إنسان على فيسبوك

قصة تبدأها أنت (واقعية ) - التطبيق الثالث من ورشة 120

0
النهاية 
كتبها طارق عميرة 

في هذه المرة , لم أجد في نفسي طاقةً لتحمل ما يحدث , تحملت الأذى مرة بعد مرة , مرة نال مني , مرة نال من مالي , مرةً نال من صحتي , مراتٍ نال من روحي حتى لم يعد هناك مكان لطعنات جديدة ..
أخذت نفسًا عميقًا وأمسكت بالورقة والقلم , قسمت ورقة بخط نصفين وكتبت في أعلى أحدهما الجيد , والأخرى السيء ..
وفي كل خانة أخذت أضع لها ما أتذكره من مواقفها معي , الجيد منها في خانته والسيء في خانته , بينما كانت خانة الجيد تحوي سطرًا واحدًا , كانت خانة السيء قد انتهت في الصفحة ولم تكتمل ..
لم أكمل الكتابة فالنتيجة ظهرت جلية , هذه كان لا بد أن تنتهي منذ مدة .
أرسلت لها رسالة أخيرة , قررت أن أمسحها من حياتي للأبد , أزلت رقم هاتفها وحظرتها على كل وسائل التواصل, وعقلي يئن أن اكف عن هذا حتى يذهب الأرق , لكن ما أن أضع الورقة أمامه حتى يهدأ ويسكت تمامًا , دخلت إلى حجرة نومي لألصق الورقة على الحائط , استلقيت على فراشي وفي داخل تتعاظم راحة كبيرة بقراري الذي لا رجعة فيه , غدًا أصحو بدونها
- تمت -
***
القصة 1 
شيماء البدوي
" الحياة لا تحمي المغفلين ! "
" أنين الكروان " " صوت الكروان "
" جبروت امرأة "
هنالك في ذلك الركن البعيد في أقصى يسار الطريق ، اصطففت سيارتي السوداء اللون ، تمامًا كلونِ وجهي الذي لم أعرفه حين نظرت إلى نفسي داخل مرآة السيارة واتخذتُ بعدها قرارًا على الفور ، بالذهاب إلى مشفاي الخاص في ذلك الركن البعيد المنزوي على طريق القاهرة الاسماعيلية حيث تتمايل بعض الأشجار الجميلة التي تحيط المكان يميناً ويساراً وتزينها الورود البلدي كما يتوسطها شجر البونسيانا بجمال لؤلؤاته الحمراء ، وصاحب تلك الجنينة الذي لا أكاد أشعر به من شدة هدوئه ، وجلستُ كعادتي لأراجع الموقف الذي دار بيني وبين ديما ولازالت نفس الجملة المؤلمة تزعج أذناي ولا تفارقها : " أنت أناني جدًا يا حسام ، نعم أناني ولا تفكر إلا في نفسك لم تفكر فيّ ولا فيما أريد دائمًا تفعل كل شيء لأجل إرضاء نفسك أنت أما أنا فأنا سبب سعادتك طوال تلك السنين ، عليك أن تتذكر ذلك جيدًا ، كلما تذكرتني أنا لست مُلامة على أي شيء أنت الملام ! " ، وظللت أردد على نفسي الكلمات ، واتسائل أناني ! أنا اناني ؟ ! ، لقد توقف لساني وقتها عن الكلام لم أستطع أن أبرر حتى ما قالته لقد اكتفيت تبريراً وكلام ، تهالكَت نفسي وتمزقت حتى وصلت لمرحلة لم أستطع فيها أن أتحدث ، كيف أُبرر لها أو أوضح ، وبينما أنا شارد في همي إذا بالكروان يغرد كعادته ولكن صوته هذه المرة كان مبحوحًا لم أدري أكن كذلك أم أنا الذي شعرت بذلك من كثرة انقطاع انفاسي وكل جوراحي ، وتذكرت ذلك اليوم الذي كانت تجلس فيه معي هنا نعم في ذلك المكان المقدس لدي الخاص بي والذي لا أخطِر به أحد ، وان حدث ذلك فيعني أن هذا الكائن هو أنا هو نسختي الثانية ، هو قطعة مني! ، تذكرت مرور الكروان يومها وقلت لها أتعرفين ماذا يقول أو بمَ يغرد ؟ ، فردت عليّ ردها المعتاد : "لا أعرف ولا يهمني أن أعرف "، وقلت لها بكل روح متقبلة لروحها العفوية في نظري ، فعيوب المحب مزايا ، : " إنه يقول تلك الترنيمة الخاصة بي التي لا يفهمها إلا أنا وهو فقط يقول : " تلك الحياة جميلة وستشرق الشمس من جديد لتحيا بقلبك الدافىء مرة أخري يا صديقي وانتِ شمسي التي كنتُ أنتظرك " ضحِكَت ضِحكتها الباردة الهادئة المعهودة قائلة : " حقـًا ؟! " وأكملَت " وكيف عرفت هل دخلت في لغة الطيور وأصبحت تنسجم معهم " . العجيب أنني كنت أتجاهل أو لا أشعر أبدا ً بحجم الفجوة بيني وبينها ، إننا لم نتفق أبدًا فكلٌ منا له اتجاه مخالف للآخر، إن كانت هي في الشرق فأنا في الغرب ومهما حاولنا تغيير الاتجاهات فلن نلتقي !

وظل شريط ثلاث سنوات من المعاناة والألم يمر من أمام ذاكرتي ثلاث سنوات لم أشعر فيهم بطعم السعادة الحقيقي بل كانت مزيفة ، كنت أقنع نفسي بأنني سعيد ويكفي أنني بجوار من أحب ، ثلاث سنوات ، تبادلنا فيها الحب أو تبادلته أنا مع قلب جاف صلب تكاد عواطفي وانفعالاتي كلها ترتد إليّ من شدة صلابته ، وربما كان انعكاس مشاعري علي هو تلك القشة الخفيفة التي اتكأت عليها لأقنع نفسي أنني سعيد وأشعر وأ ُحب ، لم يتوقف حجم العناء إلى هذا الحد ، بل كل ما كانت تطلبه مجابًا ، لقد استنزفتني ، استهلكتني بالكلية كما تُستَهلك باقة الانترنت حتى تصل إلى 98 % فصرت متهالك لا أصلح لشيء ، ليس بي طاقة ولا أي جزء عطاء أستطيع أن أُعطيه لأحد ، لم يعد لديّ القدرة ؛ أثر ذلك على كل من حولي أثّرَ على نسمة أختي الصغرى ، التي كانت لا تنام إلا بعد أن تـُقبلني وتروي لي كل ما يحدث لها من أحداث بيومها وتستيعن بي إذا احتاجت شيئًا ، صارت العلاقة بيننا مجرد طلبات بشكل خفيف جدا ً ، شعورا ً منها أنني لم أعد كما أنا ، لم أعد كافٍ ، فالقلب المرهف الحس يشعر من دون حتى وجود علامات ، إن الروح الشفافة المرهفة عالية الشعور فقط هي من تدرك ذلك ونسمة أختي كذلك ، حتى والدتي صار الكلام معها موجزًا جدا ً ، فأنا مستهلك وبكامل إرادتي للأسف ، تحت طائلة قلبي ، وجبروته وسطوته علىّ بكامل إرادتي وعقلي ، عقلي الذي أوقفته محله وأخبرته ألا يتدخل مهما يحدُث ، فديما لم تكتفِ بعدم حبي فحسب لقد استغلتني اسوأ استغلال ، ففي كل المواقف العائلية المحرجة تستعين بي ، بل ومشاكلها العملية بشركتها منذ أن أسّسْتها لها بنفسي وأوقفتها لها على رجلها ، كل مشاكل العملاء القانونية بصفتي محاميًا لم أترك لها مشكلة إلا وأخرجتها منها كما الشعرة من العجين ! رغم وقوعها في أخطاء عدة في البعض منها و غفلتها في انتقاء العملاء بل وربما أنانيتها في ابرامها الاتفاقات مع عملائها ، ولا أعرف كيف لم أستوقف نفسي وقتها أو حتى امتنع عن الدفاع عنها في مثل تلك القضايا رغم أنني صاحب مبدأ ، ويعرف عني الجميع مدى حرصي على عدم الوقوف مع الباطل ، ولكن كان عقلي مغيبًا ، ودفعت ثمن ذلك غاليًا جدًا ، دفعته من عمري ومن صحتي ومن مالي وحتى سمعتي التي بالكاد أنقذتها بصعوبة بالغة في آخر قضية لها حين أفقت لنفسي قليلًا واستوقفتها في هذه المرة أنه حتى هذا الحد من الأنانية والجبروت لابد من وقفة !، والذي أثار عقلي وأفاقه قليلًا من غفوته نبرة ذلك الشخص المدّعَي عليه الأستاذ / أحمد الوكيل ، ذلك الشخص الذي يذكرني بأخي الأكبر المسافر في انجلترا أو الهارب إلى انجلترا ، بعد أن تعرض لظلم مشابه من شخصية كديما ، ووقتها كنتُ قد ألقيت اللوم عليه أنه مغفل وطيب أكثر من اللازم ، فكيف به يثق في امرأة كهذه أو لم يتحرّ عنها جيدًا ، فلا يحزن من النتائج ! ، وها أنا مررت بنفس الغفلة ولكن أي غفلة فأخي كان مظلومًا أما أنا فقد استغفلني قلبي وليس شخص ، لم يبتزني أحد تحت بند تجارة أو ماشابه ، بل ابتزتني انسانة تحت بند المشاعر ، استغلت مشاعري لأقصى حد ؛
" لاتنسى أن القانون لا يحمي المغفلين نعم ولكن الله يحمي المظلومين سواء كانو مغفلين أو لا " قالها لي الاستاذ احمد وتركني لتستيقظ بداخلي غفلة عقلي ، غفلتي التي كانت مُخدرة تمامًا كمن يتعاطي حبة مورفين يوميًا ليخمدها ، وأصابني دوارًا شديدًا ، حيث عادت بي الذاكرة لعشر سنوات مضت ، وكان صاحب نفس الجملة هو أخي ، أخي المغفل الذي كنت ألوم عليه وأ ُلقبه بالمغفل !
هنا ظللت ليلة كاملة أفكر واسترجع جميع ملفات قضاياها التي كسبتها لأجلها ، وكيف كنت استغل ذكائي القانوني في أن أوجد لها حلًا ومخرجًا لها ، كيف كنت أتحايل لها ، وأنصحها بعد أن أ ُخرجها من مأزقها ، وأنا أوقن من داخلي أنها لن تتعظ وستعيد الكرة مرات ومرات ، وأنا مُحاميها المغفل أ ُنقذها في كل مرة .
لم أعُد تلكَ الليلة لمنزلنا ، وأخبرتهم بالمنزل أنني لدي طوارىء بالعمل وسأبيت هناك كما يحدث أحيانًا، لم أنم أو حتى تغفو عيناي ولو للحظة ، أتناول فنجان القهوة واحدًا تلو الآخر ، انتهت علبة سكائري التي لم أكن أعرف عنها شئ قبل أن أعرف ديما ، بل كنت ضد كل مٌدخن فكيف يدمر الإنسان نفسه بنفسه وبكامل إرادته ، ومع آخر نفَس من آخر سيكارة تعبت جدً ا ومع ذلك طلبت من عم محمد البواب أن يشتري لي أخرى وكان يبدو على وجهه رفض ما أفعل ولكن ما أن همّ بأن يلفظ بكلمة واحدة أخبرته أن يُنفذ ما أطلبه منه فحسب ، وأغلقت باب المكتب ، ووقفت بشرفة مكتبي لأرى شمس النهار تخرج من أعماق النيل أو كأنها كذلك ، إنه الشروق الذي طالما تأملته وتأملتها معه في كل نسمة صباح ، وظللت أؤنب نفسي وأُعاتبها ، وأوقظ عقلي شيئًا فشيئًا ، ماذا جرى لي ؟ ، هل أنا حسام أم أنا شخص آخر لا أعرفه ، لقد عشت مغتربًا عن نفسي قرابة ثلاث سنوات ، إنه عمر آخر ، عمر مظلم ، كل شيء فيه يضج بالأنانية والنفور والظلم ، لم أرَ فيهم منها شيئًا سوى الأخذ الأخذ وفقط ، ولا يعيش الإنسان ليأخذ فقط أبدًا ، إننا نعيش لنأخذ ونعطي هكذا تكون الإنسانية ، لقد انحطت ديما عن مرحلة الإنسانية بدرجات ، بل تذكرت أيضًا ، مواقفها مع حازم ابن عمها الذي كان قد تقدم لها أكثر من مرة ولم ترفضه وأقنعتني أنها فعلت ذلك فقط لكي لا تخسر علاقتها بعمها حيث له علاقات قوية ويدعمها كثيرً بتجارتها ، فهو يشغل منصب بمجلس الشعب ، وهي تدير مكتبًا لتجارة العقارات واستخراج التصاريح للمقاولات وكما هو معروف مكتب كهذا يحتاج إلى دعم من كبار المسئولين بالبلد كي تسير الأمور على ما يرام ، ولهذا السبب أو المبرر قَبلت بهذا الوضع ، وأفهمتني أنها لا تحبه ، ولا يوجد أي خطبة رسمية ، انما مجرد تواصل محترم وأنها أجلت الكلام في هذا الموضوع تحت مبرر أنها لا تفكر في الزواج الآن وأن عملها هو الأهم ويحتاج منها كل لحظة لكي توقفه على رجليه ! وكذلك أقنعتني بنفس السبب أن نؤجل أي كلام في خطبة رسمية حتى تقف على رجلها وتصل إلى المرحلة التي لا تحتاج فيها لأحد ماليًا حتى لو كان زوجها !
اهتزت رجلاي لم تعد تحملني ، وحاولت القيام مترنحًا أتكيء على الحيطان علني أصل لأفتح الباب لعم محمد ، فقد أتي لي بالسكائر لكي أكمل على ماتبقى لي من صحتي ! ، وبينما أنا آخذ نفسًا حارقـًا ، لا أعرف هل أحرق صحتي ، أم أحاول أن أحرق قلبي علهُ ينتهي هو ومشاعري المُدمرة التي دمرتني كثيرًا ، والتي أصبحت متهالكة وغير صالحة لأي كائن آخر ، بل غير صالحة للدنيا كلها ، لم يعد أي شيء له جدوى أو قيمة ، لقد ضِعت أو أضعت نفسي بنفسي ، لقد انتهيت بانتهاء كل شيء بيننا ، كما قالت لي ديما في آخر لقاء " انتهى كل شيء بينا يا حسام وأنت السبب ! بأنانيتك انتهى كل شيء ! " وذلك بعد أن رفضت تلك المرة واستطعت أن اتخذ موقفًا مع الحق ولو لمرة ولو لمرة واحدة ، لأقف بجوار الاستاذ / أحمد الوكيل ، شبيه أخي المغفل ! ؛ تلك المرة الوحيدة والأخيرة ، فقط طلبَت مني أن أرفع لها القضية عليه رغم أنه رجل جريمته أنه يطالب بحقه في عمولة قطعة أرض أنهى لها كل تراخيصها بنجاح ، وهي كعادتها لا تريد اعطائه شيئًا ، وعندما رفضت بعد أن كنت أفكر في ايجاد ثغرة فعليًا لها ، إلى أن زارني الاستاذ / احمد ليستوقفني أو يفيقني من غيبوبتي غيبوبتي التي دامت ثلاث سنوات !
وخرجت من شركتها في تلك المرة وأنا أردد على نفسي الجملة مرات ومرات " أنا لست ملامة على أي شيء أنت المُلام !"
، نزلت السلالم في ثوانٍ معدودة ، سبع طوابق ، لم أطيق أن أصبر حتى يأتي الأسانسير ، بل ربما كنت احتاج للجري وليس النزول علني أفيق ، أسرعت بسيارتي كالمجنون الشوارع ليس لها معالم ، السيارات تسير بجانبي كحجم علبة الكبريت كلعبة الأتاري ، وأنا أضخم شيء فيها ، أشعر أنني ضخمًا ثقيلاً لا أستطيع السير ولا الحركة ، بطيئًا كالسلحفاة ، زدت السرعة لأعلاها ، وظللت أتخطى السيارات يمينًا ويسارًا لا أعرف هل حالفني الحظ فلم اصطدم بأحد منهم أو أنهم هم من تجنبوا شري واتخذوا جانبًا عني حتى يحموا أنفسهم مني !
ولم يوقفني من ذلك الجنون إلا أصوات سارينة تحيطني من كل مكان بدأت كصوت طائر الكروان صديقي حتى أنني من كثرة شرودي ظننت أنني وصلت لوجهتي المنشودة ، مشفاي الخاص ، ولكن الأصوات ظلت تعلو حتى صار ضجيجها يزعجني إلى أن وجدت نفسي أضغط على الفرامل بشدة ، ولولا لطف الله لكانت انقلبت بي السيارة ، واذا بأحدهم يخاطبني ويطلب مني أن أنزل وأُطلعهم على رخصي ، وإخطاري بغرامة مالية كبيرة لقد تخطيت السرعة القانونية بمراحل في طريق غير مسموح فيه بذلك تمامًا ؛
بعد أن انتهيت من غرامتي ، واستجمعت هدوئي ووصلت إلى وجهتي ومشفاي ذلك الركن البعيد المنزوي ، وأثارني صوت صديقي الكروان الحقيقي ، ولكن هذه المرة كان يقول لي " راجع نفسك وتوقف عن ما انت فيه " في تلك اللحظة ظللت اسأل نفسي " أنا اناني ؟ " بعد كل ذلك هل أنا أناني ؟ ، وبعد تفكير لم يستغرق نصف ساعة فيكفي تفكيري طوال ليلتي القاسية ،
وفي هذه المرة , لم أجد في نفسي طاقةً لتحمل ما يحدث ، لقد تحملت الأذى مرة بعد مرة ، مرة نال مني ، مرة نال من مالي ، مرةً نال من صحتي ، مراتٍ نال من روحي حتى لم يعد هناك مكان لطعنات جديدة..
أخذتُ نفسًا عميقًا وأمسكت بالورقة والقلم , قسمت ورقة بخط نصفين وكتبت في أعلى أحدهما الجيد ، والأخرى السيء..
وفي كل خانة أخذت أضع لها ما أتذكره من مواقفها معي ، الجيد منها في خانته والسيء في خانته ، بينما كانت خانة الجيد تحوي سطرًا واحدًا ، كانت خانة السيء قد انتهت في الصفحة ولم تكتمل..
لم أكمل الكتابة فالنتيجة ظهرت جلية ، هذه كان لا بد أن تنتهي منذ زمن ، منذ ما يقارب الثلاث سنوات !
أرسلت لها رسالة أخيرة ، قررت أن أمسحها من حياتي للأبد ، أزلت رقم هاتفها وحظرتها على كل وسائل التواصل ، وعقلي يئن أن اكف عن هذا حتى يذهب الأرق ، لكن ما أن أضع الورقة أمامه حتى يهدأ ويسكت تمامًا , دخلت إلى حجرة نومي لألصق الورقة على الحائط ، استلقيت على فراشي وفي داخلي تتعاظم راحة كبيرة بقراري الذي لا رجعة فيه ، غدًا أصحو بدونها ...
***
القصة 2
آلاء عبدالسلام
الحيرة
الحيرة .. لا شيء سوى الحيرة ، على الرغم من كل العلامات مازلتُ لا أستطيع الاهتداء إلى الطريق السليم ، إذ كيف يكون الاهتداء و قد تصارع في العقلُ والقلب ، حتى كادا يهلكا سويا .. عرفتها كاملة ، لا شيء فيها ناقص .. وهو ما يناقض قانون الحياة التي تخبرنا في كل خذلان ألا شيء يكتمل ، لم تكن محاولاتي المستمرة لإيجاد عيبٍ بها تبطرا ، و إنما لأن شيئا في قلبي كان يخبرني في كل مرة أن هناك شيئا ما غير حقيقي ، ربما هو الحِس الذي اكتسبته من خبرتي كصاحب محل أنتيكات ، وهي المهنة التي ورثتها عن والدي .. كنت دائما أذهب معه في صغري ، أرى نظرة عينه الخبيرة و هي تلمع انبهارا بقطعة ما بينما تذبل لو نظرت إلى أخرى شبيهة ، لم أكن أجد فارقاً بين القطعتين ، ولكنه كان يقول عندما يلاحظ نظرتي :- الفارق هنا ..
أنتظر منه أن يشير إلى جزءٍ ما في إحدى القطعتين ، فيشير إلى صدره .. و يكمل :
- الفارق بالداخل يابني ، إذا كنتَ تملك روحاً أصيلة فسوف تعرف حتماً الفرق بين الحقيقي و المزيف ..
و أنا الآن لا أعلم هل أفادني قوله هذا أم ضرني .. العيب في أم في الناس ؟ في قلبي أم في جوهرهم ، في عينيّ أم في الموجودات من حولي ؟!
قطع علي استرسالي في أفكاري صوتها يسألني :- ماذا بك ؟!
تأملتها لبرهةٍ قصيرة .. جميلة جدا ، ذلك النوع من الجمال الذي تنقطعُ له الأنفاسُ انبهاراً .. و يقسم كل من يراه ان الله لم يخلق غيره سوى بضع صورٍ متفرقة في العالم..ولكن يا إلهي ، ماذا يقلقني في عينيها ؟!!
أ تلك النظرة التي تتغير في لمح البصر حين أنظر إليها ؟!
تلك النظرة التي وجدتها حين اكتشفتُ أنها قد أرسلت مرة رسالة إلى عدوي اللدود تكشف له أسرار عملي ؟!
أقسمتْ حينها أنها لم تكن تقصد إلا مصلحتي .. ولكني لم أصدقها .. فأعلنت علي الحرب بدموعها حتى صدقتها مرغما ، بل لمتُ نفسي أني لم أصدقها من البداية ..
أخبرتني أمي أني ساذج ، عينُ الأم صادقة في كل حال ، و لكنها كانت دائما ما تخبرني : - أمك مسكينة ، وفاةُ أبيك المبكرة أثرت على عقلها .. أراهن أنها تأخذ علاجا للأعصاب ، صدقني ، ربما كان من الأجدر أن تذهب بها إلى طبيب أمراضٍ نفسية .
كان كلامها يتسلل إلى عقلي فيسيطرُ عليه ، تسللتُ إلى غرفة نوم أمي و صورتُ بهاتفي أسماء أدويتها ، ثم بعثتها لصديقي الصيدلي ليخبرني أن بها دواءً لعلاج البارانويا !
حقا لم تعد أمي على ما يرام ، إنها تنسى كثيرا ، وتفقد أعصابها لأتفه الأسباب ..
ولكني لم أتسرع ، جلستُ مع أمي في المساء .. واجهتها بما عرفت فأنكرت ، قالت أني أتخيل أشياء وهمية ..
ذهبتُ إلى نرمين و حكيتُ لها ماحدث .. لاحقتني بقولها :
- أرأيت ؟! مسكينة ماما ، أعتقدُ أنها ستحتاج إلى مصحة نفسية ، لا تقلق ، سنذهب لزيارتها دائما .. هذا لمصلحتها كما تعلم .
كاد التفكير يفتكُ بعقلي ليلتها .. أتكون المصحة النفسية أسلم لأمي ؟!
ذهبتُ إلى راشد .. صديق لي يعمل طبيبا في مصحةٍ مشهورة، وصفتُ له الأعراض ، و ذكرتُ اسم الدواء الذي تأخذه أمي .. بدا على وجهه القلق و طلب مني أن آتي بها إلى المصحة ليتم الكشف عليها .. أتت أخته هدى حاملةً الشاي ، سلمتْ علي كالمعتاد ، و في يدي دست وريقة صغيرة ، نظرة عينيها الخائفتين زادت من سرعة بديهتي و سارعتُ في إخفائها عن أخيها ..
عندما خرجتُ من دارهم ذهبت إلى الشارع الخلفي وعند مكانٍ بعينه انتظرت .. و لاح خيالُ هدى من بعيد..
اقتربت مني و نظرتْ لي بخوف ..
حاولتُ كسر حاجز الخوف فقلت : -كيف حالك ؟!
قالت بسرعة :- لا وقت للسؤال عن الحال الآن .. إنهم يخدعونك ..
-من ؟!
- نرمين و أخي .
- لماذا ؟!
- لقد عرضتْ عليه مبلغا من المال في مقابل أن تدخل أمك المصحة .. هو من أعطاها دواء البارانويا و أعطته هي لها على أساس أنه فيتامين .. أقنعتها بأخذه و بجرعة أكبر من جرعته الأساسية ، هذا الدواء يسبب النسيان و الرعشة العصبية و عديد من الأعراض الأخرى وربما ألزهايمر على المدى البعيد ..
نظرتُ لها مدهوشاً ، فأمسكتْ بيدي بحنان و أكملت :-
أنت تعرف يا محمود أني حاولتُ مرارا أن أحذرك من نرمين و لكنها أقنعتك بدهاء أني أغار منها لأني لا أملك الجمال كما تملكه هي ..
طأطأتُ برأسي في خزي ، لقد حدث هذا حقا .. مع أني دائما ما كنتُ أرتاح مع هدى .. شعرتُ فيها بذلك الشيء الأصلي الذي كنت أبحث عنه و افتقدته مع نرمين
شددتُ على يدها و نطقتُ باسمها فسحبتْ يدها ..
- ليس هذا وقت الاعتذار .. إن نرمين تخطط لإدخال أمك المصحة و من ثم ستقنعك بأن تحجر على أموال المسكينة ثم تجعلك تكتب لها جزءا من الأملاك .. و لأخي نصيبٌ في هذا بالطبع .. و ربما سيتزوجان بعدها أيضا ..
الساعة العاشرة صباحا ستذهب إلى أخي في المستشفى و ستجدها عنده ..
و ذهبت.. قبل أن أدخل المكتب و من النافذة المفتوحة على الردهة سمعتها تقول : - لقد أوشكنا أن نصيب الهدف .
- نعم يا عزيزتي ، ولكن كما اتفقنا ، النصف بالنصف .
اختلست النظر فوجدته قد احتضنها وهي تقول بنبرةٍ هامسة هي أخبث ما سمعتُ في حياتي قبل أن تقبله : - أنا كلي لك .
رجعتُ إلى داري و قلبي يكادُ ينفجر من الغضب .. و وجدتُ أمي الجميلة الطيبة تستعدُ لأخذ الدواء ، انقضضت كالمجنون على كيس الدواء و أخذت ذلك الدواء الملعون ، أخبرتها أني سآتي لها بفيتامين آخر مستورد ..
نظرت لي بدهشة وقالت:- كما تشاء يا بني و لكن لماذا تبكي ؟!
رجعتُ في حضنها إلى طفل صغير مرة أخرى و هي تمسح على رأسي في حنو .. هدأت بفضل حنانها فقلت :-
أمي ، سأتزوج هدى .
أشرق وجهها في فرحة و دعت لي .. شعرتُ بارتياح كبير ، ذهبتُ إلى غرفة ابي و جلست على المكتب وأنا أفكر .. كان يمكن أن أستمر في هذه التمثيلية الحقيرة أو أن أخدعها كما خدعتني و لكني هذه المرة , لم أجد في نفسي طاقةً لتحمل ما يحدث , تحملت الأذى مرة بعد مرة , مرة نال مني , مرة نال من مالي , مرةً نال من صحتي , مراتٍ نال من روحي حتى لم يعد هناك مكان لطعنات جديدة ..

أخذت نفسًا عميقًا وأمسكت بالورقة والقلم , قسمت ورقة بخط نصفين وكتبت في أعلى أحدهما الجيد , والأخرى السيء ..
وفي كل خانة أخذت أضع لها ما أتذكره من مواقفها معي , الجيد منها في خانته والسيء في خانته , بينما كانت خانة الجيد تحوي سطرًا واحدًا , كانت خانة السيء قد انتهت في الصفحة ولم تكتمل ..
لم أكمل الكتابة فالنتيجة ظهرت جلية , هذه كان لا بد أن تنتهي منذ مدة .
أرسلت لها رسالة أخيرة , قررت أن أمسحها من حياتي للأبد , أزلت رقم هاتفها وحظرتها على كل وسائل التواصل, وعقلي يئن أن اكف عن هذا حتى يذهب الأرق , لكن ما أن أضع الورقة أمامه حتى يهدأ ويسكت تمامًا , دخلت إلى حجرة نومي لألصق الورقة على الحائط , استلقيت على فراشي وفي داخل تتعاظم راحة كبيرة بقراري الذي لا رجعة فيه , غدًا أصحو بدونها
- تمت -
***
القصة 3
ايمان النجار 
تدور الأحداث حول فتاه في الخامسه والعشرين من العمر حازت علي قدر كبير من الجمال الرشاقه التى تلفت الأنظار من الوهله الأولى عيناها سوداوان براقتان تشبهان الزمرد تشبهان إسمها " زُمُرّده " لاكن بهما شئ زائغ وغريب ...
تقطن فى بيت جميل مع أُسره مُتحابه وجميله وهم خمسة أفراد أخ وأخت وأبَاها وأمُها
بدأ الأمر منذ ثلاثة أعوام من الآن في حفل زِفاف أحد الأقاب وفي قريه تبعد عن المدينه بعدةِ أميال كانت تقف زُمُرّده في الصفوف الأخيره من المدعوين لأنها تخشي الإختلاط بأشخاص جدد وهي لا تعرف إلا أقل القليل من الحضور إلا واحده فقط إعتبرتها صديقتها الصدوقه في هذا المكان الغريب إعتبرتها أكثر من أخت تأنس بها في غربتها عن المدينه ..كانت تلك الصديقه هي الطريق إلي هذا المخادع ..... وهي واقفه شارده في الوجوه حولها
إذ فجأه جاءها طفل صغير بورقه مكتوب فيها " أُحبُكِ "

صُدِمت زمرده من ما رأت ففي كل المرات التى أتت فيها إلي القريه لم ترى إلا شاباً واحد فقط ..أيعقل أن يكون هو من هواه قلبها وتمنته نفسها في كل لحظه ..
كل ما فعلته لحظتها أن طوت الورقه ووضعتها في حقيبتها دون أن تنبس ببنت شفه وهمت بالرحيل
غادرت حف الزفاف والقريه بأكملها وعادت إلي المدينة مرةً أخري ..هي بالفعل تحب حازم ولكن قلبها يعرف أنه يعشق أخري..تلك التي هجرته منذ عام إبنة عمها الفتاة الحسناء ذات الوجه المستدير والعينان الواسعتان والشعر البُني الطويل كانت تعلم أنه سيتمزق قلبه لو تركته ولكنها فعلت وها هو يعود من جديد فهل نساها او هل يُنسِي حُباً جديد حُباً وثيق ....

ذلك الشاعر العظيم الذي تذوب من كلماته الكثير من الفتيات ألا يحق لها أن تحبه لكن كيف وقلبه ممتلئ بغيرها وهي من تعلم ذلك يقيناً هل يريد أن يرُد ما فُعل فيه لأخري بريئه
تفاجأت زُمُرّده بمكالمه من "دانا" الصديقه الريفيه تتكلم فيها كثيرا عن "حازم" وكيف تضايق عند مغادرتها المكان
فقابلتها زُمُرّده بالصد لكل كلامها وعزمت علي إنهاء الحديث قبل بدأه ولكن هيهات.."تصدق الأذن ما يتكرر عليها كثيراً حتي ولو كان كاذباً" ..وبعد إلحاح شديد من دانا تنازلت زُمُرّده وتحدثت معه..لن تنسى هي تلك اللجلجه في أول كلام ولا التأتأه عند السؤال لن تسى أي شئ..
...ولكنها رغم كل شئ كانت تعلم بحبه القديم الذي باء بأعلي درجات الفشل عندما تركته "مايا" وحيداً وهي تعلم مدى هشاشته من دونها كانت تعلم أنه سيتحطم قلبه وستتهشم مشاعره لكنها لم تبالي إلا بنفسها فقط وغادرته جسدياً ولكنها لم تغادر قلبه وعقله قط...

وهذا ما تفاجأت به زُمُرّده عندما توغلت معه في الحديث
"كان يريد أنا يصنع منها مايا أخري ليحبها"
....لماذا لا تجتهدي في المذاكره كإبنة عمك، لماذا لا تصيري قائده فريق كإبنة عمك، لا ترتدي هذا إنه لا يشبهك، صديقتك تلك مغروره لا تصاحبيها؛ إصنعي علاقات، طوري من ذاتك، لا أحب الفتاة الكسوله، لا تستهويني العلاقات البارده، لماذا كلامكِ قليل، لماذا تتكلمي في كلام تافه، دائما ثقفي نفسك، أحب الفتاة المثقفه، أكره الفتاة الحمقاء، أحب الفطانه، ...كل هذا وأكثر من الضغط علي فتاه لا ذنب لها ولا يد في جرح قلبه
هو حتى لم يكلف نفسه بأن يحاول يفهمها أو ليكتشف مواهبها.. لم يكن يعرف أنها تجيد التعبير لكنها تفاجأ بأنها ليست المرغوبه بل المرغوب مايا أخرى لكن في شكل جديد تحملته مراتٍ تلو مرات عامٌ كامل تحاول إقناعه بذاتها بزمُرّده لكنها فشلت حتي في ان تجعله يحبها
هو فقط كان يريد أن ينتقم لكرامته التي جُرحت في شخص ما له يد ...

تقول ...في هذه المرة , لم أجد في نفسي طاقةً لتحمل ما يحدث , تحملت الأذى مرة بعد مرة , مرة نال مني , مرةً نال من صحتي , مراتٍ نال من روحي حتى لم يعد هناك مكان لطعنات جديدة ..
أخذت نفسًا عميقًا وأمسكت بالورقة والقلم , قسمت ورقة بخط نصفين وكتبت في أعلى أحدهما الجيد , والأخرى السيء ..
وفي كل خانة أخذت أضع لها ما أتذكره من مواقفها معي , الجيد منها في خانته والسيء في خانته , بينما كانت خانة الجيد تحوي سطرًا واحدًا , كانت خانة السيء قد انتهت في الصفحة ولم تكتمل ..
لم أكمل الكتابة فالنتيجة ظهرت جلية , هذه كان لا بد أن تنتهي منذ مدة .
أرسلت لهُ رسالة أخيرة , قررت أن أمسحهُ من حياتي للأبد , أزلت رقم هاتفه وحظرته على كل وسائل التواصل, وعقلي يئن أن اكف عن هذا حتى يذهب الأرق , لكن ما أن أضع الورقة أمامي حتى أهدأ وأسكت تمامًا , دخلت إلى حجرة نومي لألصق الورقة على الحائط , استلقيت على فراشي وفي داخل تتعاظم راحة كبيرة بقراري الذي لا رجعة فيه , غدًا أصحو بدونه..
- تمت -
***
القصة 4
انتصار محمد 
( فراق الروح)
اليوم أسعد أيام حياتى أنتقلت الى بيت جديد السعادة تملئ قلبي ..
الفرحة تغمرنى كدت كالعصفور الطليق أحلق هنا وهناك لأرى المكان الجميل الذي أعيش به، كنت بالأمس أعيش ب بيت العائلة مع جدتى و عمى و أبنائه، و اليوم أنا هنا فى ذلك البيت الرائع طليقه به أنظر من النافذه هنا و هناك أجرى و ألعب فلا أحد يستطيع إيقافي تنظر إلي أمي و تبتسم لسعادتى و أخواتى معي يلعبون فأنها سعادة الحرية،
دائماً كانت جدتي تمنعنا من اللعب أو النظر من النافذة لكن اليوم لا أحد يمنعني من الانطلاق ب منزلي، أتت إلينا جارتنا التى تسكن أسفل بيتنا لتتعارف علينا و لمساعدتنا وكان أبنائها ب أعمارنا تعرفت علي أبنتها أمل كانت بنفس سني تصادقنا أنا و هى، كنا دائماً نجلس سويا علي سلم البيت ناكل ونلعب سويا كبرنا معآ، دراسنا مع بعض فى كل شيء.
كانت كل شىء لي الأخت و الصديقة و الحبيبة،
كنا كالعادة نجلس على سلم البيت لا تغير عما كنا عليه لكن اليوم أتت أمل إلي بصديقة جديدة أنها نادية صديقتها الجميلة الشقراء تعرفنا علي بعض..
- أنا نادية .
- أنا منار تشرفت بمعرفتك
-و أنا كذلك
أصبحنا ثلاثة و لكن أمل كانت المفضلة دائماً.
أنهينا الدراسةو كما توعدنا أنتظرنا فرصة عمل تجمعنا سويآو بالطبع نادية معنا و أتت الفرصة حقآ،
و في يوم أتي أخي عمار و كان معه صديقه محمد عرفني عليه و من بعدها كان دائماً يأتي إلينا أعجبت به و هو كذلك كان حب صامت فقط للأسف و كانت أمل و نادية يعرفان هذا و في يوم كنت أنظف البيت أتي محمد و معه شيء لي أنها هدية أنسيال أراد أعطاءه لي و أنا رفضت بشدة و لا أعلم لما رفضت ربما خجل لست أعلم غضب مني هو، و فوجئت بصديقتي أمل معها هديتي فسألتها
- من أعطاكى هذه!؟
قالت لى:
- محمد أنه أعطانى الأنسيال و أرادنى أن أرتديه دائمآ.
وقعت كلماتها علي قلبي كصعقة كيف لها أن تقبل بهديته و هي تعلم أنني أحبه؟!

ذهبت إلي غرفتي لأجلس بمفردى بكيت كثيراً و لا أعلم متي توقفت حتي دق منبه هاتفي فغسلت وجهي و أرتديت ملابسي و ذهبت إلي العمل أنا و هى كنت بأنتظار ي تبرير او كلام يوضح لى عما حدث،
و لكن لا شئ هى كانت مبتسمة و سعيدة فى صمت ربما تذكرت أمس وحديثها مع محمد ، رفضت أن ابوح لها عما يؤلمني فهى كانت تؤم روحى كانت تعلم كل شئ عني ما أحب و ما أكره ، عند تعبي كان يحدث لها نفس التعب الذي أشعر به و اليوم لا تشعر بأي شئ، كثرت زيارات محمد عندنا كان ياتى كل يوم و كانت هى دائمآ بأنتظاره علي سلم البيت فى مكاننا المفضل.
كنت أنظر إليهم في حزن وكأن خنجر بقلبي لا و لن أستطيع إخراجه من قلبي هل حبها له أنساها حبي له !،

و هو لما فعل هذا بي كان دائم النظر إلي كنت أرى بعينه حب الدنيا بأكملها، حاولت أن أنسي وأتعايش تلك الأحداث، كان كل حديثها معي عنه هو و كنت أنا أبتسم و الألم يملئ قلبي و كل ردة فعلي هو الدعاء لها بالسعادة الدائمة و الدموع تتساقط كالامطار المتلهفه للأرض الجافة ، أصبحت حياتي باهتة لا لون بها و لا بهجة تسعدها،
حتي أقترب موعد ميلادى و كانت أختي الصغيرة بأنتظاره لتحتفل بي كعادتها و لكن كانت الفاجعة القاتلة لي هي وفاة أختي بحادث سيارة لم أستطيع السيطرة علي ما أنا به دعوت الله أن يمسنى السوء أو الموت ما عدت أحتمل ألامى، وبعد فترة أخبرتني أمل بخطبتها على محمد هنائتها و ذهبت إلي غرفتى كالعادة لا طاقة لي مما يحدث حولى.
دقات قلبي ماعدت أفهمها تصارع رهيب يحدث لها.. ذراعي لا أستطيع تحركه أزداد ألالم بقلبي وذراعى حتي وصلت الي الرعاية المركزة أفقت علي صوت أمى و بكائها الشديد على فأمسكت بيديها و قلت لها لا تقلقي أنا بخير مرت الأيام و أنا بالرعاية المركزة حتي موعد خروجى و ذهابي إلي المنزل و لكن أمل ليست بأنتظارى سألت أمى أين هى قالت لي أن والد أمل ترقي بعمله وانتقل إلي فرع جديد و الشركة أعطته شقة جديدة بجوار عمله و أمل طلبت منه أن تعمل معه و بالفعل تم توظيفها معه بالشركة ،
و الغريب بنسبة لي أنني وجدت نادية التي لم أعتبرها صديقة يومآ هي نفسها التي تنتظرني؟

و لكن أدركت اليوم أن الموت ليس بفراق الروح فقط أنا أعيش و لكن روح بلا حياة، تذكرت حزن امي على أختي وبكائها علي و هى ترانى أذبل أمامها قررت أن أحاول السيطرة على حالي أمامها و لحبي لها الشديد ذهبت الي غرفتى و..
في هذه المرة , لم أجد في نفسي طاقةً لتحمل ما يحدث , تحملت الأذى مرة بعد مرة , مرة نال مني , مرة نال من مالي , مرةً نال من صحتي , مراتٍ نال من روحي حتى لم يعد هناك مكان لطعنات جديدة ..
أخذت نفسًا عميقًا وأمسكت بالورقة والقلم , قسمت ورقة بخط نصفين وكتبت في أعلى أحدهما الجيد , والأخرى السيء ..
وفي كل خانة أخذت أضع لها ما أتذكره من مواقفها معي , الجيد منها في خانته والسيء في خانته , بينما كانت خانة الجيد تحوي سطرًا واحدًا , كانت خانة السيء قد انتهت في الصفحة ولم تكتمل ..
لم أكمل الكتابة فالنتيجة ظهرت جلية , هذه كان لا بد أن تنتهي منذ مدة .
أرسلت لها رسالة أخيرة , قررت أن أمسحها من حياتي للأبد , أزلت رقم هاتفها وحظرتها على كل وسائل التواصل, وعقلي يئن أن اكف عن هذا حتى يذهب الأرق , لكن ما أن أضع الورقة أمامه حتى يهدأ ويسكت تمامًا
***
القصة 5
أمنية محمد 
(العالمة)
صفير يدل على رسالة جديدة، نظرت للهاتف، رسالة في (الأخرى)، هذا يعني أن المرسل ليس من الأصدقاء..
فتحت الرسالة و ضحكت، هل وصل الدجالون و قارئات الودع و الفنجان للفيس بوك أيضا، بعد التوافه و النصابين و الباحثين عن العلاقات الجادة (غير الجادة) مع السيدات..
كانت الرسالة من سيدة أطلقت على نفسها اسم (العالمة)، و هي حسب رسالتها تقصد به العلم بالشيء، و ان كان الاسم يجبرك على التفكير في معنى آخر يثير الضحك..
"لنرى ما الذي تريده هذه (العالمة) و نتسلى قليلا"
كتبت في خانة الرد
- ما هي الأشياء التي تعرفيها عني؟
جاء الرد سريعا
*كل شيء مضى و آت
- أريني
* والدتك تدعى سوزان
- نظرة سريعة على صفحتي تخبرك بهذا
*و لكن هذا ليس اسمها الحقيقي، اسمها الحقيقي هو نبوية، و هي تشعر بالحرج من هذا الاسم..
-أثرت انتباهي
* و هي لا تحب والدك
- و أين هي الزوجة التي تحب زوجها 😅
* لا تتذاكى، أنا أقدر على أذيتك..
-هل تهدديني؟
* بل أعلمك بقدراتي..
- و ماذا تريدين أيتها (العالمة القادرة)؟
* سأتجاهل إساءتك، لا أريد منك شيئا،أريد أن أساعدك فقط..
-و من قال أني أحتاج مساعدتك؟
* ستحتاجها..
أرسلت طلب صداقة فقبلته، فالموضوع كان مسليا، و أنا لست أحمقا، غالبا هي أو هو من معارفي و يريد أو تريد أن تعلب قليلا، إذن فلنلعب..
قبلت طلب الصداقة فوجدتها أصبحت غير متصلة، تختبريني؟ لن أرسل لك ..

مر يومان فنسيت الموضوع تماما، ثم أرسلت رسالة
* كان موقفا سخيفا أليس كذلك؟
- بالتأكيد، ان عرفت ما تقصدين!
* ما قاله لك المدير أمام زملائك..
لوهلة ذهلت، كيف عرفت توبيخ مديري لي أمام زملائي ؟ و لكني خمنت
- و أنت أيهم؟
* انت ساذج حقا و لا تستحق المساعدة
و أصبحت غير متصلة مرة أخرى، و لكن هذه المرة استطاعت أن تشغل تفكيري، من من زملائي يستطيع أن يعرف اسم والدتي الحقيقي، لا أذكر أني أخبرتهم بهذا الموضوع، أيوجد منهم من يتقصى عني، هذا مقلق و مريب..
أرسلت لها
- أخبريني عن هويتك و إلا أبلغت الشرطة
* لن تفعل
- بل سأفعل
* إذا اذهب غدا بعد أن تعطي الهدية لخطيبتك، بالمناسبة، لن تعجبها..
هنا فقدت توازني، كيف عرفت بهذا، لم أرد فأرسلت:
* لا تشغل بالك بالتفكير، سأخبرك ماذا تحضر لها و ماذا تقول و سترى النتيجة..
كالمسحور نفذت ما قالت، و كالسحر كانت نتيجة نصيحتها، فقد طارت خطيبتي من الفرح، و هي التي لا يعجبها شيء ..
أرسلت لي عندما عدت
* لم تشكرني و لكن سأعتبر عدم إبلاغك للشرطة نوع من أنواع الشكر
- و ما أدراك أني لم أبلغ الشرطة؟
* حقا ؟
- أنا لا أؤمن بالقدرات الخارقة
* و هل ادعيت امتلاكها؟
- اذا تراقبيني ؟
* لا تحاول، لن تعرف أبدا أساليبي، فاستمتع و لا تقاوم..
- بم أستمتع
* بمساعدتي، سأجعلك ثريا..
- كيف ؟
* سترى
توالت نصائحها لي، في البداية كانت نصائح بسيطة مردودها طيب، ثم تعقدت النصائح و تعاظمت النتائج، لقد صح توقعها، جعلتني ناجحا و غنيا جدا، و ذو علاقات متشعبة و قوية مع أكبر الشخصيات في البلاد ..
الحقيقة أني كففت عن التساؤل عن سرها منذ وقت طويل، هذا الكيان الافتراضي لم يفعل شيء منذ عرفته سوى مساعدتي دون مقابل، فليكن الشيطان ذاته، لا آبه..

و لكن لكل شيء نهاية...فقد بعثت لي في يوم:
* ألا ترى أني أستحق جائزة
- لك ما تطلبين
* تلاث أرباع ثروتك
- هههههههه...لك عيني
* لا أمزح...
توترت ثم رددت
- و لكن هذا كثير
* اذا نصفها؟
- كثير أيضا..
* اذا تحمل ..
و سكتت، لم تعد تبعث بنصائحها و اذا أرسلت لها لا ترد، ظننت في البداية أني لا أحتاج إليها، من تظن نفسها، تريد أن تأخذ نصف ثروتي؟ هي ساعدتني كثيرا و لكني أستحق، و لكن التجربة أثبتت أنني بدون توجيهاتها أغرق، بدأت الخسائر تتوالى، في البداية أصبحت غير قادر على اتخاذ قرارات صحيحة، ثم نتيجة الفشل المتوالي صرت عديم الثقة بنفسي غير قادر على اتخاذ أي قرار صحيحا كان أو خاطئا، أصبحت على حافة الجنون، أنا أنهار و لا أعرف ماذا أفعل، أرسلت إليها قائلا:
- موافق
* فات الميعاد
- ما قصدك ؟
* تأخرت كثيرا..
- أرجوك أنت تقضين علي
*لقد فعلت بالفعل، ألم أخبرك من البداية أني أعرف عنك كل شيء مضى، ذلك أني أملك من السلطات ما يجعلني أعرف تاريخك، و أني أعرف عنك كل شيء آت،ذلك أني من صنعت حاضرك الذي تعيشه الآن، و أنا الذي كونت ثروتك، و هذا ليس حبا فيك، و لكن لا يمكن أن أظهر على الساحة، أنت مجرد صورة، و كنت أظنك من الذكاء لتدرك هذا و تقبل عرضي، و لكنك غبي، و أنا حصلت بالفعل على كل ما تملك بدلا من النصف عن طريق عملاء آخرين، و صارت معرفتي نقمة بعد أن كانت نعمة ..

و اختفت و قد حققت وعيدها، فقدت كل شيء، اكتأبت فترة طويلة، و أصبت بأزمات صحية، و كدت أجن و لكني حاربت حتى استطعت أن أصل لنقطة البداية، ما قبل هذا الكابوس، عندها وجدت رسالة منها
* أتريد أن تسترد كل شيء، و لكن ان عدت عدنا..

فكرت كثيرا...لقد جعلتني ناجحا و ثريا ذات يوم، أأعيد المغامرة مثل المرة السابقة؟ ولكن في هذه المرة , لم أجد في نفسي طاقةً لتحمل ما يحدث , تحملت الأذى مرة بعد مرة , مرة نال مني , مرة نال من مالي , مرةً نال من صحتي , مراتٍ نال من روحي حتى لم يعد هناك مكان لطعنات جديدة ..
أخذت نفسًا عميقًا وأمسكت بالورقة والقلم , قسمت ورقة بخط نصفين وكتبت في أعلى أحدهما الجيد , والأخرى السيء ..
وفي كل خانة أخذت أضع لها ما أتذكره من مواقفها معي , الجيد منها في خانته والسيء في خانته , بينما كانت خانة الجيد تحوي سطرًا واحدًا , كانت خانة السيء قد انتهت في الصفحة ولم تكتمل ..
لم أكمل الكتابة فالنتيجة ظهرت جلية , هذه كان لا بد أن تنتهي منذ مدة .
أرسلت لها رسالة أخيرة , قررت أن أمسحها من حياتي للأبد , أزلت رقم هاتفها وحظرتها على كل وسائل التواصل, وعقلي يئن أن اكف عن هذا حتى يذهب الأرق , لكن ما أن أضع الورقة أمامه حتى يهدأ ويسكت تمامًا , دخلت إلى حجرة نومي لألصق الورقة على الحائط , استلقيت على فراشي وفي داخل تتعاظم راحة كبيرة بقراري الذي لا رجعة فيه , غدًا أصحو بدونها
- تمت
***
القصة 6 
سناء مصطفى 
( سجن الحرية )
كالعادة كنت أجلس بلا هدف بلا أمل بلا أشخاص وحدي في غرفتي أجلس علي سريري أمسك حاسوبي و أشاهد صورها ..
مر شهرآ كاملآ علي فراقنا كانت حياتي .. كانت ! أقصد ما زالت حياتي من الممكن أن أقول أن فراقنا كان مجرد درس أريدها أن تتعلمه فقط و تعلم أن لا أحد سيحبها مثلي و لا أحد سيحارب ليكون بجانبها مثلي، كنت أتصفح حسابها علي الفيس بوك و أرى ماذا بها اليوم، قطعتني رنة هاتفي فنظرت له بإزدراء من هذا الغبي الذي يتصل في منتصف الليل .
أنها ملك غريب ! أجبت ..
_ ألو .. ملك خير أول مرة تتصلي في وقت زي ده ؟
ردت بصوت حزين ..
_ أزيك يا أحمد؟
_ أنا كويس .. مالك؟
قلت بتوتر ..
_ لا أنا تمام .. أنا بس عايزة أقولك حاجة.
_ قولي يا بنتي خضتيني!
_ أحمد .. سارة هتسافر هتشتغل برا، أنا أسفة بس كان لازم أقولك أحسن ما تعرف من حد تاني و بعد ما يفوت الأوان.

لم أنطق كلمة واحدة و أقفلت المكالمة دون أذن و لأول مرة لا أعرف ماذا يدور داخلي من مشاعر، هل حقآ ستفعل ما منعتها منه طوال وقتي معاها ! هل حقآ أقفلت صفحتي و ستسافر و ستنسي من أنا؟ ماذا يحدث و كيف!
لطالما تغيرت لأجلها، كانت تريد أن أبطل عن كل شيء و فعلت حتي أنها تدخلت في علاقتي مع ربي و أرادتني أن أكون هذا المتدين الذي يحبس نفسه بحجة أن هذا حرام حتي و إن كان حلال في الحقيقة .

لطالما أدخرت أموالي لأجلها لأجل أن أفوز بها في يوم! و الأن و بعد فراقنا بشهر تريد السفر و الأستقلال بدون علمي بدون توديعي بدون كلمة تحيني من جديد! هل كانت تفكر في السفر و هي معي و وجدت فراقي عنها فرصة لتفعل ما تريد !
لماذا أنا ضائع!

مر أسبوع و علمت من موقع التواصل أنها حقآ سفرت! بكيت أرسلت لها رسالة وداع و رأتها و لم تجب ! هل أنا زهيد لهذه الدرجة في عينيها ! أقفلت صفحتي من حياتها و أنا حتي الأن لا أنساها .
مر وقتآ طويل و أنا لا أنسي و لكن لمتي ؟! هذه المرة حطمتني حقآ .. لقد تحطمت و تحطم قلبي و لكنني يجب أنا أكون أقوي ، خرجت من غرفتي للمرة الاولي منذ سماع هذا الخبر دخلت أغسل وجهي و مع غسيله أغسل عقلي منها و بعدما عدت إلي غرفتي و جلست أهدء من روعي قلت لذاتي ..

في هذه المرة , لم أجد في نفسي طاقةً لتحمل ما يحدث , تحملت الأذى مرة بعد مرة , مرة نال مني , مرة نال من مالي , مرةً نال من صحتي , مراتٍ نال من روحي حتى لم يعد هناك مكان لطعنات جديدة ..
أخذت نفسًا عميقًا وأمسكت بالورقة والقلم , قسمت ورقة بخط نصفين وكتبت في أعلى أحدهما الجيد , والأخرى السيء ..
وفي كل خانة أخذت أضع لها ما أتذكره من مواقفها معي , الجيد منها في خانته والسيء في خانته , بينما كانت خانة الجيد تحوي سطرًا واحدًا , كانت خانة السيء قد انتهت في الصفحة ولم تكتمل ..
لم أكمل الكتابة فالنتيجة ظهرت جلية , هذه كان لا بد أن تنتهي منذ مدة .
أرسلت لها رسالة أخيرة , قررت أن أمسحها من حياتي للأبد , أزلت رقم هاتفها وحظرتها على كل وسائل التواصل, وعقلي يئن أن اكف عن هذا حتى يذهب الأرق , لكن ما أن أضع الورقة أمامه حتى يهدأ ويسكت تمامًا , دخلت إلى حجرة نومي لألصق الورقة على الحائط , استلقيت على فراشي وفي داخل تتعاظم راحة كبيرة بقراري الذي لا رجعة فيه , غدًا أصحو بدونها
- تمت -
***
القصة 7
يارا حسني
" قبلتها على نفسى "
أنها "سلمى" ،هذه الايقونة الفريدة لرقة الطبع ،وخفة الظل والحذقة..كانت زميلتى بكلية التجارة ،ولفتت أنتباهى من النظرة الأولى ؛ فأضرمت النار بقلبى الذى عشقها وصار عبدا لهاتين العينين الصاخبتين ، ولكن ثمة حاجز يمنعنى من وصلها والأفصاح بما يفيض بداخلى من أشواق .
"حازم يسرى" ..هذا الطالب المميز بالفرقة الرابعة ، عضو أتحاد الطلاب ، رئيس جمعية منبرى للدفاع عن حقوق الطلبه ، كانت مناقشته تنم عن عقل كبير ناضج ، وقلب رؤوف رحيم يشعر بغيره ، ولكن حقدى عليه صار جليا ؛ لما رأيت لمعة عينيها وهى تتابعه عن كثب . وبعدها بأشهر أعلنت خطبتهما ، وكانا رفيقان فى كل الأحيان ،حتى أنه شاركنا بعض من محاضرتنا بالفرقة الثانية ، وبدا الحزن على ، لقد ترددت كثيرا فى أن أخبرها بمشاعرى ، وهذه كانت النتيجة ، مأساة الحب من طرف واحد.
وألفت حياتى التى صارت بلونى الأبيض والأسود ،غابت سلمى عن أحلامى ،فأخذت معها كل الألوان الربيعية الخلابة ، وحدثت فاجعة كبرى ، لا يمكن لقلبها الصغير أن يتحمله ، فوجئنا بنعى لحازم أثر حادث أليم ، أثناء عودته من مدينة الاسكندرية ، ذبلت سلمى وعانت كثيرا ، وصارت مثلى تعيش بلا جدوى ،وأنا بجوارها عمدا ؛ فهذه كانت فرصتى للقرب منها ، وأستجابت لى يائسة ، كنت أحدثها عن نفسى فتذكره لى ..أقترح أن نلحق برحلة إجازة نصف العام فترفض ، أبشرها أنى قد نفذت مشروع صغير بقريتى فلا تبالى وتتولى عنى ، وقبلتها على نفسى ،وكانت الصفعه أنها تركتنى وسافرت مع والديها ، ولم تعود ألا على موعد أمتحانات السنة النهائية ، وكانت أكثر جفاء مما مضى، سلمت عليها فأجابت ببرود : أهلا بك
-كيف حالك يا سلمى ؟
-حالى جيد .
وعرفت أنها ترتب للسفر مع والديها بلا عودة ؛ فأرسلت لها خطابا مع زميلتنا شيماء ، فحملته ألى بعد ممزقا ، وهنا تمزق قلبى معه وبدت مشاعرى كسيل عرم ، خسرت بعده أعتزازى بنفسى ، وتحطم سد كرامتى ، عدت ألى المنزل ،في هذه المرة , لم أجد في نفسي طاقةً لتحمل ما يحدث , تحملت الأذى مرة بعد مرة , مرة نال مني , مرة نال من مالي , مرةً نال من صحتي , مراتٍ نال من روحي حتى لم يعد هناك مكان لطعنات جديدة ..

أخذت نفسًا عميقًا وأمسكت بالورقة والقلم , قسمت ورقة بخط نصفين وكتبت في أعلى أحدهما الجيد , والأخرى السيء ..
وفي كل خانة أخذت أضع لها ما أتذكره من مواقفها معي , الجيد منها في خانته والسيء في خانته , بينما كانت خانة الجيد تحوي سطرًا واحدًا , كانت خانة السيء قد انتهت في الصفحة ولم تكتمل ..
لم أكمل الكتابة فالنتيجة ظهرت جلية , هذه كان لا بد أن تنتهي منذ مدة .
أرسلت لها رسالة أخيرة , قررت أن أمسحها من حياتي للأبد , أزلت رقم هاتفها وحظرتها على كل وسائل التواصل, وعقلي يئن أن اكف عن هذا حتى يذهب الأرق , لكن ما أن أضع الورقة أمامه حتى يهدأ ويسكت تمامًا , دخلت إلى حجرة نومي لألصق الورقة على الحائط , استلقيت على فراشي وفي داخل تتعاظم راحة كبيرة بقراري الذي لا رجعة فيه , غدًا أصحو بدونها
- تمت -
***
القصة 8
هبة هيكل
لم يكن كافيا
أنا عصام وتلك حكاية خيبتي ، تعود الحكاية لعشرة أعوام مضت حين التحقت بكلية الطب و هناك تعرفت على سارة و طارق ، أصدقائي المقربين ، لعبت الصدفة دورا في جمعنا نحن الثلاثة حين تم اختيارنا عشوائيا لنقوم ببحث عن أحد الأمراض القلبية .
أنا عصام شخصية جادة لم أعرف طول عمري القليل سوى المذاكرة و القليل من القراءة و العمل في العطلات لمساعدة أمي في مصاريف المنزل ، أما سارة لم تكن تلك الفتاة الهادئة أو الرقيقة التي تخاف عليها من الكسر بل كانت جريئة قوية تمتلك ضحكة تصل إلى آخر المدى و عينان آمرتان ، أما طارق الابن المدلل لأسرة ميسورة ، والده طبيب ذائع الصيت ،زد على هذا أنه كان وسيما ، ثنائية لاتستطيع الفتيات الفكاك منها .
مرت السنوات و نحن الثلاثة نزداد قربا عاما بعد عام حتى اكتشفت في العام الرابع أني أحب سارة بكل جوارحي ، تجاذب الأضداد فانجرفت إلى شاطئها مرغما ، اقتحمت عالمي الممل الهادئ بحيويتها .
بالحب نصير أغبياء ونتجاهل كل الإشارات التي لاتتوافق مع ما نريد .
طارق و سارة ازدادا قربا و بدأت ألاحظ ميلهما إلى العزلة و الانفراد .
سمعت بعض الإشاعات من زملائي عنهما فاشتبكت معهم و أخبرتهم أن يحترموا أنفسهم . غضبت لنفسي ولهما و حين رأيتهما معا أخبرتهم بما سمعت و صرخت عليهما معا ، غضب و صرخ : ماذا تقول ؟! أنا أبدا لا أريد إيذاءها ثم إني أحترمها و فوق كل ذلك أحبها .....
لم أنتبه لباقي الكلمات ، تسمرت مكاني و كأن دلوا من الماء البارد سقط على رأسي ، عيناي تراقب انفعالاتهما ، تشجيعها لما يقول و إيماءات رأسها و تلك الابتسامة الساحرة في عينيها التي أعرفها حين شعورها بالسعادة ، أما هو فكان يدافع عن نفسه و عن حبه و يلومني أنا على فقداني الثقة به .
اصمت أنا أحبها أيضا ، أنا جريح الآن و أمقتك كما يمقت الرجل غريمه ، ولا أستطيع تقبل أن تأخذها مني ، أنا.. أحب...ها
أفقت عليه يهزني و أمارات القلق على وجهه ؛فقدت وعيي ، تمسك بيدي و تسألني هل أنا بخير ؟
نعم أنا بخير لا بأس .
هي تعرف بحبي لها ، ربما أنا غبي لكنها ذكية لتعرف ثم إن الأنثى تشعر حقا حتى و لو لم يصرح وكان خجولا مثلي .
لم أستطع كرهه ، تزوجا في سنة الامتياز في حفل باهر و صارت قصة حبهم مثالا تريده الفتيات .
مر عامان و أنا بعيد .أعمل في إحدى المحافظات الحدودية فقد أردت ذلك ، لا أريد الاقتراب و بعدي يحفظ لي تلك المسافة ، أطمئن عليهم على فترات متباعدة وأتحجج بضغط العمل حتى وردني اتصال من طارق يطلب مقابلتي بشكل عاجل ، أردت التملص لكنه ألح .
بدون مقدمات أخبرني عن الخلافات الكثيرة بينه و بين سارة و كيف انتهى إلى صفعها و أنه نادم . صدقا أريد صفعه و ركله أيضا ،كيف يجرؤ على إهانتها و لكني تمالكت نفسي ، الصدمة كبيرة. حكى عن علاقته بإحدى صديقاتها و لكنه يؤكد أنها لم تكن خيانة كاملة و كيف أنها السبب ، هي من دفعه إلى ذلك بعصبيتها الزائدة و غيرتها و أنانيتها و ..... أخبرني بالكثير ، أخبرني أنها تصر على الطلاق و لا تقبل اعتذاراته و ندمه و حبه رغم خطئه الذي ندم عليه كثيرا ، أراد تدخلي لأنها تثق في و ستسمعني وربما ستقبل أن تعطيه فرصة ثانية .
جريحة ، مكسورة ، لقد أهان كبرياءها الذي طالما كان عزيزا عليها ، أهان أنوثتها ، بكت ، شحبت و انتفخت عيناها من البكاء ، صارت أخرى و هذا ما آلمني ، لم تقبل العدول عن قرارها و حتى أنها وصفته بمن يسحب الهواء من رئتيها و يقودها للاختناق .
تم الطلاق في أجواء كئيبة ، كنت ممزقا بين حبي لها و أني أريد اقتلاع حزن قلبها لو أستطيع و بين صديقي الذي يعاني كذلك من الندم و الحزن و الغضب و الاشمئزاز ، كانت أياما لا نحسد عليها نحن الثلاثة ، أديت دوري في دعمهما على حدة و ابتلعت غصة قلبي بمفردي ، انتقلت من عملي لأكون بجوارهما و صرت أراها شبه يوميا في العمل .
مضى عام و أنا ممزق بين حبي و رغبتي فيها و بين صداقتي لكنها تؤكد أنها لم تعد تحبه و أنه انبهار سرعان مازال خصوصا بعد أن سافر إلى الخارج ، المحب لايعترف بالمنطق فطلبت يدها ، توقعت ذلك ووافقت على الفور ، أقنعت والدتي بصعوبة أني أريدها هي وليس أي من بنات حواء .
تزوجنا في حفل بسيط و قبل ذلك بعثت برسالة إلى صديقي أخبره بالأمر و ألا يغضب مني و الكثير من عبارات النصيب و القدر .
بعد الزواج لاحظت شرودها و انشغالها عني ، لم أشعر بها تتفاعل معي و يكأننا لم نتزوج ، أقنعت نفسي أنه التغيير و محاولتها للتأقلم . كل نظرة توحي بعدم الرضا و أنا أحاول إرضاءها بكل الطرق التي تسمح بها ميزانيتي المحدودة ، بالهدايا و الرحلات و دعوة عائلتها و صديقاتها رغم أن الأمر أصبح لا يروقها .
لم أفهم سر انطفائها حتى عدت مبكرا إلى المنزل و سمعت هذا الحديث مع والدتها عن عدم سعادتها و تسرعها بالموافقة على الزواج و أنها لم تتعافى بعد و أن الأمر كله يشعرها بالاختناق .
أدمى حديثها قلبي ، كيف لا أستطيع إسعاد فتاتي ؟ و كيف أني غير كافي لتعافيها ، كنت غاضبا منها فكيف لم تحاول الحديث معي و كيف لاترى أني أحاول بكل قوتي !
عدت متأخرا فوجدتها بانتظاري تسألني لم تأخرت ؟ و عن حالي هل أنا بخير ؟
لست بخير على الإطلاق فلم أنم تلك الليلة و تلقيت الصفعة الثانية ، سمعتها أثناء نومها تردد : طارق لماذا فعلت بي هذا ؟ طارق أنا أحبك ..
يا الله ألهمني الصبر كي لا أجن ماهذا الذي أسمعه ؟ إن قلبي يقطر حزنا و صدري يضيق
هلوسة ، كابوس ، أي شئ سوى مايعنيه حقيقة ، ليته كذلك
ما انتشلني من هذا المستنقع هي سارة نفسها و لكنها رقيقة هذا الصباح تهتم بي و تقبلني على جبيني و تسألني ماذا أريد للإفطار . حاولت إبعاد الأفكار السوداء من عقلي و إبعاد تلك السموم من روحي ، حاولت الكذب على نفسي أنها تهتم بي و تحبني .
بعد أيام في أشد لحظاتنا خصوصية و جدتها تبكي و صورة طارق تنطبع في عينيها ، لحظة يتوقف الزمن عندها ، لحظة أهانت رجولتي ، واجهتها فأنكرت في البداية ثم حين نظرت إلى عينيها لم تستطع الكذب فاعترفت بحبها له و أني صديقها لكنها مهما حاولت لاتستطيع أن تبادلني مشاعري ، أخبرتني عن أسفها و جثت على قدمي تطلب مسامحتي .
لم أستطع تحمل الفاجعة فغادرت و أنا ألعن حظي و غبائي و تعاستي وحتى ألعنها ، اتصلت بي مرارا و بعثت لي الرسائل الصوتية أن أعطيها فرصة و أنها لم ترد جرحي بهذه الطريقة ، كانت تبكي و أنا أبكي أيضا ، ألحت في طلب لقائي و أن المحب يسامح و هي تعرف أني أحبها و أنها لاتريد أن تضغط علي و أن أفكر مرة أخرى فيما بيننا أرادت أن أعطيها فرصة واحدة .
في هذه المرة , لم أجد في نفسي طاقةً لتحمل ما يحدث , تحملت الأذى مرة بعد مرة , مرة نال مني , مرة نال من مالي , مرةً نال من صحتي , مراتٍ نال من روحي حتى لم يعد هناك مكان لطعنات جديدة ..

أخذت نفسًا عميقًا وأمسكت بالورقة والقلم , قسمت ورقة بخط نصفين وكتبت في أعلى أحدهما الجيد , والأخرى السيء ..
وفي كل خانة أخذت أضع لها ما أتذكره من مواقفها معي , الجيد منها في خانته والسيء في خانته , بينما كانت خانة الجيد تحوي سطرًا واحدًا , كانت خانة السيء قد انتهت في الصفحة ولم تكتمل ..
لم أكمل الكتابة فالنتيجة ظهرت جلية , هذه كان لا بد أن تنتهي منذ مدة .
أرسلت لها رسالة أخيرة , قررت أن أمسحها من حياتي للأبد , أزلت رقم هاتفها وحظرتها على كل وسائل التواصل, وعقلي يئن أن اكف عن هذا حتى يذهب الأرق , لكن ما أن أضع الورقة أمامه حتى يهدأ ويسكت تمامًا , دخلت إلى حجرة نومي لألصق الورقة على الحائط , استلقيت على فراشي وفي داخل تتعاظم راحة كبيرة بقراري الذي لا رجعة فيه , غدًا أصحو بدونها .
- تمت 
***
القصة 9
يمنى جاد 
 "الظلام الأكبر" ^^
نظرت في مرآه سيارتي لأفحص زينتي للمرة الأخيرة قبل أن أصعد لصديقتي المقربة. ترجلت من السيارة وامسكت علبة الكعكة بحرص شديد كي لا تتلف وهديتها في اليد الأخرى فاليوم يوم مولدها ويجب أن أكون أول من يفاجأها. هكذا تكون الصداقة أو لا تكون. رغم أننا تعرفنا حديثا في الجامعة إلا أنها فجأة أصبحت أغلى ما أملك، إسمها نور وهي نور بالفعل، فقد أضاءت حياتي بعدما ظننتها اظلمت للأبد، لا أنكر أنها كثيرا ما تزعجني ببعض تصرفاتها ومواقفها، إلا أنها على الجانب الآخر مستمعة جيدة تهون على حزني وهذا يكفي بالنسبه إلي ويشجعني لتغاضي عن جميع مساوئها.
وقفت أمام باب شقتها وأنا اطرقه مرات عدة ولكن لا حياة لمن تنادي، يبدو أنه لا أحد بالمنزل الآن. وضعت الهدية جانبا ثم أخرجت هاتفي لأتصل بها ولكن خرجت جارتها المسنة في نفس الوقت، ابتسمت لي ثم أخبرتني بملامحها البشوشة: مفيش حد هنا يا حبيبتي، عقبالك إن شاء الله انهارده فرح نور بنتهم الكبيرة.
الصدمة كلمة بسيطة جدا لتعبر عن حقيقة ما أشعر به الآن في هذه اللحظة. أحقا كانت صديقتي المقربة أم أنني كنت اتوهم؟
وضعت الكعكة والهدية في سلة المهملات التي قابلتني أمام البناية ثم عدت لسيارتي مرة أخرى وأنا أحاول التماسك فمن الممكن أن تكون جارتها كاذبة أو مشوشة، اتصلت بها، ردت في المحاولة الخامسة:
- أيه يا نور فينك؟
- ازيك يا رحمة، معلش كنت مشغولة شوية وملحقتش أقولك، فرحي انهارده، هستناكي بقى.
شعرت لحظتها وكأن روحي غادرتني بلا رجعة، بل غادرني الكون كله. أخذت نفس عميق ثم عدت للبيت مرة أخري.
المرة الأخيرة نست يوم مولدي رأفت لها ذاكرتها الضعيفة، قبلها سخرت مني أمام أصدقائها فكانت روحها الفكاهية، أخذت بحثي ونسبته لها فكان رد لجميل مساعدتها لي من قبل، ولكن الآن؟ لم تخبرني عن عرسها من قبل، أي فتاة لا تريد صديقتها بجانبها في مثل هذا اليوم؟ أم أنني لست صديقتها من الأساس؟!
مرحبا بالظلام مرة أخري.. الظلام الأكبر..

في هذه المرة , لم أجد في نفسي طاقةً لتحمل ما يحدث , تحملت الأذى مرة بعد مرة , مرة نال مني , مرة نال من مالي , مرةً نال من صحتي , مراتٍ نال من روحي حتى لم يعد هناك مكان لطعنات جديدة ..
أخذت نفسًا عميقًا وأمسكت بالورقة والقلم , قسمت ورقة بخط نصفين وكتبت في أعلى أحدهما الجيد , والأخرى السيء ..
وفي كل خانة أخذت أضع لها ما أتذكره من مواقفها معي , الجيد منها في خانته والسيء في خانته , بينما كانت خانة الجيد تحوي سطرًا واحدًا , كانت خانة السيء قد انتهت في الصفحة ولم تكتمل ..
لم أكمل الكتابة فالنتيجة ظهرت جلية , هذه كان لا بد أن تنتهي منذ مدة .
أرسلت لها رسالة أخيرة , قررت أن أمسحها من حياتي للأبد , أزلت رقم هاتفها وحظرتها على كل وسائل التواصل, وعقلي يئن أن اكف عن هذا حتى يذهب الأرق , لكن ما أن أضع الورقة أمامه حتى يهدأ ويسكت تمامًا , دخلت إلى حجرة نومي لألصق الورقة على الحائط , استلقيت على فراشي وفي داخل تتعاظم راحة كبيرة بقراري الذي لا رجعة فيه , غدًا أصحو بدونها
- تمت -
***
القصة 10
هبة راجح
وفتنت فتنه
بين عقله الذى لايهدأ ، طموحه الذى لاسقف له ومظهره الذى لاينم عن اى اهتمام يعيش حياه روتينه منضبطه تتخللها بعض الفوضى المنعشة حينا لتعود الايام كالوحش الكاسر بلا رحمه تطارده بلا هواده..
تطلع من نافذته يستشرف يومه عله يطل عليه بقادم يغير مجرى يومه لكن الاجواء كانت قاتمه والسماء ملبدة بالغيوم والسماء على وشك البكاء تقاوم كى لاتغرق الانحاء بسيل دموعها ..
اغلق النافذة واتجه الى سريره فقد حكم على خططه بالاعدام وبات امر تنفيذها مستحيلا فاثران يواجه قدره ويستأثر بلحافه الوثير الناعم ويغفو قليلا ..
توجه نحو مساحته الالكترونية يتجول قليلا في محاوله لان يغفو سريعا لكن حدث ما اقض مضجعه فطار النوم من عينه..
هل من المعقول ان تكون هى..ام انها احلام يقظة ام ان جدار الخيال قد انقض وغدا حقيقة .
مازال في القدر بقيه باقيه من الحياه بعد ان داهم الموت الكثير منها ..
نعم ..انها هى التى صنعها خياله واخرجها الواقع فوق تصوره ..لم يشأ ان يصدق لكنه تدارك الامر واستجمع شجاعته وبدا يحادثها .. لم تظهر له نفس ذلك القدر من الاهتمام لكنه لم ييأس فمظهرها الذى أسره جعلهأاكثر إصرار على الوصول لقلبها ..
هى اسره قلبه منذ اللحظة الاولى ..فتنتها التى لها نصيب من مدلول اسمها ..رغم هدوء ملامحها واستنباطه وداعه طباعها الا ان الوهج يتسلل الى قلبه ما ان يراها ..هكذا كان انطباعه عنها في اول لقاء..
الربيع كان فصله الدائم معها رغم الرياح والامطار وبعض الزوابع لكنها لم تجد داخل قلبه مأوى ومرت الايام لايعكر صفوها سوى اختلاف طبيعى للرأئ ينتهى بالوصول الى ارض السلام..
تسلل شعاع الشمس الى مهده مغازلا يرجوه ان يرافقه في رحلته حول اليوم حاملا رسائل دافئه لاهل مدينته في موسم شتاؤه قارس وكان لابد ان يحتفظ بنصيب وافر من ذلك الدفء لحبيبه قلبه فتنه ..
استجمع افكاره ونبضات قلبه وطرق باب قلبها لتكون اول المستأثرين بدفء يومه .
على الجانب الاخر تطالع فتنه احد الكتب ذات الطابع التحررى يناقش افكارا تعبر اطار المألوف -هى على هذه الحال منذ شهور - تستغرقها تفاصيله بشده وتتابع باهتمام بالغ ماترصده انامل الكاتب .. تعتدل في جلستها ويتسع بؤبؤ عينيها ويزداد تركيزها اضعافا كأنها على موعد مع قرار مصيرى تتناول حقيبتها وتغادر سريعا ..
هناك كانت على موعد مع روحها المتمردة اطلقت العنان لكل ماكان مقيدا داخلها ..تخلت عن قسم كبير من خصلات شعرها لونته بلون جرئ اختارت ملبسا يكشف عن مفاتنها وطلت وجهها بالكثير من الزينه وبدت العطور تأسر المشهد فدوما ما كان الجميع يشدو بما تكتنزه من كنوز وكانت لاتعيرهم اهتماما لكن الافكار التى تراودها لا تكف عن زيارتها ليل مساء استحال معه ان يصمد فكرها -الذى يقطن بلا حصن- فى مواجه ذلك الغزو الهائل فاثرت ان يخطفها ذلك السيل في مغامرة ..
بدا في ازهى صورة فاليوم هو على موعد معها على عين الحقيقة ،توجه في الموعد بعربته الفارهة الى حيث اختارت وبدا كل شئ حالما ودافئا فى في موسم بارد يتأمل دقائق ساعته وهى تدق على نبضات قلبه في لهفه يستشرف فيها طلتها ..هاهى قادمه ترن خطواتها على ارضية رخاميه معلنه قدومها ..فرك عينيه بلا رحمه عله يعيد تصحيح ماقد رأه منذ لحظات ..نعم كان ما راه حقيقيا فهى حقا هى ..لكنها ليست كما كان يمنى نفسه ..استحال الدفء شتاءا قارسا وهبت اعاصير وزوابع في سماء روحه وبدا ان قلبه على موعد مع بركان سيثور على بعد زمن قريب .كان على بعد خطوات من المغادرة لكنه اعطى فرصه اخيرة اراد ان يكون لقراره ركنا من العقل يستند عليه كى لا يسقط في بحر الترهات والجدال ..
على بعد زمن من الحرب دارت رحاها بينهم لم يقتربا بعد من شط السلام فقد قيدها تحررها في سجن ذهبى استحال معه ان تدرك انها اسيره .كان عليه ان يغادر المكان فقد غادرت الشمس الدنيا وغادرت قلبه ..
***
القصة 11
يارا حسني 
" قسمة ضيزى "
هذه المرأة المزينة بأكاذيب مساحيق التجميل ، بمكتب إنشائاتى الهندسيه أعلنت على الحرب منذ الوهلة الأولى ..وقررت أن تستميل قلبى الذى كان قد جف من طول الشقاء والكد ، قالت: كل ما أملك من مال هو مبلغ نصف المليون جنيه ، وأنا لا أرغب فى أن أضعها بالبنك محصنة ..
قلت : من الممكن أن تساهمين بالبناء على قطعه أرض صغيرة بالتجمع السابع ؛ وبذلك ستربحين ضعف المبلغ .
زادت زياراتها لى ..وفى كل مرة تحاول أن تثير فضولى تجاهها ، وتزيد من تعلقى بها ؛ بأظهار أهتمامها بى وبصحتى التى تراجعت من العمل والسهر ، تحكى عن قصة زواجها الفاشل ، والذى لم يدم إلا لثلاث سنوات ، وعن تجرابها بالعمل بدوله السعوديه ، وعن تكريمها من محافظ الجيزه ؛ﻹسهماتها بتدريب بعض من طلبة الجامعه عن متطلبات سوق العمل ، أى أمرأه هذه ؟ بدأت تنسج خيوطها كعنكبوت غير مرئى ، وآن الآوان فكشفت لى عما بداخلها : أحبك يا سامح ، وأرغب أن نكون شريكان بالحياة والعمل ، أنت الفرصة التى لا تأتى بالعمر ألا مرة واحده .. كم هى جميلة ؟ ناجحة ؟ مستقلة و واضحة ؟ تفيض سحرا وغموضا ، وتزوجنا وكانت سعادتى بها كبيرة ، وأقنعتنى أن مكتبى الهندسى لم يعد يؤتى ثماره ، وأنها بصدد تحقيق مآربها المالية الهائلة فى مشروع عملاق جديد ، لكنها تحتاج ألى تمويل بمبلغ أربعة ملايين جنيه .
وقالت : سندبر الأمر بعد مقابلة صاحب الشأن والمقام العالى ، وذهبت معها ألى قصر منيع له عدة أبواب لكل باب حرسه ، وفتحت أحدى البوبات الشاهقة على عالم واسع غريب ، حرس أخرون يتبعوننا ألى باحة القصر ، حيث يجلس على أريكة رجل عملاق ، عرف لنا نفسه على أنه عالم أثرى ومكتشف لكنوز ضائعة ، وأعطانى ملفا ومجلدا من صور لهذه الأكتشافات العظيمة ، بينما يبدو على الدهشه والوجوم ، وتناولتها من يدى متهللة قائلة : غنى عن التعريف يا بك ، ولنا الشرف ..أى شرف لا أدرى ؟ وأنصرفنا وأنا لا أصدق وهى تعقب : هل رأيت عزا مثل هذا من قبل ؟
-أى عز ؟ هذا مشهد من فيلم أمريكى ممل ، وأوضحت لى أنها تملك قطعة أرض صغيرة بمنطقة المقطم ، وكان والدها قد حكى لها أن المنطقة مليئه بالكنوز الأثريه التى وارها الدهر ، وبمعاونة "شامخ بك" سيتم هذا الأمر وتحصل هى عليها ؛ أنه يملك المعدات فضلا عن أستخدامه تقنيه الأستشعار عن بعد .
أنتابتنى حالة عنيفة من السخرية ، ورأيت أنها تهزى فقالت : أحتاج ألى مساعدتك
*كيف و نصف أموالى مجمدة فى مشاريع خاصة بشركتى الهندسية ؟
-أذن يكفينى النصف ، وسأقوم بكتابة شيك لك بالمبلغ المستحق . دفعتنى رجولتى أن أعطى لها المبلغ بغير ضمان . وبدأ الرجل فى مهمته ، بعد أن تقاضى مبلغ المليونى جنيها ، وبدأ ينقب عن كنزها المزعوم ، وأدعت أنه من حقها وأنها قامت بسؤال دار الأفتاء بشرعية الأستحواذ عليه ! ومرت أشهر ولم يجد شيئا ، فخيرها إما أن يتوقف عن البحث أو يكمل ولكن بدفعة جديده من الأموال ، وهنا قالت : ما رأيك فى تصفية أموالك بمشروعات الأنشاء ومشاركتى فى البحث عن الكنز ؟
قلت : أى كنز ؟ أمازلتى تصدقين ؟ أنه شرك وقعنا به
* لا تقل هذا
-بل أقول ..أما كفاكى نصف أموالى التى ضنيت سنين عمرى لجمعها ؟ ألا ترين أنكى أهملتنى كزوج ، وتغاضيتى عن حلمى بأن أصير أب وقد تجاوزت الأربعين ، كنت أريدك زوجه قبل كل شىء ، المال والعمل ليس فرضا عليكى .
ربطت زراعيها وبغيظ قالت : سأرد لك الأموال بأكثر مما أعرتنى من قبل ، ثم أن نصف أموالك ليس بكثير علي
- أذن أعيرينى أحدى عينيكى ، وحسبك بواحدة.
قالت : تبا لك ، أنا أخاف عليك ، كل هذا من أجل سعادتنا
-كذبتى ، بل من أجلكى أنت ، اﻵن عرفت أنك فعلتى هذا من قبل مع زوجك السابق ،
في هذه المرة , لم أجد في نفسي طاقةً لتحمل ما يحدث , تحملت الأذى مرة بعد مرة , مرة نال مني , مرة نال من مالي , مرةً نال من صحتي , مراتٍ نال من روحي حتى لم يعد هناك مكان لطعنات جديدة ..

أخذت نفسًا عميقًا وأمسكت بالورقة والقلم , قسمت ورقة بخط نصفين وكتبت في أعلى أحدهما الجيد , والأخرى السيء ..
وفي كل خانة أخذت أضع لها ما أتذكره من مواقفها معي , الجيد منها في خانته والسيء في خانته , بينما كانت خانة الجيد تحوي سطرًا واحدًا , كانت خانة السيء قد انتهت في الصفحة ولم تكتمل ..
لم أكمل الكتابة فالنتيجة ظهرت جلية , هذه كان لا بد أن تنتهي منذ مدة .
أرسلت لها رسالة أخيرة , قررت أن أمسحها من حياتي للأبد , أزلت رقم هاتفها وحظرتها على كل وسائل التواصل, وعقلي يئن أن اكف عن هذا حتى يذهب الأرق , لكن ما أن أضع الورقة أمامه حتى يهدأ ويسكت تمامًا
***
القصة 12
سارة علاءالدين
خائنتي
كنا أصدقاء ، لا أتذكر منذ متي ، كل ما أعرفه أني فتحت عيناي ع هذه الدنيا لأجدها بجواري ، كانت جارتي ، تكبرني ببضع شهور ، كبرنا سويا ، جميع ذكريات طفولتي كانت معها فقط و كان هذا يكفيني ، كنت مخلصة لها لدرجة أني لم أتخذ صديقة غيرها ، مرت السنوات تجمعنا سويا ، كنت سندها و عونها في أي شيء تقوم به.. أتذكر عندما خضعنا لأمتحان ما في أحد الدروس و كان مقابل كل غلطة ، ضربة من عصا المعلم ، بينما أنا دفعت ثمن أخطأي ، خافت هي من العقاب و بكت ، لم أتحمل رؤية دموعها لذلك طلبت من المعلم أن يعاقبني بدلا عنها و هو لم يكذب خبرا و ضربني بعصاته الغليظة ، شعرت أنه يعاقبني ع غبائي " فكيف أقبل عقاب ليس لي و بصدر رحب أيضا !" لكني لم أهتم ، كانت تكفيني ابتسامة صديقتي و رفيقة عمري بينما أخذت هي تمسح ع يدي برفق و تشكرني ع ما فعلته من أجلها و لو تعلم هي أن حياتي فدها و روحي أوهبها في سبيلها دون أن أفكر حتي " ليتها كانت تدرك حبي الحقيقي لها" أتذكر أيضا في عيد ميلادها كانت تتمني قلادة من الفضة و لم تكن تملك ثمنها ، كنت أعرف أنها تتمناها و ظلت أجني من ثمنها سرا و أحرم نفسي من مصروفي و الحلوي مثل باقي الفتيات.. كنت أوفره لها " فهي حبيبتي " مستعدة أن أعطيها دمائي قطرة بقطرة ؛ ءأبخل عليها بمصروفي ! أنا لا أظن ذلك ، كانت سعادتي لا توصف و أنا أري فرحتها عندما ألبستها القلادة ، طلبت منها أن تحتفظ بها دائما حول عنقها و بالقرب من قلبها و هي لم تمانع ذلك اطلاقا بل ع العكس كانت سعيدة للغاية و هذا يكفيني ، مرت سنوات أخري تعرفت ع زميلة جديدة و عرفتها ع صديقتي و أصبحنا اصدقاء لكن حبي لجارتي لم يكن له مثيل و من المستحيل أن أحب أخري مثلها فكانت هي وحدها تكفيني ، مرت أسابيع ع صداقتنا مع الفتاة الجديدة لكني ما كنت أتوقع في أسوء أحلامي أن يتم استبدالي ، لقد استغنت عني و رغم قسوة الكلمة ع قلبي إلا أنها حقيقة شعرت بها تطعنني في أعماقي ، لم أعد أراها و لا أجد الوقت الكافي لأتحدث معها .. غيرت مواعيدها من الدروس التي تجمعنا سويا فلم أعد أجدها في يومي ، لم أكن أظن يوما أني سأكون بكل ذاك الضعف حينها ، كنت أراها من بعيد تجلس و تمرح مع رفيقتها الجديدة بينما أنا أبكي و أكشف عن ضعفي أمام زميلاتي التي أخذن يهونّ عليا و يمسحن عًبراتي ، كنت أتصل بها مساءاً أبكي و أخبرها كم أحبها و كم أغار عليها لكنها كانت تستنكر تصرفاتي و تعتبرها تصرفات غير ناضجه ..كانت تعتبر حبي لها و غيرتي عدم نضوج و يا خيبتي ! كانت كرامتي تتألم عندما كنت اتصل اتوسل لها أن نعود أصدقاء كما السابق و أن تترك رفيقتها الأخري التي لا أشعر بالراحه اتجاهها و أشعر أنها تتعمد أن تفرقنا ، لكنها لم تعيرني انتباها كأني لم أكن يوما و رغم ذلك كان حبي لها يفيض و يصلح خدوش كرامتي و الأمل في قلبي كالبادرة ينمو لعلها تعرف قيمتي و تعود ، تعود قبل فوات الأوان لكنها لم تعد ، لم تعد أبدا ، بينما هي كانت تلهو مع غيري و تمرح .. كنت سجينة غرفتي أبكي في أحضان وسادتي ، مؤلم أن تكون وسادتي أرفق بي منها ، و المؤلم أكثر هو أخفاء دموعي عمن حولي حتي لا يكرهوها لأجلي فحتي تلك اللحظة " كانت هي حبيبتي" مرت الأيام و اقترب موعد الامتحانات و كنت مهملة في دراستي ، كان الحزن يلهيني عنها و الدموع كانت تعازيني في فراقها و النوم كان يشفق عليا ليخطفني معظم الأوقات بعيدا عن الجرح التي سببته في قلبي ، ما كنت أظن أن بُعدها عني سيؤلمني إلي هذه الدرجة ، ربما لأن حبي لها كان صادق ، صادق أكثر من أي شيء آخر في هذا العالم الزائف ، مرت الامتحانات و ظهرت نتيجتي لتبلغني بها أحدي زميلاتي .. بالكاد نجحت بينما تفوقت هي ..تفوقت خائنتي ، نعم خائنة فقد خانت مشاعري و خانت ذكريات طفولتنا ، خانت حبي الذي وهبته لها و خصصته فقط لأجلها
ليتني كرهتها ، ليتني لم أحبها ..خائنتي كيف أستطعتي أن تفعلي بي كل ذلك ، حولت الصمود و أن أدعي أن كل هذا لم يعد يؤثر فيا .. بدأت أخرج لأتعرف بأصدقاء جدد ، الحياة لا تقف ع أحد .. فلما توقفت حياتي عليكي ؟ ، تقابلنا أنا و هي مجددا في حفلة ميلاد أحد الأصدقاء و بينما نتكلم كأن شيئا لم يكن ..كأنها لم تجرحني و كأني لم أتألم ..لحظت قلادة غريبه حول عنقها ، لم تكن قلادتي .. انتبهت هي ع موضع عيني .. فهمت بماذا أفكر ، حاولت التبرير لكن بماذا يفيد هناك من أخذ مكاني في حياتك و انتهي الأمر.. لم تعد كرامتي تتحمل المزيد ، خرجت من المكان مسرعة إلي ملاذي الأخير " غرفتي الحبيبة" اشكوها خائنتي و لعنة حبها التي أصابت قلبي ، ظللت أنتحب طوال الليل كاتمة شهقات بكائي كي لا يسمعني أحد ، كنت أصلي و لا أعرف بماذا أدعو فلا أقدر أن أشكوها ل ربي و لا استطيع أن أدعو عليها بسوء أو حتي أن تجترع ما أذاقتني اياه لذلك لم أقل شيء ف الله أعلم بحالي و كان هذا يكفيني .. يكفيني أن يتفهمني و يعرف ماذا أشعر .. انتهيت من صلاتي و تسطحت ع فراشي بينما الدموع تنساب من عيني بهدوء و سؤال يتردد داخل نفسي " إلي متي " إلي متي ستستمر هذه المهزلة و إلي متي سأظل أبكي و أنتحب .. دموعي غالية لا أحد يستحق أن أهدرها لأجله .. في هذه المرة , لم أجد في نفسي طاقةً لتحمل ما يحدث , تحملت الأذى مرة بعد مرة , مرة نال مني , مرة نال من مالي , مرةً نال من صحتي , مراتٍ نال من روحي حتى لم يعد هناك مكان لطعنات جديدة ..

أخذت نفسًا عميقًا وأمسكت بالورقة والقلم , قسمت ورقة بخط نصفين وكتبت في أعلى أحدهما الجيد , والأخرى السيء ..
وفي كل خانة أخذت أضع لها ما أتذكره من مواقفها معي , الجيد منها في خانته والسيء في خانته , بينما كانت خانة الجيد تحوي سطرًا واحدًا , كانت خانة السيء قد انتهت في الصفحة ولم تكتمل ..
لم أكمل الكتابة فالنتيجة ظهرت جلية , هذه كان لا بد أن تنتهي منذ مدة .
أرسلت لها رسالة أخيرة , قررت أن أمسحها من حياتي للأبد , أزلت رقم هاتفها وحظرتها على كل وسائل التواصل, وعقلي يئن أن اكف عن هذا حتى يذهب الأرق , لكن ما أن أضع الورقة أمامه حتى يهدأ ويسكت تمامًا , دخلت إلى حجرة نومي لألصق الورقة على الحائط , استلقيت على فراشي وفي داخل تتعاظم راحة كبيرة بقراري الذي لا رجعة فيه ، فغدا أصحو بدونها

مجتمع مصر

اقتن نسختك الآن

اقتن نسختك الآن

التبادل الاعلانى

Discussion

جميع الحقوق محفوظه © دار إنسان للنشر

تصميم الورشه