إنسان على فيسبوك

كوابيس - التطبيق السادس من ورشة 120 يوم

0
القصص الواردة تفاعلات ضمن ورشة 120 يوم للكتابة التي يعدها طارق عميرة ودار إنسان .

النص لقصة تكملها أنت 
 طارق عميرة 
البداية 
 كنت أعدو على ذلك الخط الفاصل بين الواقع والخيال , لا أعلم هل أحلم أم أن ما أمر به واقع , تعمدت صدم ساقي في صخرة اثناء عدوي لأستيقظ وأفيق من حلمي ولكن لم يحدث , بل آالمتني كثيرًا , نظرت خلفي لأفزع أكثر , لقد اقتربوا مني للغابة , أمتار قليلة وسأكون عشاءًا لهم الليلة ..
فجأة أبصرت بابًا ذهبيًا صغيرًا على حائط صخري , أعلاه كتبت بشكل مطبوع كلمة (الخروج ).
لم يكن أمامي أي خيارات أخرى فلا يوجد ما هو أسوأ مما أعانيه الآن , وثبت نحو الباب أمسك بالمقبض ليفتح بسهولة , دخلت في ظلام دامس ودفعته بظهري لأظمئن من انغلاقه , سأظل هنا حتى يملون وينصرفون , لكن للعجب اختفت أصواتهم تمامًا ولم اشعر أن أحدهم قد مس الباب .
حاولت فتحه مرة أخرى لأتلصص على المشهد خارجًا , تحسست بحثًا عن مقبض فلم أجد , الباب لا يفتح من الداخل وليس أمامي إلا السير في الظلام الدامس أو الموت في مكاني , بدأ داخلي يهدأ مع الظلام الذي يتبدد رويدًا رويدًا دون سبب واضح , لكن الهدوء سرعان ما تحول إلى فزع بالغ والظلام ينكشف عن القادم نحوي , القادم الذي كان أسوأ كوابيسي

القصة 1
" لا تدخل "
نهى صلاح 
كنت أعدو على ذلك الخط الفاصل بين الواقع والخيال , لا أعلم هل أحلم أم أن ما أمر به واقع , تعمدت صدم ساقي في صخرة اثناء عدوي لأستيقظ وأفيق من حلمي ولكن لم يحدث , بل آالمتني كثيرًا , نظرت خلفي لأفزع أكثر , لقد اقتربوا مني للغابة , أمتار قليلة وسأكون عشاءًا لهم الليلة ..
فجأة أبصرت بابًا ذهبيًا صغيرًا على حائط صخري , أعلاه كتبت بشكل مطبوع كلمة (الخروج ).
لم يكن أمامي أي خيارات أخرى فلا يوجد ما هو أسوأ مما أعانيه الآن , وثبت نحو الباب أمسك بالمقبض ليفتح بسهولة , دخلت في ظلام دامس ودفعته بظهري لأطمئن من انغلاقه , سأظل هنا حتى يملون وينصرفون , لكن للعجب اختفت أصواتهم تمامًا ولم اشعر أن أحدهم قد مس الباب .
حاولت فتحه مرة أخرى لأتلصص على المشهد خارجًا , تحسست بحثًا عن مقبض فلم أجد , الباب لا يفتح من الداخل وليس أمامي إلا السير في الظلام الدامس أو الموت في مكاني , بدأ داخلي يهدأ مع الظلام الذي يتبدد رويدًا رويدًا دون سبب واضح , لكن الهدوء سرعان ما تحول إلى فزع بالغ والظلام ينكشف عن القادم نحوي , القادم الذي كان أسوأ كوابيسي ..
ثلاثة ابواب كلاً منهم له شكله الخاص؛ الاول احمر و به نقوش ذهبيه تبدو كالنقوش الفرعونية، الثانى ازرق و به خدوش عديدة تثير الرهبة ف نفس من يراها، الثالث و الاخير لونه ابيض فقط.. لا يوجد عليه نقرة صغيرة حتى.

نظرت حولى بحثاً عن أى اجابة لكن عيناى تُصاب بالعمى كلما احاول ابعاد نظرى عن الابواب، قررت الاقتراب و فتح احدهم، اقتربت من الابيض لأنه يبدو اقلهم غرابة و فتحته بحرص لكن لم ارى شئ حتى عبرته و انغلق الباب من خلفى .
صوت طيور لفت انتباهى و اتضحت الرؤية _التى انحجبت منذ لحظات_ شلال و طيور و بحيرة و اشجار..تساءلت بصوت خافت " ءانا فى الجنه؟" 
بدأت ابحث عنمخرج من هذا المكان لكن كأنى ادور و ادور لاعود لنقطة البداية وقفت لالتقط انفاسي و احاول السيطرة على هلعى، خلال ذلك رأيت شخص يقف مستند على سور البحيرة، بدأت اركض نحوه و انا اصرخ " سيدى ارجوك .. سيدى " 
وقفت خلف و لم يلتفت بعد و كأنه لم يسمعنى _او تجاهلنى_ نكزته بخفه فى كتفه فالتفت ببطء شديد ليكشف عن وجهه الخالى من الملامح.
بدأت ابتعد عنه بفزع و هو يقترب بسرعة شديدة و يمسكنى من ياقة قميصي، بطريقة ما سمعت صوته يخرق أذانى " لا تدخل الباب الاحمر... لا تدخل الباب الاحمر " ظل يرددها كثيراً حتى كادت تدمى اذناى، دفعته بقوة و بدأت اركض بالاتجاه المعاكس و هو يركض خلفى ، ظهر باب مجدداً فبدون تردد فتحته.. أى شئ لابتعد عن ذاك المختل .


وجدت نفسي امام الثلاث ابواب مجدداً، تمددت على الارض و انا ابكي بشده، بكيت حتى فقدت كل طاقتى من الصراخ،
"لا اريد ان اصاب بالجنون لا اريد ان اصاب بالجنون" قمت بالترديد خلال بكائي، قمت و لا اشعر بشئ سوى الغضب الشديد و اقترب من الباب الاحمر الذى حذرنى منه المختل و دخلته و اغلقت الباب، فجأة زال شعور الغضب و حل الندم محله و انا اعجز عن رؤية اى شئ للحظات طويلة، قررت الوقوف و البحث عن اى شئ فانكشف الضوء و وجدتنى فى قبو احد البيوت، نظرت حولى بتفحص و انا اهدأ رويداً رويداً، دخلت سيدة عجوز تصيح " عزيزى هل استيقظت؟ " 
قفزت من صوتها و اختبئت فى ذعر ، اقتربت منى و هى تضحك و تقول " ماذا تفعل؟ "
امسكت يدى بيدها الدافئة و سحبتنى للاريكة و بدأت تتحدث عن يومها فى العمل و مديرها الغبى، خلال حديثها عادت ذاكرتى و ادركت ان هذه امى، عانقتها بقوة مقاطعا لها و بدأت اقص لها عن كابوسي و بدأت اخبرها بالكابوس البشع الذى رأيته، قالت بخفوت " لكن لمَ دخلت الباب الاحمر الذى حذرك منه المختل؟ "
"لكننى لم اخبرك اننى دخلت الباب الاحمر " قلت و بداخلى شعور بأن ما سيحدث تالياً سيكون سئ للغاية، لم يخيب ظنى فقد بدأت امى تضحك بصوت صاخب و تقترب منى و تُعيد " لا تدخل الباب الازرق.. لا تدخل الباب الازرق " 
حاولت ابعادها و انا ابكي و اصيح " توقفى يا امى " 
لكن مهلا.. هذه ليست امى! ، بدأت اركض للاعلى ثم لخارج المنزل و هى تتبعنى و كل من نصادفه ف الشارع ينضم إليها و يكرر نفس الجُملة معاها، بدأت ابحث عن الباب فى كل مكان و انا ابكي بشدة حتى وجدته اخيرا و دخلت فورا و اغلقته.
دون تردد او حتى او اتوقف عن البكاء فتحت الباب الازرق و دخلت، وجدتنى فى نفس الغابة التى كنت بها و القوم الضخمة الذين ارادوا التهامى يقفون امامى و يبتسمون و فمهم ملطخ بالدماء، حاولت الركض للاتجاه الاخر لكن جذبنى احدهم من ملابسي و بدأوا يعضون كل انحاء جسدى و انا ابكي، شعرت بأول جزء من جسدى يخرج فى فم احدهم و بدأت اصيح، الالم يسيطر على كل جسدى و جسدى كله ينزف و لم يتوقفوا.

ساد الظلام فى كل مكان فادركت انها النهاية، فجأة ظهرت كلمه مضيئة بخط عريض " GAME OVER " شعرت باحد يخلع ما على رأسي فعادت ذاكرتى.. من يضحكون حولى و يقلدوننى هم اصدقائي، بدأت اضحك انا ايضاً و احاول اخفاء ارتعادة جسدى، و تبعتهم بتمهل لالعن اللحظة التى جئت معهم بها لهذا المكان.

جلسنا فى مطعم نتحدث و نأكل ، تلك اللعبة لم تفارق تفكيرى.. كان الامر واقعياً للغاية و الالم و البكاء.. ، طردت اللعبة من رأسي و ركزت مع اصدقائي، اصدقائي خفيفين الظل ولا يتوقفون عن الحديث ابداً او الضحك، لكن مهلاً.. هؤلاء ليسوا اصدقائي، لاحظت بجانب عينى شئ مشع فنظرت لاجد الباب قد ظهر مجدداً و جميع من فى المطعم يحدقون بي بنظرة مختله و يهمسون " لا تدخل الباب الابيض لا تدخل الباب الابيض " 
وقفت فى ذعر و صرخت " لاا توقفوا لاااااا "

***
القصة 2
بابي 
سلمى محسن 
(بابي)
كنت أعدو على ذلك الخط الفاصل بين الواقع والخيال , لا أعلم هل أحلم أم أن ما أمر به واقع , تعمدت صدم ساقي في صخرة اثناء عدوي لأستيقظ وأفيق من حلمي ولكن لم يحدث , بل آالمتني كثيرًا , نظرت خلفي لأفزع أكثر , لقد اقتربوا مني للغابة , أمتار قليلة وسأكون عشاءًا لهم الليلة ..
فجأة أبصرت بابًا ذهبيًا صغيرًا على حائط صخري , أعلاه كتبت بشكل مطبوع كلمة (الخروج ).
لم يكن أمامي أي خيارات أخرى فلا يوجد ما هو أسوأ مما أعانيه الآن , وثبت نحو الباب أمسك بالمقبض ليفتح بسهولة , دخلت في ظلام دامس ودفعته بظهري لأظمئن من انغلاقه , سأظل هنا حتى يملون وينصرفون , لكن للعجب اختفت أصواتهم تمامًا ولم اشعر أن أحدهم قد مس الباب .
حاولت فتحه مرة أخرى لأتلصص على المشهد خارجًا , تحسست بحثًا عن مقبض فلم أجد , الباب لا يفتح من الداخل وليس أمامي إلا السير في الظلام الدامس أو الموت في مكاني , بدأ داخلي يهدأ مع الظلام الذي يتبدد رويدًا رويدًا دون سبب واضح , لكن الهدوء سرعان ما تحول إلى فزع بالغ والظلام ينكشف عن القادم نحوي , القادم الذي كان أسوأ كوابيسي ..

لم يكن هذا متوقعا ، ف انا داخل غرفتي مجددا .
و لكن .. لاحظت وجود لافتة في الخارج مكتوب عليا (نفايات) .
كل ما توقعته هو أنني سأختبئ وسط أشياء قد تم الاستغناء عنها لأجد نفسي هنا ، داخل هذا الجحر الذي احتمي فيه دوما من بطش من هم في الخارج او ربما من نفسي أيضا


ما هذا ؟ ماذا حدث هنا ؟ لماذا كل شئ تالف هنا و كأنما طال الحريق كل ما في الغرفة ، لا أري سوي الخراب 
لم يتبقي لي هنا شئ ، لم يكتب لأي شئ الخلاص 
مثلي تماما.. حتما كنت انا السبب في كل هذا ، لقد سال مني كل ما احمله بداخلي ليلحق الدمار بكل شئ حولي .
نعم ، انا أمام واقعي .. لقد خسرت كل شئ الآن
أصدقائي ، أحبتي ، دميتي التي طالما اصطحبتها أينما كنت ، مذكراتي ، لقد خسرتني أنا أيضا ، كل شئ لي قد خسرته . 
ظلت تلك الحقيقة لا تصدق بالنسبة إليّ ، كان المنظر صادم جدا .. مشيت خطوات بسيطة لأجد صناديق ذات لافتات غير مكتملة ، لكن كل ما بداخلها تحول اللي رماد 
ف هي ما كانت إلا بعض من اللحظات السعيدة و القليل من الأمل مع بعض الذكريات الجميلة و البسيطة التي خبأتها دوما من الجميع ، كانت هي كل ما تبقي لي من طفولتي البائسة . حتي تلك المرآة المكسورة لازالت تحتفظ بشكلي و توهمنبي بأنني لازلت في السابعة من عمري ، ارتدي فستان و امشط شعري .
كان المكان مهجور و كأن لا أحد يمر من هنا قط منذ سنوات عديدة بل كأنني قد فارقت الحياة من مدة طويلة.


لازلت احمل كل ذكري هنا في كياني ، قد تجمع عمري بأكمله في تلك اللحظة وأنا أنظر علي جميع أركان تلك الغرفة و تنهمر مني الدموع دون تحكم مني ..
هناك .. أنتظرت مكالمة أبي لي وهو في العمل و الذي وعدني ب أنه سيأخذني إلي الخارج في أقرب فرصة ، وهناك.. كنت أجلس وانا أقرأ روايتي التي طالما أحببتها و أنتظر رد اصدقائي علي رسائلي و التي كانت تنل يوما انتباه أغلبهم ، 
وهناك... هناك كنت ارسم لوحاتي الصغيرة التي لم يكترث بها أحد علي الإطلاق ، و هنا في هذا الركن الذي أقف فيه .. يحمل كل نحيبي و بكائي في كل ليلة علي كل خيابت الامل التي تعرضت لها ، يحمل ألما و دموع مني علي كل ما تعرضت له من خذلان 
لأجد نفسي ارتمي أرضا و تنهمر مني الدموع كما اعتد أن أفعل دوما 
ماذا الآن ؟ أإنتهي كل شئ ؟ أهذه هي النهاية المتوقعة لكل خوفي و ارتيابي بل و أخطائي ؟ لقد تشردت مجددا


صمت رهيب داخل الغرفة يحمل معه فقدان الهوية ، فقدان النفس ، فقدان حياة بأكلمها 
لأجد فجأة ذلك الباب يُفتح من قبل شخص غريب يحمل معه حقيبة غريبة الشكل مثله ، شكله مألوف لي و كأن سبق لي ان اتحدث معه و لكن الأغرب من ذلك هو أن منذ لحظة دخوله و بدأ كل شئ بالتغير و كأنه يعيد الروح التي غابت عن المكان منذ فترة ، كانت كل خطوة له اتجاهي تحمل معها إحياء ذكرى جميلة أو منحها الروح من جديد 
بدأ يقترب مني أكثر ف أكثر إلي أن وقف أمامي و نظر إليّ دون أن يتفوه بكلمة واحدة ، فقط مد يده ليساعدني 
طال الصمت و طال نظري إليه و لكني شعرت بشئ من الراحة منذ أن أقترب مني ، مددت يدي ليمسكني لأجده يساعدني لأنهض ... و من ثم أحتضنني لأجد نفسي أغيب عن الوعي تماما بين ذراعيه

***
القصة 3

إشعاع
يارا حسني


كنت أعدو على ذلك الخط الفاصل بين الواقع والخيال , لا أعلم هل أحلم أم أن ما أمر به واقع , تعمدت صدم ساقي في صخرة اثناء عدوي لأستيقظ وأفيق من حلمي ولكن لم يحدث , بل آالمتني كثيرًا , نظرت خلفي لأفزع أكثر , لقد اقتربوا مني للغابة , أمتار قليلة وسأكون عشاءًا لهم الليلة ..
فجأة أبصرت بابًا ذهبيًا صغيرًا على حائط صخري , أعلاه كتبت بشكل مطبوع كلمة (الخروج ).
لم يكن أمامي أي خيارات أخرى فلا يوجد ما هو أسوأ مما أعانيه الآن , وثبت نحو الباب أمسك بالمقبض ليفتح بسهولة , دخلت في ظلام دامس ودفعته بظهري لأظمئن من انغلاقه , سأظل هنا حتى يملون وينصرفون , لكن للعجب اختفت أصواتهم تمامًا ولم اشعر أن أحدهم قد مس الباب .
حاولت فتحه مرة أخرى لأتلصص على المشهد خارجًا , تحسست بحثًا عن مقبض فلم أجد , الباب لا يفتح من الداخل وليس أمامي إلا السير في الظلام الدامس أو الموت في مكاني , بدأ داخلي يهدأ مع الظلام الذي يتبدد رويدًا رويدًا دون سبب واضح , لكن الهدوء سرعان ما تحول إلى فزع بالغ والظلام ينكشف عن القادم نحوي , القادم الذي كان أسوأ كوابيسي ..

يبدو أنها مصيدة لفئران كبيرة الحجم ، من أوقعنى هنا فى فخ هؤلاء الذين يثيرون أشمئزازى ؟ شعرت بدوار ، كدت أسقط على الأرض من الإعياء ، كان على أن أقاوم ،غير أن الحسنة الوحيدة من رؤيتى هذه المخلوقات الكئيبة هى أنه ينبعث من عيونها ضوء يسمح لى بالرؤية الطفيفة ، كل ما فعلته هو أننى لذت بجدار شبه مائل تكسوه العناكب ويتكأ إلى صخرة كبيرة ، حاولت أن ألتقط أنفاسى اللاهثة من الجرى من وحوش هذه الغابة التى لم أرى مثلها منذ أن تلقيت عملى " بمركز البحوث العلمية " التابع لهيئه العلماء بزيورخ ، إنها مجموعة من الثعابين والضفادع العملاقة ، والتى يتضاعف حجمها عدة مرات بالمقارنة بالمألوف منها ، شعرت برغبة هائلة بالبكاء لما تذكرت بيتى وموطنى الذى كان أقصى من السعى إلى القمر حبوا ، حاولت أن أحرك الصخرة الكبيرة فإذا بها تتحرك شيئا يسيرا ؛ لأرى من ورائها شعاع نور ، وإذا بالفئران تتقافز من حولى وتبتعد كلما أتسعت بقعة الضوء إلى هذا الظلام المفزع ، وما أن تجلى ضياء الشمس حتى هالنى ما رأيت ، أنها قبيلة من الضوارى التى أصابها ما أصاب الثعابين والضفادع وحتى الفئران من إشعاع ضاعف حجمها للحد الذى علت فيه أعناقها على الأشجار ، كدت أن أسقط مغشى على وأنا أتابعها تتبختر ما بين وديان الغابة ، اللعنة على التفجيرات النووية التى شيطنت هذه المخلوقات ؛ لتحدث هذه الطفرة العجيبة على الحيوانات التى مع ضخامتها وتوحشها فأنها سريعا ما تموت ! 
حاولت أن أسيطر على الوضع قدر الأمكان ، و أدركت من سلوك فئران الكهف المظلم أنها تخاف من النور ؛ فحملت كشافى الصغير وتوجهت به إلى الإتجاه المعاكس وذلك رغم شعورى أن الأكسجين يقل تدريجيا ، يا ألهى أن لم يكن من الموت بدا فلا تعذبنى كثيرا ، وبعدها بأمتار قليلة رأيت فتحة كبيرة أعلى سقف هذه المغارة العجيبة ، حاولت أن أصعد إليها ، وبحثت حولى عن صخرة أو أكثر يمكنى بواسطتهم أن أرقى إليها ، وحدث وصعدت وأنا أحمل فى جيبى عينة دم لأحد فئران المغارة ، وبعدها رأيت مشهدا أخيرا للغابة المشيطنة بفعل التسريبات الأشعاعية ، وليتناولنى دبا عظيما فى قبضته ، ولأشعر بأصابعه تكاد تحطم عظامى ، يا ألهى كيف الخلاص ؟! وقبل أن يلقى بى بين شدقيه ، هبطت جذوة من النار خلفه ؛ لأن البركان الخامد قد بدأ يلقى بشرره ، وكان لهو الفضل فى نجاتى مما رأيت من أهوال ، جريت بأقصى سرعتى إلى خارج هذا الحتف الكبير بأحد أكبر غابات أوروبا قرب زيورخ ، ويبدو أن الحيوانات قد شعرت بالخطر الكبير أيضا وسارعت بالفرار هى الأخرى ، وأخيرا حملتنى عربة نقل كبيره كانت تحمل الأخشاب إلى العمار وأنا لا أكاد أصدق أننى لا أزال حيا

***
القصة 4

فلسفة الأوتوكاد 
أمل عبدالله


كنت أعدو على ذلك الخط الفاصل بين الواقع والخيال , لا أعلم هل أحلم أم أن ما أمر به واقع , تعمدت صدم ساقي في صخرة اثناء عدوي لأستيقظ وأفيق من حلمي ولكن لم يحدث , بل آالمتني كثيرًا , نظرت خلفي لأفزع أكثر , لقد اقتربوا مني للغابة , أمتار قليلة وسأكون عشاءًا لهم الليلة ..

فجأة أبصرت بابًا ذهبيًا صغيرًا على حائط صخري , أعلاه كتبت بشكل مطبوع كلمة (الخروج ).
لم يكن أمامي أي خيارات أخرى فلا يوجد ما هو أسوأ مما أعانيه الآن , وثبت نحو الباب أمسك بالمقبض ليفتح بسهولة , دخلت في ظلام دامس ودفعته بظهري لأظمئن من انغلاقه , سأظل هنا حتى يملون وينصرفون , لكن للعجب اختفت أصواتهم تمامًا ولم اشعر أن أحدهم قد مس الباب .

حاولت فتحه مرة أخرى لأتلصص على المشهد خارجًا , تحسست بحثًا عن مقبض فلم أجد , الباب لا يفتح من الداخل وليس أمامي إلا السير في الظلام الدامس أو الموت في مكاني , بدأ داخلي يهدأ مع الظلام الذي يتبدد رويدًا رويدًا دون سبب واضح , لكن الهدوء سرعان ما تحول إلى فزع بالغ والظلام ينكشف عن القادم نحوي , القادم الذي كان أسوأ كوابيسي ..
ومر أمامي شريط حياتي بداية من اختياري لمجال الآثار الذي جني علي ومن الواضح أنه سيودي بحياتي مرورا بإيماني الشديد بوجود مقبرة في هذا المكان وثبوت يقيني وحدسي ثم اقتحامي لتلك المقبرة في ضواحي تلك المدينة المهجورة ضاربا بكل المخاطر عرض الحائط محركا شراع سفينتي بشغفي متوقفا عند هذه اللحظة.
فإذا بمجموعة من أشباه البشر هؤلاء يمسكون بمصابيح للإنارة مقبلون نحوي فلم ألبث أن اكتشفت أن كلمة خروج ما هي إلا فخ ، لا أدري كيف لم اكتشف ان طباعة تلك الكلمة يعني انها لاتنمتمي للحقبة الزمنية لتلك المقبرة وأن هؤلاء القوم من أشباه البشر الذين كانوا يلاحقوني ما هم إلا خدعة أخري اوهمتني بثبوت وجود لعنة الفراعنة في تلك المقبرة .
كلما اقتربوا ازدادت رهبا وتيقنت بدنو نهايتي وكان قلبي مع كل خطوة يترك مسكنه حتي ظننت أنه سيستقر في يدي منخلع وتتعالي دقاته مسموعة وكأنه يعلن أن هذه نهايتك ياهذا عازفا بدقات مقطوعة فزع ، ولكن لم يلبث أن قطع تلك المقطوعة إنحناء أولئك القوم أمامي في ذهول مني وعدم استعاب لما حدث ولم أدري ما العلة ؟ .
ولكنها بارقة أمل يخبرني بأن النجاة ممكنة وأن ثمة لغز ما يجب أن يهتك ستره.
قام اثنين منهم بحملي كأني ملك متوج علي عرش -في ذهول مني - ثم انزلني علي كرسي يبدو وكأنه للملك صاحب المقبرة وانحنو لي مجددا ، لكن وجود ذلك العرش في مثل هذه المقبرة لا يزال لغزا كبيرا .
قام أحدهم بتقديم الطعام لي وبعدها حملوني إلي غرفة بها سرير عتيق ولكنني مازلت لا أفهم شيءا مما يحدث و يدور في رأسي ألف سؤال ولكن لم أجد إجابة بعد . 
مضي قرابة يوم علي هذا الوضع مع وجود حرس علي الباب من الخارج ، وأنا مازلت لا أدري ما العلة ؟! إلا أني حاولت فك الرموز علي الجدران كمان أني بحثت جاهدا عن أي أدلة ، لم ألبث أن وجدت في إحدي القارورات التي في الغرفة بردية مكتوبة باللغة الفرعونية تحكي عن أسطورة ابن الاله الذي سيرث ملك أبيه وينثر العدل في الأرض فيعم السلام والرخاء والذي اختفي في ظروف غامضة وقطعت أشلاءه ونثرت علي طول مجري النهر .
بعد بحث وتمحيص واستدلال واستنتاج استطعت التوصل إلي ممر قادني إلي غرفة تتعامد بها الشمس علي كتاب غير عتيق ولا هو بالحديث ربما هو من حقبة زمنية أحدث قليلا من العصر الفرعوني إلا إنه ممتزج اللغات من حديث وقديم ، ما إن قرأته حتي هتك ستر المجهول وتلاشي ذاك الحجاب ووضحت الرؤية .
يحكي ذلك الكتاب عن تاريخ هؤلاء القوم من أشباه البشر ، إنهم بشر عاديون في تكوينهم إلا أن أفكارهم قد جعلتهم يلبسون حللا متشبهين بوجه حيوان ما، يدعي وجه كاميتوس وإن له من الدلالة فهو يدل علي الإنتماء لذلك الإله الذي اخذ رمز القوة والذكاء المستمد من التشبه بذلك الحيوان والاسم مستمد من كلمة كيمت وتعني مصر مما يوحي بالارتباط الشديد بالموطن الأم.
يذكر ذلك الكتاب أن هؤلاء القوم هم قبائل الأتوكادا يعيشون في هذه المدينة المهجورة منذ أمد طويل متوارثين نفس العقيدة ومنهج التفكير ، إلا أنهم قد يغلب علي الأجيال الحديثة منهم تأثرهم البسيط بالمدنية في بعض الاختراعات التي يسبقهم بها العالم الخارجي بمائة عام .
يعتقد هؤلاء القوم أن أول من يكتشف تلك المقبرة هو الذي سيكون علي يده خلاص مدينتهم وجمع أشلاء ابن الإله حسب معتقداتهم وسيكون له قوة خارقة بحسب اسطورتهم تلك ولذلك انحنو لي .
فقررت أن أتصرف وكأنني بالفعل قد أمتلكت تلك القوة وحاولت إقناعهم بقوتي فأخرجت هاتفي المحمول والذي هو عجاب بالنسبة لهم فقمت بعرض صور لأحشاء ممياوات -كنت قد احتفظت بها - فإذا بالذهول قد انتابهم وحاولت إقناعهم بأني اعرف جيدا أين دفن كل جزء من ابن الإله و عرضت لهم أجزاء من الخريطة علي جانبي مجري النيل حتي اقتنعو وتركو لي حرية الخروج من تلك المقبرة بدون حرس وذلك لتفادي هدم مملكتهم المعزولة ولكنهم أخذو هاتفي لاعتقادهم بأن به جزء من تلك القوة التي أضمرها ، فتركته لهم معلنة لنفسي الحرية لا تقايض بالماديات .

***
القصة 5
 لم ننتهِ بعد
شيماء البدوي
كنت أعدو على ذلك الخط الفاصل بين الواقع والخيال , لا أعلم هل أحلم أم أن ما أمر به واقع , تعمدت صدم ساقي في صخرة اثناء عدوي لأستيقظ وأفيق من حلمي ولكن لم يحدث , بل آالمتني كثيرًا , نظرت خلفي لأفزع أكثر , لقد اقتربوا مني للغاية , أمتار قليلة وسأكون عشاءًا لهم الليلة ..
فجأة أبصرت بابًا ذهبيًا صغيرًا على حائط صخري , أعلاه كتبت بشكل مطبوع كلمة (الخروج ).
لم يكن أمامي أي خيارات أخرى فلا يوجد ما هو أسوأ مما أعانيه الآن , وثبت نحو الباب أمسك بالمقبض ليفتح بسهولة , دخلت في ظلام دامس ودفعته بظهري لأظمئن من انغلاقه , سأظل هنا حتى يملون وينصرفون , لكن للعجب اختفت أصواتهم تمامًا ولم اشعر أن أحدهم قد مس الباب .
حاولت فتحه مرة أخرى لأتلصص على المشهد خارجًا , تحسست بحثًا عن مقبض فلم أجد , الباب لا يفتح من الداخل وليس أمامي إلا السير في الظلام الدامس أو الموت في مكاني , بدأ داخلي يهدأ مع الظلام الذي يتبدد رويدًا رويدًا دون سبب واضح , لكن الهدوء سرعان ما تحول إلى فزع بالغ والظلام ينكشف عن القادم نحوي , القادم الذي كان أسوأ كوابيسي ،
ظللت أغلق عيني وأفتحها مرات ومرات علّي اتخيل ولكن كل مرة هو نفس الشكل المذهل المريب إنه عملاق مارد ، لا ليس ماردًا هو قد تخطى حتى شكل المارد الذي كنا نشاهده بأفلام الرعب والخيال ، طوله يتجاوز المترين ، يكاد عرضه يتخطى الباب قليلاً ، إنه أقرع ذو عينين لامعتين تكاد تشعر أن بهما شرراً على وشك أن يتطاير لا تعرف لهما لوناً محدداً أهما خضراوين أم يغلبهم الصفار المتوهج حد الغليان فتجده تارة محترق كالنار ، سألت نفسي هل هذا هو عملي السيئ ؟ هل وافتني المنية ؟ ، أخذت أتحسس جسدي وألتمس نبضي لأجد قلبي لا زال ينبض إنني لاتزال تدب في الحياة ، " أنتِ حية لا تقلقي " فوجئت بتلك الجملة بصوت أجش ذو رهبة رغم حشرجته وكأنما يأتي منذ زمن بعيد وأرهقته المسافات والأيام ! ، إن هذا الكائن الضخم يتحدث ويلوح بيده الوحيدة أما الأخرى فتكاد تكون متآكلة إثر حرائق متتالية إنها كمن غرس فيها سيخًا رفيعًا ملتهبًا وظل يكرر ذلك مرات ومرات ، بدأ يقترب مني شيئًا فشيئًا حتى قدماه لا يكاد يستطيع السير عليها ، الخطوة ثقيلة تجر الأخرى ، دقات قلبي تتسارع ، أكاد أشعر أن قلبي سيكون بيدي من هول الموقف ، وما أن هممت بالصراخ لم أستطع ، شيئًا ما يمنعني أريد أن أصرخ من أعماقي إنني أعاني إنني خائفة جدًا أريد أن أُعبِّر حتى عن خوفي ولو بالصراخ كنت لا أحب أن أصرخ في حياتي وأعتبر الصراخ نوعًا من الضعف ولكنني الآن أريدُ أن أصرخ ولا أبالي إنني على هاوية الخسارة أو الضياع لم يعد شيئ يهم ، خاصًة وهو يلتهمني بنظراته الشرسة المتوهجة وهو لا يزال يقترب بخطاه المثقلة تجاهي ، ولقد شعر بما أودُّ أن أفعله ، وجدته يقول لي " لا تحاولي لن تستطيعي الصراخ ولا أنصحك بذلك فستحترق صرخاتك وتتحول إلى نار تحرقك الأفضل لكِ أن تصمتي تصمتي فحسب " كتمت أنفاسي من شدة الخوف ، لم أعد أستطيع أن أتنفس ، حتى النفَس صارَ محرمًا علي أو شبه مستحيل ، لقد ذهب الأكسجين من حولي إنني أكاد أختنق وأشعر أن روحي تُسحب مني تدريجيًا وليت المنية توافيني لتريحني من هول ما أنا فيه ، ورحت في غفوة مكاني لبرهة لم أعد أرى شيئًا حولي لم أعد أشعر سوى بروحي تسحب مني ، إحساس غريب لا يوصف إنني أفقد السيطرة على جسدي ، ولم أفق إلا على يده تقذفني بلكمة على وجهي كانت كصدمة بحائط فولاذي صلب ، وأجلسني مكاني ، محاولًا تهدئتي من روع الموقف ، حيث أن كل جسدي ينتفض إن كل ذرة فيّ تشكو إليّ إنني غير مطمئنة إن جسدي يتألم وروحي تئن ، وقلبي يبكي بلا دموع حتى الدموع أردت أن أسكبها علي أهدأ قليلًا ولكن حتى دموعي خانتني وغدرَت بي لقد غادرتني هي الأخرى ....
وأخيرًا بعد أن ابتدئت أن أهدأ مقنعة نفسي ماذا سيحدث بعد كل ماحدث هل سأموت ياليتني مت وكنت نسيًا منسيًا قبل تلك اللحظة ، لم يعد شيئًا فارقًا وهنا سألته بعد أن استجمعت شجاعتي " من أنت ؟ " أأنت إنسي مثلنا أم ماذا أم أنك شيطان رجيم أم مخلوق من المخلوقات العجيبة التي قرأنا عنها في الأساطير كثيرًا ؟
هدأت عيناه قليلًا لأجد لون فيروزي خفيف يظهر لي ، وبدأ السلام يغط على وجهه ، آه كيف يجتمع كل ذلك الشرر السابق مع تلك النظرة الهادئة وذلك السلام ؟
" أنا إنسان مثلك ، ولكنني لست من هذا الزمن إنني هنا منذ زمن بعيد " " وكنت أتمنى لو يأخذني الله إليه ولكنني أعاني من لعنة أيامي إنها اللعنة أنا أعيشها ولا أعرف متى ستنتهي ؟ "
صوت قطرات مياه كصنبور ماء تالف يقطر ولكنها قطرات حزن صوتها يئن من اليأس والألم ! حتى بكاؤه ثقيل غزير ، وصار يتصبب عرقًا واغرورقت عيناه دمعًا ، وفجأة تحول ذلك المارد إلى أضعف إنسان يمكنك أن تراه !
هممت لأربت على كتفه ، لقد زالت الرهبة ، وتحولت إلى شفقة وحزن مضجع ، ولكن ما إن هممت بذلك وجدته يوقفني ، ويبلغني لا أرجوكي ، لا أريدك أن تتأذي مني أو تؤذيني " أنتِ لا زلتِ لاتعرفين شيئًا عني " ولكن ماذا عنك ما الذي أتى بك إلى هنا أأخطأتي أنتِ الأخرى مثلي ألكِ أخطاء لا تغتفر مثلي !
لم أستطع أن أجيب ، فأنا لا أعرف حتى من أنا ولا ماذا أتي بي إلى هنا إنني أكاد أكون فقدت ذاكرتي منذ أن دخلت ذلك المكان المظلم المفزع ، وقاطعته قائلة " دعكً مني قل لي أبلا ما الذي أودى بك إلى هذه الحالة أتريد حقًا أن تموت ؟ وأي أخطاء تلك التي ارتكبتها حتى توصلك لهذه الدرجة ؟
أجابني قائلًا :- إن مجرد الحكي يؤلمني ويذكرني بكل ندبة آلمتني في جسدي ، ويبدو أنك فقدتِ الذاكرة مثلي أول ما أتيت إلى هذا المكان ، أو أنكِ لا زلتي متحفظة ولديكِ أمل بالخروج من هنا دون أن نعرف عنكِ شيء ،، أياً كان لا يهم ، ليتني أموت ، هل تعجبك حالتي هذه ؟ أنا معذب لست حيًا ولا ميتًا ، كله بسبب أخطائي لقد دفعت الثمن غاليًا من عمري وأعمار سابقة إنني أشعر أنها لعنة الله لي في الأرض ، لقد كنت قاطعًا للطرق أسرق مع مجموعة أصدقاء لم يتبقّى منهم سواي لقد ارتاحوا لقد ماتوا وتركوني أنا أتعذب وحدي وأدفع الثمن وحدي ربما لأنني أنا كنت القائد لا أدري وكنت الرأس المدبر ، صرخ فجأة آه ، فسألته ما بك ؟ أجابني :- لا شيء بعض الوخزات تأتيني من حين للآخر لا تشغلي بالك ، لم أعرف إسمك حتى الآن ما اسمك فأخبرْته ، ظل يردد الإسم على نفسه قائلاً وردة ؟ اسم جميل ولكن لا يمكن لوردة أن تكون قد فعلت أخطاءًا ثمينة تودي بها إلى هنا مثلي ، قاطعته :- وما يدريك ليست بالأسماء يا.... وسألته وأنت لم تخبرني ما اسمك ؟فأجابني" ثائر " اسمي ثائر ويبدوا أنني كنت ثائراً فعلاً هائجًا في الشر وليس الخير وها أنا قد كتب علي لأعيش وأستمر في حياتي ثائرًا دون جدوى ، يبدوا أن الله تعالى مازال لم يقبلني أو أن الآخرين من ماتو أو تعذبوا بيدي لم يسامحونني ، لقد أخطأت كثيراً ، لقد كنت لم أكتفِ فقط بالسرقة وقطع الطرق لقد كنت أغتصب النساء وأختطف من تعجبني منهن لتقضي معي القليل من الليالي ثم أقتلها كي لا تفتش سرنا ، وأخذَ يصرخ صرخة لو كان لها دويًا لأوقعت كل قمم وأبراج العالم ، إنها صرخة أنين على ندم ، وأخذ يبكي بكاء الملهوف الحزين ، وظل يردد " يا ليتني مت قبل أن أفعل كل ذلك " ياليتني مت قبل أن أصل لتلك المرحلة ليتني أقابلك يا الله وأتعذب في آخرتي ، إنني أتعذب ضعفين ولا أعرف ماذا ينتظرني في الآخرة " ، ابتعلتني غصة في صدري لم أكن أعرف أانا حزينة عليه أم على نفسي ، أنا التي كنت بالفعل يطلق علي وردة ، هادئة لا يخرج مني سوى طيب الكلام كما الورد ، ثم مالبثت أن تحولت بعد أن تزوجت والدتي بعد وفاة والدي وأدخلت علينا ذلك الرجل الفظ البخيل ، الذي لم يكتفي بضربي وإهانتي يوميا ولكن قام بدسي في الشوارع لأسرح وآكل من عرق جبيني كما كان يقول ، الفتاة بنت الثالثة عشر ، تلطمت في الشوارع ، لتفترسني الذئاب هنا وهناك ، حتى صار لي أنياب نعم صار لي أنياب وصرت صاحبة أشهر أتيليه ، وتاجرة في البودرة ، لا تندهش لقد تاجرت في المخدرات ، أخبرت ثائر بذلك وهو ينظر إلي متعجبًا مذهولاً ، غير مصدق ، أكملت قائلة صدق يا عزيزي ، الأيام والنكبات ربما غيرت الإنسان من النقيض إلى النقيض ، لقد كنت أتاجر في أسوأ أنواع المخدرات وكانت فريستي دائمًا هم الشباب الصغار في السن ، لا أعرف ولكن أنا متيقنة أنه مات بسببي الكثير ، وها أنا قد أتيت إليك في هذا المكان العجيب ربما لأكفر عن ذنبي بالإكراه ولا أعرف إلى متى سأستمر ربما إلى أبد الآبدين ، فضحاياي كثر والألم الذي تركته في قلوب آبائهم لن يلتئم ولو بعد حين !
تأثر ثائر لكلامي غضب قليلاً ولكن هناك مرحلة من عمر الإنسان يصل فيها إلى أنه يتقبل فحسب ، يتقبل كل شيء وأي شيء ، لقد تقبلني وتقبل أخطائي ولكنه صار يتألم بشدة ووجدت النيران تلتف حوله من كثرة حزنه وشعرت بها شعرت بها تؤلمني معه لقد طالتني ، وظلت تأكل مني من كل ذرة في جسدي ، لم أستطع حتى أن أصرخ ، ولم أفق إلا على صوت والدتي تحاول إفاقتي ، لتعطيني الدواء المهديء ، فما أن أفقت حتى حمدت الله كثيرًا ظللت أهث أنفاسي واحدًا تلو الآخر ، إنني لم أتعذب ، لقد خرجت من هذا المعتقل ، إنني لا زلت حية ، ولكنني أتألم بفعل ذنوبي ولا أحد يستطيع أن يساعدني ، حتى والدتي المسنة التي خلا بها زوجها البخيل وتركها ليتزوج بأخرى ذات مال وجمال ، صارت لا حول لها ولا قوة ، وصرت مثلها كذلك ولكنني معذبة معذبة بذنوبي معذبة بآلام غيري ، إنني أدفع الفاتورة غالية جدًا وطوال العمر ، وانتبهت على كلام أمي المعتاد لي بعد كل نوبة " يا بنتي ألا تهدئين ؟ إنك تفزعينني كل ليلة ، ألا تفكرين قليلًا بربك ، إنه هو الرحمن الغفور " ، وكالعادة طلبَت مني أن أقوم لأصلي ركعتين لله علّه يرحمني ، قمت وطلبت الرحمة وتأملت في الكابوس الذي يأتيني كل ليلة وكل ليلة بشكل مغاير ، إنه ليس أسوأ كوابيسي ، لا إن ما أنا فيه هو الكابوس الحقيقي ، فأنا في مرحلة تصفية الحساب فمتى ينتهي أسوأ كوابيسي أم أنني سأظل في قائمة الإنتظار حتى أصبح مثل بطل كوابيسي في زمان غير الزمان ....
***
القصة 6
"حتي الرمق الأخير "

سارة علاء أبو السعود
كنت أعدو على ذلك الخط الفاصل بين الواقع والخيال , لا أعلم هل أحلم أم أن ما أمر به واقع , تعمدت صدم ساقي في صخرة اثناء عدوي لأستيقظ وأفيق من حلمي ولكن لم يحدث , بل آالمتني كثيرًا , نظرت خلفي لأفزع أكثر , لقد اقتربوا مني للغابة , أمتار قليلة وسأكون عشاءًا لهم الليلة ..

فجأة أبصرت بابًا ذهبيًا صغيرًا على حائط صخري , أعلاه كتبت بشكل مطبوع كلمة (الخروج ).
لم يكن أمامي أي خيارات أخرى فلا يوجد ما هو أسوأ مما أعانيه الآن , وثبت نحو الباب أمسك بالمقبض ليفتح بسهولة , دخلت في ظلام دامس ودفعته بظهري لأظمئن من انغلاقه , سأظل هنا حتى يملون وينصرفون , لكن للعجب اختفت أصواتهم تمامًا ولم اشعر أن أحدهم قد مس الباب .

حاولت فتحه مرة أخرى لأتلصص على المشهد خارجًا , تحسست بحثًا عن مقبض فلم أجد , الباب لا يفتح من الداخل وليس أمامي إلا السير في الظلام الدامس أو الموت في مكاني , بدأ داخلي يهدأ مع الظلام الذي يتبدد رويدًا رويدًا دون سبب واضح , لكن الهدوء سرعان ما تحول إلى فزع بالغ والظلام ينكشف عن القادم نحوي , القادم الذي كان أسوأ كوابيسي ..
أعرفكم بنفسي .. صالح أبو الخير " أكثر محامي مراوغ و ماكر قد تعرفه في حياتك ، لم أخسر قضية قط مهما كانت الظروف ، أفعل المستحيل لأكسب قضيتي و صدقني عندما أقول أنني قد أتحالف مع الشيطان من أجل مصالحي ، فعلت كل المعاصي التي تخطر علي بالك و التي لم تخطر و كنت فخور بذلك .. حتي عندما هجرتني زوجتي بسبب سوء أفعالي ، طلقتها دون أن يرمش ليّ جفن و حرمتها من أولادها ، أتلاعب بالقانون .. في الحقيقه أنا القانون 
أما عن كيف وصلت إلي هنا و ما تلك الأشياء التي كانت تلاحقني في الغابه فحتي الآن أنا ليس لدي أدني فكرة و لازلت لا أصدق أن كل ما رأيته هو حقيقي و لكني أشعر بكل شيء .. مستحيل أن يكون ذلك حلماً ، لا أظن أن عقلي الباطن له قدرة علي ابتكار كل ما رأيته حتي الآن .. أيوجد ما هو أسوء ؟ 
ليتني حقا لم أسأل! 
بدأ الظلام يتلاشي و ظهر لي منظر طبيعي خلاب ، جبال خضراء يتخللها شلالات مياه غاية في الجمال .. كان هذا كفيل أن ينسيني ما عانيته في تلك الغابة الملعونه ، قاطع استرخائي رؤية فتاة شابه تضحك بنعومة بينما تروي الزهور و أمها العجوز التي تنظر لها بحنان .. تبدو أمها مألوفة لي كثيراً و لكني حقا لا أتذكر أين رأيتها من قبل 
قاطع تفكيري رؤية بعض المجرمين الذين هجموا علي الشابه الصغيرة و شرعوا في اغتصابها دون أن يساعدها أحد و بعدما أنتهوا قتلوها و القوها من فوق الجبل 
ها هي أمها العجوز تصرخ علي ابنتها .. تنادي العدل ليرد حق صغيرتها و يحاسب المجرمين 
و فجأة تذكرت .. إنها هي تلك المرأة 
لقد كنت أنا السبب في سلب حق إبنتها .. أنا من دافعت عن المجرمين و قدمت لهم البراءة علي طبق من فضة ..بينما إبنتها ذهبت في مهب الريح 
وجدتها أمامي .. العجوز و إبنتها ينظران إليً بغضب و قد تحولا لكتلة من النار ، كأنهم وحوش من الجحيم أرادت أن تبتلعني ، كنت أركض و أصرخ بأني كنت فقط أؤدي وظيفتي .. لست أنا المُلام .. عليهم أن يبحثا عن المجرمين و أن يقتصا منهم و ليس مني ! ، بينما كنت اركض و الخوف يعتصر قلبي و أصرخ كطفل صغير احترق إصبعه من الشمعة التي كان يلعب بها .. نظرت خلفي فلم أجدهما 
توقفت عن المشي لألتقط أنفاسي ثم تابعت سيري لأري مجموعة من الأطفال الصغار تلعب الكرة بمرح..لقد ذكروني بطفولتي..وددت لو ألعب معهم قليلا.. من الممتع حقا رؤيتهم يلعبون و لكن خوفي من عودة العجوز و ابنتها كان لا يسمح لي بأن أشاركهم لعبهم.. فجأة سمعت صوت احتكاك عالي بين إطارات السيارة و بين الطريق .. لحظات مرت لأجد السيارة صدمت الأطفال.. تركتهم قتلي و هربت سريعا 
عاودتني الذكريات مجددا 
لقد قبضوا علي السائق و لكني أخرجته من خلف القضبان و أضعت حق أطفال بعمر الزهور 
استخدمت كل الطرق الغير مشروعه لكي أخرجه ..نعم فهم يسمونني رجل المهمات الصعبة و كنت فخور جدا بطرقي هذه ..كنت فخور ببراءة الجاني و لم أفكر بالمجني عليهم ..دائما كنت أقول أنهم موتي.. معاقبة الجاني لن تعيدهم للحياه ..هكذا كنت أبرر لنفسي 
ركضت لأسعف الأطفال ربما أنقذهم و ربما مازال فيهم أحدا حيا و لكني شعرت بيد من النار حول معصمي..أنها يد أحد الأطفال .. لقد قاموا من موتهم أجساد من نار تركض خلفي لكي تطفأ نفسها في جسدي 
صرخت كما لم يفعل أحد في حياته قط .. لم أكن أظن أن حنجرتي ستأتي بكل هذا الصراخ.. ليتني أجد أحدا ليساعدني.. كنت وحدي .. ليتني أجد اصدقائي الذين كانوا يمدحوني بعدما أفوز بكل قضيه ..أين اختفوا الآن 
هذه هي نهاية الطريق ..هذه حافة الجبل .. نظرت أمامي لأجد شلال..قاعه غير واضح و أعيد النظر خلفي لأجد اجساد تشتعل بالنار .. ليس واحداً و لا إثنتين..إنهم مئات أو يزيد 
إما أن أحترق بالنار أو أموت غرقا بالماء .. لذلك دفعت نفسي للماء و بداخلي أتمني لو أنجو 
استغرق الأمر بضع دقائق لكي أقترب من القاع و لكن قبل الاصطدام تغير كل شي
تحولت كل هذه المياه إلي حمم و براكين من نار .. " أنه الجحيم يا سادة "
كانت هناك بحيرات بها حمم بركانيه و كان هناك أشخاص غريبه..ليست بيشر ..كانوا ضخام الجسد ، طوال القامه بأيديهم فأس كبير ..بينما هناك بشر يشتعلون بهذه النيران حولهم ، كان صاحب الفأس يمزق أي أنسان أمامه بفأسه الكبيرة هذه ثم يجمعه و يلقيه في بحيرة النار حتي يذوب كليا و بعدها أجده خلق من جديد ليحدث له مثل ما حدث منذ قليل ..الأمر اشبه عندما تموت في لعبه إلكترونيه و لك عدة حيوات تستخدمها .. لكن الوضع هنا مختلف ..هم يشعرون بكل العذاب هذا ..صراخهم قد أدمي أذني و مشاهدتهم هكذا أدمت عيناي و جحظتها .. كان صراخهم بشعا لدرجة لا توصف..لدرجه إني كنت أفقد الوعي و أفيق كل دقيقه تقريبا .. لا يمكن لأي كلمة أن تصف بشاعة ما أراه الآن .. فجأة ظهرت لي عدة مشاهد من حياتي .. أولها عندما رفضت أن أتزوج بفتاة قد سلبت منها شرفها و رفضت الاعتراف بمن تحمله في أحشائها .. و للعلم لم تكن فتاة واحدة من فعلت بها هذا ..ثم رأيت دمعة كل من ظلمته و سمعت دعواته عليا..سمعت صدي الدعوات هذه يتردد في السماوات السبع
لا أعلم كيف مازلت حيا حتي الآن ..كيف لم أمت بسكته قلبيه من هول ما رأيته..أخذت أهدأ نفسي و أقنعها أنه مجرد حلم و سيزول ..لا يعقل أن يكون هذا حقيقة..حتي أني لا أشعر بحرارة اللهب ..و لكن من أسكت قلبي حقا..هو رؤية المشهد الأخير ..لقد تذكرت آخر ما حدث لي.. حادث السيارة ..أري نفسي مغطي بالدماء من كل مكان..يبدو أن الحادث مروعا..هل مت؟ .. هل هذه هي حياتي الأبديه.. النار!! 
سمعت صوت ضحكات عاليه ، إلتفت خلفي لأجد أنها من صاحب الفأس نظر في عيناي و هو يقول " مرحبا بك في الجحيم " ثم ضربني بفأسه لأشعر بجسدي يذوب تحتها 
أنتفضت فجأة من مكاني لأجد نفسي في مشفي ما ..بينما الطبيب يمسك جهاز الصعقات المخصصه لإنعاش قلب المريض ، و رغم أنه ذعر عندما رأني أفتح عيناي فجأة هكذا..إلا أنه تنفس الصعداء لأنه لم يخسر مريضه 
حتي أنا تنفست الصعداء عندما علمت أن كل ما حدث ليس واقعا ..لكنه لم يكن مجرد حلما أيضا .دقائق و وجدت أولادي و زوجتي السابقه حولي ..يبدو أنني كنت في غيبوبه لفترة طويله جدا..طويلة لدرجة أن أجد أطفالي الصغار أصبحوا رجالاً و أن زوجتي الجميلة أصبحت عجوز .. طويلة لدرجة أن خط الشيب شعري.. يبدو أن وصيتي بأنه في حالة حدث لي حادث و أصبت بغيبوبة .. فأني أوافق علي أن يمدوني بالأكسجين حتي الرمق الأخير ..حتي لو استمرت غيبوبتي للأبد .. و يبدو أيضا أنني أصبحت مفلس ..كل الأموال التي جمعتها ..كل تلك الكنوز ضاعت في هذا المشفي الذي أرقد فيه ....كان وجودي هناك مكلف جدا ..لكني ممتن لكل شيء ..لا يهمني شبابي الذي ضاع دون أن أشعر به.. و لا أموالي..لا يهمني غير عائلتي..سأتغير .. سأحيا ما تبقي ليا معهم في سعادة ..بعيد عن أي أعمال مشبوهه أو غير قانونيه..سأتوب عن كل أخطائي..سأهرب من ذاك الجحيم اللعين..سأغير حياتي بأكملها سأصلح كل أخطاء الماضي.. حتي لو بعض الأخطاء لا يتم إصلاحها و لكني سأحاول حتي آخر نفس ليا.. سأحاول حتي الرمق الأخير 
-تمت-
#سارة_علاء

***
القصة 7
 إقرانى وستجد نفسك بداخلى
انتصار محمد 
كنت أعدو على ذلك الخط الفاصل بين الواقع والخيال , لا أعلم هل أحلم أم أن ما أمر به واقع , تعمدت صدم ساقي في صخرة اثناء عدوي لأستيقظ وأفيق من حلمي ولكن لم يحدث , بل آالمتني كثيرًا , نظرت خلفي لأفزع أكثر , لقد اقتربوا مني للغابة , أمتار قليلة وسأكون عشاءًا لهم الليلة ..
فجأة أبصرت بابًا ذهبيًا صغيرًا على حائط صخري , أعلاه كتبت بشكل مطبوع كلمة (الخروج ).
لم يكن أمامي أي خيارات أخرى فلا يوجد ما هو أسوأ مما أعانيه الآن , وثبت نحو الباب أمسك بالمقبض ليفتح بسهولة , دخلت في ظلام دامس ودفعته بظهري لأظمئن من انغلاقه , سأظل هنا حتى يملون وينصرفون , لكن للعجب اختفت أصواتهم تمامًا ولم اشعر أن أحدهم قد مس الباب .

حاولت فتحه مرة أخرى لأتلصص على المشهد خارجًا , تحسست بحثًا عن مقبض فلم أجد , الباب لا يفتح من الداخل وليس أمامي إلا السير في الظلام الدامس أو الموت في مكاني , بدأ داخلي يهدأ مع الظلام الذي يتبدد رويدًا رويدًا دون سبب واضح , لكن الهدوء سرعان ما تحول إلى فزع بالغ والظلام ينكشف عن القادم نحوي , القادم الذي كان أسوأ كوابيسي ..
هل هذا حلم ؟ لا أعلم ما أنا به ، ما هذا الشئ هيكل عظمى أمامى يتوجه نحوي ، انتابني الفزع أسرعت مهرولآ لا أعلم أى اتجاه وهو خلفى مسرع ، كلما أختبئت بمكان أنظر فأجده هو أمامى فأركض وأركض و هو خلفى ، 
أين المخرج ؟
لا أجد سوى طريق أمامى أسرعت إليه، وجدت نفسي بمقابر تحاصرنى من كل اتجاه ، لا مخرج لي منها ، 
تتحطم المقابر أمامى ويخرج منها أشباح فى شكل هياكل عظمية يتجهون نحوي والفزع أوقف عقلي عن التفكير ، ساقي تؤلمنى و أنا صامد بمكاني .
رأيت شجرة من بعيد أسرعت إليها لأختبئ بها ، تصدمت بشئ أمسك بي.. المنظر بشع، شبح ، هيكل عظمى ، وحش ، أم كل هذا ! لا أعلم ،
أصبحو أكثر من واحد فى إزدياد وأنا بالمنتصف هذا يأخذني و ذاك يمسك بي من هنا وهناك، أصابني الدوار ماذا أفعل؟ أسرعت إلي تلك الشجرة والزعر ينتابني ، 
أختبأت بأغصانها و سارت تحتضنى و تلتف بجسدي،


لا أستطيع التملق منها أخذتني بداخلها وهناك كانت المفاجأة!! أخذتني إلى الأسفل و ما رأيته ، كان مريع حرارة شديدة لا يتحملها بشر ، طريق طويل ونهايته سرداب ، يتوهج نور شديد ، أقتربت منه لأرى طاقة النور هذه لربما تخرجنى مما أنا به ،
رأيت ما لا يصدقه بشر.. تلك الوهج الشديد هو نار شديدة الأشتعال حول عرش يجلس عليه شيء لا أستطيع وصفه.. ذات عيون ناريه لم أستطيع أن أميز شيء أخر بتلك اللحظة ، فقدت كل احساسي ولم أستطيع السيطرة علي أى شىء بداخلى سوى أن أحاور نفسي بأن هذا حلم و لابد أن أستيقظ مما أنا به يا ألهى ماذا يحدث لى ؟
و أين المخرج؟ 
هل سأظل فى تلك هذا الحلم أو الجحيم لا أعلم !

أزدادت حرارة جسدى مما أفاقني حاولت السيطرة علي نفسي لأجد المخرج ، أزداد الأشتعال ف كل مكان حتى أشجار كانت ما أن تنبت تحترق..
أشكال غريبة لم أراها من قبل يقفون فى صف والكل يحاسب ويحترق ربما هم لم يرونى ولا أجد مخرج هل هم شياطين أم عمالقه ، لا أدرى!

طائر غريب الشكل يحلق فوق رأسي أنه يرانى ، يكاد يحدثني بلغته و أنا لا أفهم ظل يحاول وأنا لا أفهم،
كان يحلق فوقي سرت خلفه إلى أن وقف بمكان ووقفت أنا كذلك، أنسحبت لأسفل من فراشات فى غاية الجمال والروعة أزهار تملئ المكان من كل الألوان،
والأرض خضراء لم أرى مثل هذا من قبل الفراشات ف شكل حوريات صغيرة الحجم ، و لكن من شدة جمالها وألوانها لم تستطيع إغماض عينك من شدة الجمال ، سارت تداعبنى وتحاول إسعادى و لكنى أنا بالفعل كنت سعيد من جمال المنظر أخذونى إلي بحيرة فى غاية الروعة كل ما كنت أتمناه أن أظل فى ذلك المكان.. 
وبعدها ذهبت معهم إلى البستان الذى يملائه كل الفواكه التي أعجز عن تخيلها وطعمها اللذيذ.. وهم حولي يقدموا لي مما طاب أمسكوا بيدى وظللنا نسير بذلك البستان الذى ليس له نهاية على ما أظن. 
وقفوا بي عند بستان الزهور أقتربوا منها والزهور تتفتح بشكل كبير وينبع منها أروع العطور وينظروا لى و أنا أبتسم من جمال الطبيعة والخيال الباهر. 
وبعدها سيرنا إلى ما يبدو أحتفال بالفراشات وأمامهم عرش من الزهور تجلس عليه أجمل من بهم من فراشات تبدو مليكتهم، بدأو يتراقصنا ويحلقنا من زهرة إلى زهرة،

يقفون بصف واحد وبعدها بدائرة و من شكل إلي شكل وهما مبتسمين أقتربت من مليكتهم ألقت على السلام.

انها تحادثنى لم استطيع الإستيعاب! 
أخيرآ سأفهم ما يحدث لي.. 
قالت لى: طارق لما لم تفق أعجبت مما أنت به 
أجبت عليها: أنا لم أحلم وحاولت صدم ساقي وألمنى هذا ما أكد لي أننى لست بحلم ..
قالت لى: أعطينى يدك وأنظر الي و أغمض عينك.
وفعلاً فعلت ذلك ووجدت نفسي بغرفتى وبيدى كتاب أقرانى وستجد نفسك بداخلي. 
تذكرت أنني لم أصدق هذا وتعمدت قرأته لابرهن لنفسي أن هذا وهم ولكن وبالفعل أنه ليس وهم. 
أغلقت الكتاب وذهبت إلى الفراش.. كنت متعب من تلك الرحلة الرهيبة والعجيبة وشكرت الله على نجاتى مما كنت به.

***
القصة 8

الدُمية والدم 
سارة عبدالمنعم

كنت أعدو على ذلك الخط الفاصل بين الواقع والخيال , لا أعلم هل أحلم أم أن ما أمر به واقع , تعمدت صدم ساقي في صخرة اثناء عدوي لأستيقظ وأفيق من حلمي ولكن لم يحدث , بل آالمتني كثيرًا , نظرت خلفي لأفزع أكثر , لقد اقتربوا مني للغابة , أمتار قليلة وسأكون عشاءًا لهم الليلة ..
فجأة أبصرت بابًا ذهبيًا صغيرًا على حائط صخري , أعلاه كتبت بشكل مطبوع كلمة (الخروج ).
لم يكن أمامي أي خيارات أخرى فلا يوجد ما هو أسوأ مما أعانيه الآن , وثبت نحو الباب أمسك بالمقبض ليفتح بسهولة , دخلت في ظلام دامس ودفعته بظهري لأظمئن من انغلاقه , سأظل هنا حتى يملون وينصرفون , لكن للعجب اختفت أصواتهم تمامًا ولم اشعر أن أحدهم قد مس الباب .
حاولت فتحه مرة أخرى لأتلصص على المشهد خارجًا , تحسست بحثًا عن مقبض فلم أجد , الباب لا يفتح من الداخل وليس أمامي إلا السير في الظلام الدامس أو الموت في مكاني , بدأ داخلي يهدأ مع الظلام الذي يتبدد رويدًا رويدًا دون سبب واضح , لكن الهدوء سرعان ما تحول إلى فزع بالغ والظلام ينكشف عن القادم نحوي , القادم الذي كان أسوأ كوابيسي ..
-
ماذا أفعل! انهم يقتربون مني كثيرا انتهي الأمر حتما سأكون في يدهم، حاولت الإبتعاد عنهم إذ بباب ظهر بجانبي ومنه شعاع نور دفعت الباب مسرعا للتخلص من هذا الكابوس المزعج
ماوجدته وراء هذا الباب كان مدهشا رأيت حديقة مثمرة وإذ برجل عجوز علي مرمي بصري والتفت اللي الثمار يتساقط منها الدم وكانها تتلاشى وحل الظلام مرة اخري، اشعر وكان احدهم اقترب مني كثيرا حتي أشعر بانفاسه انه الرجل العجوز امامي مباشرة، قلت له من انت وماالذي جاء بي إلي هنا فاختفي ذهبت مسرعا لاأعلم الي اين اذهب الي ان ظهر أمامي نهر من الماء العذب فاغترفت منه حتى ارتويت فقد جف حلقي كنت لااكاد افتح عيني إذ بتمساح ينقض علي فرمي بي إلي الخلف اخذت ازحف إلي الوراء وإذ بعصا جانبي فأخذتها لابعده عني إذ بتمساح آخر يظهر لي لم أملك القدرة على التغلب عليهم ولكني فعلت
تابعت السير الي ان وجدت نفسي في صحراء قاحلة واشتد بي العطش وانا في طريقي رأيت ماء علي مد بصري فهرولت اليه مسرعا لكني لم أجد شيئا وإذ بشيخ كبير يجلس بعيدا فذهبت اليه مسرعا وقلت له أين أنا وما الذي جاء بي إلى هنا؟ لكنه لم يلتفت إليّ فنظرت إلي وجهه اذا به يسود سواد الليل ثم صرخ في وجهي قائلا اخرج من هنا والا ستهلك وفجأة تحول إلي رمادا تأخذه الرياح بعيدا، ففزعت من هول ما رأيت لم أستطع ان اجري فأنا لااشعر بقدماي ولكني واصلت السير فرأيت بيتا قديم يخيمه خيوط العنكبوت ذهبت لادخل هذا البيت لعلي أجد شيئا يدلني، ففتحت الباب ببطئ مترددا وإذ بخفافيش سوداء تملأ المكان وتطير نحوي وإذ بظل يعدو أمامي بسرعة البرق، أثناء بحثي في المنزل وجدت سلم داخلي إلي أسفل يشبه السرداب وداخله هياكل عظمية ثم أُغلق باب السرداب بغتة
فأسرعت نحوه فدفعت الباب بقوة وتابعت البحث داخل المنزل فوجدت صحيفة بها عنوان المنزل المهجور منزل متطرف من البلدة ومن خلال قراءتي عرفت ان هذا البيت كان يعيش فيه أسرة مكونة من خمسة أفراد من بينهما شخص مختل عقليا كان الابن الأكبر لهذه الأسرة، وفي احدي الليالي خرج من المنزل غاضبا وكانه ينصت إلى صوت شخص يأمره بالانتقام، فوجد صندوق قديم مكتوب عليه كلمات غريبة، ففتحه ووجد فيه دمية وسكينا فهمست له الدمية فااتسعت حدقة عينه وذهب اللي المنزل وباقي اسرته نائمون فقتلهم جميعا ولم يتم العثور عليه، لم اخف كثيرا فأنا كنت أهرب من الموت قبل قليل
فواصلت البحث داخل المنزل فاذ بأربع أشباح ملتفين حولي ثم إختفوا فجأة، فذهبت إلى الطابق العلوي فوجدت الدمية والسكين وسمعت صوت باب المنزل يفتح وكأن أحدهم جاء ليقتلني ويتخلص مني تملكني الخوف فنزلت لأرى من يكون هذا الشخص؟ فرأيت رجلا كثيف الشعر واللحية فإذا هو الابن المختل عقليا الذي رأيته في الجريدة، فاتجه نحوي والغضب يملأ عينيه حتما يريد أن يقضي عليّ لم أشعر بنفسي حتي طعنته بالسكين الذي وجدته، لم أكاد أتخلص منه حتي ظهر أمامي الأربع أشباح مرة أخري وكأنهم يقولون لقد أديت مهمتك وانتقمت لنا واتجهوا نحو السرداب
فخرجت من هذا المنزل ثم استيقظت علي صوت المنبه الساعة العاشرة صباحا تاخرت عن العمل كثيرا فنهضت من الفراش مسرعا تواقا إلى حياتي ممتناً ان هذا كابوسا وليس واقع، لقد كان من أكثر الكوابيس المزعجة التي رأيتها في حياتي
***
القصة 9

باب 
أمنية محمد 

(( كنت أعدو على ذلك الخط الفاصل بين الواقع والخيال , لا أعلم هل أحلم أم أن ما أمر به واقع , تعمدت صدم ساقي في صخرة اثناء عدوي لأستيقظ وأفيق من حلمي ولكن لم يحدث , بل آالمتني كثيرًا , نظرت خلفي لأفزع أكثر , لقد اقتربوا مني للغابة , أمتار قليلة وسأكون عشاءًا لهم الليلة ..
فجأة أبصرت بابًا ذهبيًا صغيرًا على حائط صخري , أعلاه كتبت بشكل مطبوع كلمة (الخروج ).
لم يكن أمامي أي خيارات أخرى فلا يوجد ما هو أسوأ مما أعانيه الآن , وثبت نحو الباب أمسك بالمقبض ليفتح بسهولة , دخلت في ظلام دامس ودفعته بظهري لأظمئن من انغلاقه , سأظل هنا حتى يملون وينصرفون , لكن للعجب اختفت أصواتهم تمامًا ولم اشعر أن أحدهم قد مس الباب .
حاولت فتحه مرة أخرى لأتلصص على المشهد خارجًا , تحسست بحثًا عن مقبض فلم أجد , الباب لا يفتح من الداخل وليس أمامي إلا السير في الظلام الدامس أو الموت في مكاني , بدأ داخلي يهدأ مع الظلام الذي يتبدد رويدًا رويدًا دون سبب واضح , لكن الهدوء سرعان ما تحول إلى فزع بالغ والظلام ينكشف عن القادم نحوي , القادم الذي كان أسوأ كوابيسي ..))

وجدته هو حاملا مصباحا يضيء هذه الظلمة، مبتسما ابتسامة ساخرة كأنه يعلم ما الذي يحدث، كنت أظن أن الطرق لن تجمعنا مرة أخرى، فهاهي قد جمعتنا، و بدلت مواقعنا، فهل يفعل معي ما فعلته معه؟
نظر أحدنا للآخر و تكلم هو أولا:
-أهلا..
-ما الذي أتى بك إلى هنا؟ 
- أتى بي ما أتى بك..
- و ما هو؟
- هل تعرف أن حروف ال ظ ل م أصل لكلمات كثيرة..
- ماذا تعني؟


- أتعرف أن المحيط الأطلسي سمي ببحر الظلمات، و أن الظَّلَم هو الجبل، ألم تسمع تعبير( أظلم من أفعى)، أو تعبير (من استرعى الذئب فقد ظَلم)؟ 
- و ما علاقة هذا بما نحن فيه؟
- ما مر بك حتى أتيت إلى هنا؟


- كنت في سفينة و اشتد الموج فغرقت و وجدت نفسي على شاطىء، فأخذت أبحث عن أشخاص أو طعام، فلم أجد، فجلست يائسا حتى ظهرت أفعى عملاقة، فرح أصرخ و أجري حتى ظهرت مجموعة من الذئاب صارعت الأفعى و قتلتها، كنت أظن أنها مشغولة بالأفعى فظللت أراقبها، و لكنها فجأة التفتت إلي و أخذت تعدو ورائي، فهربت و أخذت أجري الى أن وجدت جبلا صخريا به باب ذهبي فدخلته، مهلا، إن هذا وصفا لما قلت..
- أخيرا وصلت، أهلا بك في باب ( ظ ل م)
- كما في المعجم؟!


- نعم، أنت قابلت بحر الظلمات و الأفعى التي يضرب بها المثل في الظُلم، و آمنت للذئاب فظلمت نفسك و وجدت الظَّلَم ( الجبل) و خرجت من باب (ظ ل م)، و دخلت في الظُلمة لأنك ظالم و وجدتني لأني مظلوم، و أنت من ظلمتني..
جئنا هنا لنُظَلَّم، أنت تُظَلَّم أي تتهم بالظُلم، و أنا أُظَلَّم أي أُنصَف من ظالمي، أنت..


- لم أظْلِمَك..
- حقا؟ اذا لم أحمل مصباحا و انت لا؟ أليس الظُلم ظُلمات؟
- ماذا تريد مني؟
- لا شيء، انت الذي تريد..
- أخرجني من هنا..
- لم؟
- ألا تريد أن تخرج..
- لا أعرف، رؤيتك خائفا في الظلام تهون علي ظلامي..
- أنا آسف ..
- تعترف لتخرج؟ كلا، لن نخرج، سنظل في الظلام الذي لا يبدده سوى مصباحي..
- كلا، أنا نادم حقا، و أتفهم غضبك..
- اذا دعنا نظل في الظلام..
- حسنا..
.......................................
- كم مر علينا ؟
- لا أعرف..
- هل هي ساعات أم أيام أم سنوات؟
- لا أدري..
- هل لاحظت خفوت مصباحك؟
- نعم، و كنت أريد أن أحادثك في هذا..


- خيرا؟ مهلا، هل لاحظت هذا؟
- نعم، لقد توهج المصباح قليلا!!
- لم؟
- لا أعرف..
- أنا آسف حقا، هذه المرة لا مصلحة لي، فالمصباح قد خفت، و انت قد نسيت الطريق من طول بقائك في الظلام، سنظل هنا للأبد، يا للهول ما الذي أحمله؟

- تحمل مصباحا، لقد كانت كلماتك صادقة حقا، و أنا مللت من الغضب و الإحساس بالغبن، لقد عفوت عنك، يا الله، لقد أضاء مصباحي المكان كله، لقد ظهر بابا هناك، هيا نخرج..

- هل ترى ما رسم على الباب؟
- نعم أرى رسم عين
- مثل عدل، و عفو

(تمت)
***
القصة 10

 حرية معلبة 
تاريخ الصلاحية .. منتهي 
أحمد هارون

كنت أعدو على ذلك الخط الفاصل بين الواقع والخيال , لا أعلم هل أحلم أم أن ما أمر به واقع , تعمدت صدم ساقي في صخرة اثناء عدوي لأستيقظ وأفيق من حلمي ولكن لم يحدث , بل آالمتني كثيرًا , نظرت خلفي لأفزع أكثر , لقد اقتربوا مني للغابة , أمتار قليلة وسأكون عشاءًا لهم الليلة ..
فجأة أبصرت بابًا ذهبيًا صغيرًا على حائط صخري , أعلاه كتبت بشكل مطبوع كلمة (الخروج ).
لم يكن أمامي أي خيارات أخرى فلا يوجد ما هو أسوأ مما أعانيه الآن , وثبت نحو الباب أمسك بالمقبض ليفتح بسهولة , دخلت في ظلام دامس ودفعته بظهري لأظمئن من انغلاقه , سأظل هنا حتى يملون وينصرفون , لكن للعجب اختفت أصواتهم تمامًا ولم اشعر أن أحدهم قد مس الباب .
حاولت فتحه مرة أخرى لأتلصص على المشهد خارجًا , تحسست بحثًا عن مقبض فلم أجد , الباب لا يفتح من الداخل وليس أمامي إلا السير في الظلام الدامس أو الموت في مكاني , بدأ داخلي يهدأ مع الظلام الذي يتبدد رويدًا رويدًا دون سبب واضح , لكن الهدوء سرعان ما تحول إلى فزع بالغ والظلام ينكشف عن القادم نحوي , القادم الذي كان أسوأ كوابيسي
!.....................

هل كان فضولي هو السبب .. أم حلمي في أن اسلك هذا الدرب المزروع رعب وخوف وحيطة علي الرغم اني اظهر بمظهر الشجعان لمن يراني ؟
شجعان ؟ هههه يالا سخرية القدر !! عشت عمري ارفض كل (أمر ) في افعل ولا تفعل واليوم حبيس انا لأوامرهم البلهاء ومع كل مواجهه لهم أطلق ساقيّّ للريح !! هارب منهم او هارب الي غيرهم .. حلم المدينة الفاضلة.. الخط الفاصل ببن الواقع والخيال !! .. والابواب المغلقة ..
الأبواب المغلقة !!
افقت من غفوتي التي مضت كلمح البصر وانا اري بوضوح هذا الضخم الذي يقترب مني حثيثا خلفه بعض التابعين ..اراهم من حيث عتمتي والضوء يولد في المكان بهبّات اشعة متتالية كصرخات الوليد !! كان الضوء يأتي من خلفهم فصور اجسادهم بخيالهم عمالقة وواقعهم اقذام .. نعم فهذا اميرهم صغير القامة ضئيل الحجم ولكنه اكثرهم مكر ودهاء !! اصبح وجه لوجه معي واشار بحركة من يديه لتابعيه تعني التوقف .. ربت علي كتفي الذي يعلوه قرابة الشبرين وقال بصوت ٱمر صريح فلتتبعني !!
حيلتي في هذا الوقت لم تسعفني إلا بلإنصياع لإمره ..
نسيت ان اعرفكم بنفسي ..
اسمي احمد خالد توفيق ..سني تسعة وثلاثون عام متزوج عن حب .. حب !!
نعم خلتني لا استطيع العيش بدون حب !!
قطعا لست احمد خالد توفيق القصاص والروائي المشهور والذي تعاركت معه في خيالي في جُل ما كتب وتجاذبت معه اطراف احاديث مالبثت الا ان تصبح إسهاب في عرض وجه نظري بحديث ممتد قد يصل لصباح اليوم التالي الذي اقرأ له ..
تمنيت لو اقابلة وتمنيت لو اسأله لماذا تزرع ودياننا بالشك والظن والأثم !! 
تمنيت لو اسأله كيف تجيد وضع السم في العسل دون ان يُفضح امرك !! 
السم في العسل !! ربما كانت لعبة الإثارة والمتعة في كل مدعين الحرية والداعين لها !! 
ربما كانت متعتهم في ذلك رؤية ضحايهم وارواحههم تزهق وعيونهم غاربة تنظر الي اللا شيء تبحث عن حرية منطقها اليأس وسلاحهها الفوضي !! 
من جديد اعود لأفيق علي صوت هذا القذم المتضخم بسلطان اللا ضمير ومن معه من ثيران لا عقول لهم !!
بأشارة من يده يأمرني بالجلوس .. تململت في وقفتي بعض الشيء فصرخ في ان اجلس 
لا أدري لماذا نظرت في عينيه بنظره ضاحكة فيها سخريه وتحدي ولكنه من الدهاء ان فوت علي لحظه المتعه بالانتصار !!
لماذا خرجت بدون أمر ؟ كان سؤاله لي ينتظر الإجابه وكانت إيجابتي الصمت !!
هل ظننت انك تستطيع الهروب والفرار كما فعلت مع احزابك السابقه ؟ هل ظننت اننا جماعه الاخوان تستطيع الخروج منها وقتما شئت ويكون عقابهم لك التخوين والتشهير والسب والقذف !!
خلتك اذكي من ذلك !! 
وقف امامي وهو يجتهد ان تطول قامته بعض السنتيمترات وقال بصوت مرتفع جاد فيه خشوع متقن -نحن جماعة جهاد سخرنا الله لنصرة الدين واعلاء كلمة الحق - قالها وهو يوليني ظهره !! فسقطت من بين شفتي ابتسامة مرة ساخره !!
في اجتماعنا الأول للحزب اللبرالي الحر الذي انضممت اليه بعد خروجي من جماعة الاخوان المسلمين - والتي خرجت منها بعد أن هالني كم الفساد والافساد بأسم الدين -قالها رئيس الحزب الذي اتي بالإنتخاب من اعضاء اللجنة التأسيسية 
قال .. نحن حزب حر وهبنا انفسنا للدفاع عن الحريات !! في اخر اجتماع حضرته تسائلت اين اموال التبرعات ؟ الجميع نظر لي في شك وريبة ؟ نكزني الذي جواري وقال لي اصمت !! 
اكتفي الجميع بالنظر لي كرد علي سؤالي واستكمل رئيس الحزب حديثة بعبارة شديدة الاسف والحزن - نشاط الحزب علي صفحات السوشيال ميديا ضعيف جدا - لم اتمالك نفسي وضحكت بصوت مرتفع ازعج الجميع وتبعت ضحكتي بعبارة (ونشاطه علي ارض الواقع منعدم !! )كتم رئيس الجلسة غيظه وامرني بعدم الكلام !! وتجاوزت الحزب بإستقاله بعد ان استقر في نفسي ان الكل يتاجر والكل يتربح من تجارته وفقط .. فقط نحن وقود سيارتهم الفارهه وثمن تلميعهم في الاعلام ..
لا ادري كم من الوقت مضي وانا غارق في افكاري ولم اسمع من هذا القذم الذي امامي شيء ولم اشاهد سوي شفتيه تتحرك !!
لتنتهي حركة شفتيه بنظرة لي.. فيها شفقة ساخرة وإنتصار مزعوم ليلوي عنقه إلي من خلفه وإعطائهم إشاره بإمائة من رأسة ربما تعني الإجهاز علي !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجتمع مصر

اقتن نسختك الآن

اقتن نسختك الآن

التبادل الاعلانى

Discussion

جميع الحقوق محفوظه © دار إنسان للنشر

تصميم الورشه