا. و اقفلت و ذهبت الي سيارتي في سرعة و ذهبت الي العنوان و اطرقت الباب ففتحت لي و حين راتني اوقعت ما كانت تمسك بيديها و قالت بارتباك من انت فاجبت مبتسمآ انا قدرك المفقود و نصيبك الذي أعده سارقك فهل تقبلي بي نصيب جديد؟ فابتسمت باكية و قالت و لكنني ورقة نزعها احدهم من رواية فلم اعد لي معني اجبت قائلآ و انا سأكتب لكي رواية جديدة تليق بهذه الصفحة فتعودي الي مكانك في الحياة فبكت قائلة و لكنهم سرقوا الحياة فاجبت الجنة موجودة يا عزيزتي فأحتضنتها و دخلت لأهلها و قلت يؤسفني اخباركم و لكن حور متزوجة بي منذ عام و نصف و الان يؤسفني ايضا اخباركم بانني علي اخذها .


***
القصة 9 : للكاتبة شيماء البدوي - مصر 
كان شيئاً فاق خيالي لم أكن اتوقع أو حتى أحلم به أو ربما انتظرته كثيرا ً ولكن لم أكن اتوقعه بهذه الروعة أو ذلك الجمال الخيالي الممزوج بأصالة صاحب الصندوق ، لقد كانت علبة فضية مرصعة ببعض الأحجار اللامعة واللتي لا يقل جمالها شيئاً عن جمال اللآليء والألماس أو هكذا خيل لي ، وهكذا رأته عيناي ، لم يتوقف الأمر الى ذلك الحد لقد كان موضوعا ُ بدقة ومحاطاً بشريط رقيق مطبوعاً عليه ثلاث كلمات وفقط :- أحبك ، تتزوجيني ؟! أحمد ، لا أستطيع أن أصف ما شعرت به وقتها فقد فاق شعوري أي وصف ، تنهدت تنهيدة كبيرة ، وأغمضت عيناي قليلاً ، ما هذه الرقة ، وهل لا زال هناك أناساً بتلك الرومانسية ، في زمن صار كل شيء فيه يدور بالحساب بالثانية والدقيقة وكل دقيقة تقدر بمال ، زمن أصبحت فيه الكلمة سريعة الوصول ربما بضغطة خفيفة فقط على زر الكيباد بالموبايل ، ولاح لخيالي كل شيء جميل وقتها كل شيء لك أن تتخيله ، حتى توقف كل ذلك للحظة ، تلك اللحظة التي أفاقتني وأعادتني إلى وعيي ، أفيقي يا عزيزتي ، لا لن يحدث ذلك وأنتِ تعرفين السبب ................
ودارت للحظة معركة داخل عقلي وفكري ثورة ظللت أحاول ما يقارب النصف ساعة وأحاول في تهدئتها ، لقد دار نفس الحوار المرهق اللاجدوى منه والذي دائما ينهيه ضميري الأدبي والنفسي أو حتى الوهمي ضدي ، وتذكرت من كانت سبباً في كل ذلك الصراع لقد كانت صديقة عمري كنت ألقبها بأختي التي لم تلدها أمي ، توأم روحي وصديقتي شبه الوحيدة ، ولكن يبدو أنني لا أجيد الحكم على الأشخاص جيدا ً ، أو أن الزمن هو الذي تغير لا أعرف حقيقة ً ! لم يعد يبدو لي شيئاً على حقيقته كاملة هذه الأيام أو لا داعي للوم على الأيام ربما كان اللوم على أنفسنا من يدري ؟ ، ولكن تذكرت تذكرت كل شيء ، وتذكرت آخر جملة قالها لي قبل أن تتوفى " سامحيني أنا لا أعرف لماذا بدر مني كل ذلك ولكني أحببتك ربما بطريقتي الخاصة ولكن لم أكن أكرهِك " ، إلى الآن قلبي فقد جزءا ً من شعوره أو حدسه تجاه البشر ، الى الآن لا أعرف هل انا سامحتها أو لا ، أو هل لازلت اكن لها نفس الحب أو لا ، ولكن ما أعرفه أنني فقدت حب عمري بسببها وأنني ضميري ونفسي يمنعاني من الإستمرار أو الرجوع لأناله حتى لو كان لي ومن حقي منذ البداية ، وكان ردي على ذلك الطلب الثمين قدراً والمستحيل تحقيقاً هو إرفاقي في نفس الصندوق ورقة صغيرة جداً مكتوب عليها ثلاثة كلمات أيضا ً لا غير " عزيزي فات الأوان " .

التعليقات

  1. شكراً جداً لمسة رائعة ، وفريق أكثر من رائع ، ويااارب بالتوفيق لينا جميعا ونصل لكل ما نصبو اليه جميعا . خالص الشكر لحضرتك ا.طارق عميرة .

    ردحذف

مجتمع مصر

اقتن نسختك الآن

اقتن نسختك الآن

التبادل الاعلانى

Discussion

جميع الحقوق محفوظه © دار إنسان للنشر

تصميم الورشه